Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

في عيد إنتقالها, العذراء غاضبة في كنيسة سانت ثوماس

إن الوضع المأساوي الذي يمرّ به أبناء شعبنا الكلدواشوري السرياني في وطنهم العراق وعلى مدى السنين الأربعة التي مضت,قد أصبح من التعقيد والغموض بما يلفت الإنتباه في الخوف والخيبة على مستقبله , فتعاظم ظاهرة الهجرة والتهجير جرّاء التخويف والتهديد بالقتل والخطف والوعيد والنهب والتجويع قد فاقت توقعات الكثيرين, وما يرد من إحصاءات بهذا الصدد تشير وتؤكد بأن إستمرار الحال على ما هو عليه الأن لا سامح الله معناه إفراغ العراق حتى من متاحف واثار هذا الشعب العريق بعراقيته , ففي تصريح لأحد رجال ديننا في العراق , يوضح ويؤكد بأن أكثر من نصف المسيحيين الكلدواشوريين والأرمن قد غادر العراق بعد أو بسبب سقوط نظام صدام ,وهذا ما يدفع بنا للسؤال الروتيني لكنه المهم أن ماذا وكيف يتوجب على أحزابنا ومؤسساتنا (الدينيه) عمله او التصرّف للمساهمة على الأقل في تحقيق خطوه تخفيف معاناة أهلنا و تذليل مسبّبات مغادرتهم الوطن.

في هذا المجال,لابّد لنا من الإقرار الصريح والجريئ في تحميل الأحزاب الكلدواشوريهالسريانية بمختلف أسمائها وإتجاهاتها , الجزء الأكبر من مسببّات هذا الترّهل المخيّب و المخيف الذي أصابنا مؤخرا, لذلك نبقى نؤكد ونؤكد بأنّ التعويل على دور ومواقف أحزابنا يكون إبتداءّ من النقطة التي ينتبهوا فيها جيدا إلى الذي يحصل من ظلم بحق أبناء شعبنا وما يترتب على هذه الأحزاب من عمل نظيف تقوم به ليتجسد في تكاتف جهودها في تحشيدها وتوحيدها سياسيا من أجل مواجهة حقيقية للمسلسل المخيف الذي نشهده , ونظافة وأمانة هذا العمل هو أحدى الخيارات الأساسية ألتي لا بديل عنها في مواجهة تفاقم هذه الحالة .

لكن يبقى دور الكنيسة ورجال ديننا اليوم ليست بأقل شأنا من الدور المناط إلى أحزابنا السياسيه , لكن بشرط لو أحسِن أداؤه وممارسته , خاصة حين يتعلّق الأمر بجانبه الإنساني, وأؤكد على الجانب الإنساني من الرسالة السماويه تحديدا والذي يتحتم تصنيفه في حقل أولويات واجبات كنائسنا , حيث أنّ تقديم الدعم المالي الخيري للمعوزين من خلال التبرعات لمساعدة أهلنا المحتاجين في العراق , علاوة على مهمّة بث روح المحبة والإلفة والتسامح فيما بين أبناء كنائسنا هي مساهمة في غاية الأهميه , ومن شأنها مساعدتهم في تذليل الصعاب التي تواجههم اليوم وهي بدورها ستفوّت الفرص حتى على الذين يستغلّوننا من خلال تسييس المعونات المادية التي تعرض على أهلنا من أجل تمرير مشاريع دينيةمستورده /أو قومية أخرى لا تمّت لنا ولا بكنائسنا بأية صله او منفعه . ومساعدة كنائسنا لابناء شعبنا هي بالتالي ستجعل أهلنا توّاقون أكثر للبقاء على الأرض و محافظين على إنتمائهم الديني الأصيل ضمن حاضنة كنائسنا الشرقية التاريخية.

في مناسبة كمناسبة إنتقال السيده العذراء على سبيل المثال, وهي مناسبة دينية يتجمّع ويلتقي فيها الالاف من مسيحيينا الكلدواشوريين في شتى أنحاء تواجدهم في بلدان المهاجر, وغالبا ما تكون الكنيسة هي المكان الذي تلتقي فيه الحشود , ويفترض أن تكون فرصة لا تفوّت من أجل نشر مشاعر وثقافات المحبة والألفة المتواصله بين أبناء شعبنا في الداخل والخارج, ومن ثمّ سيكون من الممكن إستثمار تلك المشاعر ممزوجة بقدسية المناسبة الدينية لإنتقال العذراء من أجل جمع التبرّعات المالية بأسم دعم أبناء شعبنا الذين هم بأمس الحاجة إلى المساعدة اليوم, وهذا , كما أسلفت, هو من صلب واجبات رجال ديننا, لكن الذي يحصل في بعض كنائسنا هو أمر مؤسف في حقيقة أمره !!!

و ما مراسيم إحتفالية إنتقال العذراء التي جرت في كنيسة ( سانت ثوماس ) في مدينة Turlok في كالفورنيا , , إلا نموذجا صارخا أوقفني مذهولا أمام تناقض وإزدواجية المشهد الذي تشهده فعاليات البعض من رجالات كنائسنا وفي كيفية ألتعامل مع هذه المناسبات الدينية وألأسلوب المتبّع في إستغلال مشاعر وعواطف أبناء شعبنا الدينيه في طريقة جمع المال. و لأهمية الموضوع سأسرد فقط ما جرى في هذه الكنيسه يوم عيد إنتقال السيدة العذراء, ناهيك عن ما يحصل في أروقة كنائسنا الأخرى في بقية أيام ومناسبات السنه.

حسبما ما سمعته من أحد أصدقائي الساكنين في مدينة تورلوك وعائلته , وماأكده لي صديق أخر من مدينة مونتريه, وكليهما كانا حاضران مراسيم القداس ووليمة العشاء التي أقيمت في هذه الكنيسة في ترلوك أنقل أليكم بأمانة ما سمعته من كليهما وأترك للقاريئ الحليم أن يحكم ويرى أين هي سيدتنا العذراء من هذه الأعمال!:

يقول صديقي الأول العائش في ترلوك وهو أحد أبناء رعية هذه الكنيسة الكاثوليكية , بأن الكنيسة المذكوره تحوي في داخلها ما يشبه مغارة متواضعه في حجمها وفي داخلها يوجد نصب تمثال جميل للسيده العذراء , ونافورة يجري منها الماء, أي أن المغاره في غاية الأناقة والجماليه , لكن , ويضيف صديقي قائلا: لقد إرتأى السيد الكاهن المسؤول في الكنيسة والملّقب (بيداويذ) بأن يغيّر ديكور مغارة السيده العذراء ليكون أكثر لائقا في جاذبيته ,وذلك حسب ما نقله صديقي , مضيفا : لقد إعترض البعض من روّاد وأعضاء الكنيسة على ذلك قائلين بأن المغاره الحالية جميله ولائقه جدا, ولا داعي لهدمها وصرف المبالغ الطائلة في الوقت الذي أبناء شعبنا في العراق هم بأمس الحاجة إليها!!! وهي (المغاره)لا تحتاج سوى إلى صيانة وتنظيف بين فترة وأخرى كجزء من عملية كنس وتنظيف الكنيسة التي تقوم بها مجموعى من النساء كعمل تطوّع ,لكنه أبونا القس المسؤول لم يعر أية أهميه لما قاله الناس, ومن أجل تنفيذ الخطّه ألتي في ذهنه , إستقدم مهندسا معماريا طالبا منه وضع تصميم جديد للمغاره بحجة أنه سيليق مقام سيدتنا البتول مريم العذراءلكن لا ندري إن كان التصميم الجديد أفضل من التصميم الحالي الموجود ,على أية حال, كلفة إجراء هذا التجديد غير معلومة ,والكلام لا يزال للصديق من ترلوك,و في مناسبة يوم إنتقال العذراء المقدّس والذي صادف يوم الأحد 13_08 _2006, وبجهد متميّز من قبل الكاهن المسؤول حضر إلى الكنيسة جمع غفير ربما تجاوز الألف شخص, ليطرح على الجميع بعد وجبة تناول العشاء , فكرة التبرع بالدولارات لإنقاذ مغارة سيدتنا العذراء , وكان من بين الأسماء ألتي أعلنت في إفتتاح التبرع هو أسم كاهن من كنيسة سانوزيه ( القس يوشيّا) والذي لم يكن حاضرا في المراسيم , لكن تم الإعلان عن أسمه بالتبرّع بمبلغ عشرة ألاف دولار !!! ولا أعرف من اين وكيف أتى هذا الكاهن بهذا المبلغ !! ثمّ توالى الناس الحضور يتبرعون بالمثة دولار والمائتين , والخمسمائه , والألف, وأخر بألفي دولار وهكذادواليك , بحيث زاد المبلغ الذي تم جمعه على( المئة ألف دولار) وربما سنسمع لاحقا بأنه لم يكتمل حصد المبلغ المطلوب, لأن العلم كلّه عند القس المسؤول فقط, وليس بإستطاعة أي شخص محاسبته حول طريقة وكيفية الصرف,,,,,إنتهى كلام الصديق من ترلوك حول الموضوع.

أما صديقي الاخر من مونتريه وهو أشوري كاثوليكي من اصول إيرانيه كان قد إصطحب معه عائلته أيضا, أكدّ لي بأن المشهد كان فعلا بما يثير الدهشة والأسف في نفس الوقت, مضيفا أنّ ذلك يحدث ليست للمرّه الأولى وهي ليست الأخيره, معربا عن إستغرابه من حالة عشق الناس وحبهّم للظهور والتباهي بتبرعهم من دون التفكير قليلا إلى أين هي هذه الدولارات ذاهبه, إنتهى تعليق الصديق.

لأضيف أنا من هذا المنبر الإعلامي موجها كلامي إلى الجميع , إبتداء بالكاهن المسؤول عن هذه الكنيسة , مع إحترامي وتقديري لدرجته الكهنوتيه وإنتهاء بالإخوة والأخوات الذين يتبرّعون لتجديد المغارة أ ولأمور أخرى مشابهة لحالة تجديد المغاره كونها مع الاسف حجج لجمع المال لا أكثر,كما وأطرحها كحالة من مثيلاتها الكثر أمام أنظار سيدنا غبطة البطريرك عمانوئيل الثالث دللي ليكون على علم بمثل هذه الأمور ولكي نستقريئ نحن أيضا رأي غبطته بالذي يدور لأقول:

سيدتنا العذراء , وهي البتول ألّتي حبلت بسيدنا يسوع المسيح بلا دنس وولدته بإرادة الرب في مغارة بيت لحم التي لم يكن فيها سوى بعض التبن والحشيش اليابس وحيوانات كانت بأنفاسها تبعث الدفئ في جسد الطفل المولود و المخلّص القادم لإنقاذ البشرية من خطاياها المميته, وليخلّص الأجيال من دجل وخدع وعبودية السحره والأفاقين , لنتساءل هل مقام سيدتنا العذراء بفلسفتها الساميه هو فعلا بحاجة إلى ما يدّعيه هؤلاء , سيدتنا العذراء حاشاها أن تكون بغافلة عن ما يجري لأهلها وأبناءهاالبشرعموما , وهي تعلم جيدا بالذي يحصل لأبناء رعية كنيسة إبنها السيد المسيح, سواء في العراق أو في البلدان الأخرى التي يسودها الظلم والإظطهاد بحق البشريه , لكنّ تبقى عيونها مترقبّة لذلك المؤمن الساعي إلى المشاركة في إنقاذ أبنائها من الظلم والجوع والتشريد الذي يعيشونه .

سيدتنا العذراء كانت و لا تزال تناشد الجميع , وفي مقدمّتهم رجال الدين على مختلف درجاتهم , ثمّ المؤمنين بها وبرسالة إبنها المخلّص أن لا ينسوا الناس الجواعى , ولا يستخفوا بالعطاشى , ولا يغضوا الطرف عن العراة والفقراء و المشردين .

أهلنا في العراق ( المسيحيون على الأقل) يا حضرة كهنتنا وأساقفتنا , هم الأحوج إلى هذه الالاف المؤلّفه من الدولارات اليوم, ورضى العذراء عنكم لا يتحقق إلا حين تتفاعلون بصدق ونكران ذات مع ما أصاب شعبنا اليوم وما يصيبه في كل ساعه في العراق, و هو مدعاة طارئه كي يصحو هؤلاء ( البعض) من رجال ديننا المتواجدون في كنائس دول المهجر كي يترّفعوا قليلا عن رغبات ونزوات الدنيا الزائله ليعوا جيدا أين تكمن دلائل وبراهين الإيمان الحقيقي برسالة السماء , وكيف لهم إثبات إنتماءهم الديني الحقيقي لكنيسة المسيح, وأي طريق عليهم سلوكه كرجال دين نذروا أنفسهم من أجل الأخر , حال أبناء شعبنا في العراق يتطلّب منكم أن تتقاسموا رغيف الخبز معهم, وتبحثوا لهم عن مأوى وملبس !! ذلك ما قاله السيّد المسيح , العذراء لم ولن تطالبكم ببناء المغارات والنافورات لتمثالها بينما الناس يبحثون عن مأوى ومأكل وملبس في العراق , العذراء لا تحبّ رؤيتكم وأنتم تتبهرجوا في ركوب أرقى موديلات السيارات وفي إمتلاك أفخم الفلل و القصور, وحضور وإقامة حفلات البذخ والترف ثم إستغلال المناسبات الدينية لجمع الأموال التي يتم صرف معظمها في السفرات((( الشخصيه الترفيهيه))) او في دعوة أهل هذا من أستراليا وأصدقاء ذاك من سوريا لزيارته , مع الأسف لقد باتت هذه الممارسات المقرفه من المسابقات المتكرره التي يحيي بطولاتها الموسميه البعض الغير القليل من رجال ديننا,متناسين مأسي وهموم أبناء شعبهم المسيحي المنكوب في العراق !!! والذي ذكرته في مقالي هذا هو غيض من فيض,,, و الذي يحصل في كنائس أخرى لهو حقا مخيّب , وكنيسة وندزر في كندا مثال وشاهد أخر على ما أقول حين تم جمع أربعة الاف دولار بأسم غبطة البطريرك دللي لكن الذي تم تسليمه كان فقط الفين!!,,,إذن متى نحس على أنفسنا كي نتصرّف كمسيحيين مؤمنين ؟؟ متى تستيقظ فينا الغيرة على شعبنا ؟ وكأننا, وبالأخص رجال ديننا أصبحنا موظفون قد تمّ تعيينا في هذه المؤسسه الدينية فقط لهدف تحقيق أرقى مستويات العيش!

كان الله في عون أهلنا المساكين على المتاجرين بأسم سيدتنا العذراء وإبنها المخلّص يسوع المسيح.

Opinions