Skip to main content
في عيد التعميد الذهبي.. الصابئة يؤكدون: الهجرة فكرتنا الدائمة Facebook Twitter YouTube Telegram

في عيد التعميد الذهبي.. الصابئة يؤكدون: الهجرة فكرتنا الدائمة

المصدر: شفقنا

في عيد التعميد الذهبي الصابئة يؤكدون ان الهجرة هي “فكرة” دائمة لأبناء الطائفة على الرغم من تناقص أعداد المهاجرين في الوقت الحالي بسبب تدهور الوضع الاقتصادي العالمي، ما دفع بعضهم إلى التوجه لإقليم كردستان، وهو ما أشار إليه رئيس جمعية الثقافة المندائية في أربي، حيث أشر وضعا أكثر استقرارا لأبناء الطائفة هناك.

ويحتفل اليوم أبناء الطائفة المندائية بعيد التعميد الذهبي “دهفا إديمانا” وسط مشاعر مختلطة، فعلى رغم الفرق الإيجابي الطفيف الذي لمسوه في ظل هذه الحكومة كما أكدوا رئيس الطائفة ومسؤولين فيها.

عوالم النور العليا

ويقول زعيم طائفة الصابئة المندائيين في العراق والعالم الشيخ ستار جبار الحلو، إن “عيد التعميد الذهبي، هو اليوم الذي تعمده فيه آباؤنا الأولون وآخرهم النبي يحيى، وهذا العيد هو من عوالم النور العليا التي أنزلت للبشرية حتى تتطهر وتتنقى وتقام فيه الصباغة والثواب على أرواح الموتى الذين غادرونا إلى عالم الأنوار وتقام الصلوات والصدقات للفقراء والمحتاجين”.

وعن وضع الطائفة في هذا التوقيت، يجد الحلو أن “هناك فرقا كبيرا بين حكومة السوداني والحكومات السابقة حيث لمسنا تجاوبا كبيرا منه، وهذا التجاوب لم يشمل الصابئة فقط إنما لكل شرائح المجتمع، ونشد على يديه ونشجعه في هذا المنهاج الذي يسير عليه”.

وبالنسبة لهجرة أبناء الطائفة، يؤكد أنها “لا تتوقف، ولكن هناك تراجعا ملحوظا بالنسبة لأعداد المهاجرين في الوقت الحالي عما كان عليه في السابق، وأغلب العائلات تذهب لأربيل وهذه لا تعتبر هجرة، وإنما تنقل، أما أعداد المهاجرين إلى الخارج قليلة قياسا بالسنوات السابقة”.

لغتهم هي الآرامية

وتعد الصابئة من الديانات التوحيدية القديمة، ونبيهم يحيى بن زكريا، ولغتهم هي الآرامية، لغة تعود للقرن العاشر قبل الميلاد، وهي ذات اللغة المستخدمة في كتابهم المقدس “الكنزا ربا”.

والتعميد، هو من أهم ركائز الديانة، ويشتمل هذا الطقس على نزول الشخص للماء الجاري، برفقة رجل دين، الذي يتلو آياتٍ من كتابهم المقدس “الكنزا ربا”، ويتم ذلك بملابس بيضاء خاصة تسمى “الرسته”، وهذا الزي الخاص بالتعميد يرتديه النساء والرجال والأطفال.

ومن أعياد الصابئة أيضا، عيد التعميد الذهبي، في ذكرى الولادة الروحية لنبيهم يحيى بن زكريا.

بالإضافة إلى العيد الكبير الذي يصادف في شهر تموز ويستمر 7 أيام، وهو بداية الخلق، وفيه بدأت الدقائق والساعات والأيام.

والأخير عيد الازدهار، وهو العيد الصغير، ففيه قام الحي العظيم بخلق الأزهار والأثمار والطيور والحيوانات، وبالإضافة إلى هذا خلق آدم وحواء، وهذا العيد يعتبر بداية نشوء الخلق.

جنوب العراق

ويعد جنوب العراق، موطنا لأبناء الطائفة منذ آلاف السنين، إذ تمركزوا قرب الأنهار والأهوار، لارتباط شعائرهم الدينية بالماء، لكنه اليوم يندر تواجدهم هناك بعد هجرة أغلبهم لموطنهم الأصلي، والاستقرار في بلدان اللجوء أو مناطق أكثر أمنا في إقليم كردستان.

من جانبها، تؤكد عضو مجلس شؤون الصابئة المندائيين، الناشطة فائزة سرحان، أن “الهجرة لأبناء الاقليات هي فكرة دائمية حتى رغم تحسن الوضع الأمني الذي هو عامل أساسي في هذا الملف، لكن موضوع نيل الحقوق وأخذ المكانة الحقيقية للأقليات لم يزل موضوعا لا يصل إلى الطموح والصورة التي نتمناها، فمن يهاجر يفكّر بأماكن تمنحه حقوقه المدنية رغم الأوضاع العالمية الصعبة”.

وتضيف أن “العالم يمر بظرف اقتصادي صعب، ما أسهم بانخفاض استقبال اللاجئين، وهذا أحد العوائق الحالية للهجرة، لكن نحن كصابئة متمسكون ببقائنا رغم الظروف الصعبة وعدم الحصول على فرص حقيقية بالتمثيل وصناعة القرار، إذ نطمح للمشاركة في صنع القرار بشكل أوسع من الحالي وهو ما نتمناه من الحكومة الحالية وان تأخذ هذا الموضوع بنظر الاعتبار لأن تناقص الأعداد مستمر، ونحن نريد المحافظة على ما تبقى”.

مقدرةً أن “الأعداد الحالية بين 15 إلى 20 ألفا لأبناء الصابئة أغلبيتهم في بغداد والبصرة، وكذلك يوجد عدد كبير متوزع في ميسان والناصرية وكركوك والإقليم”.

تحديات المندائيين في العراق

وواجه أبناء الطائفة المندائية في العراق بعد 2003، الكثير من التحديات التي هددت بقاءهم كأحد أبرز الأقليات الدينية في بلاد الرافدين، أبرزها القتل والسلب، لكونهم يعملون في صياغة الذهب، ما عرضهم إلى السرقة والاختطاف بشكل مستمر، وهذا الأمر أدى إلى هجرة جماعية باتجاه الغرب.

وفي تسعينيات القرن الماضي، تمت ترجمة الكتاب المقدس للديانة من قبل رجال دين، وتحت إشراف الشاعر العراقي الراحل عبد الرزاق عبد الواحد، الذي أشرف على لغة الكتاب العربية بعد ترجمته.

وكان النائب السابق عن الصابئة المندائيين نوفل الناشي، دعا قبل عامين، أبناء الطائفة الصابئية الى الاستقرار في إقليم كردستان، بدلاً من الهجرة خارج العراق،

وأشار إلى أن أسباب الاستقرار في الإقليم متوفرة، من ناحية الأمن والخدمات وسيادة القانون، فضلاً عن أن إقليم كردستان يحتضن الأقليات ويوفر لهم مستلزمات الاستقرار,

كما طالب حكومة الإقليم بتوفير مستلزمات إنشاء مجمع حديث للصابئة المندائية، مع تخصيص قطعة الأرض التي سيبنى عليها المجمع قرب النهر أو منابعه.

شعائر يوم عيد التعميد الذهبي

بدوره، يؤكد رئيس جمعية الثقافة المندائية في أربيل نزار شنيشل،” إن “الطائفة المندائية في أي مكان في العالم تمارس شعائر هذا اليوم وهي تعميد الطفل المندائي، وهذا الطقس يعود الى نبينا آدم الذي تعمد في هذا اليوم وبقية الأنبياء الآخرين وآخرهم النبي يحيى وهو آخر نبي للصابئة المندائية، ففي مثل هذا اليوم من كل سنة تمارس طقوس التعميد”.

ويشرح شنيشل أن “الطقس يقام فقط في النهار منذ طلوع الفجر حتى الغروب أي لا يجب ممارسته في الظلام”، لافتا إلى أن “هذا الطقس يفضل أن يقام على ضفاف الأنهار وإذا لم تكن هناك أنهار يمكن إقامتها عند الآبار أو الأحواض وإذا لم تتوفر تقام في جانب الأحواض الموجودة في المعابد”.

الهجرة أقل وطأة من القبل

وفي سياق آخر، يتابع أن “هجرة الطائفة المندائية هدأت وأصبحت أقل وطأة من السابق كما بقي أغلب المندائيين في أربيل لوجود الأمان والاستقرار الموجود في المحافظة وقسم آخر يأتون من المحافظات الأخرى الى أربيل ولكن الهجرة الى خارج العراق أصبحت أقل ثم أن هناك قسما آخر عاد من خارج العراق الى أربيل وبقية المحافظات بسبب الأمن والاستقرار الموجود حاليا”.

ويضيف أن “عدد العوائل المندائية الموجودة في أربيل يصل إلى نحو 130 عائلة يسكنون أغلبهم في منطقة عين كاوة وقسم منهم ضعيفو الحالة يسكنون في مناطق قريبة من كركوك أو من مركز المدينة في المجمعات لوجود الإيجارات المناسبة بقيمة 200 دولار، ولكن في عين كاوة بدل الإيجار يصل في الأقل 500 – 600 دولار، والحالة المعيشية هي من تحكم السكن”.

يشار إلى أن للصابئة المندائيين، معبدا في مدينة أربيل، تجرى فيه الشعائر الدينية والاجتماعات والندوات، فضلا عن وجود مجلس شؤون للطائفة وهيئة إدارية، وذلك منذ أكثر من 15 عاما.

ولا توجد إحصائية رسمية لأعدادهم حاليا في العراق، لكن مدنهم الأصلية (ميسان وذي قار والبصرة) أضحت لا تضم سوى عشرات العائلات فقط بعد أن كانت تعد بالآلاف، فيما تشهد العاصمة بغداد تناقصا في الأعداد بشكل مستمر نتيجة الهجرة.

Opinions
تقارير وبحوث اقرأ المزيد
HHRO Semi- Annual Report 2017 The human rights situation in Iraq during the last six months of 2017 was similar as it was of the last year 2016 relating the violations, that the indicators have remained negative regarding the situations of human rights, without real legal procedures to limit them, and if there is a need to go in detail in this regard, it is important to point out the following points: نزيهة الدليمي.. رائدة الحركة النسوية وأول وزيرة في تاريخ العراق نزيهة الدليمي.. رائدة الحركة النسوية وأول وزيرة في تاريخ العراق الطبيبة نزيهة الدليمي إحدى أبرز رائدات الحركة النسوية في العراق، وتعد أول امرأة تتسلم منصب وزير في تاريخ العراق الحديث، ولها مساهمات كبيرة في مجال الطب وحقوق المرأة والسياسة وغيرها على مدار أكثر من نصف قرن. Semi - Annual Report Issued by Hammurabi Human Rights Organization Year 2016 From 1/1/2016 To 30/6/2016 Field Monitoring, Follow up and Documentation About the Conditions of Human Rights in Iraq  The reality of the violations endured by Iraqis remained the same during the past 6 months of the current year 2016, but during the past 6 months, more dangerous violations were recorded, these violations could be concluded in the following points: - الديانة الزرادشتية تعود الى العراق بعد 8 سنوات من العمل على احيائها الديانة الزرادشتية تعود الى العراق بعد 8 سنوات من العمل على احيائها ذكر تقرير لمؤسّسة فَنَك Fanack الهولندية أن ثمانيةُ أعوام كانت كفيلة بعودة الديانة الزرادشتية إلى الحياة من جديد في العراق. فمنذ إصدار القانون رقم 5 لعام 2015 بهدف حماية المكونات والأقليات الدينية في كردستان العراق، عاود أتباع الزرادشتية ممارسة طقوسها
Side Adv1 Side Adv2