Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

في مكاشفة صريحة

 ·      نحن الذين صنعنا داعش

كشف الكاتب الكويتي احمد الصراف عن إن د اعش و كل المجموعات الإرهابية الأخرى هي ليست من صناعة المخابرات الغربية كما يروج البعض بل هي نتاج سذاجة الأمة و جهل معظم حكوماتها على حد تعبيره

جاء ذلك في مقال نشره الكاتب في صحيفة القبس الكويتية و في ما يلي نصه

لم أتوقف يوما عن التحذير من قدوم «داعش»، أو ما يماثلها، فعلت ذلك لعشرين عاما، وطالبت بحظر الجمعيات المسماة بالخيرية، وبتعديل المناهج وإسكات المتطرفين من الدعاة، وبمراقبة مدارس التحفيظ وتجريم من يحارب في الخارج وغير ذلك، ولكن لم يستمع أو يلتفت أحد الى ما كتبت، فقد كانت الأمة بكاملها، إلا بضعة مستنيرين، ضد ما كتبت، او على الأقل على غير اتفاق مع «مبالغاتي»، فالدعاة لا يريدون غير الخير للمسلمين، وماذا عن غيرهم؟ وبالتالي استمرت الحكومة، ومعها الشعب المغلوب على أمره، وحتى لحظة كتابة هذا المقال، بالتغاضي عن حقيقة خطورة الحركات الدينية على النسيج الاجتماعي وعلى أمن الوطن ككل. ولم تكتف الحكومة بذلك، بل استمرت في غض النظر عن كل مخالفات الجمعيات في جمع الأموال.

وبالتالي يحق لنا القول إن من خلق «داعش» ليست المخابرات الغربية، بل سذاجة الأمة وجهل معظم حكوماتها، فمجرمو «داعش»، بعيدا عن قضية المؤامرة، يتصرفون وفقا لفهمهم للدين، الذي كان ضمن ما درس لهم في مدارسنا على مدى عقود، والذي لم يكن يسمى إرهابا، والدليل أنه، حتى اقل القوى الدينية السياسية تطرفا، لم تستنكر أفعال «داعش» من منطلق عدم صحتها، بل من طريقتها وتوقيتها.
وكتب الزميل سعد بن طفلة، وهو ما سبق أن رددناه على مدى عقدين، قائلا: إن «داعش» تعلمت في مدارسنا وصلّت في مساجدنا، واستمعت لإعلامنا، وتسمّرت أمام فضائياتنا، وأنصتت لمنابرنا، ونهلت من كتبنا، وأصغت لمراجعنا، وأطاعوا أمراءهم بيننا، واتبعوا فتاوى من لدنا. هذه الحقيقة التي لا نستطيع إنكارها، وهي لم تأت من كوكب آخر، ولا هي بخريجة مدارس الغرب الكافر أو الشرق الغابر، وإن كان بعضهم يحمل جنسية كافرة، ولكن تعبئتهم الفكرية والدموية أتت من بعض مشايخنا وأغلب مناهجنا ومناهلنا الدينية السياسية. وجغرافية مناهجنا ترسم لهم خرائط الوهم عن أمة كانت لا تعترف بحدود جغرافية ولا واقعية سياسية، فلماذا نستغرب إزالتهم للحدود وعدم اعترافهم بها؟

لا يهمهم المستقبل ولا يستقرئون خرائطه وتوقعاته بشكل علمي، فلقد اختصر له بعض أصحاب الفتاوى أن تفجير نفسه بالكفار سوف تختزل له المستقبل وتطير به في أحضان الحور. فلماذا نتعجب من معاملتهم للمسيحيين وفرض الجزية عليهم؟ أوليس هذا قانون البعض؟ وهل هناك بين وسطيينا من ينكر ما قاموا بفعله ضد مسيحيي الموصل من حيث المبدأ؟ أم أنهم ينكرون ذلك من حيث التوقيت؟

ان «داعش» هي إعلان إفلاسنا كفكر وساسة ومثقفين ورجال دين وإعلام ومناهج ومدارس وتعليم، هي إعلان شهادة وفاة كل محاولات إقامة الدولة المدنية العصرية التي يختلط فيها الدين مع السياسة، هي الدليل القاطع على أننا سنراوح في مكاننا ولن نلحق بالأمم ما دمنا نعلم أطفالنا في المدارس الغيبيات والطبيعيات في آن واحد، لنخلق جيلا منفصم الشخصية معزولا عن الواقع ومبهورا بتقدم الأمم.

باختصار، نحن جميعا «داعش»، نحن الذين خلقناها وصنعناها وربيناها وعلمناها وجندناها وشحناها وعبأناها ثم وقفنا حيارى أمام أهوالها التي صنعناها بأيدينا!

Opinions
الأخبار اقرأ المزيد
برلماني يكشف عن فساد كبير بملف “إطعام السجناء” في العراق برلماني يكشف عن فساد كبير بملف “إطعام السجناء” في العراق كشف عضو مجلس النواب سوران عمر عن وجود فساد مالي كبير في ملف إطعام السجناء في السجون الحكومية بالعراق، مطالباً بإلغاء العقد المبرم مع الشركة المعنية. رئيس دائرة حقوق الإنسان يلتقي القائم بالأعمال الأسباني في بغداد رئيس دائرة حقوق الإنسان يلتقي القائم بالأعمال الأسباني في بغداد التقى السفير الدكتور هشام العلوي، رئيس دائرة حقوق الإنسان، مع السيّدة ماريا دي لوس رييس فيرنانديث بولنيس، القائم بالأعمال في سفارة مملكة أسبانيا لدى العراق، يوم الخميس الموافق 31 آذار 2022 في مقر الوزارة. رئيس كتلة الفضيلة عمار طعمة : مشروع قانون تعديل المساءلة والعدالة يتضمن مخالفة جوهرية للمادة السابعة من الدستور شبكة اخبار نركال/NNN/ ان مشروع قانون المساءلة والعدالة يتضمن مخالفة دستورية واضحة اذ انه يتعارض مع المادة السابعة من الدستور التي حظرت • السيد وليم وردا يلتقي في بغداد السيدة (أكنس كالامارد) المقرر الخاص للامم المتحدة بحالات الاعدام خارج اطار القضاء أو الاعدام التعسفي • السيد وردا يتناول خلال اللقاء جرائم الاعدام التي ارتكبتها داعش والحاجة الاساسية لتحقيق الشفافية القانونية لتنفيذ عقوبات الاعدام • السيد وردا: يتطرق الى حرص منظمة حمورابي لحقوق الانسان على رصد وتدوين جرائم الاعدام والتصفيات الجسدية واصدارها في تقاريرها الدورية
Side Adv2 Side Adv1