قائد عسكري عراقي يحذر المجندين الجدد من تنظيم احتجاجات
05/05/2006الجيران - بغداد (رويترز) - قال قائد القوات البرية بالجيش العراقي يوم الاربعاء انه لن يتسامح مع احتجاجات الجنود على أوامر نشرهم بعد احتجاج اقترب من حد التمرد نظمه مجندون بالجيش أوائل الاسبوع.
وفي حادثة أحرجت الجيش الذي تدربه القوات الامريكية نظم مئات من الشبان العرب السنة احتجاجا أثناء عرض عسكري بمناسبة تخرجهم بمحافظة الانبار يوم الاحد بعد أن علموا انه سيجري نشرهم بعيدا عن بلداتهم.
وقال الفريق عبد القادر للصحفيين ان هؤلاء الاشخاص التحقوا بالجيش وكان من المفترض أن يخدموا بإحدى المناطق ولكنهم تخطوا لوائح الجيش. واضاف ان القيادة لا تريد أناسا يفرضون ظروفهم على ظروف الجيش.
وأظهر الحادث الذي اذاعته محطات تلفزيون فضائية عربية بعض التحديات التي يواجهها مسؤولون عراقيون وأمريكيون فيما يتعلق بتزايد عمليات التجنيد واستمرار التجنيد بين الاقلية السنية لتوسيع قاعدة التوازن العرقي والطائفي في الجيش الذي يواجه أنشطة عسكرية بقيادة السنة.
وسوف يساهم نشر كتائب من القوات السنية في تبديد المخاوف بين السنة من أن قوات الامن يهيمن عليها الشيعة والاكراد المعادين لهم.
وكان السنة هم الطائفة المهيمنة تحت حكم الرئيس المخلوع صدام حسين وخدموا بأعداد كبيرة في جيشه ولكنهم يمثلون الان العمود الفقري للانشطة العسكرية المناهضة للحكومة.
ويرى الرئيس الامريكي جورج بوش انه لكي يتسنى البدء في سحب القوات الامريكية من العراق فان هناك حاجة أساسية لبناء جيش عراقي قوي يستطيع محاربة التمرد والعنف الطائفي الذي دفع البلاد الى شفا حرب أهلية.
وأثناء حفل لافتتاح مركز جديد للقيادة والسيطرة للجيش العراقي في بغداد اعترف عبد القادر بانه يتعين أن يكون أداء الجيش أفضل فيما يتعلق بالتجنيد من جميع الطوائف.
واضاف ان الجيش في حاجة الى انضمام مزيد من أبناء الشعب العراقي وتابع ان الجيش العراقي هو لكل العراقيين سواء كانوا عربا أو أكرادا مشيرا الى ان مهمة الجيش هي حماية البلاد.
ومعظم الجيوش تعاقب الجنود الفارين من الخدمة أمام محاكم عسكرية في بعض الحالات.
ولكن الجيش العراقي الذي يجري بناؤه من الصفر منذ سقوط صدام يبذل جهودا مضنية في اجتذاب مجندين في مواجهة هجمات مستمرة من جانب المتمردين ويسمح للجنود بالمغادرة دون عقاب.
وطبقا للوائح الجيش اذا غاب جندي لاكثر من خمسة ايام متتالية أو أكثر فان وحدته تستطيع الغاء عقده ويتعين عليه عندئذ اعادة ملابسه العسكرية وما لديه من معدات.
وواجهت هذه السياسة انتقادات غير علنية من القادة العسكريين الامريكيين الذين يتوقون لرؤية العراقيين يتحملون مزيدا من المسؤولية.
ويقول مسؤولو أمن عراقيون ان فرض ضوابط اشد صرامة ستصرف الراغبين في التجنيد الذين يخاطرون بالفعل بأرواحهم بالوقوف صفا خارج مراكز التجنيد التي أصبحت أهدافا للمفجرين الانتحاريين العازمين على عرقلة خطط الحكومة لتكثيف التجنيد في المناطق السنية.
ويوم الاربعاء فجر مهاجم نفسه بين حشد كانوا ينتظرون لتسجيل اسمائهم للانضمام للشرطة بمدينة الفلوجة في غرب البلاد.
وكان مئات من الجنود العراقيين قد تركوا الخدمة في الجيش قبل بضعة ايام من قيام القوات الامريكية والعراقية بشن هجوم ضد المتمردين المتحصنين في الفلوجة في ابريل نيسان 2004.
وفشلت محاولة لتشكيل قوة عراقية محلية لاستعادة الامن ضمن اتفاق لوقف اطلاق النار عندما تفككت ما كانت تعرف باسم كتيبة الفلوجة وتولت القوات الامريكية في نهاية المطاف امر المدينة في نوفمبر تشرين الثاني من العام الماضي.
ورفض عبد القادر القول ما اذا كان المجندون الذين نظموا الاحتجاج يوم الاحد سيحاسبون واكتفى بالقول ان وزارتي الداخلية والدفاع تحققان في الامر.