قاضي محكمة صدام حولها الى سرية
13/06/2006ايلاف
أسامة مهدي من لندن : حول قاضي المحكمة الجنائية العراقية جلستها الرابعة والثلاين اليوم الى سرية عندما كان سبعاوي ابراهيم الحسن الاخ غير الشقيق للرئيس السابق صدام حسين ومدير الامن العام يدلي بأقواله دفاعا عن نائب الرئيس السابق طه ياسين رمضان وبعد ان انتهت من الاستماع لاقوال ثلاثة شهود دفاع عن صدام وبغياب اخيه غير الشقيق رئيس جهاز مخابراته السابق برزان التكريتي اثر طرده منها امس بعد مشادة كلامية مع القاضي حيث تسعى المحكمة للانتهاء من اقوال جميع شهود الدفاع عن المتهمين السبعة الاخرين في قضية اعدام 148 مواطنا من ابناء بلدة الدجيل اثر تعرض صدام لمحاولة اغتيال فيها عام 1982 لتدخل المحاكمة مراحلها النهائية بعد ذلك بالاستماع الى مطالعات الادعاء العام وهيئة الدفاع ثم النطق بالحكم المتوقع له اواخر الشهر المقبل او بداية اب (اغسطس) المقبل .
وحول القاضي الجلسة سرية معترضا على اسئلة المحامي لسبعاوي مشيرا الى ان الاسئلة والاجوبة تحريضية تشكل اهانة الى الشعب العراقي . وتحولت الجلسة سرية بعد دقائق من ادلاء الاخ غير الشقيق لصدام حسين ورئيس جهاز مخابراته ومدير الامن العام سابقا سبعاوي ابراهيم الحسن باقواله دفاعا عن نائب الرئيس السابق طه ياسين رمضان مبتدءا بالسلام على صدام قائل ا"كيف هو ابو الابطال" فطلب منه القاضي عدم القاء خطب . وقال الحسن انه يعرف رمضان لانه مناضل ورفيق درب وفي عام 1983 كان جاره في السكن ثم اصبح مسؤوله الحزبي المباشر في تنظيم ضم بعثيين عرب وذلك بين عامي 1981 و1983 واضاف انه شرح لهم بعض التفاصيل عن محاولة اغتيال الرئيس السابق ولم يشر الى انه كلف باي عمل فيما يخصها . واضاف ان رمضان كانت له مسؤوليات كبيرة وانه لايعتقد انه كلف بتجريف بساتين الدجيل وقال انه رجل شجاع . وهتف سبعاوي بحياة صدام وسقوط الاحتلال
وفي بداية الجلسة صباحا قال القاضي رشيد رؤوف عبد الرحمن انه قرر الاستمرار بابعاد برزان التكريتي عن المحاكمة لتكرار اخلاله بنظام المحكمة . واشار الى ان هذا اليوم سيكون الاخير في الاستماع الى اقوال شهود الدفاع ودعا محامي الدفاع الى عدم اضاعة الوقت بالخطابات .
وباشرت المحكمة بالاستماع الى الشاهد الاول عن صدام من وراء ستار وكان احد لفراد حمايته الخاصة فروى تفاصيل عن زيارة الرئيس السابق الى الدجيل في 8 تموز (يوليو) 1982 وقال ان امراة لطخت سيارته بدماء اضحية خروف فتم استبدالها فورا لشكوك في ان ذلك علامة للدلالة على وجوده في هذه السيارة مشيرا الى ان وابلا من الرصاص انهال على موكبه من احد بساتين المدينة وحصل تبادل لاطلاق الرصاص بين فريق حمايته والمهاجمين ثم ترجل من سيارته والقى خطبة في المواطنين الذين اعتذروا منه عن الحادث . ونفى ان تكون قوات عراقية هاجمت المدينة بعد ذلك بشكل واسع واوضح ان عددا من افراد الحماية جرحوا خلال تبادل اطلاق النار .
كما ادلى شاهد اخر من افراد حماية صدام الخاصة ايضا بتفاصيل مشابهة لاقوال الشاهد الاول واوضح انه زار عددا من دور المواطنين في الدجيل وبعدها تعرض موكبه الى اطلاق نارثم القى كلمة بالمواطنين وعاد مع عدد من الحراس بطائرات هيلكوبتر الى بغداد . واضاف ان افراد الحماية كانوا راغبين بافتداء صدام بارواحهم "لانه قائدهم وضميرهم" كما قال .
وكرر شاهد الدفاع الثالث وهو من فريق حماية الرئيس السابق الخاصة كذلك ما قاله الشاهدان السابقان لكنه اضاف ان ثلاثة من حراس الحماية قتلوا في الاشتباك مع مهاجمي موكب صدام . واشاد بصفات صدام وقال انه ينتمي الى الدوحة المحمدية على حد تعبيره موضحا انه ظل في حمايته 23 عاما .
وقد رفعت المحكمة امس جلستها الى اليوم بعد ان طرد القاضي برزان التكريتي اثر مشادة كما استمعت الى ثلاثة شهود دفاع اثنين منهم عن برزان وواحد عن عواد البندر رئيس محكمة الثورة السابق حيث ادلوا بشهاداتهم من وراء ستار ومن دون ذكر اسمائهم لاحترازات امنية وبذلك اصبح عدد شهود الدفاع الذين استمعت المحكمة لهم خلال جلسات الاسابيع الثلاثة الاخيرة 62 شاهد نفي كما استمعت الى 27 شاهد اثبات . وتوزع شهود الدفاع على الشكل التالي : 18 شاهدا دفاعا عن صدام و7 عن برزان التكريتي و2 عن طه ياسين رمضان و4 عن عواد البندر و6 عن محمد عزاوي و10 عن كاظم رويد و8 عن علي دايح علي و7 عن مزهر عبد الله رويد .
وفي جلسة امس قال صدام للقاضي "انت تعرف العراق الان احسن مني ولا اطلع على صحف او اذاعات الا قبل يومين جلبوا لنا صحيفتين .. الان العراق تقطع في الرؤوس وترمى في الطرقات .. واعترض على شهادات اتليت في المحكمة من دون حضورهم لانهم في سوريا " . وقال ان هناك احتمالين وراء هذا الامر : اما جهات دفعتهم للاتصال بالمحامين للايقاع بالمتهمين .. او يكونوا صادقين لكن الارهاب جعلهم يشهدون ضد ارادتهم . وتحدث عن مكائد تسود في العراق ورجال يرتدون ملابس شرطة يدقون ابواب المنازل ويختطفون رجالها ثم تلقى رؤوسهم مقطوعة . واضاف ان العراق لان يرسخ تحت جزمة الاميركان .. وتساءل قائلا كيف يوجد الاميركان في العراق والقتل مستمر فيه .. انا اعرف شعبي الذي اعطيته دمي .. الان حتى الوزراء لايستطيعون الدوام في وزاراتهم خوفا " . واكد ان الحل في العراق بوحدة الشعب وخروج الاميركان مدحورين .
وكان صدام حسين وبعد ان استمع الى الاتهامات الموجهة له خلال الجلسة السابعة والعشرين منتصف الشهر الماضي قد رفض الرد على السؤال ما اذا كان مذنبا او غير مذنب وقال انه لايستطيع الرد بنعم او لا على مثل هذه التهم لان قائمة الاتهامات طويلة جدا . واضاف "انا رئيس الجمهورية ومحمي من قبل الدستور لذلك لا استطيع ان اجيب على اتهامات طويلة جدا" واشار الى ان هذه ليست بطريقة لمعاملة رئيس العراق "كما انني لا اعترف بسلطة هذه المحكمة التي لا تستطيع ان تحاكم رئيس دولة بحسب الدستور". فرد عليه القاضي "انت لست رئيس الدولة الان بل انت متهم" فجاوبه صدام "هذا ليس اسلوبا تعامل به الرئيس العراقي".