قبرص ...تثق بالشيوعيين
ديميترس كروستوفياس هو أول رئيس شيوعي لأحد بلدان ألأتحاد ألأوربي ،بعد ان نال ثقة ألناخبين في بلادهِ فشيوعيوا حزب ألشغيلة ألتقدمي (آكيل ) تمكنوا من نيل ثقة ألشعب من خلال برامجهم ألأجتماعية وألأقتصادية وكذلك طروحاتهم في طريقة إعادة توحيد شطري ألجزيرة ألمقسّمة منذ عام 1974 ، ورغم القلق ألذي إنتاب بعض فئات رجال ألأعمال في الجزيرة إلاّ أن بعضهم قال بثقة أننا لم نجد أكثر من ألشيوعيون في بلادنا من نجعلهُ موضِعَ ثقتنا فهم ألأقدر على ألألتزام بوعودهم ، ويعتمد ألقبارصة في ألشطرين على نتائج هذهِ ألأنتخابات على إعتبار أن ألشيوعيين في ألشطرين يحضيان بثقة خاصةً من قبل رئيس قبرص التركية محمد علي طلعت لتوحيد ألجزيرة بدلاً من ترسيخ حالة ألتقسيم وتعريضها للخطر كما حدث في صربيا وإستقلال كوسوفو ألذي يهدد أليوم ألأستقرار في أوربا ، فالموقف ألتركي من إستقلال كوسوفو جاء تماشياً مع سياسة ألأتحاد ألأوربي وحلف ألناتو وكذلك سيكون موقفها ليّناً من ألوحدة ألقبرصية كي لا تفسح ألمجال لتدويل ألقضية ألكردية في جنوب شرق ألبلاد وجعلها تأخذ إطاراً مشابهاً لما حدث في كوسوفو !!وجاء نجاح الشيوعيون في قبرص متزامناً مع النجاح ألذي حققهُ اليسار ألألماني في إنتخابات ألولايات ألأخيرة كانت آخرها وصوله لبرلمان ولاية هامبورغ وألنجاح ألساحق لهُ في مقاطعة هيسن ، فقد سئِمت ألغالبية ألعظمى من ألناخبين في بلدان ألأتحاد ألأوربي من تهرُّب ألأحزاب ألتقليدية ألمحافظة من وعودها وأكاذيبها ألمتكرّرة في تحقيق تقدم في ألمجالين ألأقتصادي وألاجتماعي وغدت تدرك جيداً ألطريق ألذي يؤدي بها إلى تحقيق تقدم في هذا ألمجال ...
صعود أحزاب أليسار وألأحزاب ألشيوعية في بلدان عديدة يترك إنطباعاً مطمئناً إلى أنها تستعيد بريقها بطريقة جديدة وإسلوب يذهب في ألأساس إلى ألإعتماد على ألذات في تطوير برامجها ألثورية بشكل يلائم طبيعة ألتطور ألذي تشهدهُ ألبشرية ، لا يمكن ألتقليل من ألجهود ألتي بذلها ألشيوعيون في قبرص من تحويل ماركسيّتهم إلى برامج عملية على أرض ألواقع تخاطب تطلعات ألمواطنين ألبسطاء والنخبة على ألسواء حتى نالت ثقتهم بهذهِ ألطريقة ، وهي تجربة رائدة تفرض على ألأحزاب ألشيوعية في بلدان ألمحيط التعلّم منها في جعل شعوبها تثق بها وخاصةً ألحزب ألشيوعي ألأسرائيلي ألذي يعيش تجربة مماثلة في ألصراع حيث أن طروحات ألشيوعيون في إسرائيل قادرة على معالجة ألقضية ألفلسطينية بمنظور إنساني واسع ألأفق ..
ألحزب ألشيوعي ألعراقي هو ألآخر شعرَ بألأمل في هذا ألفوز من خلال تعويلهِ على ألمشاركة في ألحياة ألسياسية وتقديم طروحاتهِ للشعب علّها توصلهُ للظفر بشئ مشابه لما حدث في قبرص بدلا من ألأبتعاد عن ألساحة وتصدير ألبيانات من ألخارج !! ولكن .... شتّان ما بين ألديمقراطية في قبرص عنها في ألعراق ..على ألأقل فإن قبرص مستقلّة وغير محتلّة كما هو عليهِ ألحال في ألعراق !!
إن ألتغييرات ألتي يعيشها عالمنا أليوم تدفع ألشعوب بإتجاه تركيز جهودها للتغلّب على ألأزمات ألأقتصادية وألأجتماعية ألتي تصدرها لهم ألعولمة وشرورها في جعلها تعيش حياةً سطحية لا تقترب من ألتغيير ألجذري ألأيجابي في شئ!! وكلما إتسعت دائرة ألمشاركة لدى ألجماهير ألشعبية في تقرير مصير بلدانها وشكل أنظمتها ألأجتماعية كلما تقلّصت دائرة ألتحكُّم ألتي تريد ألرأسمالية إبقائها تحت سيطرتها لإبتزاز ألشعوب وجعلها عاجزة عن إيجاد حلول لمشاكلها ...
ألمشكلة ألرئيسية ألتي ينّصب ألتركيز علها في قبرص هي قضية ألوحدة بين شطري ألجزيرة وهي مهمة عهدها ألشعب هناك إلى ألشيوعيين لحلِّها أما ألمشاكل ألتي قد تواجه ألشيوعيون في ألعراق في حالة حصولهم على أصوات ألناخبين في ألأنتخابات ألمقبلة أو حتى في ألمستقبل فإنها أشبه بقاموس مكثّف لا يمكن حلحلتهُ بسهولة يبدأ من معالجة مشكلة ألقوات ألمحتلّة للبلاد وتقرير مصيرها ، ألغاء حالة ألأحتلال وأعتبار ألعراق دولة مستقلّة ، ألحصول على ضمانات دولية لإعادة بناء العراق وإشتراك أغلب دول ألعالم فيه دون تمييز ، وبناء جيش قوي قادر على تسليح نفسهِ من أي مصدر ترغب فيهِ الحكومة ألمنتخبة ولا يتم حصر ألتسليح على ألغرب وحدهُ ، معالجة مشكلة ألنواب والوزراء ألذين إختلسوا أموالاً من خلال مناصبهم ، ومشاكل ألنواب وألوزراء ألذين زوّروا شهاداتهم ألدراسية في ايران وبريطانيا للحصول على مقاعد برلمانية ، ومشاكل ألنواب وألوزراء ألذين يتاجرون بألمخدرات ألقادمة من أفغانستان مروراً بأيران ، ومشاكل ألأرامل وألأيتام وألمعاقين نتيجة ألتفجيرات ألأنتحارية ألتي ملئت ألبلاد منذ خمس سنوات ، ومشاكل ألسيطرة ألأيرانية على ألجنوب ودعمهِ للإرهاب ألذي تقوم بهِ ألميليشيات ألتابعة لأحزاب ألحكيم وألصدر ، ومشكلة شكل الدولة دينية أم علمانية ، شكل ألحكم ألذي يريدهُ ألأكراد ، وووو...
انهُ بلا أدنى شك قاموس من ألمشاكل ولا أعتقد أن بإمكان أيٍّ من ألأحزاب ألمشتركة في (ألديمقراطية) العراقية قادر على حلحلتها في ألمدى ألمنظور على إعتبار أن ألقرار ألسياسي في ألبلاد لا زال رهيناً عند سلطة ألمحتلّ!!
إن ألصعوبات ألتي تواجه ألشيوعيون في العراق تكمن في فقدان ألمجتمع لبوصلة ألتطوّر بألإتجاه ألصحيح لا سيما بعد عودة ألتيارات ألدينية إلى ألساحة بمباركة أمريكية هذهِ ألمرة وإخراج هذهِ ألدوامة إلى ألساحة كي تعطي إنطباعاً بأن مجتمعاً كهذا لأ يمكن تطبيق ألديمقراطية فيهِ وبالتالي ستلجأ إلى فرض دكتاتورية عسكرية مشابهة لدكتاتورية مبارك وبن علي وإن فشِلت في تحقيق ذلك فإنها تكون قد بررت هزيمتها بطريقة سلسة قذفت بذلك ألفشل إلى ألجانب ألعراقي ...