Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

قصيدة الشاعر الذي سرق كنوز الآلهة



هجرها وهي في عزٍّ بنشوتها وأبقى الليلَ يرتاحُ لباقيهِ
وراحَ يسألُ عنْ سرِّ مملكةٍ تُريحُ النفسَ في روضِ معانيهِ
فلولا ومضُ إيمان ٍ بخافقهِ لضاعَ في بحّارِ الشكِ ساريهِ
وحارَ في جنوح ِ الدُّنيا يسألها وهلْ كانتْ كما سبقتْ توافيهِ؟!!
لهُ في الصمتِ واحاتٌ مطافها جمالُ الصُبحِ في الأغوارِ تُشجيهِ
يُشاكسُ في زمان ٍ كلَّهُ عبثٌ وظنَّ أنَّ في الأخلاقِ بانيهِ
يُصلي في محاريبِ الهُدى ولهاً ويضحكُ من دموع ِ الشوقِ تذويهِ
تُغادرهُ مواسمُ عشق أمنية ٍ إلى الأفلاك ِ إذْ أرسى أَعاليهِ
سيبقى في حديث الطفل ِأُغنيةً وشاعرها إذا سَكرتْ قوافيهِ
تلظَّى في مطاليب ٍ مؤجلة ٍ وما أشقتهُ من أسفار ِ آتيهِ
يُغني في هجوع ِ الليل ِ ملحمةً ويكتبها معَ الفجر ِ أَغانيهِ
ومنْ كرم ِ المُحبِّ صَاغَ سيرتهُ وأفنى الروحَ في حُبِّ باريهِ
تعبدَّ دونما ديرٍ ولا نسكٍ وكانَ في فضاء ِ الحُبِّ هاديهِ
وفي نجواهُ غيثُ الصيفِ أرقهُ متى عنْ سرها تُفصحْ وتُعطيهِ؟!!
بروقُ المزن ِ قدْ مرت به الكلمُ ومن أفكارهِ تزهو روابيـــــــهِ
تودَّ في كتابُ العشقِ مؤتملاً بأنْ تخضرّ في الدُّنيا دواعيهِ
كأنَّ في عيونه ِ سرُّ رحلتهُ وما أبقى لهُ من دهرهِ فيهِ
لهُ في السرِّ أسرارٌ يُعاقرها فتُشقي منهُ أعماراً وتُشقيهِ
تولعَ في صبّا الأسرار يعشقها إذا انكشفتْ لهُ عن سرِّ ماضيهِ
تجرّعَ من كؤوسِ الصبرِ ،أسكرها ولمْ يرضَ بغير ِ الصبر ِ يُغريهِ
سما في دوحة ِ العُشاقِ قافية ً وما أوحتْ لهُ الأشواقْ، خوابيهِ
كصقرٍ في فيافي الروح مسكنهُ ولا يرض بغير ِ شموخ عاليهِ
اليراعُ في يديهِ يبقى مُرجفاً وحارَ الوحيُّ لولا الوحيُ ساقيهِ
هو السأالُ عن قصدٍ ومعرفة ٍ منى للكونِ تنفكُ خوابيـــــــهِ؟!
تعتقَ في سؤالِ خمرة ِ الأزل وراحَ يُبحرُ طيفَ مراسيهِ
يُحبُّ الخمرَّ إنْ سَكِرتْ بهِ مُدنٌ وتُشقيهِ كواعبُ في نواديهِ
هو والكونُ في الناسوتِ متحدٌ هو موجٌ لأفكار ٍ نواصيهِ
سيبعثُ آخرُ الأزمان ِ مركبهُ ويُهدي عشقهُ تيهاً لهاديهِ
مواويلٌ وآلهةٌ وعاشقة ٌ نبوءاتٌ على الخابور تحكيهِ
بهِ تموزُ قدْ أسكرْ معاصرهُ وللخمرِّ دِنانُ الوجد ِ تكويهِ
يُنادمكَ إذا ما كُنتَ متزناً وينأى عنكَ إنْ قُلتَ: تُساويهِ
غضوبٌ نارُ عاصفة ٍ إذا انحرفتْ بكَ الأقوالَ عن قصدٍ لتهجيهِ
تراهُ يسقي من مزن ٍ حدائقهُ فتخضرُ لطلعته ِ فيافيهِ
هو شمسٌ ولا قمرٌ يُشابههُ محطات ٍ لعُشاق ٍ سواقيهِ
كأنَّ منهُ أفلاطونَ قدْ سرقَ معاني الحكمة ِ خشعتْ لترضيهِ
سقى من فكره ِ الخمسينَ ماوهبَ وأعطى الجدبَ من سحر ِصافيهِ
تراهُ في بساطتهِ يؤانسها عزيزُ النفسِ إنْ جئتَ توافيهِ
يُحبُّ من عقول ِ الناسِ أفصحها ولا يُعنى بمال ٍ أنتَ جانيهِ
وقولُ الحقِّ لو كانَ لمآتمهِ ويُشعلُ شمعة ً في ليل ِ داجيهِ
ولا تُحصى لهُ في الحُبِّ أمنيةٌ وكمْ عَشِقَ من الغيد ِ شواديهِ
تتيمهُ ثرى الأوطان يعشقُها ويسألُ فجرها إنْ هلَّ يَفديهِ
مذابحُ سيفو والأرمن تؤرقهُ وقتلُ الحبِّ والباطل يُجافيهِ
متى يستيقظُ النيّامُ من حلم ٍ قيودُ الذلِّ في الأجفان ِ تُدميهِ؟
وكمْ نادتهُ من حسناءُ اسكرها فلمْ يأبهْ بها والليلُ يُغريهِ
تركها فوقَ موجِ الشوقِ سابحةً وولَّى شطرَ هم ٍّ منْ مراميهِ
هو من يعشقِ التاريخَ في ولهٍ متى ياربُّ للأوطان ِ تَهديه ِ؟!
***
شعر: اسحق قومي
شاعر وأديب سوري مقيم في ألمانيا
sam11@hotmail.de
sam-1149@hotmail.com

Opinions