قصيدة:مواسمُ الجنون
قبلَ أنْ يسرقَ منكِ
ضفائرَ القصيدةِ
بقاياهُ...رسائلهُ
لاتلمسي الغيمة الهاربةْ
ولاتخومَ الليالي الباردةْ...
ظلِّي مسجونةً في ضحكة ِ الأمسِ
اهرب ِ إلى حيثُ تكونُ
النجومُ
والقمرُ
جسراً على نهرٍ من عناقْ..
لن ينسى حيرتكِ
وثوبها القُرمزي
وهي تضفرُ تلعثمها
ولا صدركِ النافرِ يتأبطُ البابَ خجولا..
يعدُّ آهاته ،غبيٌّ هو...
حينَ لمْ يقدر المسافة بين العشق وشوقكِ..
سفرٌ تأوبُ بهِ مواسمُ الجنونِ
زهرةٌ...
هديتهُ كانت قبل عشرينَ ألف عاما
كمْ هي الرعشة حتى تصوغ القصائدَ؟!!
قلبٌ ينبضُ،
مراهقٌ هو الشوقُ
جسدٌ تعّرى في إقحوانِ الضوءِ
نهدانِ عاريانِ إلاَّ من بقايا خجلتي
أصابعي تُدفىءُ موانىء العابرين إلى كينونة الرعشةِ
علّيةٌ...احتوتنا عاشقينْ
ورحنا نكتبُ قصائدَ ستبقى للزمانِ
عيونٌ، وحيرةٌ،وبوابةٌ للبوحِ لانعرفُ دروبها
وسؤالٌ ماتَ على شُطآن الهمسة العابرةْ..
***
مَنْ يشتهيكِ مراهقاً..؟
عاشقاً...؟
وناياً يعزفُ أَلحانهُ التي صادرتها ليالينا الساهرة
مرايا...همساتكِ توقظُ خيالات المدى
وتستحمُ ببقايا الروح ِ العاشقةْ
كطفلة مراهقة..
ايقظي تاريخَ عشقنا
لأنكِ مواسمُ الحصاد
لفمي..
شتّانَ بينَ أن أدعوك اليومَ
للرقصِ في وداع ِ الحروفِ
وكنتُ بينَ يديكِ عُشقاً أسمرا
شتَّانَ بين غباوة اليوم ِ وانشطار ِ أمسنا
في ألقِ عينيكِ ودعتُ مواسمي...أضعتها
واحترقتْ رسائلُ العاشقين الساخرة..
صبّي خموراً رفضتها حينَ كنتُ بلا زوق ٍ
أجوبُ البحارَ
صبّي على فمي تراتيلنا البائسة
فلستُ بعدَ اليومِ أرفضُ
أنْ أرقصَ بلا قلبٍ على أنغام ِ معزوفتك ِ الطاهرة..
تعالي نُغني معاً..
تحتوينا الدوبُ والليالي الماطرةْ
يحتوينا الشتاءُ ضباباً مسافرَ
يحتوينا الربيعُ زهرةً متناثرةْ
أو أن تكتبي على بوابة القلب ِ
بأنكِ العاشقة المهاجرة
تعالي نعبرُ إلى ضفافِ الضوءِ
والقبلة الغامرة
لاترفضي سُفني أحضرتها
مرافئاً للحبِّ
والعُشقِ
لاتظني رغمَّ المسافة...واحتراقِ ملايين القوافل
في دمي
أنني نسيتك ياقمري
عاشقاً ومسافرَ
***
لأنكِ زهرُ الخُزامى
انثري جدائل َ الليلِ
على سهرةٍ
تناثرتْ فيها
مواسمُ العاشقينْ
امعني في بقايا أمنية ٍ
توحدّي مع أنشودتي
حرفاً
وطائراً
يجوبُ براري الروح المقفرةْ..
اهمسي أَنَّى لكِ
والعني خجلتي
وثوبكِ الساترَ
تعالي نُعّري أرواحنا من خوفها
ونصوغُ بقايا معزوفة ِ ثائرةْ
كرومٌ هي الأماني الدروبُ
ولا من معصرة ٍ تحتويها
خمورٌ هي المسافةُ بين نشوة اللقاء
وزوارقِ خوفنا..
فكيفَ التقيكِ قبلَ مواسم ِ الهجرةِ؟؟
عصفورةٌ تُغرُ في دروبِ العتمة ِ
خُزامى على ضفافِ أمسنا
قمرٌ يوحدُّ بقايا سهرتنا...
أسألُ هلْ لازلت ِ صبيةً
وأنا الخجولُ على أعتابِ شوقكِ؟
هلْ لازلتِ كما كُنتِ يومَ التقينا
عاشقين
شردهما الحبُّ
في بحارهِ
قمرٌ أنتِ على ضفافِ القصائدِ
روحيَّ
قمرٌ أنتِ في سمائيَّ
لكِ آخر رسائلي
فقطارُ العمرِّ لمْ يأتِ محطتنا
ولا المسافرونَ فرّوا إلى اتجاهات ِ ريحنا
تعالي أَضُمُّكِ عشقاً..زمنا...ولهفةً
وأنتِ تريني في آخر فصول الحيرة
أسوّي بقايا خجلتي..
تعالي فأنا في آخر اشتعال البيادِ
تعالي لأنكِ صورةَ الحبِّ الممنوعِ من الصرفِ
في ضروب ِ الإعرابْ
لأنكِ كلُّ شيءٍ في بحيرة ِ القصيدةِ
تعالي ولنترك الستائر للريحِ تسوّي هجرتها المسافرة..
***
مرني بالأمسِ طيفُكِ
فاحتوتني الغرفةُ عابراً
مرني بعضاً من نثارِ جوعك ِ للقُبلةِ
فادلقتُ على أصابعكِ ماءً من عيون ٍ ساهرةْ
بكى العاشقُ وراحَ يُعذّبُ أشواقهُ الخجلى
وبقيتِ أنتِ في دمي
تجرينَ إلى فضاءاتهِ
أنشودةً
لم يكتبها العاشقُ أبدا..
***
سألتني عن فيروز
(ففيروز) لمْ تُغادر مواسمي
والمطرُ لازالَ يدمدمُ وأنا بين حطامي أُناجيكِ
من وراء اللحظة الفاصلة
مَنْ يعشقُ مواسمَ البنفسجِ المبللِ بالدموعْ؟!!
غيركِ
ومنْ يُشعلُ في بيدري آخر طقوسهِ
....غيركِ
تعالي...فأنا(بانوسُ) القصيدةِ
حينَ أشتاقُ صفاءَ الذاكرةْ
وأنا(الخابورُ
أروي للعابرينَ قصتي
لاتكبري ياحببتي قبلَ أنْ أولدَ مرةً ثانية..
وأُصبحُ عاشقاً وآتي بدون خجلتي
وحينها لو كُنتِ ابنة الثمانين عاما
فعندي لازلت مراهقة
***
مابينَ دمي وبرازخ الشوق تلك المسافة
اعبريها خوفاً ولا تتأخري
ومابيني وبينكِ حمامة الروح تهذي على أبواب سجنيَّ
لِمنْ أُنمقُ القصيدةَ...
وأنتِ في آخر القافلة؟
لِمن أتلو أناشيدي وأنتِ آخرُ العازفينَ في كينونتي المهاجرة؟
لِمن أرتبُّ جدائلَ العُشقِ
وألثمُّ طيوفها التي صيرتني
عاشقاً ومهاجرا؟
قولي ياقمري هلَّ لازلتِ تفكرينَ كيفَ نُطيلُ سهرتنا الحائرة..؟
تعالي أنشدي معي:
وطنٌ أنا...بل معلمُ
وطنٌ أنا ومكبلٌ
وقيوديَّ سجانها يتبرمُ
أوصدتُ في شفتيَّ أحلام الهوى
وتقرحتْ أجفانيَّ تتوهمُ
شعبٌ أنا يحدو لكلّ تائهٍ
ويُساقيَّ الأرضَ أريجاً يزحمُ
من نرجسِ الفجر هوىً
وترانيَّ المسكون أَنَّى أَحلمُ
وطنٌ أنا بلْ مَعْلَمُ
كُنتُ نشيداً تُيمَّ في المهجة يترنمُ
قاسيتُ من حُلك الليالي غُربةً
وتفطرت في قلبيَّ مواسمُ
أقسمتُ
فيكَ أن أُبايع مجدك
لو طلَّ فيك الفجر رحتُ أبسمُ
***
شعر: اسحق قومي
شاعر وأديب سوري مُقيم في ألمانيا