Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

قناة عشتار – حواراتها السياسية وجوليانا في قرانا

يقينا , تمكنت قناة عشتار الفضائية من الاستحواذ على مكانة زمنية مرموقة في الجدول اليومي لجمهورعريض من المشاهدين بصورة عامة و شريحة واسعة من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الارمني بصورة خاصة , عبر سلسلة من البرامج الثقافية والرياضية والترفيهية المنوعة , ولذلك لانبالغ في القول ان القناة تحتل عند الكثيرين مكانة متقدمة في قائمة القنوات المفضلة ويحفظ هؤلاء عن ظهر قلب رقم القناة في جهاز التحكم الذي بين ايديهم وليسوا بحاجة الى اجهاد النفس في البحث اليدوي او العشوائي عنها كما يفعلون مع كثير من القنوات الاخرى . ان قناة عشتار الفضائية قامت وتقوم بمجهود رائع وقيٍم في تقديم لوحة تعريفية جميلة , لاشك انها تترك انطباعا ايجابيا لدى المتلقي عن شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الارمني , طقوسا وتاريخا وتراثا وثقافة وفنون , ومايسجل لادارة هذه القناة هو الحرص الدائم على ان تكون لوحتها تلك معبرة عن كل مكونات شعبنا بتسمياته وخلفياته وكنائسه حتى ان احد الاساقفة الذين التقيت بهم ذهب الى وصفها ( بالقناة المسكونية ), فكوادر هذه القناة تلاحق بدأب ونشاط كل تجمعات وفعاليات شعبنا في الوطن والمهجر فاستحقت ان تكون احد الاصوات الجهورية المتميزة الناطقة باسم شعبنا . ان الحق يجب ان يقال في ان الكلداني والاشوري والسرياني والارمني , يشعر كل منهم ان له حصة في قناة عشتار , وهو جزء منها له حقوقه فيها ويرغب بفخر في ان يؤدي واجباته نحوها بل ان هذه الدائرة تتمدد الى نصف قطر اكبر لتشمل العراقي العربي والكردي واليزيدي وكل المكونات الاخرى .



امام ماتقدم , يلاحظ في الجانب الاخر ان هذه القناة تخطو خطوات حذرة جدا وخجولة فيما يخص البرامج السياسية والتفاعل مع تطورات الوضع السياسي في العراق عبر الاكتفاء بالنقل الالي المجرد للخبر والمعلومة وكأنها تريد ان يتذكر المتلقي ( ان ناقل الكفر ليس بكافر ) ! , لكن القناة كانت اول من اطلق مشروعا سياسيا كبيرا لشعبنا تمثل في المطالبة بحقوقه السياسية بما فيها الحكم الذاتي والسعي لتثبيت ذلك دستوريا في دستور العراق ودستور اقليم كردستان , لقد طُرح هذا المشروع للتداول جماهيريا فاشبع نقاشا واجتهادا طوال هذه الفترة ( جرى معظمه خارج قناة عشتار ) من جهات و شخصيات كثيرة يشترك بعضها في الجهد السياسي , كل وتاثيره , بينما يطرح البعض الاخر ارائه بصورة مستقلة راجيا ان يُفيد بها من يرى فائدة فيها , لقد ان الاوان ومن اجل ايقاف عملية السباحة العشوائية وضرب الماء في كل الاتجاهات ان يتقدم الاب الروحي للمشروع السيد سركيس اغاجان وقناة عشتار الفضائية الى طرح فلسفتهم لهذا المشروع واليات تنفيذه استنادا الى الامكانيات المتاحة والظرف المعاش ليتسنى تحشيد الجهد باتجاه الهدف والتصويب اليه. كذلك الحال في موضوع الاضطهاد والقتل والتهجير والاجبار على ترك الهوية الدينية والقومية التي ترتكب بحق شعبنا في مناطق ومدن مختلفة, فمع ان قناة عشتار الفضائية حاولت وتحاول بنشاط تغطية هذه الاحداث وردود الافعال على ذلك وفعاليات شعبنا في الداخل والخارج لاستنكارها و شجبها, إلا ان الكثير ينبغي فعله في هذا المضمار وخاصة في مجال عقد لقاءات حوارية تقدم فيها القناة شخصيات متنورة تؤمن ( قلبا وقالبا ) بالتعايش المشترك وحقوق متساوية للجميع في الوطن بغض النظرعن الانتماء الديني او المذهبي او العرقي , على طريق مد الجسور مع الاطراف الاخرى للوصول الى اعرض قاعدة مشتركة يقف عليها اكبر حشد يمكن تحشيده لوضع حد لهذه الاعمال وللتبشير بمبادئ الاخاء والاحترام وحق المواطنة والمساواة.



وهكذا وفي خضم هذه الخطوات الحذرة في البرامج السياسية تخرج علينا احيانا قناة عشتار بلقاءات حوارية خاصة مع نخب سياسية , علما بان هذه اللقاءات في جوهرها الغالب ليست لقاءات حوارية بالمعنى الكامل للكلمة بقدر ماهي فسحة و فرصة يستطيع الضيف الذكي استغلالها لعرض افكاره والترويج لها , وهنا يصح القول في ان الشخص الحذر جدا قد يُخفق غالبا في الاختيار الصحيح , حيث جاء احد هذه اللقاءات الاخيرة ليقدم نموذجا يمتلك ويؤمن بفلسفة مُتهمة بالتطرف , وهو بالتالي جزء من تصرف سياسي على ارض الواقع لاينسجم باي حال من الاحوال مع الخط العام لهذه القناة وثقافة وخلفية مشاهديها , اما بعض عبارات المجاملات البروتوكولية التي تسقط اثناء الحوار فانها تصلح لكي تكون رتوشا للوحة لايرى المشاهد اي حاجة في اقتنائها. ليست هذه دعوة للانغلاق وعدم السماح لجميع الالوان بعرض ارائها او تحريضا على تقييد حرية النشر والاعلام وتشجيعا للاعلام الشمولي , ولكن هي الرغبة في الاستفادة بداية وربما لزمن طويل من الكثير من العناصر التي يُعرف عنها حقا انها تؤمن , فكرا وممارسة, بعراق تعددي علماني يجد فيه الجميع فرصا متساوية , قد تكون الفائدة من محاورتها اكثر بكثير من نماذج اخرى نجد في قمة مجاملتهم لنا , التي تسمح بها فلسفتهم السياسية التي يؤمنون بها, انهم ينظرون البنا في اننا شعب اهل الذمة الذي يستحق الشفقة ويقع عليه واجب الطاعة , ليس هذا انتقادا او انتقاصا لخيار هذا او ذاك فللانسان كامل الحرية في الايمان بما يعتقده صحيحا وفي اختيار مايراه مناسبا , ولكن من حق الاعلام صاحب القضية ( ان يحود النار لرغيف قضيته ) وهو ما يفعل الجميع من اصحاب الاجندة والقضايا.



من المؤكد ان قناة عشتارفي هدفها الاسمى ليست قناة ( وناسة ) او ( انفينتي ) او غيرها ولاننا احببنا هذه القناة ونتمنى لها الافضل دائما فاننا نرى ان تضع هذه القناة خطة مدروسة بدقة للتحرك على الصعيد السياسي لتسخير الامكانية الاعلامية المتنامية لهذه القناة في خدمة اهداف شعبنا وبانتظار ان ترى هذه الخطة النور وتتم المباشرة بترجمتها فعلا دعونا نستمتع بالرائعة جوليانا وهي تجوب قرانا.

wadeebatti@hotmail.com Opinions