كبس النهدين
لم تتوفر سوى أحاديث ضعيفة وشحيحة تصف لنا كيف كان يتعاطى الدين الإسلامي على عهد رسوله العظيم محمد مع موضوعة الختان، وهل هو ظاهرة مجتمعية، أم ممارسة دينية وشرعية وليست متعلقة ببلد أو بإنسان، إنما تحكم الجميع لها كضرورة أقرها الدين. فقط وصية لأم عطية التي كان يقال إنها تمارس عملية الختان، لكن وصية الرسول لأم عطية تتعلق بضرورة التمهل في ممارسة الختان فهو كما في الحديث ( ياأم عطية أخفضي ولاتنهكي فإنه أسرى للوجه وأحظى عند الزوج). الفراعنة كانوا أسبق البشر في ممارسة عادة الختان، وأهل بلاد السودان وبلدان عدة في أفريقيا ومنها مصر الفرعونية. وبقيت هذه العادة الى أيامنا هذه، وفي العراق كانت تعرف في الريف مطلع القرن العشرين حيث تقوم واحدة مثل أم عطية في صدر الإسلام، أو أم أنمار في الجاهلية بقطع بظر الفتاة ويساعدنها بعض النسوة حيث توضع خرقة قماش تشعل فيها النار على الجزء المبتور، وكل الغرض المعلن هو خفض الشهوة عند المرأة، وهو مايشبه الإخصاء عند الرجال، وكذلك ذكور الحمير لتستمر بالعمل ولاتلتفت الى إناثها.
أثيرت الضجة بعد تسريب معلومات عن قيام تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل بإعلان فرض ختان النساء وهو الأمر الذي أثار حفيظة رجال دين ومثقفين ومنظمات مجتمعية في العراق والعالم ماإستدعى الحديث عن الموضوع في بلدان أخرى وإجترار ماورد في التاريخ الإنساني عن هذا الموضوع، ولعل جميع ماورد من أحاديث وروايات لايمثل دليلا على رؤية إسلامية، أو ممارسة مشرعنة بقدر كونها عادة قديمة بشرية، بينما أوصت الديانات بختان الرجال لأسباب صحية، وصار ختان الأطفال ضرورة دينية، ولايمكن لمسلم أن يتغاضى عنها بل هي علامة من علامات الإسلام، ومن تركها فكأنه على غير دين.
ليست ممارسة عادة الختان هي الطريقة الوحيدة لإضعاف الشهوة عند النساء، ففي بلاد مثل الكاميرون بأفريقيا إعتاد الناس أن يمارسوا عدة كبس النهدين، وهي ممارسة تقوم بها إمرأة متخصصة مثل أم عطية وأم انمار، تستخدم فيها بعض الأحجار الصلدة كآلة ملساء تدلك بها تلك المتخصصة نهدي الفتاة ليضمرا نهائيا، ولايكونا سببا في مضاعفة الإشتهاء، عدا عن آلات خشبية مماثلة تقوم بذات الدور، وهي عادة ليست نادرة، أو مندثرة، بل ماتزال تمارس في ياوندي العاصمة، وفي مدن الكاميرون الأخرى، وقرى الريف البعيد.
يبدو إننا بحاجة الى التركيز على قضايا ذات أثر أكبر في حياتنا كالجوع والبطالة والحرمان والظلم وسيطرة المخابيل على مقدراتنا وقيادتنا الى نهايات مأساوية كما يحصل اليوم في بلاد المسلمين، فيعلو صوت الشيطان بكلمات الإسلام باطلا وبألسنة أشخاص يدعون الولاية على الناس والشريعة ويسيرون الحياة كيف يشاءون، وماأحوجنا الى ممارسة عادة التخفيف عن المعذبين، فالمتطرفون لايعبأون بالناس البسطاء والأطفال الذين أوصى بهم الله، وينشغلون بختان النساء وسواها من ممارسات شيطانية.
يارباه ماهذا الجنون؟