كركوك بين المادة 140 والمركزية والاقليم الخاص وكردستان
22/12/2007شبكة اخبار نركال/ NNN/كركوك/احلام راضي/
تعد مدينة كركوك من اغنى المحافظات العراقية لما تمتلكه من ثروات نفطية وزراعية وصناعية وحتى يقال في كركوك ان شئت احفر في اي بقعة واستخرج النفط دلالة على الخزين والكم الهائل الذي تحويه المدينة من النفط الخام. الاكراد يطالبون بضمها الى كردستان كونها مدينة كردية حسب ادلة يقدمونها ويقولون بانها قلب كردستان والعرب يطالبون بجعلها مركزية من خلال ربطها بالعاصمة بغداد والتركمان يطالبون بجعلها اقليم خاص وتحكم بادارة مشتركة تحكم من قبل الجميع.
وصلت وزيرة خارجية الولايات المتحدة الامريكية كونداليزا رايس في زيارة مفاجئة وسريعة الى محافظة كركوك على رأس وفد رسمي رفيع المستوى ضم كل من شون ماكرونماك المتحدث الرسمي بأسم وزارة الخارجية الامريكية و السيد رايان كروكر السفير الامريكي للعراق و رافق الوفد السيد هاورد كيغن رئيس فريق اعمار المحافظة و العقيد ديفيد باسكال قائد القوات المتعددة الجنسيات في كركوك .
و أسقبل الوفد الزائر الى مبنى ديوان المحافظة السيد رزكار علي رئيس مجلس محافظة كركوك و عدد من اعضاء مجلس المحافظة الذين يمثلون القوائم و القوميات في مجلس المحافظة و عدد من الوجهاء و الشخصيات التي تمثل مختلف مكونات مجتمع كركوك.
واعقب الترحيب بالضيوف اجتماع رسمي مغلق ضم الجميع و استغرق قرابة الساعة وتم مناقشة العديد من القضايا و الامور التي تخص محافظة كركوك , وفي مستهل الاجتماع رحب السيد رزكار علي بوفد الخارجية الامريكية كما جدد شكره و امتنانه بأسم ابناء كركوك لما تقدمه الحكومة الامريكية من دعم متواصل في كافة المجالات و الميادين للعراق بشكل عام و كركوك بشكل خاص. من جهتها شكرت رايس ممثلي شعب كركوك واعربت عن سرورها بوجودها في مدينة كركوك وأضافت : (الولايات المتحدة شريكة مع الشعب العراقي ونحن نتطلع لشراكة طويلة الأمد من اجل مستقبل هذه المدينة".
و بعد نهاية الاجتماع صرحت رايس للاعلام قائلة: " لقد كان اجتماعنا ممتازا جدا والولايات مهتمة جدا بمستقبل هذه المحافظة المهمة ،كركوك تمثل حالة خاصة, لقد تحدثنا حول مواضيع عديدة كما تحدثنا حول اعادة الاعمار وايجاد وظائف للناس ونتطلع الى مستقبل زاهر لاهل كركوك في ظل العراق الديمقراطي الجديد وقد سررت جدا بفرصة وجودي هنا".
من جهته سلط السيد رزكار علي الضوء على ما دار في الاجتماع في جواب على سؤال حول طبيعة زيارة كوندليزا رايس الى كركوك قائلا: (طبعا زيارة السيدة كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية والسفير رايان كروكر سفير الولايات المتحدة في العراق زيارتهم الى مدينة كركوك دليل على أهمية المرحلة وعلى أهمية ملف كركوك واهمية تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي والسيدة رايس عبرت في حديثها عن تضامنها مع شعب كركوك ومع المادة 140 وأيضا أيدت مقترح السيد ستيفان ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق ووعدوا بان يستمروا في دعم مجال الخدمات والمشاريع لدعم كركوك خدمة لأبنائها وكانوا راضين عن الاجتماع واللقاء, الاجتماع طبعا شارك فيه ممثلو كافة القوائم في مجلس محافظة كركوك بالأخص القوائم الثلاث الرئيسية) .
وحول تقييمه للزيارة قال رزكار علي: " الزيارة نعتبرها دعما معنويا لمحافظة كركوك ودعم معنوي للموضوع الذي اصبح فيه نوع من التعقيد في هذه المرحلة في المادة 140 من الدستور العراقي والسيدة رايس وعدتنا بدعم شعب العراق وشعب كركوك وقالت نحن نبقى شركاء لأمد طويل" وفيما يتعلق بالمطاليب التي قدمها مجلس المحافظة في الاجتماع أوضح رئيس المجلس بأنه تمت مطالبة السيدة رايس بالدعم بتنفيذ المادة 140 كما وعد سابقا السفير زلماي خليل زاد ودعمنا ايضا في مجال الخدمات.
عضو المجموعة التركمانية في مجلس المحافظة السيد حسن توران تحدث عن مطالب المجموعة قائلا : (اعتقد ان كركوك بدأت تشغل حيزا كبيرا في مجمل المعادلة السياسية العراقية فالجهات السياسية المختلفة اصبحت تنتبه الى اهمية في هذه المعادلة. وقد كانت زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية للالتقاء بممثلي القوائم مباشرة والاستماع الى آرائهم بصورة مباشرة ونحن نعتقد ان الزيارة كانت ناجحة حيث استطعنا تقديم مقترحاتنا وما يعانيه الشعب التركماني للسيدة كوندليزا رايس, كانت مطاليبنا محددة بايجاد ادارة مشتركة لمحافظة كركوك واجراء تعديلات على المادة 140 وذلك بالغاء الاستفتاء وجعل كركوك اقليما خاصا تشترك القوميات في ادارته. وحثت الوزيرة المجموعة التركمانية الى العودة الى اجتماعات المجلس وحثت الجميع الى الوصول عبر الحوار السلمي والديمقراطي الى حل توافقي يرضي جميع مكونات الشعب العراقي).
من جهته تحدث السيد راكان سعيد عضو القائمة العربية حول أهمية الزيارة وأبرز المواضيع التي طرحت خلال الاجتماع قائلا: "أعتقد أن طبيعة الزيارة هي لأهمية مدينة كركوك وأهمية المادة الدستورية التي تخص مدينة كركوك ايضا والمادة 140 وانتهاء المدة الدستورية لها وأظن انهم يريدون مخرجا لأن هناك خلل دستوري لانتهاء المدة وايضا جولة استطلاعية لاستطلاع آراء كل المجاميع في كركوك وتبين أن كركوك مدينة مهمة على المستوى الدولي ووجهة نظرنا للمادة خلل دستوري كون المادة قد انتهى الموعد الدستوري لها وان كان هناك تمديد أو تعديل أو نص آخر يجب أن تمر عبر لجنة تعديل الدستور والبرلمان وفق المادة 142 ونحن لن نعترض على اي شيء يصدر عبر لجنة تعديل الدستور أو عبر البرلمان لأنه دستور وقد طبقنا مادة كنا نتحفظ عليها خلال السنة الماضية بالرغم من تحفظنا حيث كان فيه خلل دستوري لأنه لم تعرض التعديلات وبدأت اللجنة دون ان تمر بالتعديلات". وحول تقييمه للزيارة أكد سعيد على أهمية الزيارة واعتبرها مهمة جدا باعتبار المادة 140 بحاجة الى تدخل كافة الاطراف لحلها .
السيد محمد كمال عضو قائمة التآخي في مجلس المحافظة أكد ان الزيارة مهمة جدا لبحث القضايا الراهنة في كركوك وأضاف قائلا: "جاءت السيدة كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية الى كركوك لمشاهدة اراء جميع اطياف كركوك والبحث عن آراء جيدة حتى نتمكن من ادارة المدينة, كانت آراؤنا نحن تتركز على ان المادة 140 جاءت نتيجة الجرائم والاخطاء التي ارتكبها النظام السابق بحق الكرد, طلبنا تطبيق المادة 140 لتصحيح الاخطاء والجرائم المرتكبة ضد الشعب الكردي من الابادة الجماعية والتغيير الديموغرافي والانفال والضرب بالكيمياوي وخاصة سنة 1988 ، رأينا بان حكومة المالكي وقبلها حكومتي الجعفري وعلاوي قد تنصلوا عن تنفيذ فقرات المادة 58 قبل ان تكون حاضنة في المادة 140 تنصلوا عن تنفيذ هذه الاتفاقية لذا الححنا وطلبنا من السيدة كوندليزا رايس بان يساعدونا في تطبيق المادة ولا تمدد اكثر من 6 اشهر ويجب ان يكون هذا التمديد مشروطا فان لم تنفذ خلال هذه المدة يجب ان تخضع الدولة لارادة سكان كركوك الاصليين في تطبيق ما يشاؤون حول طبيعة العمل في تطبيق المادة وكيفية التطبيق بحسب ارادة سكان كركوك الاصليين, وقد استمعت الى آرائنا ككل وقالت لقد استمعنا الى اراءكم ونقدرها ولكن نبحث عن حل يرضي الاطياف جميعا ويكون حلا منصفا وانا اظن بانهم يتعاملون مع المادة بصورة جيدة".
اعتصام الاكراد نتجية لعدة ايفاء الحكومة.
تعبيرا عن رفضهم لعدم تطبيق المادة 140 بعد انتهاء المدة الزمنية التي حددتها الحكومة لهذه المادة, شهدت مدينة كركوك صباح يوم الاثنين الموافق 17-12 في مختلف مناطقها اعتصاما جماهيريا وحكوميا واسعا عبر من خلاله المعتصمون عن سخطهم ازاء تلكؤ الحكومة الحالية والحكومات التي سبقتها بالالتزام بهذه المادة الدستورية. حيث اغلقت بناية محافظة كركوك أبوابها من الساعة 10 الى 11 صباحا كما اغلق مكتب محافظ المدينة ورئيس مجلس المحافظة وقائمقام قضاء المركز وأعضاء قائمة التآخي في مجلس المحافظة ومكاتب المحافظة ومكتب تنفيذ المادة 140 تضامنا مع جموع الجماهير الغفيرة التي اعتصمت في مختلف احياء ومناطق المدينة حيث أغلق المعتصمون محالهم التجارية وأوقفت حركة سير في عدد من مناطق المدينة،ونزل المعتصمون الى الشوارع تعبيرا عن رفض التأخير في تنفيذ المادة وحاملين لافتات تطالب بالاسراع في تنفيذها كما طالبت اللجنة العليا للمنظمات الديمقراطية والجماهيرية والمهنية في كركوك والتي ساهمت في تنظيم الاعتصام في بيان الى رئاسة مجلس الوزراء قدمته الى محافظ كركوك ورئيس مجلس المحافظة لايصاله الى الجهات ذات العلاقة في الحكومة العراقية وعلى رأسها رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء ورئاسة حكومة اقليم كردستان وجهات اخرى طالبت تعيين الاطراف المسؤولة المقصرة في تطبيق المادة واستجوابهم حسب الدستور العراقي فضلا عن تعليق كل الاتصالات بين محافظة كركوك والحكومة العراقية في حال استمرت الاخيرة في خرق المادة وعدم تطبيقها كما طالب البيان من رئيس الوزراء ان يعتذر وبشكل رسمي من الشعب العراقي عامة والشعب الكردي بشكل خاص بسبب عدم تطبيق الفقرة 22 من جدول اعمال حكومته, على حد ما جاء في البيان .
من جهته وعد محافظ كركوك ايصال البيان الى رئاسة مجلس الوزراء خلال تصريح ادلى به للمؤسسات والقنوات الاعلامية قائلا: (انا اشكر ممثلي المنظمات الجماهيرية في كركوك على حضورهم الى مبنى المحافظة بهذه الطريقة السلمية والديمقراطية وتقديمهم لمطاليبهم بخصوص تنفيذ المادة 140 , الجميع يعلم ان المادة 140 هي مادة قانونية ومادة دستورية والشعب العراقي صوت على هذا الدستور وهناك تأخر واضح وتلكؤ في تنفيذ هذه المادة بمختلف مراحلها وان بتنفيذ هذه المادة هناك مصلحة لجميع مكونات شعب كركوك لذلك أنا اتعهد بايصال مطاليب الاخوة الحاضرين وممثلي المنظمات الجماهيرية في كركوك الى الجهات التي طلبوا مني ايصال صوتهم بغية تنفيذ هذه المادة التي نحن جميعا بصدد تنفيذها).
رئيس فريق اعمار المحافظة السيد هاورد كيغن عبر عن تفاؤله لرؤية هذه المظاهر الديمقراطية في كركوك حيث قال: (نحن ندعم ونشجع هذه الممارسات السلمية والديمقراطية التي تمارس على ارض الواقع في كركوك وذلك ان الشعب يطلبون اذنا من الحكومة في القيام بهكذا نوع من الممارسات وهذا يعني ان الديمقراطية موجودة في كركوك والحكومة الامريكية تدعم هذه الممارسات ونحن سعداء بذلك)وأضاف كيغن: (كما قلت في السابق ان موضوع كركوك معقد جدا وان هناك معلومات مختلفة على أرض الواقع والايام القادمة سوف توضح الصورة بشكل اوضح.