Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

كساد الشعر الشعبي في سوق العولمة الأدبية!



ليس كل جديد بحسن وليس كل قديم بحسن أيضا، وبعض حسنات القديم تبقى حسنة، وبعض حسنات الجديد تفقد رونقها، وفي إطار الأدب فإن الصراع بين القديم والحديث أو بين التراث والحداثة، قائم ولكل رواده، لكن رواد الحداثة كثيرون بلحاظ أن قيود الموروث الأدبي كثيرة وقواعده قلاع يصعب لكل هاو دخولها من أبوابها أو تسلقها، فالحجّاب لهم شروطهم في قبول الداخل إلى أروقة القلعة، فيما أن الحداثة الأدبية عمدت بدلا من طرق الأبواب أو تعلم فن تسلق القلعة إلى تفتيت حجارتها ليسهل عليها الدخول إلى باحة الأدب من منافذه وثغوره دون المرور من بواباته.
ويعد الشعر الشعبي واحدا من مظاهر التحولات الأدبية الغائرة في التاريخ الإنساني بعامة والعربي بخاصة، وليس هذا التحول وليد القرون القريبة، فهو أبعد زمنيا، لكن من القطع أن الهجنة والعجمة التي دخلت على المجتمعات العربية نتيجة للاحتكاك بالأمم الأخرى ساعدت في نمو الشعر الشعبي وضمور شعراء يرفعون سارية الشعر القريض، على أن الشعر الشعبي وإن استسهله الكثيرون يحمل في كثير من ألوانه قواعد وأصول هي الأخرى بمثابة قلاع لا يستطيع كل شاعر شعبي تسلقه، ومن ذلك شعر (الأبوذية) الحديث عهد في أنماط الشعر الشعبي المتركب من بيت واحد ذي أربعة أشطر تنتهي الثلاثة الأوائل بجناس واحد مختلفة المعاني، فيما ينتهي الرابع بكلمة في آخرها ياء مشددة وهاء، تمثل أحد مواضع الألم في هذا النوع من الشعر الذي يمثل منتهى وجع الشاعر في قصة سلبت منه نعاسه ونومه، أو محاكاة لوجع الآخر يترجمه الشاعر إلى بيت أبوذية.
ولا يعنى الحديث عن القديم والجديد، أن كل شعراء الشعر الشعبي غير قادرين على نظم القريض، فهناك من الشعراء من اشتهر بالشعر الشعبي بعامة والأبوذية بخاصة لهم حضورهم الواسع في الشعر القريض، مثل الشاعر المبدع المعاصر جابر بن جليل الكاظمي، الذي أعتقد أنه من القلة النادرة الذين يجيدون أبجدية النظم في ملعب الدارج والقريض ويبدعون في كليهما، بل هو من القلة النادرة التي جمعت بين التراث والحداثة فأنشأ العمودي والحر إلى جانب الشعر الشعبي في 25 ديوانا، فهو مدرسة بإمكان جيل الشعراء الشعبي التعلم منه واخذ الدروس وعدم الاستغراق في نظم الشعر الشعبي وتغليبه على القريض.
ولما كانت النهضة الحسينية تقع في قلب الوجع الذي أصاب الأمة الإسلامية، فلا غرو أن يكون شعر الأبوذية نتاج هذا التفجع، والشعراء لهم فنهم في تصويره وتجسيده، تابعه الأديب محمد صادق الكرباسي في ثمان دواوين من الأبوذية، وفي الجزء التاسع من (ديوان الأبوذية) الذي صدر حديثا (1430هـ/2009م) عن المركز الحسيني للدراسات بلندن في 640 صفحة من القطع الوزيري، يتنقل بين القوافي من الألف حتى الغين في (371) بيت أبوذية لثمان وعشرين شاعرا حيا وميتا.

تسويق العُجمة
قلما تجد كلمات غير عربية في النظم العربي القريض، وإذا استخدمها الشاعر فهي لضرورات أو أنها أصبحت من المسلمات، أو أن الكلمة لا أصل لها في اللغة العربية، وبخاصة في الاسم العلمي، فتولّد عربيا، وتكون من الأمر الطبيعي أن تأتي في السياق الأدبي النثري والنظمي، لكن هذا الاستخدام يأخذ مساحة واسعة في الشعر الدارج نتيجة لشيوع الكلمات الأجنبية في الحوارات اليومية للناس إما بتأثير التلاقح المجتمعي مع الآخر غير العربي، أو من نتاج الدول الأجنبية التي حلت محتلة على شعوبنا، فنجد في المغرب العربي كلمات فرنسية وايطالية وفي المشرق العربي كلمات انكليزية استقرت في لغة الخطاب اليومي للناس، ولما كان الشعر الشعبي هو نتاج التخاطب الشعبي، فان كلمات كثيرة غير عربية من انجليزية وفرنسية وفارسية وأردوية وتركية وهندية أصبحت جزءاً من الحديث اليومي انعكس سلبا على النظم الدارج.
وفي إطار نصرة الأدب العربي، فإن من المقبول جداً الدعوة إلى تنقية الأدب العربي من الكلمات الدخيلة بخاصة وإن المعجم العربي يحتفظ ببدائل فضلا عن أن اللغة العربية لها قدرة توليد الكلمات البديلة من الأبجدية العربية نفسها دون الحاجة إلى التمسك بالكلمات الأجنبية، وهذا ما يسعى إليه كل أديب حريص، وهو دأب الأديب الشيخ محمد صادق الكرباسي، الذي طالما نصح الشعراء الشعبيين تطعيم أشعارهم بكلمات عربية فصيحة ليكون الشعر الدارج مفهوما لدى قطاعات واسعة من المتحدثين باللغة العربية، وهو في الوقت نفسه محاولة منه لإرجاع النص الأدبي إلى صفائه ونقائه.
ولكن ما ليس مقبولا لدى الدكتور الكرباسي وأي أديب ناصح أن تكون هناك دعوة صريحة لعمل العكس بأن يتم إدخال الكلمات الأجنبية في الشعر العربي الدارج تحت مدعى الحداثة والتطور، فالحداثة المبدعة لا تعني أن يتخلى الأديب عن جلبابه ويتأزر برداء غيره، فهو يكتب من محيطه لمحيطه، ولهذا يفرد في الجزء التاسع من ديوان الأبوذية عنوانا مستقلا يهاجم أولئك الذين يرفعون لواء تعجيم النظم بشقيه القريض والدارج، وبخاصة لدى بعض الشعراء الشباب الذين ساقتهم ظروف بلدانهم السياسية والإقتتصادية إلى الهجرة والعيش في بلدان غير عربية، مما حمل إحدى صحف المهجر في هولندا وهي تتحدث عن شعر الأبوذية إلى التفاخر: "وقد تفنن الشعراء ونظموا الشعر في هولندا حيث أخذوا يستخدمون كلمات هولندية داخل أبيات الأبوذية، فأعطتها نكهة جديدة لا تخلو من طرفة ونكتة، وهذا دليل على قابلية هؤلاء الشعراء وموهبتهم في تكييف اللغة الأجنبية داخل الشعر الشعبي"، وليس الأمر كما ذهبت المطبوعة، فتطويع الكلمات الأجنبية داخل النص العربي القريض أو الدارج هو نقص في المعرفة وقصور في تدارك المفردات العربية الفصحى أو الدارجة، نعم من القوة الأدبية ومن الإبداع أن ينظم هؤلاء الشعراء بلغة بلد المهجر، فيكونوا حينئذ قد خدموا الثقافة العربية بنقلها إلى غير أهلها بلغتهم، وبتقدير الأديب الكرباسي أن دعاة العجمة في المهاجر بحجة الإبداع أو فقدان بديل المفردة العربية وبالذات داخل شعر الأبوذية: "زادوا في الطين بلّة وفي الطنبور نغمة كما يقولون، إذ المطلوب أن نوحد اللغة العربية مهما أمكن وما عملنا هذا إلا تأصيل للكلمات العربية وبيان جذورها والإشارة إلى المنحرف منها وتحديد الدخيل عليها).
ومن الهجنة والعجمة قول أحدهم في بيت من الأبوذية يستخدم مفردات هولندية:
مهلاً يا حبيبي إنتظِرْ سِتْراكْسْ
عيون المَها دامس ليل سِتْراكْسْ
إلْكِسَر ظَهْر وِهَتَكْ يا موي ستْراكْسْ
يِتْلَگاها بِعْزيزهْ لُو باخيّهْ
والجناس في كلمة (ستراكس)، فالأولى كلمة هولندية (Straks) وتعني: بعد قليل، والثانية مخففة (ستراك) السين للمستقبل وتراك من الرؤية، والثالثة محرفة سترك وحماك، كما استعمل الشاعر كلمة موي (Mooi) الهولندية وتعني جميل.

ميراث الشعراء
لا يخفى أن الإنسان وما ترك في دنياه، فإن ترك مالا وولدا فشأنه شأن مآل ماله ومنتهى سلوك أولاده، وإن ترك علماً وكتابا، فشأنه شأن مديات علمه ومحط ركاب كتابه، لكن من الثابت أن المال إلى زوال والأولاد إلى رواح، وقد يصبح المال أو الأولاد معاً نقمة على أصحابها، لكن من الثابت أيضا أن نور العلم يسبح في فضاءات لا محدودة بحدود الزمن والمكان، بل ولا يتوقف تأثيره المعنوي بحدود الحياة الدنيا، على أن المقطوع به أن (العلم خير من المال) كما يقول أمير البيان علي بن أبي طالب (ع)، والعلة في ذلك كما يضيف الأمير وهو يوصي التابعي كميل بن زياد النخعي المستشهد عام 82هـ: (والعلم يحرسك وأنت تحرس المال، المال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق، وصنيع المال يزول بزواله)، وفوق ذلك: (يا كميل معرفة العلم دينٌ يُدانُ به. به يكسب الإنسان الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد وفاته. والعلم حاكم والمال محكوم عليه) وهل يزول العلماء؟ يؤكد الأمير: (يا كميل هلك خزّان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة)، فما يتركه العلماء أسماء منقوشة في الصدور وجميل الأحدوثة والسمعة الطيبة، فميراثهم لا يعادل بثمن، فإن ترك الرجل مالا فلورثته ربما أساءوا وربما أحسنوا، ولكن إن ترك علما نافعا فالورثة هم عموم البشرية حاضرا ومستقبلا ينتفعون به كل حين.
والنظم يقع في طول الميراث العلمي الذي يتركه الأديب والشاعر لأمته، فهو يورث أبناءه وأسرته سمعة طيبة، ويورث لتراث الأمة أسفاراً أدبية يتداولها الناس جيلا بعد آخر، فهو من العلم الذي يزكو على الإنفاق، وهذه حقيقة يدركها الشعراء الملتزمون، من هنا يقرر الشاعر العراقي المعاصر أبو يقظان عباس بن كريم الحلي، في أبوذية له أن قصائده في الإمام الحسين (ع) ونهضته المباركة هي كل ما يملك في حياته وهو ما سيورثه لأهل بيته، إذ يقول:
نِظَمْ گَلْبي لَبو آلْيِمَّه مَراثي
شِعْري غَيرَ آبو آليِمَّة مَراثي
ثَروتي راحَتِ آمْنِ آيدي مِراثي
ثَروِتي چَمْ حَرُفْ لابْنِ آلزِّچيَّه
والجناس في كلمة (مراثي)، فالأولى بمعنى مرثية وهي ما يرثى بها الميت من شعر وسواه، والثانية مخففة ما راثي من الرثاء يقال: رثا الميت إذا بكاه وعدد محاسنه، والثالثة وهي موضع الشاهد مخففة ميراثي من الميراث وهي تركة الميت، حيث يؤكد الشاعر أن ثروته في حياته وميراثه بعد وفاته هي الحروف القليلة التي نظم منها شعراً في الإمام الحسين (ع)، وما أعظمه من ميراث وأنجزها من بضاعة تؤتي أكلها في الدارين.

أصالة الفصيح
من الواضح أن الإنسان وليد ثقافته وتراثه، والأديب ناثرا أو ناظما هو أقرب الناس إلى الثقافة والتراث، بل هو جزء منها وهو مولّدها، ولذلك على صعيد الأدب العربي، فأن الشاعر هو ابن البيئة العربية القائمة على الفصحى وإن نظم في الدارج، ولذلك فان القصائد الشعبية رغم اندكاكها في الموروث الشعبي الدارج قلما تخلو من نص من الفصيح، وإذا جاء النص بالدارج فانه محاكاة للنص العربي أو تضمين له ومباراة له، وهو ما يجعل الشعر الدارج حينئذ أقل غموضا وأقرب إلى الوضوح وتتقبله قطاعات شعبية كثيرة ومن جنسيات مختلفة، لأن الكلمات الدارجة تختلف في رسمها بين بلد وآخر، فالعراقي في الفرات الأوسط، وعلى سبيل المثال، يستخدم كلمات دارجة تختلف من حيث الرسم عن المصري في صعيدها، وإن اتفقت في المعنى، فإذا ما استوحى الشاعر الشعبي البيت من نص معروف زال الكثير من الغموض وانكشف المعنى لغير الناطق بها.
وتتنوع استعمالات الفصيح في الدارج، فمرة يستعمل النص القرآني وثانية النص الحديثي وثالثة النص الأدبي من شعر أو نثر أو مثل أو مقولة، وكلها عوامل مساعدة على فتح مغاليق الكلمة الدارجة، وهو محل قبول لدى الجميع، ومن ذلك أبوذية الشاعر جابر الكاظمي:
إلشَّريعَه آستَنجِدَت وِتْريد مُنْجِد
إو غَيرَكْ بالنَّفِسْ للدِّينْ مَنْجَد
صِدِگ صَحِّ المَثَلْ يَحْسَينْ مَنْجَدْ
وِجَدْ لو مَطْلَبَه آبْهامِ آلثِّرَيَّه
والجناس في كلمة (منجد)، فالأولى منقذ، والثانية مخففة ومركبة (من + جاد) من أداة استفهام وجاد من الجود والكرم، والثالثة من (من + جد) من اسم شرط جازم نحو (من يعمل سوءاً يجز به) سورة النساء: 123، وجد من الجد بمعنى الاهتمام، وهنا ضمّن الشاعر المثل المشهور: (من جد وجد)، وربما ضمن الأديب الكاظمي قول العالم والأديب اللبناني الشيخ محمد مهدي بن محمد العاملي الفتوني المتوفى عام 1190، حيث ينشد من قصيدة له في شجاعة الشجعان، من بحر الوافر:
سراة لـو عـلو هام الثـريا *** لكان لهـم بـه خفـض المكان
فالعودة إلى الفصيح عود أحمد، يثري الأدب الشعبي، وإن كان الأصل عودة حقيقية إلى التراث العربي الفصيح بشقيقه النثري والنظمي، فهو رأسمال التراث العربي والإسلامي، وهو الذي بالإمكان عرضه إلى الشعوب الأخرى كقيمة تراثية حضارية، فإذا كان الناطقون باللغة العربية يصعب عليهم فهم مفردات دارجة داخل البلد الواحد، فكيف يمكن تسويق مثل هذا الأدب إلى الآخر العربي؟! فمن باب أولى يستحيل تسويق مثل هذه البضاعة الشعبية إلى غير الناطقين بالعربية.

بوصلة النجدين
ما من نهضة أو حركة إنسانية أو سياسية تسعى إلى انتشال مجتمعها من الظلم والواقع المزري إلا وتمثلت لديها واقعة كربلاء والموقف الخالد الذي سطره الإمام الحسين (ع) في رفض العبودية، وتقبل الموت على مذبح الحرية، وطرقت أسماعها قوله في عرصات الطف: "ألا وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلّة والذلّة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وأنوف حمية ونفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام" وتلألأت في سمائها صرخته المدوية: (لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد) حيث آمن سيد الشهداء: (إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برما).
وما رآه الإمام الحسين (ع) في كربلاء عام 61هـ وترجمه إلى شهادة فيها حياة الأمة وعزها يراه كل حر وتراه كل حركة تعبوية أو تحررية في كل مكان وزمان، فنهضة كربلاء بوصلة النجدين: الحق أو الباطل، الحرية أو العبودية، الخير أو الشر، إقدام الأحرار أو فرار العبيد، وهذه البوصلة يعبر عنها الشاعر العراقي المعاصر أبو ظاهر محسن بن حسن الطويرجاوي بأبوذية، يقول فيها:
وَحَگَّ آنْصارَ آبُو آلسَّجّادْ وَآلْحُرْ
إنْعِرَفْ بآلغاضريَّه آلْعَبِدْ وِآلْحُرْ
إوْ ما عافَوا آبْذاكَ آلْعَطَشْ وآلْحَرْ
إوْ فَدَوْا أرْواحْهُمْ لابْنِ آلزِّچِيَّه
والجناس في كلمة (والحر)، فالأولى أراد الحر بن يزيد الرياحي الذي انقلب من معسكر يزيد إلى معسكر الإمام الحسين (ع) واستشهد بين يديه، والثانية خلاف العبد، والثالثة خلاف البرد، فالشاعر يقرر أن الغاضرية وهي أحد أسماء كربلاء كشفت عن واقع الناس وأبانت الحر من العبد، فكربلاء مؤشر على صوابية المنهج من خطله.

نهج البلاغة وكربلاء
ويلاحظ من أسماء الشعراء في الجزء التاسع من ديوان الأبوذية أن هذا اللون من الشعر عراقي المنشأ، حسيني الهوى، قد بز الجميع عددا، الشاعر أبو ظاهر محسن بن حسن الطويرجاوي وله 87 أبوذية، يليه أبو يقظان عباس بن كريم الحلي وله 84 أبوذية، ثمّ محمد حسن بن عيسى دكسن وله 70 أبوذية، ومن بعده جابر بن جليل الكاظمي وله 32 أبوذية، وأخيراً عبد الصاحب بن ناصر الريحاني وله 25 أبوذية، وتوزعت البقية على الشعراء: إبراهيم المشعلي، جابر هادي أبو الريحة، جمعة سلمان الحاوي، حسن حسين الموسوي، حسين علي ألبو خضر، عباس البصري، عبد الأمير مؤيد الكنعاني، عبد الأمير نجم النصراوي، عبد الكريم حمود الكربلائي، علي كريم الموسوي، عيسى علي الجصاني، فاضل خضير الصفار، فاضل محمد الصفار، كاظم حسون المنظور، كاظم عبد الحمزة السلامي، محسن أحمد الزراع، محسن سلمان البحراني، محمد قاسم الچراخ، محمد علي راضي المظفر، محمد علي ناصر الناصري، منصور إبراهيم الشهابي، ناصر عيسى الصخراوي، وهادي جاسم البحراني.
وقدم للجزء وباللغة السنسكريتية، الدكتور نارت گوتم سوامي، زعيم البوذ في ولاية مهاراشتر الهندية، متحدثا عن لسان الزعيم الروحی والسياسي للبوذ في العالم الدلاي لاما، حيث عبر الأخير عن حسرته لأنهم لا يملكون شخصيات إسلامية عظيمة مثل الإمام علي (ع) ونجله الإمام الحسين (ع)، لأنه والكلام للدلاي لاما: (إذا كانت لدينا نحن البوذ شخصيات مثل الإمام علي والإمام الحسين، وإذا كان لنا نهج البلاغة وكربلاء فإنه لن يبقى في العالم أحد إلا ويعتنق العقيدة البوذية، نحن نفتخر ونعتز بهاتين الشخصيتين الإسلاميتين).
فالحديث عن نهج البلاغة وكربلاء هو حديث عن نسيج واحد، يقول الدكتور سوامي: (إن الإمام علي هذا قد قدم نجله الإمام الحسين قربانا لأجل الإنسانية وآثر نفسه لأجل الآخرين، ولا يمكن أن نجد في التاريخ نظيراً له، بل يمكن أن يقال أنه نسيج وحدة واحدة).
وعن هذا الجزء يعتقد الدكتور سوامي أن: (المحقق ذو المقام الرفيع حضرة آية الله الدكتور محمد صادق الكرباسي قام بتأليف هذا الجزء من الأبوذية، حيث أجرى في هذا المجال تحقيقا دقيقا وموضوعيا مما يستحق التبجيل الكثير)، ولذلك هو على إيمان: (إن المؤلف إذا مضى بهذا الشكل من التحقيق والموضوعية ليوصل رسالة الإمام الحسين إلى العالم ويطلع الناس على إيثار وعظمة الإمام الحسين فإن المذهب اليزيدي والإرهاب والإرهابيين سيُستأصلون من العالم، ويسود الأمن والسلام ربوع المعمورة).
• إعلامي وباحث عراقي
• الرأي الآخر للدراسات- لندن
alrayalakhar@hotmail.co.uk
Opinions