Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

كلمة الرئيس باراك أوباما في حفل إفطار رمضان

03/09/2009

شبكة اخبار نركال/NNN/البيت الابيض-واشنطن/
قاعة الطعام
واشنطن في الساعة 8:08 مساء بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة
من فضلكم، تفضلوا جميعا بالجلوس. أشكركم. يسعدني عظيم السعادة أن أستضيفكم جميعا هنا في البيت الأبيض للاحتفال بهذه المناسبة الخاصة – رمضان كريم.
ويشرفني أن أرحب بهذا العدد الكبير من أعضاء السلك الدبلوماسي وبعدد من أعضاء حكومتي وأعضاء الكونغرس المرموقين، بمن فيهم أول مسلميْن يخدمان في الكونغرس – كيث إليسون وأندريه كارسون. أين هما؟ (تصفيق.)

وأود أن أنوه كذلك بوجود السناتور ريتشارد لوغار هنا، وهو من كبار أعضاء لجنة الشؤون الخارجية. أين ديك لوغار؟ ها هو: (تصفيق). وكذلك النائب جون كونيارز، رئيس اللجنة القضائية. (تصفيق). والنائب راش هولت موجود هنا أيضا. شكرا لك يا راش (تصفيق). هل وفرنا لك مقعدا ، يا راش؟ (ضحكات).

النائب هولت: أنا في طريقي إلى القطار. (ضحكات).

الرئيس: فهمتك.
ومعنا أيضا هنا – وزير الدفاع غيتس. (تصفيق.) الوزير غيتس. (تصفيق.) ووزير العدل إريك هولدر. (تصفيق.) ووزيرة الصحة والخدمات الإنسانية كاثلين سيبيلياس موجودة هنا أيضا. (تصفيق.)

وأود أن أرحب على الأخص بالمسلمين الأميركيين من العديد من مشارب الحياة الموجودين هنا. وهذا مجرد جانب من جهدنا للاحتفال برمضان، واستمرار لتقليدنا الطويل الأمد في استضافة حفلات الإفطار هنا في البيت الأبيض.

إن رمضان بالنسبة لما يزيد كثيرا عن بليون مسلم هو وقت للتقوى والعبادة والتهجد والتفكر. وهو وقت لخدمة أولئك المحتاجين وعونهم. وهو أيضا وقت لأفراد الأسرة والأصدقاء للالتقاء والاحتفاء بدينهم وبمجتمعاتهم وبالإنسانية المشتركة التي نتشاطرها جميعا. بهذه الروح أرحب بكل واحد منكم هنا في البيت الأبيض.

إفطار الليلة احتفال من الاحتفالات التي تقام في رمضان على موائد المطابخ وفي المساجد في الولايات الخمسين كلها. فالإسلام، كما نعلم، جزء من أميركا. والجالية المسلمة بين الجاليات والجماعات الأخرى من المواطنين الأميركيين على النطاق الأوسع للدولة، تعد من بين أكثر الجماعات حركة وحيوية وتنوعا – بمن تضمهم من أسر تمتد جذورها إلى أجيال عديدة سابقة ومهاجرين حديثا، وبمن تضمهم من مسلمين ينتمون إلى أجناس وأعراق لا تحصى، وجذور ضاربة في كل ركن من أركان العالم.

وفي الحقيقة فإن إسهامات المسلمين في الولايات المتحدة هي من الكثرة بحيث يصعب حصرها لأن المسلمين مندمجون ومتداخلون في نسيج مجتمعاتنا وبلدنا إلى حد عميق. والأميركيون المسلمون ناجحون في الأعمال التجارية ومجالات الترفيه، وفي الفنون والرياضة، وفي العلوم والطب. وهم فوق كل هذا أمهات وآباء ناجحون وجيران طيبون ومواطنون نشطون.

وإننا في هذه المناسبة نحتفل بشهر رمضان المبارك ونحتفل أيضا بالقدر الذي أثرى به المسلمون أميركا وثقافتها بطرق بسيطة أو كبيرة. وبيننا هنا الليلة نرى مجرد نماذج من أصحاب تلك الإسهامات. واسمحوا لي بأن أشرككم في بعض قصصهم باختصار.

كريم، ابن إلشيبا خان، بذل أقصى تضحية في سبيل بلده عندما فقد حياته في العراق. كان كريم قد التحق بالجندية بمجرد تخرجه من المدرسة الثانوية. وهو سيحصل على وسام القلب الأرجواني والنجمة الفضية إلى جانب إكبار رفاقه الجنود. قالت إلشيبا في وصف ابنها "لقد كان يريد دائما أن يساعد بأي وسيلة يستطيع." وهو اليوم مدفون إلى جانب آلاف الأبطال في مقبرة آرلنغتون القومية. وقد حُفر على قبره هلال مثلما حُفر الصليب المسيحي والنجمة اليهودية على قبور أخرى. يلتقي هؤلاء الأميركيون الشجعان في الممات كما التقوا في الحياة – يجمعهم التزام مشترك تجاه بلدهم والقيم التي نعتز بها.

من بين تلك القيم حرية ممارسة العقيدة – وهو حق تضمنه باعتزاز التعديل الأول للدستور. ناشالا هيرن التي جاءت وانضمت إلينا من ماسكوغي بأوكلاهوما كان لها موقف بالنسبة لهذا الحق في سن مبكرة. فعندما أبلغتها المنطقة التعليمية لمدرستها بأنها لا تستطيع ارتداء الحجاب احتجت قائلة إنه جزء من عقيدتها، ووقفت وزارة العدل إلى جانبها ونالت حقها في ممارسة عقيدتها. وسافرت حتى إلى واشنطن لتدلي بشهادة أمام الكونغرس. وعبّرت كلماتها عن تسامح أكبر بكثير من الشك وعدم الثقة – قالت إنها عندما ارتدت غطاء الرأس لأول مرة في المدرسة "سمعت إطراء من الطلاب الآخرين."

هناك شابة أخرى نجحت في مدرستها هي بلقيس عبد القادر. فطولها لا يتعدى خمس أقدام وخمس بوصات- أين بلقيس؟ ها هي. هلاّ وقفت بلقيس حتى نستطيع أن – (ضحكات)- أريد أن يعرف الجميع أنها ترتدي حذاء ذا كعب عال. إن طولها خمس أقدام وخمس بوصات- لكن بلقيس استطاعت أن تحطم الرقم القياسي الذي سجلته ربيكا لوبو وهو أعلى رقم سجله لاعب كرة سلة من حيث عدد الأهداف في تاريخ المدارس الثانوية في مساتشوستس. وقد صرحت لأحد الصحفيين مؤخرا بقولها "أود أن أكون مصدر إلهام فعلا للبنات والشابات المسلمات إذا كن يرغبن في لعب كرة السلة. فكل شيء ممكن، وهن يستطعن فعله أيضا." وبلقيس، طالبة متفوقة واسمها مدرج في قائمة الشرف، ورياضية في طريقها إلى ممفيس، لا تشكل إلهاما للبنات المسلمات وحسب، إنما هي مصدر إلهام لنا جميعا.

نحن نعلم أن الأمر عندما يتعلق بالرياضيين الذين ألهموا أميركا، فإن أي قائمة لذكرهم ستضم الرجل الذي عرف ببساطة باسم "الأعظم." وعلى الرغم من أن محمد علي لم يستطع الانضمام إلينا الليلة فجدير بنا أن نتذكر إسهاماته الرائعة كرجل نشأ وتحول من ملاكم لا يضاهى على الحلبة إلى رجل متسم بالكرامة الهادئة والفضيلة يواصل الكفاح في سبيل ما يؤمن به – وهذا يشمل الفكرة القائلة بأن الناس من كل الأديان يتمسكون بأمور مشتركة. فقد أوضح هذه الفكرة قبل سنوات حينما قال "الأنهار والبرك والبحيرات والجداول – كلها لها أسماء مختلفة ولكنها جميعا تحتوي على ماء. وكذلك الأديان، كلها تحتوي على الصدق والحقائق."

كلها تحتوي على الصدق والحقائق. ومن بين تلك الحقائق السعي في سبيل تحقيق السلام والكرامة لكل بني البشر. فهذا ينبغي له أن يشكل دوما القاعدة التي نجد على أساسها قاعدة مشتركة. ولهذا السبب فإنني مغتبط بأن ينضم إلينا الليلة العديد من المسلمين الأميركيين المتميزين، وأيضا ممثلون من السلك الدبلوماسي، وأناس من كل الأديان – مسيحيون ويهود وهندوس إلى جانب العديد من المسلمين المرموقين.

وتقع علينا جميعا مسؤولية أن نتعهد بالرعاية فكرة التواصل المبنية على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. فذلك أحد التزاماتي الأساسية كرئيس سواء في الداخل أو في الخارج. فهذا أمر محوري في البداية الجديدة التي سعيت إلى تحقيقها بين الولايات المتحدة والمسلمين حول العالم. وهو التزام بمقدورنا تجديده في هذه المناسبة المباركة.

وهكذا فإننا نحتفل الليلة بدين عظيم وبالتزامه بالعدل والتقدم، ونكرم إسهامات الأميركيين المسلمين والأمثلة الإيجابية التي ضربها الكثيرون منهم من خلال حياتهم الخاصة، ونجدد تكريس أنفسنا للعمل من أجل بناء عالم أفضل وأكثر أملا.

شكرا لكم جميعا على تخصيص هذا الوقت لكي تكونوا هنا هذه الليلة. وأتمنى لكم رمضانا مباركا. وبهذا، أعتقد أن بإمكاننا الآن أن نبدأ الوليمة. أنا لا أعرف قائمة الطعام، لكنني متأكد من أنها ستكون قائمة طعام جيدة. (ضحكات) أشكركم جميعا شكرا جزيلا.

الساعة 8:16 مساء


Opinions