كلية الهندسة تتمرد على القبول المركزي
تحاول وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إن تنفذ إستراتيجية جديدة مفادها الرقي بالعملية التعليمية وترصين أركانها مع وضع أسس العدالة والإنصاف في إتاحة الفرصة لمئات الآلاف من الطلبة لمواصلة تعليمهم العالي .ولعل من ابرز مقومات هذه الإستراتيجية التي فعلها الوزير الجديد هو التوسع المدروس في حقول المعرفة العلمية وتعويض المجتمع العراقي بكفاءات شابة همشت في السابق أو تقلصت فرصها في التعليم العالي باتجاهات معرفية أكثر فائدة للمجتمع خاصة في مجال التوسع في التخصصات العلمية البحتة واقتصار الدراسات الإنسانية على الضروريات المعرفية .
ولكي تنطلق هذه الخطة وتحقق أهدافها المرسومة أطلقت الوزارة بعثاتها العلمية النوعية لأرقى جامعات العالم ووصلت رقما كان يعد من الأرقام الخيالية في مجال البعثات الخارجية في العراق وفي اغلب بلدان العالم حيث بلغ عدد البعثات لهذا العام أكثر من 10000 عشرة آلاف بعثة دراسية ستنطلق إلى جامعات البلدان المتقدمة في أمريكا وبريطانيا وكندا واستراليا والاتحاد الأوربي وغيرها من البلدان الأخرى ، وللأسف الشديد إن بعض الإدارات الجامعية مازالت حتى هذه الساعة متلكئة في ترشيح الأسماء المطلوب إرسالها إلى الخارج لتعود إلى البلاد مسلحة بأحدث العلوم والمعارف لتسهم بنهضة العراق الديمقراطي الجديد .
واشتملت الإستراتيجية أيضا على رعاية الموهوبين والمتميزين خاصة الأوائل في المدارس المهنية الذي أتيحت لهم فرصة التقديم إلى الجامعات لأول مرة وتلتها خطوة نوعية كبرى تمثلت في السماح للطلبة الأوائل على المعاهد بالقبول في الكليات المناظرة لاختصاصاتهم على سبيل المثال قامت دائرة القبول المركزي وهي دائرة مركزية ومسؤولة في التعليم العالي على تنفيذ خطط الوزارة وهيئة الرأي فيها ، فقد قررت قبول الأوائل من خريجي المعاهد التقنية في العراق في كليات الهندسة وكل حسب اختصاصه الدقيق واستبشر الطلبة خيرا لهذه المبادرة التي احتضنت الأوائل والمتميزين .
ولكن بعض العقول التي لا تستطيع إن تستوعب هذه الإستراتيجية وما زالت تفكر بقليات تقليدية أو مزاجية فحاولت بكل السبل وأد هذه المبادرات حيث قام عميد كلية الهندسة في جامعة بغداد بالمماطلة في السماح بقبول الطلبة الأوائل في المعاهد الذين نسبهم القبول المركزي إلى كليته وبعد محاولات متكررة للتسويف غلق الباب بوجه الطلبة وطردهم غير معترف بقرارات دائرة القبول المركزي وإستراتيجية الوزارة وادخل هؤلاء الطلبة المتميزين في دوامة وقلق لا سيما إن أقرانهم قد انخرطوا في الدوام الرسمي في كليات الهندسة الأخرى منذ أسابيع عدة باستثناء عميد كلية الهندسة في جامعة بغداد الذي لا يعرف أحدا ما هو الدافع الحقيقي لامتناعه عن قبول هؤلاء الطلبة وتحطيم أحلامهم وعدم الاعتراف بقرار الوزارة ورعايتهم .
إن من دواعي العدالة والإنصاف تتطلب من الوزير الأديب إن يتخذ خطوة فورية تعيد للطلبة استحقاقهم وتجبر قاسم دوست عميد كلية الهندسة في جامعة بغداد على احترام الوزارة وقراراتها واحترام مشاعر الطلبة والسماح لهم فورا بالانخراط في كلية الهندسة تأكيدا لمركزية الوزارة وتنفيذا لخططها في النهوض بالعملية التعليمية واحتضان الطلبة المبدعين والمتميزين .
firashamdani@yahoo.com