Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

لابد من التغيير والاصلاح يا عراق

خلال متابعتنا ومعايشتنا لـ8 سنوات الماضية من عمر التاريخ لعراقنا اليوم قدمنا مئات بل آلاف البحوث والدروس والمقالات مع زملائي الكتاب والمثقفين وناشطي حقوق الانسان من مختلف الافكار والاتجاهات التي كانت تصب في خانة فكرة مركزية الا وهي "دعم التوجه الديمقراطي في العراق" وفي مقابل هذا الدعم كان هناك ألم وغضب وغيرة عراقية تجاه الفوضى والخطف كتجارة والموت بالجملة والمفرد والقتل على الهوية والتهجير القسري وغياب الامن وقطع اجزاء العراق كوطن مستقل واهانة كرامة المواطن بتقسيمه الى طوائف ومذاهب متناحرة بتدخل السياسة الدينية – ان صح التعبير - واصبح هذا المواطن وقود وادوات تنفيذ اجندة غريبة عن قِيّمه واخلاقه ومحبته للحياة والعيش المشترك، فاصبح العراقي (كبش اسحق) ولازال يعاني من ضربات فؤوس الفساد والطائفية المقيتة، وسيستمر في تقديم المزيد من الدماء والتضحيات على الامد القريب على الاقل

ربما سائل يسأل: اليسَ هذا تشاؤم؟ نجاوب بنعم نوعاً ما، صحيح وجود نسبة من بصيص أمل في بعض مرافق الدولة كمؤسسة ونظام ولكن ظل اللون الاسود والبنفسجي يغطيان على اللون الابيض بشكل كبير والارقام تؤكد كلامنا: 65% فقراء (يعني اكثر من 19 مليون عراقي محسوبة ان مجموع نسمة العراق 30 مليون ) مقابل 35% من الاغنياء (11مليون) ! نسبة الفقراء كطبقة تنقسم الى ثلاث مراتب

الاولى: دونية بالفقر وليس بالكرامة الانسانية (نأسف لقول ذلك والحقيقة مُرّة) وهم اطفال الشوارع وفقراء القمامة ويقدرون بمليوني ونصف المليون

المرتبة الثانية: وهي فقراء الفقراء، ليست حزورة بل الفقراء الذين اصبحوا فقراء رغماً عنهم منذ 2003 ولحد اليوم، ليس لشهامتهم العراقية فقط بل لانهم أبوا ان تتوسخ اياديهم بدم الابرياء والمال الحرام، وهم الذين كانوا السبب الرئيسي في صعود الكثيرين والجلوس على الكراسي وبعد ان اصبحوا اصحاب القرار تنكروا لهؤلاء لحين دورة الانتخابات القادمة – الله كريم بعد 4 سنوات من اللغف! نكرر ليس الكل/الجميع بل النسبة الاكبر! ويقدرون بـ 11 مليون نسمة

المرتبة الثالثة: التي تقدر بـ 5 ونصف مليون نسمة هم طبقة التجار والضباط واصحاب المهن الحرة من الاطباء والمهندسين واصحاب الكفاءات الذين فقدوا امتيازاتهم لاسباب مختلفة/انها الطبقة الوسطى التي اصبح القسم الاكبر من الفقراء وحافظ الباقي على وسطيته بين الاغنياء والفقراء

نستمر بنتائج فوضى 8 سنوات اصبحنا في المرتبة قبل الاخيرة على اللائحة العالمية في :

انتهاك حقوق ما يسمى بالاقليات وقد سبقتنا فقط الصومال

انتهاك حقوق الانسان العراقي وقد سبقتنا الصومال ومانيمار فشكراً لله

اما الارقام الاخرى الرسمية الصادرة من الامم المتحدة ومنظمات حقوقية محلية وعالمية يمكن الرجوع اليها على موقع الهيئة العالمية

www.icrim1.com

اما بخصوص الاغنياء فهناك مرتبتين فقط – حسب راينا الشخصي

المرتبة الاولى: هم أغنياء الاغنياء! اي الاغنياء الذين اصبحوا حيتان بعد ان كانوا اسماك قرش ويقدر عددهم بـ5مليون نسمة

المرتبة الثانية : هم فقراء الاغنياء! اي الفقراء الذين اصبحوا اغنياء بين ليلة وضحاها، وهذه المرتبة التي تقدر بـ 6 مليون نسمة هي الاخطر، لانها تحاول بكل الطرق ان تبقى في مكانها ان لم تحاول الصعود اكثر، لانها على يقين تعرف انه سيأتي يوم الحساب! من اين لكَ هذا؟ فتحاول زيادة الفوضى وتعكير امن المواطن مع التملق وهز الاكتاف فلا مانع لديها من خيانة القيّم والاخلاق بفتح بيبان الدار للغرباء من اجل الابقاء على مصالحها بالتعاون مع جزء من المرتبة الاولى واستغلال فقر الفقراء، فاصبحت سبلها مكشوفة اليوم بانها تضرب على وتر الدين والمذهب والطائفة وتستعمل الديمقراطية كوسيلة للوصول الى اهدافها، لذا نرى الفساد والفوضى وغياب الامان وفرض الفكر الواحد والثأر والتفجيرات ولا يهم عندهم استقلال الوطن الكامل ولا كرامة المواطن التي تأتي بالدرجة الثانية بعد الدولارات

هذه الوقائع (بنسبة طبعاً) التي امامنا تؤكد لجميع الاحرار وشرفاء الوطن من جميع الطبقات والمكونات الذين يضعون العراق وحقوق شعبه الاصيل فوق مصالحهم وحزبهم ومذهبهم وطائفتهم وعشيرتهم ودولاراتهم ان يجتمعوا ويتحدوا وان يكونوا بقلب واحد وصوت واحد ورأي موحد لانقاذ العراق من هذه السلاسل والامراض الشبه مزمنة واعطاء العلاج اللازم بعد تشخيص الامراض، اذن لا بد من التغيير والاصلاح يا عراق، تغيير النهج الطائفي والمذهبي عن طريق تبليط طريق التوجه الديمقراطي العملي الخاص بالعراق والعراقيين، لا توجد ديمقراطيات جاهزة ايها الاخوة والاخوات، انها الحياة كماء! وبايدينا وافكارنا وثقافاتنا وقيّمنا واخلاقنا وتنوعنا وتعددنا نبقيه على جريان الماء الصافي! فهناك المرعى والبساتين وانواع الازهار والورود باشكالها الزاهية وروائحها المتنوعة! انه تجمع الاصلاح والتغيير آت لا محالة!! نعم سيحاولون سد المجرى لأبقاء الحال على ماهو عليه الان – ماء راكد ونتائجه – ولكن لابد من استمرارية الحياة الحرّة على يد الوطن والمواطن

نعمل اكثر مما نتكلم

shabasamir@yahoo.com

www.icrim1.com

Opinions