Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

لا تقزموا أوطانكم؟

ربما لحقب كثيرة من الأزمان نجح العديد من القادة والزعماء وكبار المثقفين والمفكرين والفنانين والعلماء والأدباء في أن يكونوا رموزا لبلدانهم من خلال إبداعاتهم وعبقريتهم او نضالهم الدءوب من اجل الحرية والرقي، ولقد سجل تاريخ الشعوب الكثير من مواقف هؤلاء الذين ما أن تذكر أسماءهم او إبداعاتهم حتى تعرف أوطانهم وتعجب بشعوبهم وحضارتهم، فقد اضافوا الى سجل بلدانهم وتعريفات أوطانهم كما كبيرا ومتميزا من العطاء الثري، وحافظوا على سلامة وتطور تلك الأوطان بما يجعلها أكثر احتراما وفخرا بالانتماء لها.
ونتذكر جميعا كيف سخر المئات من المبدعين قصائدهم وأعمالهم الإبداعية من اجل ان يتحول الوطن باجمعه الى قصيدة او رواية مسرحية أو فلم سينمائي او اختراع او علم يمجد او يظهر جانبا من جمال ذلك الوطن والشعب، ولن تتسع الكثير من الصفحات لتكفي تسجيل أسمائهم التي ما أن تذكر حتى تتبادر الى أذهاننا أوطانهم وشعوبهم، الى جانب العديد من الخالدين الذين قادوا شعوبهم الى المجد وحققوا بفكرهم وقيادتهم التحرر والانعتاق لأوطانهم دونما استبداد او دكتاتورية مقيتة، وبذلك تفخر الإنسانية بمئات الفنانين والعلماء والأدباء والمفكرين والكتاب والقادة المحررين الذين زينوا سجل بلدانهم بصفحات من الفخر والإبداع والتميز.
وبينما يعمل هؤلاء الرجال والنساء من المثابرين والجاهدين من اجل إذابة أسمائهم وإبداعاتهم في بودقة البلاد لكي تكبر أوطانهم وتتمجد شعوبهم في إيثار سامي ونبيل، تعمل مجموعات أخرى من النرجسيين والأنانيين ومرضى السلطة في كل مستوياتها أو مفاصلها كبيرة كانت أم صغيرة على اختزال الوطن وتقزيمه من خلال تلك الفردية المفعمة بالنرجسية والتسلط وزاوية النظر ذات البعد الواحد، بالتعاون مع بطانات فاسدة من الانتهازيين والمتملقين الكذابين الذين يشكلون حلقات تعمل معهم وتلتف كالأفاعي حول الرقاب لكي تغتال مفهوم المواطنة والوطن وتعمل على شخصنته واختزاله في شخص فرد او حزب، حتى يظن المرء ان ذلك الفرد انما يعني كل الوطن وتاريخه، ونتذكر جميعا واحدة من أسوء الشعارات التي رفعت وقيلت بحق الأوطان والشعوب أيام النظام السابق حينما اختزلوا بلادا من أقدم بلدان العالم وأعمقها حضارة بشخص دكتاتور حينما أوهموه بأنه نعمة من نعم السماء وقالوا:

اذا قال صدام قال العراق!؟

لكي يدفع العراق بعد ذلك بحورا من الدماء والدموع ثمنا لتطبيق ذلك الشعار الأجوف، وخلال عقود تناسلت هذه الشعارات المقيتة وانتشرت في بلدان كثيرة لتشيع ثقافة تقزيم الأوطان واختصار البلاد في شخص حاكمها، كما يتردد اليوم من قبل بطانات ومجاميع الرئاسة في ليبيا واليمن وسوريا وهي تواجه انتفاضات سلمية مدنية بمئات الدبابات والقتلى تحت شعارات نشاز غوغائية تأتي امتدادا للذي ذكرناه أعلاه، وربما كان أكثرها إثارة للاشمئزاز تلك التي أشاعتها المخابرات الليبية ولجانها الثورية وما شابهها في اليمن وسوريا وغيرهما:

الله ومعمر وليبيا وبس!؟
أو
نعم لسادس الخلفاء الراشدين علي عبدالله صالح!؟

والعشرات أو ربما المئات من مثل هذه الشعارات التي تنتشر في بلدان النظم الدكتاتورية وتلاحق شعوبها من جدار الى جدار ومن اذاعة الى تلفزيون، وفي كل مدرسة وجامعة ومسجد، وهي تعكس ازمة تلك الأنظمة، وتظهر عمق التعقيدات النفسية والشعور بالهزيمة ومركبات النقص التي تعاني منها هي وأنظمة إعلامها المتخلف الذي لا يفقه إلا تسويق هذه الشعارات لاختزال الأوطان والشعوب في شخصيات دكتاتورية مريضة!؟


Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
مؤتمر المقابر الجماعية الدولي الثالث في أربيل ومؤتمر الكرد الفيلية المزمع عقده في لندن وحقوق الكرد المهدورة في الفترة بين 9 - 11 كانون الثاني 2011 سيعقد المؤتمر الدولي الثالث بشأن المقابر الجماعية في العراق في مدينة أربيل. ورغم انعقاد فضائيات عقيمة .. إعلاميون مضللون ومتكلمون بدائيون !! الكلام : قيمة ثمينة

ليس أشقى على المرء من ان يستمع الى جملة من التضليلات والتزويرات والحوارات غير المتكافئة ولا المنسجمة التي تعرض على الملايين من الناس في القنوات الفضائية العربية, خصوصا اذا كان المتحدثون من اعلاميين وساسة ورجال دين هل سقطت مؤامرة تقسيم العراق ؟ لم يعد خافيا أن الهدف الرئيسي من أحتلال العراق عام 2003 لم يكن نشر الديمقراطية في العراق, ولا القضاء على البرنامج النووي العراقي أو مقتل ثلاثة متمردين خلال هجومهم على الجيش العراقي في الموصل شبكة اخبار نركال/NNN/ اعلنت القوات المتعددة الجنسيات بانها قتلت ثلاثة متمردين اثناء تنفيذهم هجوما على مقرقتالي عسكري تابع للجيش العراقي في الموصل بتاريخ 15 آذار.

Side Adv1 Side Adv2