لا مبرر لامتعاض رابي يونادم من فوز قائمة عشتار في الموصل
habeebtomi@yahoo.noفي مقال سابق قلت لم تعد الحركة الديمقراطية الآشورية اللاعب الأوحد على الساحة السياسة لشعبنا المسيحي من الكلدانيين والسريان والآشوريين حيث ثمة قوى ناهضة تحاول ان تجد موطئ قدم على المسرح السياسي لشعبنا وبنظري ان هذه ظاهرة صحية لا غبار عليها فقد سئمنا مشهد الحزب الأوحد او الحزب القائد ، والأنسان السياسي ينبغي ان يعترف بالتغيير ، أما الثبات والتشبث بأمجاد الماضي ليس فيها كثير التعقل والحكمة في عالم السياسية ، وفي الحقيقة استغربت من تصريح رابي يونادم كنا في معرض تعليقة على نتيجة الأنتخابات ، ونشر موقع عنكاوا وكرملش لك وغيرها هذا التصريح وأنقله كما ورد في موقع بكميدياً حرفياً :
)) (( كنا: ميليشيا قائمة "512 عشتار" غيرت الأصوات لصالحها في الموصل
PUKmedia ليلى الشمري / بغداد 07/02/2009 15:55
قال النائب في البرلمان العراقي يونادم كنا عن قائمة الرافدين العراقية ان إنتخابات مجلس محافظة نينوى شهدت خروقات من قبل ميليشيا تابعة لقائمة (512 عشتار)
وقال كنا في تصريح خاص لـ PUKmedia " ان القائمة 512 عشتار إستخدمت منابر الكنائس في الموصل للترويج لها قبل الإنتخابات, وارسلت ميليشيا الى مراكز الإقتراع بحجة الحراسة لكنها قامت بتغيير الأصوات لصالحها )) .
أقول :
قد يكون ثمة خروقات في عملية الأنتخابات ، لكن الحكومة العراقية ومراقبين أجانب ومنظمات المجتمع المدني في العراق ، قد اتخذت الأجراءات الكفيلة بسير الأنتخابات بشكل سلس ونزيه ، وقد اجمع المراقبون على نجاح التجربة بشكل كبير . في الموصل بالذات التي شهدت تفوق قائمة الحدباء ، فلم تكن ثمة إشارات لوجود خروقات حدثت في مراكز الأنتخابات ، ولماذا لم يقدم الأستاذ يونادم اعتراض او احتجاج او شكوى خلال القنوات القانونية على تلك الخروقات إن حدثت فعلاً ، فلماذا وسائل الأعلام وليس القنوات او الجهات المختصة بتلقي الشكاوي .
يقول رابي يونادم ان قائمة عشتار استخدمت منابر الكنائس في الموصل للدعاية الأنتخابية ، واستشفي من الكلام انه يقصد كنائس مدينة الموصل وليس كنائس محافظة نينوى عموماً ، فهل اصوات مدينة الموصل بالتحديد هي التي أهّلت قائمة عشتار 512 للفوز ؟ أم أن عموم محافظة نينوى هي التي أهلتهم على الفوز ، فهل كانت منابر الكنائس الأخرى في عموم المحافظة مثلاً : القوش تلسقف تلكيف بغديدا كرملش باطنايا برطلي .. هل منابر هذه الكنائس سخرت للدعاية لقائمة عشتار ؟
وإلا حسب تصوري فإن الأصوات في الموصل ( المدينة) لم يكن لها التأثير الحاسم على ترجيح كفة هذا الطرف على الآخر لولا عموم المحافظة . النقطة الأخرى التي أثارها الأستاذ يونادم كنّا في معرض تصريحه أن قائمة عشتار أرسلت ميليشيا الى مراكز الأقتراع بحجة الحراسة لكنها قامت بتغيير الأصوات لصالحها .
مرة أخرى تطفو على السطح أسئلة وتفرض نفسها : هل لقائمة عشتار ميليشيا ونحن لم نسمع بها ؟ هل يقصد الأستاذ يونادم أفراد الحراسات الليلية في مدننا وقرانا ؟
وهل بإمكان اية ميليشيات ان تغير نتيجة الأنتخابات لصالحها ؟
أم يقصد رابي يونادم قوات البيشمركة ؟
فما مصلحة هذا القوات في تغيير الأصوات لصالح قائمة عشتار ؟
لماذا لا تغيرها لصالح قائمة نينوى المتآخية التي ستستفيد من نتائجها ؟ وإن كانت قوات البيشمركَة قد سلكت هذا السلوك لماذا لم تؤثر على النتيجة في الموصل والتي رجحت كفة قائمة الحدباء في الفوز بالأكثرية في المحافظة وعلى حساب قائمة نينوى المتآخية التي يدخل في تكوينها الأحزاب الكردية .
إذن هل نستطيع ان نجيّر تصريحات الأستاذ يونادم لحساب بأنها جزء من خطاب لتحالفات جديدة في المنطقة وإن هذه التصريحات تأتي لمغازلة حلفاء جدد ؟ لجهة ان : عدو عدوي صديقي .
وأتمنى ان لا ترتفع عقيرة رفاقي الأعزاء في الحركة الديمقراطية الاشورية بأن همّي الوحيد هو نقد خطاب الحركة ، فانا أحترم رابي يونادم وأحترم الحركة وأحترم كل رموز شعبنا إن كان رابي يونادم او رابي سركيس آغا جان او الأستاذ ابلحد افرام او الدكتور حكمت حكيم او الأستاذ ضياء بطرس او الأستاذ سعيد شامايا او الأستاذ رئيس الحزب الوطني الآشوري ، وكل الرموز السياسية لشعبنا وتنظيماتهم ، لكن تبقى عملية النقد حالة شرعية وصحية ايضاً ، فأني مثلاً انتقد كل من رابي يونادم كنا ورابي سركيس آغا جان لمحاولاتهما طمس هويتنا الكلدانيـــــــة ، بمنحهم لنا اسماء منظمات تابعة لهم لتكون اسماء لشعب يحمل تاريخ وله دور مشهود له ببناء حضارات على هذا الوطن فإن محاولاتهم طمس قوميتنا الكلدانيـــــة عملية غير منطقية وغير معقولة وتدخل ضمن خطاب إقصائي لا مبرر له .
أعود الى عنوان الموضوع ، برأيي مهما كانت النتيجة كان يجب الأقرار بنتائجها وقبولها بروح رياضية ، وكان يجب تقديم التهاني المتبادلة بهذه المناسبة ، وكل طرف يهنئ الطرف الفائز وكل الأطراف فائزة ولو إنه فوز متواضع ، وكان ينبغي ان تكون النتيجة حافزاً لمراجعة الأوراق والمواقف ، وبنظري كان ينبغي ان تكون النتيجة ايضاً حافزاً لتصفية القلوب وتنقيتها من الشوائب بدلاً من التفكير بتبادل الأتهامات والتخندق في المصالح الحزبية والتناكف لتصفية حسابات .
إنه أمر مؤسف ان نكون محصورين في قوقعة ويطالنا كل هذا الظلم والتهميش والقتل والتشرد والأهمال ، وفوق ذلك نسمع ونقرأ كل هذا الضجيج حول وحدتنا وعلى زعم إننا شعب واحد وحول الخطاب الهجومي والمدفعية الكلامية التي نتعرض لها ، كل ذلك بسبب الواوات التي نضعها لجمع تكوينات شعبنا التاريخية الجميلة ، وتحتوي شعبنا في وحدة واحدة مباركة ، لكن هؤلاء الذين ملأ ضجيجهم كل مكان حول الوحدة هم الذين يعملون على تفرقة الصفوف ، ويعملون على إسكات كل الأصوات التي تدعو الى العمل المشترك بشكل ديمقراطي بعيداً عن مفاهيم الفسلفات الأديولوجية التي فرقت صفوفنا شذر مذر .
حبيب تومي / اوسلو في 09 / 02 / 2009