لا يمثلني الا الذي ينتخبه شعبي فكفاكم النفخ في قربة مثقوبة
تعتبر عملية الانتخابات من الاسس الرئيسية للنظام الديمقراطي وهي تجربة جديدة على شعبنا فلا غرابة أن تتخللها أخطاء وتجاوزات ورغم ذلك فعند اعلان النتائج الرسمية لكل انتخابات يجب على الكل التعامل معها خلال الفترة التي يحددها القانون هذا ما تتعامل وفقه الشعوب المتحضرة ولكننا نرى في التجربة العراقية عكس ذلك عند البعض مما يدعو الى الاستغراب خاصة عندما يسلك مثل هذا السلوك من قضى عقودا من السنين من عمره في بلدان الانتخابات يراعي اصولها ويطبقها في وطنه الثاني ولكنه يعمل العكس في تجربة وطنه وشعبه رغم ادعائه الاعتزاز بهمافي التجارب العالمية هناك من يحصل على ملايين الاصوات الانتخابية الا أنه يخسر أمام منافسه بمئات الاصوات ورغم ذلك يرضخ للنتائج الرسمية ويعترف بالامر الواقع ولا يدعي أي تمثيل للشعب ولكن الامر يختلف عند البعض فالذي يختلف مع من يختاره شعبنا لا يكتفي برفضه وأنما ينصب نفسه مكانه ممثلا للشعب رغم فشله في الحصول على ثقة الشعب في الانتخابات أو انه لم يشترك بها أصلا ولكن كل رأسماله أنه قام بتشكيل تنظيم لا يهم نوعه ومجى فاعليته واختصاصه سواء كان اجتماعيا ام رياضيا ام تراثيا ام فنيا ام ادبيا خاصة عندما لا يعرفه شعبنا الا من خلال كتاباته في الانترنيت وهل يوجد نضال اسهل من هذا كما لا يتعدى عدد اعضاؤه العشرة ولو كان الامر بهذه السهولة فبأمكان ال73 الفا الذين اشتركوا في انتخابات كوتا شعبنا أن يشكلوا اكثر من 7 الاف تنظيم من هذا الشكل وكل منهم يدعي تمثيل الشعب حسب اهوائه الا أن التمثيل الشرعي يبقى محصورا بالذين انتخبهم الشعب
أن ما يقوم به أمثال هؤلاء لا يتعدى التشويش والتقليل من أهمية الانتخابات ونتائجها هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يظهروا أنفسهم قبل أظهار شعبنا أمام الاخرين بمظهر الغير متحضر خاصة عندما يخاطبون الاخرين معترفين بمراكزهم التي حصلوا عليها نتيجة الانتخابات وبذلك يحترمون نتائج الانتخابات للكل الا لشعبنا فلا يرفضون المقاعد التي حصلت عليها القوائم الفائزة كالعراقية ودولة القانون والائتلاف الوطني والتحالف الكردستاني ولكنهم يصعب عليهم الاعتراف بفوز قائمتي الرافدين والمجلس الشعبي وبهذا يعتبرون الفوز حلال للكل الا على ممثلي شعبنا فهم تارة يجردونهم من صلاحياتهم متجاوزين على الدستور وعلى أرادة الناخبين وتارة أخرى ينكرون عليهم مواقعهم التي حصلوا عليها بجدارة وباصوات الشعب وفي كل هذه الاحوال أنهم يظهرون انفسهم بالجاهلين باصول الانتخابات ليس الا لان الذين يخاطبونهم جاءوا بالانتخابات ويعرفون اصولها جيدا
أنهم لا بد وأن يعرفوا جيدا عدم امتلاكهم أية صلاحية التمثيل ومثل اعمالهم هذه لا يمكن أن تكون خارج القول المعروف أذا مت ضمانا فلا نزل القطر
أن المقصود هنا ليس الدعوة الى السكوت أو غلق الدكاكين للبعض من الذين يفشلون في الانتخابات فلهم كل الحق في المراقبة والمعارضة ولكن أن لا تصل الى درجة الالتفاف على الممثلين الشرعيين المنتخبين ومحاولة تجريدهم من صلاحياتهم ومواقعهم التي يحددها الدستور محاولين خلط الحابل بالنابل متوهمين انهم بكتاباتهم يؤثرون على العاملين الفائزين بثقة الشعب كما يتوهمون ان الذين يخاطبونهم سيصغون اليهم بسبب اسماء تنظيماتهم او لكيل المديح لهم ناسين أو متناسين ان كيل المديح لا يوصل الى الهدف وانما ينزل من مكانه المادح الى درجات لا يحسد عليها خاصة اذا كان الممدوح ذي تاريخ سياسي وموقع اراه العديد من وعاظ السلاطين
عندما توجه الناخب الى صناديق الاقتراع وضع امامه المعايير التي يراها مهمة في الاختيار كالسيرة الشخصية والمصداقية والقابليات والمنهاج والنزاهة وغيرها من الامور التي يراها كل ناخب ضرورية لصنع القرار وكل ناخب حر في وضع معاييره الخاصة كما يراها فالاجدر بالذين يفشلون في الحصول على ثقة وصوت الناخب أن يراجعوا كل هذه الامور ذاتيا لا أن يرجعوا كل الاسباب الى الاخرين كمرحلة اولى لتليها مرحلة الالتفاف على مضمون الفوز ولكنها في حقيقتها لا تكون الا زوبعة في فنجان اذ لا تتعدى حدود الانترنيت كما أنها تعبر بصورة غير مباشرة بعدم شرعية الانتخابات سواء العراقية اذا كان المخاطب مسؤولا عراقيا ام الكردستانية اذا كان المخاطب كردستانيا ولهذا فلا نستغرب ان يرفض المسؤول حتى قراءة الطلب فمن حقه الطبيعي ان يكون تعامله مع القنوات الشرعية المعترف بها وهي نفس القناة ونفس الانتخابات التي اوصلته الى موقع المسؤولية
من كل ما تقدم فلا يمثلني الا الذي يفوز بالانتخابات من اية قائمة كان سواء انتخبته ام انتخبت غيره ولا فرق هنا اذا اؤيد برنامجه ام لاء فهو وحده يعتبر الممثل الشرعي لشعبنا أن كان في العراق ام في كردستان ام في المحافظات او الاقضية او النواحي وحتى مخاتير القرى ولجانها أما التشويش الانترنيتي فليس سوى نفخ في قربة مثقوبة .