لبرنامج (ساعة حرة) على قناة (الحرة) الفضائية: نـــزار حيدر يحذر من المتاجرة بالدماء
14/10/2009شبكة اخبار نركال/NNN/نزار حيدر/
حذر نزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، من مغبة متاجرة السياسيين العراقيين بدماء الابرياء التي لا زالت تجري انهارا في طول البلاد وعرضها.
واعتبر نـــزار حيدر، الذي كان يتحدث مساء اليوم في ستوديو برنامج (ساعة حرة) على قناة (الحرة) الفضائية في العاصمة الاميركية واشنطن، الى الزميل الاستاذ سالم مشكور، ان اختلاف القادة والسياسيين العراقيين على جريمة الاربعاء الاسود، يهدد البلاد ويعرض الامن القومي الوطني للخطر، مشددا على وجوب ان يكون الدم اداة استراتيجية لتوحيد الصفوف والمواقف، وليس لتمزيقها وتشتيتها.
واضاف نـــزار حيدر بالقول:
نخشى ان يتحول العراق الى ساحة لتصفية ملفات ليس لها حل، على غرار ما يجري منذ سنوات على الساحة اللبنانية، وان بداية تحقق مثل هذا الامر الخطير، تكون عندما تنقسم الساحة السياسية الى فريقين متناقضين يتربص الواحد بالاخر، فيكون عندنا فريق ما قبل التاسع عشر من آب وفريق ما بعد هذا التاريخ.
نحن نعرف ان الدم، في كل مكان، هو عامل مهم لتوحيد المواقف ورص الصفوف، الا في العراق فقد تحول الدم الى اداة للتمزق والتشتت، والى وسائل لتصفية الحسابات وتحقيق الفوز السياسي والانتخابي لصالح هذا الفريق ضد الفريق الاخر، وكل ذلك على حساب معاناة المواطن العراقي المسكين الذي يدفع ثمن اختلاف السياسيين غاليا، وان دل هذا على شئ، فانما يدل على مدى استخفاف السياسيين بدم المواطن العراقي، ولذلك راينا كيف ان مؤسسات الدولة اختلفت مع بعضها وعلى شاشات التلفزة وفي مختلف وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، في واحدة من اخطر ما تعرض له العراق الجديد، الا وهو ما حدث في يوم الاربعاء الاسود.
الى ذلك، رفض نـــزار حيدر مناقشة مثل هذه الامور الخطيرة التي تهم الشعب العراقي بشكل مباشر، رفض مناقشتها في الغرف المغلقة، كما يدعو الى ذلك بعض السياسيين العراقيين، قائلا:
لقد شهدت الغرف المغلقة مناقشة مثل هذه القضايا بين السياسيين العراقيين، طوال السنين التي اعقبت سقوط الصنم ولحد الان، فماذا كانت النتيجة؟ مزيد من الدماء ومزيد من الدمار، ما اثبت اختلاف السياسيين في الموقف من مثل هذه القضايا الخطيرة، ولذلك فان الحل، برايي، لا ياتي من خلال اجتماعات ومداولات الغرف المغلقة، وانما من خلال مصارحة الشعب العراقي، والتعامل مع هذه القضايا بكل صراحة ووضوح وشفافية، وهذا ما يفعله كل الزعماء والحكومات الحريصة على علاقة متينة مع شعوبها، اما من يدعو الى حوارات الغرف المغلقة، فهي استصحاب لثقافة الطاغية الذليل صدام حسين الذي كان ينام العراقيون في عهده على قرار لينهضوا في الصباح على قرار آخر، حرب شعواء في اغلب الاحيان.
ان من يتبنى سياسة حوار الغرف المظلمة، هم العاجزون والفاشلون الذين لا يقدرون على مصارحة شعبهم ولا يعرفون كيف يسوقون، بتشديد الواو الاولى وكسرها، مواقفهم الى شعبهم، ولذلك فهم كالخفافيش لا يعرفون الظهور الا في عتمة الليل، اما نور النهار فيعمي ابصارهم، بعد ان اعمت اخطاءهم بصيرتهم.
عن موقف (الوسيط التركي) في هذه الازمة، قال نـــزار حيدر:
ان تركيا في هذا الملف هي المستأجرة وليست الثكلى، على حد وصف القول الماثور، ولذلك فهي تتحدث بشكل غير مفهوم، والا فيوم كانت هي الثكلى، عندما كانت دماء الشعب التركي تراق بسبب الاعمال المسلحة لحزب العمال الكردي التركي، لجات تركيا الى كل العصيات والى كل الجزرات للضغط على سوريا لحملها على تسليم او طرد الزعيم الكردي التركي عبد الله اوجلان من اراضيها، وكلنا يتذكر كيف ان الجيش التركي وقتها قد حرك دباباته على الحدود السورية التركية المشتركة من اجل تحقيق هذا الهدف، والذي انتج في نهاية المطاف قناعة سورية بضرورة التخلص من اوجلان، فقامت السلطات السورية بتسليمه الى تركيا عن طريق وسيط ثالث هو اليونان، وربما لولا تلك الدبابة التركية التي تحركت صوب الحدود مع سوريا، لما شهدنا اليوم هذه العلاقة التركية السورية الحميمة والمتينة، القائمة على اساس الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكلا البلدين، الشئ الذي نتمنى ان يحصل بين العراق وسوريا كذلك، بعد ان تقتنع دمشق بخطا قرار الاحتفاظ بايتام النظام البائد من المتورطين بالارهاب في العراق على الاراضي السورية، خاصة وان العراق الجديد فعل، ولا يزال، المستحيل من اجل علاقة حسنة بين بغداد ودمشق.
21 ايلول 2009