"لسنا نجسين".. الغجر في الديوانية يشكون تمييزاً حكومياً ومجتمعياً
المصدر: شبكة رووداو الاعلامية
بين منازل متهالكة في قرية الزهور شمالي محافظة الديوانية، يعيش خيري ذو الخمسين عاماً وسط معاناة كبيرة، وتمييز حكومي ومجتمعي له ولكل سكان هذه المنطقة، كونهم من اصول غجرية.
الغجر هنا لا يستطيعون العمل في المدن ولا حتى شراء حاجياتهم من الاسواق ولا يتم توظيفهم في المؤسسات الحكومية فهم يطردون من كل مكان.
يقول خيري بزيع، غجري، لشبكة رووداو الإعلامية: "عملنا في البلدية اكثر من 20 شخصاً، في تنظيف الشوارع، وحين أتى مدير البلدية قال لنا انتم غجر، غادروا الان وطردنا من العمل".
ويضيف: "اذهب للسوق لأشتري بعض الحاجيات يعاملوننا بطريقة مختلفة ويقولون لي انت غجري لا ابيع لك"، متسائلاً: "هل أنا نجس؟ انا لست نجساً، انا عراقي مسلم، اعرف الله ورسوله وآل البيت كما تعرفهم انت".
داخل منازل الغجريين قصص مأساوية كثيرة، فالعوز والفقر واضح على وجوه الجميع، والامراض تفتك بأجسادهم دون علاج، التسول وجمع القمامة هما مصدر عيش العائلات هنا بعد حرمانهم من العمل في المدن.
في هذا السياق، تقول أم نشوان لشبكة رووداو الإعلامية: "ذات مرة بزاز عرف انني من هذه المنطقة قام بطردي ولم يبع لي، وحينها بكيت، فالغجري عندهم لا شيء، ونحن حتى المياه نشتريها، ومنازلنا متهالكة، الطعام والشراب نحصل عليه بصعوبة، وضعنا مأساوي جدا".
"الغجر بشر" حملة اطلقها ناشطون في المدينة لمنحهم البطاقة الوطنية الموحدة، بعد ما حرموا منها لسنوات عدة، حيث كانت هويات الأحوال المدنية الخاصة بهم تحمل كلمة "استثناء" إشارة إلى استثنائهم من قانون الجنسية العراقية القديم، اضافة الى حرمان اطفالهم من التعليم لنحو عقد ونصف من الزمن.
الناشطة في مجال حقوق الاقليات وحياة الغجر، منار الزبيدي، تشير إلى أن "الحملة انطلقت عام 2016، وفي عام 2017 افتتحت مدرسة بعد غياب 12-13 سنة وحرمان من حق التعليم"، مبيّنة أن المدرسة فيها 80 طالباً اليوم.
وتصف ما تحقق على هذا الصعيد بـ "منجز انساني كبير ساهمت به الكثير من الاطراف، تخرجت منها 5 تلاميذ من مرحلة السادس الابتدائي"، مستطردة أنه وفق الانسيابية المعروفة في التربية "على التلاميذ الذهاب الى اقرب مدرسة ثانوية، للأسف تم رفضهم من قبل هذه المدرسة بسبب انهم غجر، اضافة الى تحريض من قبل الاهالي ورفض وضع اطفالهم مع اطفال الغجر بنفس المدرسة".
وتتساءل منار الزبيدي: "لا نعلم ما هو ذنب هؤلاء الاطفال، وحفاظاً على حياة هؤلاء الاطفال الخمسة ذهبنا الى مدرسة اخرى قريبة وحصلت نفس المشكلة، لكن استطعنا من خلال تعاون مدير تربية الديوانية وبعض الاطراف في المحافظة من حل هذه المشكلة وتم وضع البنات في مدرسة والذكور في مدرسة اخرى".
النفايات والكلاب السائبة تملأ ازقة القرية، حيث لا تكترث الدوائر الخدمية في المحافظة لسكان المنطقة، حتى المركز الصحي مغلق بابه ولا خدمات فيه.
وضع مأساوي يعيشه الغجر هنا، فالمعيشة في هذه القرية صعبة للغاية فكل شيء هنا لا يصلح للعيش، ولا حتى المكوث فيها لساعات معدودة.