لصالح من تطلق التهم جزافاً في استشهاد المطران الكلداني فرج رحو ؟
habeebtomi@yahoo.com
بتاريخ 29 / 3 /2 / 2008 اختطف المطران الكلــــداني مار بولس فرج رحو في حوالي الساعة الخامسة والربع مساءً حينما كان خارجاً مع مرافقيه من كنيسة الروح القدس في حي النور ، اغتيل سائقه وحارسيه وهم الشهداء فارس جرجيس خضر ( 1973 )، ورامي حكمت بولص ( 1975 ) ، وسمير عبد الأحد (1966 ) . وفي هذا المكان بالذات ( حي النور ) كان قد اغتيل الأب الشهيد رغيد عزيز كني مع ثلاثة من شمامسته في شهر حزيران من عام 2007 م وكان يخشى ان تكون نفس الجماعة الدموية قد قامت باختطاف المطران الكلداني . هذا وإن القوات الحكومية والأمريكية وصلت مكان الحادث بعد عشرة دقائق ونقلت الجثث الى الطب العدلي .
عن موقع ايلاف في الأول من مارس آذار ذكر ان ان اسقف الموصل للسريان الكاثوليك المطران جرجس القس موسى قد اعلن ان خاطفي الأسقف الكلداني المطران فرج رحو قد اعلنوا عن انفسهم لكنهم لم يفلحوا في التحدث الى الأسقف المختطف للأطمئنان على صحته .
كان قائد القوات الأمريكية في شمال العراق الميجر جنرال مارك هرتلينج قد اعرب عن مخاوفه يوم 6 / 3 بأن يكون خاطفيه من الجماعات الأرهابية وليسوا من المجرمين العاديين الذين يحاولون ابتزاز الأموال ، وإنه غير واثق من انه سيتم الأفراج عن رحو حياً .
يوم الأربعاء 13 / 3 عثرت اجهزة الأمن على جثة رئيس اساقفة الكلدان المطران فرج رحو في حي شمال المدينة بعد اسبوعين من اختطافه على يد مسلحين مجهولين . وقالت الشرطة في مشرحة بالموصل انه تبين ان رحو قد توفي قبل اسبوع ولم تظهر بجثته أي آثار اطلاق نار ، وأضافت الشرطة :
لم يتضح بعد إذا كان رحو قد قتل او توفي لأسباب أخرى . وكان السكان في حي الأنتصار قد رأوا جثة رحو التي لم تكن مدفونة بالكامل في قطعة أرض فضاء في حيهم وهو حي معروف بأنه ينشط فيه مسلحون لهم صلة بالقاعدة وتعرف السكان على رحو من لحيته فاتصلوا بالشرطة .
وافادت الأنباء في حينها انه لم تظهر على جثته آثار تعذيب او إطلاقات نارية ويبدو ان مطالب الخاطفين حسب موقع عشتار تي في هي كالآتي :
1 ـ مساهمة المسيحيين في الجهاد .
2 ـ شراء قطعتي سلاح متطور للخاطفين .
3 ـ إطلاق سراح عدد من المعتقلين العرب في السجون العراقية .
4 ـ فدية مقدارها ثلاثة ملايين دولار امريكي .
وإن المطران المختطف كان طيلة مدة احتجازه سالماً لكنه كان يعاني من ضغط من قبل خاطفيه لأجباره على ترك ايمانه لكنه قاوم ذلك بكل صلابة .
كان رئيس الوزراء نوري المالكي قد القى باللائمة على في موت رحو على تنظيم القاعدة .
الجدير بالذكر ان المطران قد صرح لدى مقابلته مع وكالة آسيا نيوز في تشرين ثان نوفيمبر من عام 2007 بأن وضع المسيحيين في العراق يزداد صعوبة خصوصاً في منطقة الموصل .
واشار المطران الى ان مسيحيي المنطقة هم عرضة لتهديدات مستمرة من قبل الجماعات الأسلامية المتطرفة ، مشيراً الى ان المعاناة الحالية التي يعيشها العراقيون تشملهم جميعاً على اختلاف اطيافهم ، إلا انها اكثر قساوة على المسيحيين الذين يجدون انفسهم محاصرين بين خيارة محددة :
فإما الهجرة
او الدخول في الأسلام
او دفع جزية
او الموت .
تبقى الأسئلة كيف قتل المغدور ؟ ومن قتله ؟ ولماذا قتلوه ؟
وإذا سلمنا بمقولة ان المطران المغدور كان يعاني من ضغط الدم العالي وبحالة قلبية صعبة وربما يكون قد توفي من جرائهما ، او حسب آخر الأخبار انه شنق .
وإذا اهملنا موقتاً اسباب الموت المباشرة ، لابد لنا من معرفة الجهة التي لجات الى عملية الأختطاف . وإن كانت الحكومة جادة في كشف الحقيقة عليها الأسراع في البحث عن الجناة وتقديمهم الى المحاكمة العلنية لتحقيق العدالة وإثبات هيبة الحكومة .
اعتذر للقارئ الكريم من هذه المقدمة الطويلة المملة .
في حقل خلط الأوراق وإطلاق التهم جزافاً قرأنا مقالاً على موقع كلدايا نت تحت عنوان ( من وكيف ولماذا اختطف واغتال ( واغتيل ) المطران فرج رحو ، كتابات – ميخائيل دينو شكوانا .
يشرفني انني اعرف معظم آل شكوانا العشيرة الأقوشية الأصيلة ، ولكن لم أسمع سابقاً باسم ميخائيل دينو شكواناً وزيادة في التأكيد بادرت للأتصال بصهرهم الصديق الكاتب سالم تولا ، وأكد عدم وجود مثل هذا الأسم بين آل شكوانا .
إذن الأحتمال الثاني ان يكون هذا الشخص من عشيرة شكوانا غير القوشية ، وخلاف هذه الحالة يكون الشخص كاتب المقال منتحلاً لهذا الأسم بقصد التمويه .
مهما كان الأمر إن الكاتب في هذا المقال أراد خلط الأوراق ، ووضع الأكراد في دائرة الأتهام حيث يقول :
(( ان الذين اغتالوا المطران الشهيد ورفاقه هم نفسهم الذين اغتالوا الاب الشهيد رغيد ورفاقه من قبل, وهم نفسهم الذين اعتقلوا الكاتب الاشوري جوني خوشابا ((وبالتهديد)) وليس كما قيل ((بالتعهد)) منع من نشر افكاره .. وهنا نتساءل! من يملك جرأة الخطف والقتل في حي سكني (يقع في الجانب الايسر من مدينة الموصل) وعلى مقربة 150 متر تقريبا من مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني!! في وقت استنكرت وتبرأت من مسؤولية هذه الاعمال البربرية كل الحركات الوطنية والدينية مثل هيئة علماء المسلمين وما يسمى بدولة العراق الاسلامية!! ان كل المعطيات تشير الى ان الميلشيات الكردية هي التي تقوم بعمليات الخطف والقتل والابتزاز في مركز محافظة نينوى وتستهدف المسيحيين بالذات من اجل اركاعهم وترهيبهم واخيرا لاجبارهم على دعم المشروع الكردي لضم سهل نينوى الى اقليمهم المزعوم, ويذكر ان الشهيد المطران وقف بكل قوة ضد هذا المشروع المشبوه وطالما دعا في القداديس الى نبذه ورفضه الى ان تمت (دعوته) من قبل حامل لواء تكريد سهل نينوى السيد سركيس اغا جان لينقل له (وعيد) سيده نجرفان البرزاني اذا ما استمر المطران في رفضه لما يسمى بمشروع الحكم الذاتي وسلخ سهل نينوى عن محيطه الكلدواشوري السرياني والعراقي الاصيل, خصوصا بعد ان رفض الشهيد الهدايا (الرشاوى) المالية الطائلة التي عرضها عليه اغا جان بعد ان قبلها كل من ينادي بتكريد سهل نينوى من سياسيين ورجال دين ومرتشين وغيرهم.) انتهى الأقتباس
ويدعي الكاتب ميخائيل دينو شكوانا ان المطران اصيب في جنبه ورقبته ، لكن تقرير الطب العدلي يفيد بعدم تعرض الفقيد الى طلق ناري ، وآخر المعلومات عن الحادث بعد إلقاء القبض على بعض المتورطين في الحادث ان المطران خطف من قبل بقايا النظام السابق وتم تسليمه لتنظيم القاعدة والمتطرفين بمقابل مادي وإن المطران الشهيد قتل خنقاً راجع عنكاوا كوم . http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic
ــ مهما كان فإن قارئ المقال يستشف من مقال ميخائيل دينو شكواناً ان يحاول تبرئة ساحة العصابات التي فتكت وتفتك بشعبنا بقصد إفراغ مدن العراق من شعبنا المسيحي .
ــ يسعى الى توجيه اصابع الأتهام الى الحزب الديمقراطي الكردستاني لان مقره قريب من الحادث ويوجه اصابع الأتهام الى الميليشيات الكردية ، وهي قوات البيشمركة التي عرف تاريخها بعدم لجوئها الى العمليات الأرهابية وهي في احلك الظروف اثناء الأنتفاضات الكردية المتعاقبة والتي كانت قوات البيشمركة الذراع الأيمن للثورة الكردية على مدار عقود من الزمن .
ــ وضع السيد سركيس آغاجان وحكومة اقليم كردستان في موقف من يريد تكريد شعبنا وإن المطران الكلداني المغدور كان ضد هذا الأتجاه .
إن ما هو معروف بين ابناء شعبنا وقيادته مهما كانت الأختلافات لا يمكن ان نلجأ الى هذه الأساليب الثأرية وإن كان بيننا بعض الأختلافات الفكرية والمجادلات حول التسمية وغير ذلك ، لا يمكن في كل الأحوال والظروف ان تصل الأمور بيننا الى حالات الأنتقام والتصفية الجسدية فهذه الأدعات ليس لها مصداقية على أرض الواقع .
إن شعبنا المسيحي من الكلدان والسريان والآشوريين والأرمن نسعى الى توطيد العلاقات الأخوية مع كل شرائح المجتمع العراقي ، ونقف على مسافات متساوية مع إخواننا المسلمين من السنة والشيعة او مع العراب والأكراد والتركمان او مع اليزيدية والشبك والصابئة المندائيين .
فالكاتب هنا يحاول دق اسفين التنافر مع اخواننا الأكراد ونحن نرتبط بعلاقات تاريخية مع الأكراد لا سيما مع العائلة البارزانية . فلا يمكن لهذه الجهة مهما كانت الأسباب ان تقوم بهذا العمل الشنيع . علينا ان نكون منصفين في احكامنا وليس من مصلحتنا خلق العداوات مع حكومة اقليم كردستان التي سعت الى مساعدة شعبنا وهو في محنته .
ملاحظة : بالنظر الى إزالة المقال من موقع كلدايا نت فقد رأيت ان أرفقه مع هذا المقال ليطالع القارئ الكريم على المغالطات التي وردت فيه .
حبيب تومي / اوسلو
من وكيف ولماذا اختطف واغتال المطران الشهيد فرج رحّـو؟
كتابات - ميخائيل دينو شكوانا
انه المسيحي العراقي الغيور على مسيحيته وعراقيته, انه رجل الدين المسيحي الاقرب الى شيوخ العشائر العربية في محافظة نينوى, والى خطباء الجوامع وائمة المساجد, والاقرب الى رجال الدين والفكر الاسلامي والاكثر غيرة على عراقية الموصل المتآخية, والاكثر احتراما ووقارا عند الدّ المتطرفين, بل ويكاد يكون الوحيد بين اقرانه من الكهنة الذي لم ينجس جيبه بالاوراق الخضراء لقاء التخلي عن مبادئه وارائه وثباته ازاء القضايا المتعلقة بمصير ووحدة الشعب العراقي عموما وشعبنا الكلدواشوري السرياني خصوصا. اذن, فان الذي اختطف واغتال الشهيد الاسقف هم مجموعة من القتلة الماجورين الذين يعملون لجهات تكره وتحتقر كل ماهو عراقي وتحارب أي تقارب مسيحي اسلامي (خصوصا في الموصل) وتدق اسفين الفرقة بين العشائر العربية وبين ابناء شعبنا في سهل نينوى وتعمل ليل نهار لكبت الاصوات التي تدعو الى التلاحم الاخوي والاجتماعي الوطني بين كافة ابناء العراق دون تمييز بسبب العرق او الدين او اللغة ولان صوت الشهيد كان اعلى تلك الاصوات واكثرها تاثيرا بسبب عنوانه الكنسي وثقله الوقاري فلم يكن من الثعالب المتربصة الاّ ان تغتال شهيد التسامح بالكيد والخديعة والمكر.
ففي مساء 29 شباط وبعد انتهاء طقوس درب الصليب في الكنيسة, غادر الشهيد متوجها الى بيته برفقة الشهداء الثلاثة (السائق والحارس واحد المرافقين) حيث اعترضت سيارته مجموعة مسلحة من 6-8 اشخاص من الملثمين يستقلون سيارتين احداها من نوع مازدا رصاصية اللون والاخرى لم يتم التعرف الى تفاصيلها اكثر من انها ذات لون اسود كونها كانت تقف على مسافة 50-75 متر, وما ان اجبر القتلة المطران ومرافقيه الثلاث على الترجل من سيارتهم حتى بادر المجرمون بقتل المرافق والحارس وكذلك السائق البطل الذي حاول الدفاع عن المطران والاخرين, فادى ذلك الى مقتل الثلاثة واصابة المطران في جنبه وعنقه, حيث شوهد وهو يبكي ويصرخ ويلطم على وجهه حزنا على قتل المرافقين الابرياء, وبينما كان المطران المصاب يُسحل الى سيارة القتلة كان احد المرتزقة مشغولا بفك اصابع احد الشهداء عن حقيبة لم تكن تضم سوى كتب التراتيل الكنسية فصاح به القاتل الاخر (Pela,,Pela ) وهي تعني بالكردية (اتركه) ومضوا. وبالرغم من ان المطران كان قد فارق الحياة في يوم 2 او 3 من الشهر الجاري متاثرا بجراحه حسب تقرير الطب العدلي, الا ان المفاوضين كانوا حذقين في مسالة اصرارهم على التحدث الى المطران في مقابل استمرار المفاوضات لدفع الفدية المطلوبة وهي 1,000,000 مليون دولار امريكي. الامر الذي دفع بالمجرمين الى دفن الجثة في حي الانتصار جنوبي الموصل بعد ان ياسوا من محاولة المفاوضين.
ان الذين اغتالوا المطران الشهيد ورفاقه هم نفسهم الذين اغتالوا الاب الشهيد رغيد ورفاقه من قبل, وهم نفسهم الذين اعتقلوا الكاتب الاشوري جوني خوشابا ((وبالتهديد)) وليس كما قيل ((بالتعهد)) منع من نشر افكاره وفضح مؤامرات الخونة, وهم نفسهم الذين فجروا محلة الزنجيلي في الموصل, وهنا نتساءل! من يملك جرأة الخطف والقتل في حي سكني (يقع في الجانب الايسر من مدينة الموصل) وعلى مقربة 150 متر تقريبا من مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني!! في وقت استنكرت وتبرأت من مسؤولية هذه الاعمال البربرية كل الحركات الوطنية والدينية مثل هيئة علماء المسلمين وما يسمى بدولة العراق الاسلامية!! ان كل المعطيات تشير الى ان الميلشيات الكردية هي التي تقوم بعمليات الخطف والقتل والابتزاز في مركز محافظة نينوى وتستهدف المسيحيين بالذات من اجل اركاعهم وترهيبهم واخيرا لاجبارهم على دعم المشروع الكردي لضم سهل نينوى الى اقليمهم المزعوم, ويذكر ان الشهيد المطران وقف بكل قوة ضد هذا المشروع المشبوه وطالما دعا في القداديس الى نبذه ورفضه الى ان تمت (دعوته) من قبل حامل لواء تكريد سهل نينوى السيد سركيس اغا جان لينقل له (وعيد) سيده نجرفان البرزاني اذا ما استمر المطران في رفضه لما يسمى بمشروع الحكم الذاتي وسلخ سهل نينوى عن محيطه الكلدواشوري السرياني والعراقي الاصيل, خصوصا بعد ان رفض الشهيد الهدايا (الرشاوى) المالية الطائلة التي عرضها عليه اغا جان بعد ان قبلها كل من ينادي بتكريد سهل نينوى من سياسيين ورجال دين ومرتشين وغيرهم.
يكذب وينافق وفي نفس الوقت يعرف كل الحقيقة كل من يدعي بتبراة المرتزقة الاكراد مما يجري بحق شعبنا من اعمال القتل والتهجير والخطف, واغلبهم فضل خيار ملأ الجيوب على خيار التهديد في مقابل التغني بمشروع الحكم الذاتي المشبوه او السكوت المهين وهو اضعف الايمان, لا اخفي انني احيانا اقول اننا نستحق ما يجري بحقنا, وانه لن يحل علينا السلام الحقيقي طالما استمر رجال الدين بالتحول من خادم للرب الكبير الى مقاول لسركيس الصغير, وطالما بقي وزيرنا السياحي يحيي الحجارة الميتة ويميت الروح الحية, وطالما يستمر ابناء العوائل المعروفة ببيع تاريخ ابائهم من اجل (مونيكا) ومنصب في المجلس الشعبي القطاري لصاحبه اغا جان وشركائه.
ولكن,, دماء الشرفاء عزيزة وغالية, وارواحهم هدى منيرة, وشعبنا الكلدواشوري هو شعب عراقي ابي واصيل في ارضه, وسيبقى مثالا للتضحية من اجل غد خالٍ من براثن الخونة وعفونة المرتشين وبائعي الامة. وستبقى روح شهيد التسامح المطران بولص فرج رحو صارخة بوجه كل من يقبل بالمشروع المشبوه.
mshikwana@gmail.com