لغة القنادر نتيجة اليؤس الفكري
انه البؤس الفكري لدى اصحاب لغة القنادر كنتيجة طبيعية ان لم نقل نتيجة حتمية لما وصلت اليه ثقافة الاحزاب الدينية والشمولية التي تتغنى بالحزب القائد والمذهب الوحيد والطائفة الحقة في كل زمان ومكان والعشيرة التي تعلو على جميع العشائر، ليس هذا وحسب بل ان ما يصدر عن اصحاب القرار يعتبر مقدس وجوب تطبيقه وكانه وحي من عند الله؛ متناسين ان الذين يصدرون الاوامر والفتاوى هم ناس مثلنا معرضون للخطأ من جهة ومن جهة أخرى هناك اختلاف وكثير من الأحيان تناقض في طرح وتفسير نفس الفتوى او القرار لانه هناك ظروف ذاتية تفرض نفسها كالانتماء الحزبي والمذهبي والطائفي، يقابلها الظروف الموضوعية التي تتجلى في الانتماء القومي ومصالح الدول الراعية لمثل هذه المنظمات والأحزاب السياسية ـ الدينية المشتركة؛ التي تستخدمها حسب مصالحها بعد ان تكون قد دقت على وتر المذهب والسلف والتاريخ الذي لا يمكن ان ينسى ويتناسى مطلقا ما دام يستند على الثأر والقتل من أجل السيطرة على الدولة واركانها وفرض واقع لتمرير اجندة سياسية ـ دينية ـ مذهبية، وبالتالي السير بإتجاه واحد، وطريق وحيد، وخط أوحد، والنتيجة التصرف اللاإنساني مع الاخرين ومهما كان اتجاههم الفكري والسياسي والديني؛ لأن المهم فكرنا نحن ومذهبنا نحن وتاريخنا نحن لاننا الاعلى والاحسن والاقدس، كون الذي يخرج من افواهنا هو المقدس نفسه؛ على الاخرين الطاعة وقول النعم فقط وبدون نقاش؛ والا هناك نار جهنم وعذاب القبر وخسارة الحوريات والغلمان؛؛؛؛؛؛؛؛بين هذه الأجواء وفي هذا المناخ تشأ الصحافي منتضر الزيدي، الذي صرح لزملائه ان كلامه يجب ان يطاع وينفذ؛ اي نحن في اجواء داء الاوامر المقدسة، وايضا دخلنا في مناخ الحرية المنفلتة؛ نعم لا يمكن ان يقوم انسان او شخص منتمي الى فكر يساري او علماني او فيدرالي او من عائلة الصحافة الحقة والاعلام الحر؛ ان يفعل ما فعله الزيدي من امر اقل ما يوصف به انه غير اخلاقي ولا يمت للنضال بصلة؛ عليه يكون الزيدي قد ضرب قندرته الاولى برئيس وزراء العراق ـ المالكي ـ والثانية بالعلم العراقي قبل الامريكي؛ ليس على مبدأ التقاليد والاعراف الدبلوماسية وأدابها وقيمها وحسب، بل من خلال ما يحمله الاعلامي والصحفي من معلومات وتوجيهات ومعرفة مسبقة بالبروتوكولات وقوانين وخاصة اللقاءات مع رؤساء الدول حتى وان لم نؤيد سياساتها؛ وبشكل اخص ان ـ منتضرنا وزيدنا ـ هو خريج كلية الاعلام ماشاءالله؛ من هنا يؤكد لنا الصحفي الفذ على
1ـ ان الثقافة غير مرتبطة مطلقا بالشهادة الجامعية؛ هناك الألاف من حاملي الشهاداة العليا ومن جامعات كبرى في العالم ولكنهم بعيدين جدا عن الثقافة ومفهومها، والامثلة كثيرة جدا وخاصة حاملي شهادات عليا واصحاب القرارات المقدسة التي عند تطبيقها تكون هناك ارامل ويتامى اضافة الى تهجير عوائل وتفجير بيوتهم والاستيلاء على ممتلكاتهم وبالتالي تكون ثقافة القتل والموت والاضطهاد هي الغالبة نتيجة الثقافة الاحادية
2ـ النتيجة الاخرى هي ان فكر الصحفي وصل الى نقطة ـ اللاعودة ـ اي التوقف عن استيعاب مفهومي الحرية والديمقراطية واي انواعهما يجب ان تطبق على عراقنا اليوم وخاصة نحن مقبلون على ظروف موضوعية غاية في الدقة ـ اقليمية ودولية ـ وظروف ذاتية ـ عراقية ـ تحتاج الى حسم جدي وخاصة موضوع سيطرة الميلشيات المذهبية والحزبية على مقدرات العراق وكانت نتيجتها ملايين القتلى وملايين المشردين والمهاجرين وملايين الفقراء واطفال الشوارع وخطف البنات وقتل على الهوية،،،،،،،الخ كل هذا اثر على تفكير الصحفي التاريخي، فبدل ان يطرح الام شعبه وحلول لها؛ رمى بحذائه بوجه رئيسه وعلم وطنه، وليس بوجه بوش وحسب؛ وهذه ما تسمى الحرية المنفلتة ـ فوضى في كل مكان حتى في الفكر؛ وهذا ما عبر عنه الزيدي
3ـ قلنا ان الثقافة لا يمكن ان تكون طارئة بمجرد حصول الشخص المعني على شهادة جامعية؛ وخاصة ان الحصول على شهادات عليا بات سهلا جدا وخاصة من قبل المسؤولين، وانما الثقافة الحقيقية تشأ بين ثنايا القيم الانسانية التي تعلمناها في العائلة والمدرسة والحياة؛ من هنا وجوب اضافة مادة القيم والاخلاق والاداب العامة عند جامعاتنا وخاصة في موضوع ـ حقوق الانسان؛ لانا بحاجة ماسة الى اضافة مادة جديدة في مدارسنا من المتوسطة الى الاعدادية والكليات وهي مادة ـ القيم وحقوق الانسان ـ
4ـ انه سيطرة الفكر المتعالي على اصحاب المذهبية الشمولية؛ اي النظرة الدونية على الاخر والآخرين، وهذا يأتي من البيت والمدرسة الخاصة، انها مراحل لحياة الانسان؛ هناك فرق بين
آـ ان نعلم اطفالنا في البيت والمدارس الخاصة والعامة ايضا؛ ثقافة الموت والثأر
والممنوعات، ونزرع في نفوسهم اننا احسن من الاخرين، وكرامتنا اعلى من الكل، والحقيقة معنا فقط اذن نحن نمثل الله على الارض ويجب على الباقي ان يخدمونا وهم صاغرون
بـ ـ وان نغرس في نفوس اطفالنا حب الاخر والاخرين مهما كان دينهم ولونهم وشكلهم؛ وان كرامة الانسان متساوية بين الجميع؛ لايوجد عبد وسيد، الجميع متساوون امام القانون، هناك التوع والتعدد، وجوب قبول الآخر والاعتراف به، لايوجد انسان احسن من الاخر الا ما يقدمه كل شخص او مجموعة او حزب او منظمة او دين من خير وحق وامان لبيته وجيرانه ومجتمعه ووطنه والعالم اكثر مني ومنا ومن الاخرين
فهل عرفنا الفرق بين التعليمين؟ بالتأكيد عاش مولانا الزيدي في اجواء معروفة
هذا هو القانون الانساني المستند على روحية الحياة المبني على التواريخ والحضارات والثقافات والافكار وليس على جزء من تاريخ واحد وثقافة خاصة وفكر معين مغلق؛ ونقول للشيخ او السيد الذي يرغب في شراء حذاء بملايين الدولارات ـ ولو انها دعاية مدروسة ـ نقول له ولأمثاله ان يكف في ارسال القنابل البشرية الموقوتة لقتل الأبرياء وزرع الرعب والخوف في اطفالنا ولتبقى ملايينه في جيبه ربما يحتاجها في شراء مجاميع اخرى من اطفال وبنات الدعارى
shabasamir@yahoo.com