Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

لقاء السفير كروكر سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى العراق وبعض ممثلي الصحف العراقية.

03/02/2008



شبكة أخبار نركال NNN
لقاء يوم 26 كانون الثانى (يناير) 2008

أهلاً و سهلاً بكم، وهذه فرصة لتبادل الآراء بينى وبينكم فى مستهل هذه السنة الجديدة، وما من شك في أننا نبدأ عام 2008 ونحن فى حال أفضل بكثير عن بداية السنة الماضية حيث الوضع الأمنى أصبح أفضل فى كل مكان فى البلد تقريباً، غير أنه توجد مشاكل خصوصاً فى الموصل ولابد من تركيز الجهود المشتركة خلال الايام المقبلة، لكن الوضع بصورة عامة فى تحسن ملحوظ. وقبل عدة أيام، كنت فى شارع المتنبى، بعد أقل من سنة من الانفجار الرهيب الذي وقع هناك، وقد عادت المنطقة تقريباً الى حالتها الطبيعية. كذلك سوق الشورجة وأماكن أخرى هنا فى بغداد كانت تعاني من حالة العنف الشديد قبل سنة، إلا أن الوضع أصبح فيها حالياً عادياً أو شبه عادي، ولكن لازالت هناك تحديات كبيرة أمامنا جميعاً. فتثبيت الأمن مهم للغاية وله أكثر من معنى، فتركيز الجهود من قبل قوات الأمن العراقية والأمريكية أمر مهم، غير أن هناك حاجة الى تحقيق التقدم فى مجال توفير الخدمات والكهرباء والمياه. ثانيا، وفيما يتعلق بالاقتصاد، فأنا قرأت أن صندوق النقد الدولى يعتقد أن النمو الاقتصادى خلال عام 2008 فى العراق سوف يزيد عن 7% وهذه نسبة كبيرة جداً، ولكن لابد أن يلمس الشعب العراقى هذا التطور الإقتصادى، بمعنى أنه لابد من توفير فرص للعمل وجلب للإستثمارات من الداخل والخارج، و كذلك لابد من تحقيق تقدم على المستوى السياسى. هناك عدة مشاريع قوانين تعرض أمام مجلس النواب فى الوقت الحاضر، مثل قانون المحافظات وقانون الميزانية. وقد حدث أن صوت النواب قبل عدة أيام على قانون المسآلة والعدالة، وإن شاء الله خلال هذه السنة، سوف نرى تحرك أكبر فيما يتعلق بموضوع القوانين. وبالنسبة لمشروع قانون العفو العام، فهذا فى تقديرنا، يعد مبادرة هامة جداً من شأنها أن تساعد فى تحقيق المصالحة الوطنية. وخلال هذه السنة، إن شاء الله، سوف تجري إنتخابات فى المحافظات وهي تمثل خطوة أساسية على طريق تحقيق نمو وتطوير النظام الديمقراطى. كما نتمنى إن نرى تقدماً أكبر فيما يتعلق بميزانية الدولة المركزية وميزانيات الأقاليم أيضا. لقد تحقق تقدم فى السنة الماضية، غير أننا بحاجة الى تحقيق مزيد من التقدم خلال هذه السنة. نحن سنتفاوض والحكومة العراقية بشأن توقيع إتفاقية جديدة بين البلدين، إتفاقية علاقات على المدى البعيد، وهذا الأمر يمثل خطوة مهمة وإيجابية فى تطوير علاقاتنا وتحسين الظروف فى العراق لإن قرار الامم المتحدة الأخير، هو فعلاً القرار الأخير المتعلق بالعراق والذي يقع تحت البند السابع من ميثاق الامم المتحدة، وعلينا خلال هذه السنة أن نضع إتفاقية ثنائية تحل محل هذا القرار. وبإختصار، فإنه لازالت هناك أجندة عمل طويلة ومهمة أمامنا وأمامكم خلال هذه السنة، وإننى متفائل بالتقدم الملحوظ فى كل المجالات فى هذه السنة الجديدة. وشكراً مرة أخرى و مستعد للرد على أسئلتكم.



س :سعادة السفير، سمعنا، من خلال التقارير التى وردت فى الصحف الأمريكية، أن هذه الإتفاقية طويلة الأمد التى ستوقع بين العراق والولايات المتحدة سوف تتضمن بعض البنود السرية، هل هناك خلافات بشأن هذه البنود، وما هى ؟



ج : نحن لم نصل بعد الى بداية المفاوضات، بل مازلنا فى مرحلة تشكيل لجان المفاوضات هنا وهناك، ولكني أؤكد وبدون أى تردد أو شك أن لا توجد بنود سرية فى هذه الاتفاقية، وكل شىء سوف يكون موثقاً ومعلناً، وحسب ما أفهم من النظام العراقى، فإن الاتفاقية يجب أن تعرض على مجلس النواب للمناقشة والتصويت.



س : كيف تقيّمون تحركات الحكومة العراقية لدعم عملية المصالحة فى العراق؟



ج : هناك حركة سياسية نتيجة الانجازات الامنية. والجو السياسى فى العراق أفضل بكثير من السابق بسبب التقدم فى المجال الأمني. ومشاريع القوانين هذه دليل مهم، كما أن تشكيل المجلس التنفيذى من دولة رئيس الوزراء نوري المالكى ومجلس الرئاسة أيضاً يعتبر خطوة ايجابية. هناك تقدم ونحن فى حاجة الى المزيد، ولكني أعتقد أنه فى بداية السنة قد حدث تقدم ملحوظ فى هذا الشأن.



س : سعادة السفير، هناك فكرة الآن داخل الحكومة العراقية أو بين الزعماء السياسيين العراقيين على ترشيق الحكومة أو تشكيل حكومة جديدة تضم جميع المكونات سواء من داخل العمل السياسى أو من خارج العمل السياسى، فهل أنتم مع هذه الفكرة؟



ج : طبعاً قرارات من هكذا نوع يجب أن تكون قرارات عراقية. وأنا أعتقد أن جميعنا، عراقيون وأصدقاء للعراق من الخارج، نريد أن نرى حكومة فى بغداد تمثل الشعب العراقى لإقصى حدٍ ممكن لأنه لديها أعمال هامة جداً هذه السنة، و أى سؤال بخصوص إعادة تشكيل الحكومة، فهو قرار عراقى، ولكن لدينا إهتمام من جانبنا بأن تكون حكومة قادرة لأن التحديات أمام البلاد كبيرة جداً وإن الشعب العراقى بحاجة إلى حكومة قادرة.



س: سعادة السفير، إن هناك حديث عن موضوعين، بالنسبة للحوار الامريكى الإيراني، لماذا تعطل فى الوقت الذى ينتظر فيه العراق زيارة الرئيس الإيراني أحمدى نجاد خلال هذه الأيام العشر، وماذا تتوقعون من تأثير لهذه الزيارة، على إعتبار أنها أول زيارة يقوم بها الرئيس الإيراني للعراق، على العلاقات بين العراق والولايات المتحدة، والعراق وايران؟



ج : فيما يخص المفاوضات الإيرانية الأمريكية العراقية، فنحن من جانبنا مستعدين، وقد أبلغنا الحكومة العراقية منذ أسابيع بأننا مستعدون اليوم وغداً وبعد غد لعقد جلسة جديدة مع الإيرانيين فى أى وقت، وهذا معناه أن التأخير ليس من جانبنا ونحن ننتظر الرد من الجانب الإيراني. ليس لديّ أي معلومات عن أي زيارة للرئيس أحمدي نجاد للعراق، وهذا شىء يخص البلدين. والمهم فى تقديرى ليس الزيارات من هنا أو هناك، بل المهم هو ما يتحقق على الأرض، ونحن من جانبنا مازلنا مهتمين بالسلوك الإيراني على الأرض العراقية، ونرى وللأسف جهوداً إيرانية لتأييد بعض المجموعات المتطرفة وتزويدهم بالأسلحة وتدريبهم، وهذا ليس فى مصلحة العراق أو الإستقرار والأمن فى العراق. وبالفعل، هذا فى رأيي ليس فى مصلحة إيران على المدى الطويل، ونتمنى أن يحدث تغيير فى السلوك الإيراني فى العراق حتى يكون هناك إنسجام بين السياسة وتنفيذ السياسة على الأرض. و هناك خِلاف فى الوقت الراهن.



س : هل سنشهد تغيرات مستقبلية فى السياسة الآمريكية فى العراق خاصاً بعد قرار الرئيس الأمريكى بخفض عدد القوات بمقدار 30 ألفاً، وهل سيكون هناك تحول فى السياسة الأمريكية تجاه العراق؟



ج : سياستنا تجاه العراق سياسة مستقرة، وهى تأييد العراق والحكومة العراقية والشعب العراقى نحو تأسيس بلد مستقر ونظام ديمقراطي فى حالة سلام مع كل الجيران وحليف فى الحرب ضد الإرهاب. هذه سياستنا، و لم نغير هذه السياسة منذ زمن، ولا نرى خلال السنة المقبلة أى تغيير فى هذا الشأن بطبيعة الحال. وفى حالة تحسن الظروف الأمنية فى العراق، وهى فعلاً تتحسن، لن يكون هناك داعِ لنفس العدد من قواتنا. وفى منتصف السنة السابقة (خلال شهر تموز/ يوليو تقريباً) أعلن الرئيس بوش أنه سيتم تخفيض عدد الجنود الأمريكيين فى العراق بمقدار 30 ألفاً، وكان هذا نتيجة لظروف الأرض والقدرة العراقية والقوات العراقية، وهذا يزيد باستمرار وإن شاء الله سوف نرى تحسناً مستمراً بالنسبة للأوضاع الأمنية التى تسمح بتخفيض أكثر فى القوات، وهذا يعتمد على الظروف وتقدير عراقي أمريكى مشترك للموقف.



س : لم نر أن الرئيس بوش أثناء جولته الخليجية قام بزيارة الى العراق أثناء زيارته للمنطقة، واكتفى بزيارة وزيرة الخارجية، فما السبب يا تُرى؟ وهل تحدثنا عن نتائج زيارة الرئيس للمنطقة؟



ج : بخصوص هذه الجولة، لا تنسوا أن الرئيس بوش قد زار العراق ثلاث مرات فى السابق بينما كانت هذه هى الزيارة الأولى له لكل من إسرائيل والكويت والسعودية والإمارات، والزيارة الثانية لمصر. وبالنسبة للنتائج فهي على أكثر من مستوى، حيث كانت أولاً من أجل تنشيط جهودنا لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وثانياً، تثبيت علاقاتنا مع أصدقائنا العرب فى المنطقة، وثالثاً، الحصول على تأييد من هذه البلدان للعراق، حيث أن العراق فى قلب الشرق الأوسط، وتاريخياً، فإن العراق يُعد بلداً مهماً جداً فى العالم العربى، وعلى الأصدقاء العرب أن يلعبوا دوراً إيجابياً فى الظروف الراهنة لتأييده، حكومةً وشعباً.



س : قدم البرلمان العراقى دعماً مالياً لمجاميع من المجتمع المدني. وتربط أعضاء البرلمان علاقات مع المنظمات الممنوحة مادياً، فما دور السفارة الأمريكية فى ذلك؟ لدينا حملة وطنية وطريقة لآلية المجتمع المدنى للتمييز فعالة ونشطة، وهناك أن الحكومة العراقية رتبت آلية جديدة للمجتمع العراقى وربطه بأجهزة الداخلية بما فى ذلك جهاز الاستخبارات، وهى حالة غريبة جداً فى زمن الديمقراطية وتعدد الافكار، وهناك آلية مربكة جداً، فماذا تقدم السفارة الأمريكية فى هذا الخصوص؟ ولدينا عدة مقترحات وأفكار بشأن العاملين العاطلين عن العمل، وبرنامجه الذى سيفشل، وهناك عدة أمور تخص قانون المساءلة والعدالة وهناك عدة أمور فى تغيير مسار الإعلام الحر فى العراق، وهناك تغير فى سحب آلية قانون العفو العام الذى تم سحبه من الحكومة العراقية، فماذا تقدم السفارة الأمريكية من مساعدة فى ذلك؟



ج : طبعاً سنوافيكم بالتفاصيل بشأن هذا الموضوع، ولكن من حيث المبدأ، فالمجتمع المدني فى أي نظام ديمقراطي له دور مهم جداً، وأتمنى أن يكون هناك تعزيز للمؤسسات فى المجتمع المدني باستمرار، وتأييد من الحكومة العراقية ومن الشعب العراقى. طبعاً أى تحرك من المجتمع المدني لابد وأن يتم فى الإطار القانوني ولابد من تطبيق القانون على الجميع فى العراق الجديد. ومن جانبنا، فإننا نؤيد تطوير وتعزيز المجتمع المدني بالاتصال مع عدد كبير من المجموعات ونستمر فى هذا التحرك.



س : سعادة السفير، هل يمكن تقديم دراسة فى هذا الموضوع ونحظى بمقابلة خاصة مع سعادتكم؟



ج : بكل سرور.



س : كانت هناك مبادرة من قبل السفارة الأمريكية بقبول 7 آلاف لاجىء عراقي، إلى أين وصلت هذه الموافقة ؟



ج : كان هناك تصريح منا قبل شهرين تقريباً يفيد بأن الولايات المتحدة ترحب خلال السنة المالية (والسنة المالية الأمريكية تبدأ من تشرين الأول/ أكتوبر) باستقبال 12 ألف شخص، وحسب المعلومات الأخيرة من واشنطن، هناك خطة لإنجاح هذا الحدث، حيث أن عدد اللاجئين كان قليلاً نسبياً خلال الأشهر الماضية، ولكن الوضع سيختلف بمرور الأشهر إلى نهاية السنة المالية 2008 (30 أيلول/ سبتمبر).



س : هل يمكن أن تطلعنا على آلية القبول أو شروط القبول للجوء ؟



ج : هذا عن طريق الأمم المتحدة UNHCR



س : الأزمة الإيرانية الأمريكية، هل يمكن تطويقها أم أن الحرب على أيران باتت وشيكة ؟



ج : لقد قلنا أكثر من مرة، وأخيراً صرحت الوزيرة رايس فى دافوس بأننا نريد حلاً سياسياً للمشاكل مع أيران، أما بخصوص العراق، نحن مستعدين للمفاوضات بشرط وجود الجانب العراقى باستمرار. ومثلما قالت الوزيرة رايس، نحن مستعدون للاتصالات بشأن أى موضوع ولكن الحل الوحيد للمشاكل من هذا النوع هو الحل السياسى والدبلوماسى. هذا هو تركيزنا حالياً وفى السابق. المنطقة ليست بحاجة لحرب جديدة.



س : الكل يعترف أن التحسن الأمني حصل بجهود الصحوة، لكن قرارات الدولة بقبول أفراد الصحوة فى داخل مؤسساتها الأمنية وداخل مؤسساتها الإنتاجية فيه تضارب – هل يمكن أن يكون لكم دور فى ذلك، وما هو مصيرهم ؟



ج : طبعا تحسن الأمن كان نتيجة لعدة عوامل: زيادة القوات الأمريكية والعراقية، ودور الصحوات. وما فى شك من دور الصحوات البارز والمهم فى التحسن الأمني، وخصوصا فى الإنجازات ضد القاعدة مثلما قال أكثر من مرة دولة رئيس الوزراء المالكي والسيد عبدالعزيز الحكيم و القيادات الأخرى. هناك برنامج حاليا انضم من خلاله أفراد من الصحوات الى القوات الأمنية بتنسيق بين الحكومة العراقية والقوات متعددة الجنسيات، وهذا البرنامج مطبق فى الأنبار وأبو غريب وهنا فى بغداد. طبعاً عدد المتطوعين عدد كبير جداً، أكثر من 80 ألف متطوع حتى الآن، وهذا غير ممكن أن ينضموا كلهم الى قوات الأمن، لابد أن يكون هناك فرص للأعمال المدنية، ولدينا برنامج مع الحكومة العراقية بشأن هذا الحدث بتمويل منا ومن الحكومة العراقية يقدر بـ 150 مليون دولار لتوفير فرص العمل وتوفير التدريب المهنى اللازم، بمعنى أنه يمشي على الخطين، الخط الأول: الانضمام الى القوات الأمنية، والخط الثانى: توفير فرص العمل المدنية.



س : سعادة السفير ، ذكرت أنه بين العراق والولايات المتحدة سيكون هناك مفاوضات لوضع اتفاقية طويلة الأمد، هل ستلجأ الولايات المتحدة لضغط الجيش داخل العراق وأن تدخل القوات من داخل المدن الى القواعد؟ هذا سؤال.

السؤال الثاني: رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي طلب من الرئيس بوش تسليم المدانين فى قضية الأنفال ولم تصدر عن الجانب الامريكى أى إجابه.



ج : طبعاً نحن مازلنا فى بداية الطريق، وكل هذه المواضيع يجب أن تطرح على مائدة المفاوضات، ولكننا فى حاجة الى إطار بيننا وبين العراق، مثلا لوجود قوات أمريكية فى العراق بعد نهاية 2008، وطبعاً الشروط وكل هذا يجب أن يكون موضوع البحث بيننا، ولكنني أقول لكم نحن لا نرغب فى إنشاء قواعد عسكرية دائمة فى العراق، لا نؤمن بذلك على الإطلاق. يمكن أن يكون لنا دور فى تدريب وتسليح القوات العراقية على المدى الطويل، وطبعاً هذا يستلزم قراراً ثنائياً، وأنا أعتقد أن هناك حاجة الى تأييد عسكري للجهود الأمنية المبذولة ضد القاعدة وبعض المتطرفين الآخرين بعد السنة الحالية، ولكن لا نريد أبداً قواعد عسكرية هنا فى العراق.

أما بخصوص قضية الأنفال: فإنه يجب أن يكون هناك موقف عراقي موحد فى هذا الموضوع. ففى الوقت الحاضر، هناك تناقض بين موقف رئاسة الوزراء من جهه وموقف مجلس الرئاسة من جهة أخرى. ومن جانبنا، نحن نريد موقف عراقي موحد فى هذا الموضوع.



س : هناك تصريحات من وزير الدفاع الأمريكي أمس بأن الولايات المتحدة لن توقع إتفاقاً أمنياً بين الولايات المتحدة والعراق فى عهد الرئيس بوش، فما هو تعليقكم على هذا ؟ وهل لن نشهد اتفاق أمن على حسب قول وزير الدفاع ؟

السؤال الثاني: نريد بعض المعلومات عن الاتفاقية الطويلة الأمد للصداقة، متى ستوقع، وما هي نقاط التركيز فيها ؟



ج : طبعاً، علينا الوصول إلى هذه الاتفاقية خلال هذه السنة لأن الموقف العراقي بقرار الأمم المتحدة بشأن وجود القوات متعددة الجنسيات هو القرار الأخير ويجب أن تكون هناك اتفاقية ثنائية بيننا قبل نهاية السنة. وبشأن الاتفاقية نفسها، فإن المفاوضات مازالت أمامنا، ولكن المبادىء الأساسية موجودة. إن الاتفاقية تشمل القضايا الأمنية بجانب التعاون بين البلدين فى المجال الاقتصادى والتجارى والسياسى والثقافى والتربوى، بمعنى أن الاتفاقية واسعة ولا تخص فقط الملف الأمني.



س : سعادة السفير، تحدثت عن أن هناك تحسن أمني والدليل أنك تسير فى المتنبي وأبو نواس، وهذا دليل على تحسن الوضع الأمني، لا بد أن سفارة الولايات المتحدة قد وضعت نسبة لهذا التحسن، نسبتكم التى وضعتوها فى بغداد بالأخص قد تصل الى 70 أو 80 %.



ج : الجواب عندكم أكثر من عندي، يعني أنتم الموجودون.



س : نريد النسبة التى وضعتها الولايات المتحدة، يعنى تقديراتكم.



ج : أنا لا أستطيع القول بأن النسبة 78 % أو 84 % النسبة كبيرة، فعندما وصلت الى البلاد قبل عشرة أشهر قمت بزيارة الى الدورة فى بداية شهر نيسان/ أبريل، وكانت الظروف صعبة، فعلاً صعبة، وكان السوق مغلق بنسبة 95%، واليوم السوق مفتوح بنسبة 95% وفى حالة رواج. ولقد تناولت طعام الغداء في أبي نواس وصاحب المطعم قال لي أنه يزيد كل أسبوع ساعة عمل، وهذا الأسبوع على سبيل المثال، العمل حتى الساعة التاسعة مساءاً، يعنى هناك حركة.



س: فيما يخص التقارير الأمنية، فالصحف الأمريكية تشير الى أنه لديك مشكلة مع رئيس الوزراء حول العملية السياسية، علاقتك مع رئيس الوزراء هل ستؤثر على العملية السياسية ؟



ج : إنني أحمل كل التقدير والإحترام لرئيس الوزراء، ولا توجد وظيفة فى العالم أصعب من وظيفة رئيس الوزراء فى العراق. والإنجازات التى سجلت أمنياً وكذلك إقتصادياً وسياسياً، هذا وللحق، بفضل جهوده. طبعاً هناك مشاكل وفى حاجة لجهود أكثر وهناك تحديات أمامنا كلنا، ولكن المهم أن الحكومة العراقية، بمعني أن رئيس الوزراء وكل الأركان الأخرى كمجلس الوزراء ومجلس الرئاسة، عليهم أن يتعانوا جميعاً من أجل البلاد ومن أجل الشعب العراقى، ولكن لا يوجد أدنى شك بأنه فى تقديري أن رئيس الوزراء مصمم تماماً على التقدم فى البلاد.



س : لماذا تأخرت حملة إعمار المرقدين فى سامراء لهذا الوقت، وهل هناك تعويضات مالية للحوادث الإرهابية أو إصدار قانون مثلاً ؟



ج : بخصوص سامراء، الآن فهمت أن هناك شركة تركية موجودة وتعمل هناك، وطبعاً الظروف الأمنية لازالت صعبة فى المنطقة وقد يكون هذا هو سبب التأخير. وبشان التعويضات، فهناك بعض الظروف التي تتعلق بقرارات الحكومة بخصوص التعويضات.فبالنسبة لشارع المتنبى مثلاً كانت هناك تعويضات حسب ما سمعت.



س : هذه التعويضات كانت بالنسبة للشهداء لكن الحوادث الإرهابية فى الوقت الحاضر ليس لها قانون إلى الآن.



ج : فى النظام الديمقراطي، لابد للشعب أن يحث النواب على التحرك فى هذا الموضوع.



س : ما تعليقك كسفارة أمريكية على الإنتهاكات التى تحدث فى المعتقلات التابعة لكم خصوصاً وأن لجنة حقوق الإنسان فى البرلمان العراقي أكدت على وجود ذلك؟



ج : ما من شك في أن المخيمات لدينا مفتوحة أمام الصليب الأحمر الدولي، ويوجد حاليا فى (بوكة) وفد من الصليب الأحمر الدولي يقوم بعملية التفتيش، كما كان هناك وفد من وزارة حقوق الإنسان وأثبتت التقارير أنها إيجابية. وفى حالة ثبوت أي سوء تصرف، فإننا نأخذ التهمة على محمل الجد وعندها نتخذ الإجراء الرادع من جهتنا. ونركز على موضوع المخيمات والظروف فيها، وحسب معلوماتى، لا توجد أى مشاكل كبيرة تتعلق بهذا الموضوع. وعندنا مثلاً برنامج التدريب المهني للمعتقلين، وتوجد مدارس داخل المخيمات ودائما هناك إمكانية للتحسن ودائما نسعى إلى إن نحسن الظروف سواء فى المخيمات أو بصورة عامة.



س : سعادة السفير، متى ستفتح السفارات أبوابها بوجه العراقيين ؟



ج : أهلاً وسهلاً بكم .



س : سعادة السفير، بالنسبة للوضع الأمني فى العراق خاصة. دائماً العراق والولايات المتحدة يشتركون فى اتهام سوريا والسعودية إلى جانب إيران على الوضع فى الشارع العراقى.



ج : بصورة عامة، العراق محتاج إلى تأييد من جيرانه وليس العكس. أما بشأن سوريا، فطبعاً توجد مشكلة تتعلق بتسلل بعض الإرهابيين عن طريق الحدود السورية العراقية، ولكننا وبعض أصدقائنا العراقيين لاحظنا خلال الفترة الأخيرة أن عدد الإرهابيين قد إنخفض، وأنا أعتقد أن هذا نتيجة جهود من الحكومة السورية. لم يقضوا على الإرهابيين حيث لازالت هناك مشكلة ولكن هذه المشكلة كانت أكبر بكثير قبل شهور.

أما بالنسبة للسعودية، فأعتقد أن هناك جهود مهمة تُبذل من قبل الحكومة السعودية تتصل بخروج أي فرد من البلاد يريد أن يصل للعراق بهدف الإرهاب. ونحن على إتصال مع جميع الجيران وبعض البلدان الاُخرى. فمثلاً فى المغرب أيضًا توجد مشكلة تسلل بعض الشباب فى منطقة المغرب الى العراق، ولكن الحكومات فى المنطقة متفهمة أن المشكلة ليست فقط فى العراق. فالإرهابيون القادمون من البلدان الأخرى والموجودون هنا اليوم، من الممكن أن يعودوا في الغد إلى بلدانهم، وذلك مثلما رأينا فى أفغانستان فى التسعينيات.



س : سعادة السفير، كيف تقيمون جهود حكومة السعودية تجاه التعاون الأمني مع الولايات المتحدة بخصوص العراق وقضية تسلل الإرهابيين، وأن الحكومة السعودية قررت فتح سفارة لها فى العراق، كيف ترون هذه الخطوة فى حالة الوضع العراقى؟



ج : بشأن السؤال الأول، فمن الجيد أن يبذل السعوديون جهوداً للضغط على الذين يريدون السفر إلى العراق بهدف تنفيذ عمليات إرهابية. أما بشأن إفتتاح سفارة سعودية فى بغداد، فإننا نرحب بذلك ونشجعه، ونحن سعداء جداً بإعلان هذا الافتتاح، ومن جانبي أرسل رسالتي للأصدقاء العرب بأنه حان الوقت لإعادة تأسيس السفارات العربية فى بغداد. وحتى الآن لا يوجد أى سفير عربي مقيم فى بغداد، وهذا الوضع لابد من أن يتغير لأن العراق له دور مهم وتاريخي جداً فى العالم العربي ولابد للعرب أن يلعبوا دوراً إيجابياً في هذا الشأن.



س : هل يمكن تحديد موعد بخصوص ترتيبات المقابلة الخاصة التي تحدثتم عنها بشأن المجتمع المدني؟



ج : لابد أن يتم الإتصال بالسيدة/ ميريمبى.



س : ما مدى تجاوب الحكومة السورية مع الحكومة الأمريكية بخصوص تهريب تنظيم القاعدة إلى العراق ؟



ج : الذي يهمني في هذا الموضوع المتعلق بسوريا أو إيران ليس فقط التصريحات أو الكلمات، ولكن المهم هو ما نلمسه والحكومة العراقية من تطبيق على الأرض، هذا هو المهم. وما نراه حتى الآن يدل على تحسن من جانب الحكومة السورية .







Opinions