Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

للحركة الديمقراطية الأشورية حق علينا, ولنا الحق أيضا بقول كلمتنا/ الحلقة الثالـــــثة

حديثنا مستمر ونحن في وهلة تكاد تطوى عندها ثمان أعوام ثقيلة وبلدنا العراق يرضخ تحت إحتلالات مركبة و عملية سياسية (وطنية) عرجاء تصعّد تعقيداتها من وتائر الفوضى وإستباحة سفك الدماء وتهجير ابناء الوطن , إنها بحق تجربة مريرة قلمّا خاضتها شعوب هذا القرن ,ونحن, والكلام عن شعبنا الكلدواشوري الذي يدفع أبهض الاثمان جراء ما يحصل ,شعب عشق الحياة وسيبقى يتشبث بالأمل خيارا عرف به عنه , وسؤالنا لناشطي محبي الحياة وهم في عسر وضيق الأوضاع التي يمرون بها , هو لِمَ لاتكن تجربة هذه المعاناة وتفاصيل مسبباتها بمثابة حافز ينبّه عقول ساستنا ويوقظهم من غفوتهم ,كي يعتبروا مما جرى ويتهيئوا لأرضية التقارب السياسي بأفكار تصحيحية وخطوات جريئة تتطلبها المرحلة ويحتاجها اهلنا , نريد افكارا تغني الفعالية الجماعية وتقرب من وجهات النظر لتذليل المصاعب من أجل خدمة أبناء شعبنا وليس تثقيل كاهلهم خصوصا وأن غالبية ساستنا بات يعي عواقب التشرذم والتبعية وهويتعايش مع الحدث والظاهرة عن كثب .

بداية ً, نوّد التأكيد وبصريح العبارة, بأنه إن كان قسم منا يشكك بقدراتنا ويقربأننا في اللعبة السياسية ما زلنا حفاة القدمين وعراة الأبدان لأسباب متعدده ,إذن سنظطر أن نعفي الحافي من خوض العراك بالأحذية (حاشاكم) ,ولكن سنطالبه بعقلانية إقتناص الحدود الدنيا مما هو متاح بين أيدينا من خبرة يمكنها ان تسعفنا في تقنين ميكانيكية تعاطينا الأفضل فيما بيننا على الأقل كي يحترمنا الذي يحيط بنا وذلك أضعف الإيمان لأنه أسهل ما يمكن أن يقدم عليه حتى الإنسان العادي , خاصة ونحن نستثني أنفسنا طواعية ً وننأى بها عن مهام أكبر وأعمق تهرباً من تحمل المسؤوليات لما يترتب عليها من تضحية ونكران ذات وربما هنا يكمن أحد أسباب وصفنا بالحفاة سياسيا .

فمثلا مهمة منافسة الآخر ومواجهته بشكل مباشر , مع شديد الاسف, كادت هذه المهمّة أن تُلغى أو بالأحرى قد ألغيت من أجنداتنا لتؤخذ علينا خطوة تراجع للوراء او مراوحة في المكان, دليلنا فيما نقوله هنا هو ليس إدعاء فحسب , بل أنه وبسبب عجزنا ومن باب حرصنا على مصالحنا الضيقة, إرتأى بعضنا التعكز في عمله السياسي على خيارلا أسهلَ منه, إما التعويل على مالكي الأموال في تمويلهم والمتاجرة السياسية بشعبنا , أو حصر دوره فقط كما شهدناه,على إدارة _لا بل صب الزيت على نار_ المعارك والمشاحنات في داخل بيتنا تحت شماعات وحجج غاية في التفاهة, كأن يطالب أحدهم بإبقاء الواوات الفاصلة المقدسة بين تسمياتنا ليخترع منها موضوع معارك الشهر او الموسم , وآخر يتمهزأ علينا بإدعائه أن إمبراطورية أشور أو كلدو لن تنهض ثانية إلا بتنزيل الواوات من هودجها وما إلى ذلك من سفسطات مللنا منها ونبذها عامة أهلنا , لكنها مع الأسف, لقيت رواجا وترحيبا عند حبر اقلام بعض المتعلمين المنتفعين كما نالت إستحسان وتأييد أطرافا سياسية دعمتها وإستغلتها لصالحها وكأنها بنا نيّم غافلون عما يحاك ضدنا .

رغم كثرة المناشدات والنداءات من أجل إيقاف هذا الجهد الغير الحميد المتسبب في تشرذمنا ,إلا أن أحدا منهم لم يستجب في الخروج من شرنقة توسيع إصطراع الإخوة داخل البيت , ولو حصل أن خرج أحدهم متسللا ً الى قيلولة مقاتل كما يقال , يخرج المارد ممتشقا قلمه هذه المرة ليسطرّ في ديباجاته سيول مدائحه الرومانسية لمآثرالبطولات الأسطورية لكن لمن !!! مع الأسف ليس لناشطينا فهم في عداد أعدائه و لا لابناءأهلنا المنهكين لأنه يريد الكعكة لنفسه وعائلته , بل لمنافسينا السياسيين الحقيقيين , تفضل إذن قيّم الرگّاع من ديرة المتملقين .

إن حال إعلامنا مع ضوضاء هؤلاء المتعلمين المتاجرين بقضيتنا بات فعلا لا يطاق مع إزدياد خيبة أهلنا الذين وضعوا دماءهم بأكفهم دفاعا عن قضية أصحاب هذه الاقلام المعكوفة ,أما حال الحركة الديمقراطية الأشورية فحدث ولا حرج ,و خاصرتها التي لم تسلم لحظة من سيل طعنات خناجرمتعلميّنا الملتهين بمصالحهم خير شاهد على ما نقول , ضرب من هذه النماذج وخاتمات مطافاتهم التي نشهدها, تصلح ان تكون المعيار الفيصل للتمييز بين صاحب القلم الصادق و الآخرالكاذب ,وكم هو وتنظيمه أمناء وقريبين من شعبهم ومعاناته , هؤلاء الجهابذ من القوميين الجدد والعتق دون ذكر أسماءهم لأنهم معروفون , وقراءهم كثر كما زعم أحدهم متباهيا بنجوميته التي سطعت , لكن ليس في سماء حارتنا الملبدة ولا فوق كوخنا المتهالك , بل سطعوا في سماءات بعيدة و أبدعوا في قصور فخمة كوعّاظ ومداحين في حضرة السلطان وخزائنه, ثم سرعان ما رأيناهم كيف هبطوا إظطراريا الى حضيض الشحذ والإستنجاد بسوط السلطان وأمواله لنصرتهم على أبناء جلدتهم , أما مسك الختام في إنسحابهم المتقهقر او بالأحرى إقصاءهم بعد نفاذ اداء مهمتهم الغير النبيلة, فهو ما أكدنا عليه قبيل واثناء إنجرافهم التعيس.

بعد تجربة عجاف السنوات الثمان و ما تخللتها من أحداث وظواهر قلمّا شهدنا فيها ما يشفي غليل المساكين بل زادت على مرارتهم خيبات وخيبات , ورغم شدة مرارة التجربة كما أسلفنا, يفترض ان يكون رحمها وَلا ّد ٌ لشعاع من الأمل كما هو حال الشعوب التي نهضت بعد إنتكاستها , وللذي ما زال ينشد مدّعيا خدمة أهله بصدق , نقول أن الطريق سالكا وعلاماته المرورية واضحة والعود محمود يبقى دائما , وخير له أن يتعظ مما جرى نتيجة التهور ليستعيد تثبيت اقدامه ويتهيّأ للشروع في تبنّي الخطاب السياسي المستقل والمتحرّك (الغير الجامد ولا اقصد المتذبذب) ليتلاءم و متغيرات خارطة الأوضاع وليساعدنا في تقريب وجهات النظر فيما بيننا على قاعدة مصلحة شعبنا الكلدواشوري السرياني في عراق موحد .
واضح جدا ً, أن ما أقدمت عليه بعض التكتلات السياسية العراقية هو خير مثال لسياسييّنا و لابأس لو إستفدنا منه ,حيث بعد أن أدركت هذه الكتل متأخرة حجم ما إقترفته بحق العراقيين بسلوكها نهج الإصطفاف الطائفي والعنصري في تحالفاتها المبرمة, لجأت مؤخرا(إيمانا منها أو إستجابة لرغبة الناس) الى البحث عن كيفية نزع رداء العزلة الطائفية المقيتة والقومية الإنفصالية المرفوضة الذي ألبسها إياهم الحاكم المدني الامريكي بول بريمر .

بالنسبة لنا ككلدواشوريين سريان ,يبقى تحقيق أمنية البقاء بعز وحب العيش الكريم مرهون بحتمية الإقدام خطوةً للأمام ليس مستحيل تحقيقها ,لكنها تصعب بالتأكيد حين لا تتصافى القلوب وتتيقظ العقول وتنتبه جيدا لغياب عامل تنسيق الجهد وتأثيره الفعال في تحكيم بوصلة التحرّك الجماعي و إختيار ناحية الإتكاء , أي أن إنجاز الخطاب التوافقي (داخليا) لقطع دابر المتلاعبين بمقدراتنا هو ليس فقط بالأمر المهم بل يفترض ان يكون إستحقاق يعقب كل هذه الإخفاقات المتتالية و العمل عليه دون أي شك هو من مسؤولية كل حزب يتمتع بإستقلالية قراره ليتسنى للمتوافقين في خطابهم معرفة كيفية معالجة أمورنا كضمان مقاعد الكوته الخمسة إن كان كلامنا حول الإنتخابات, او في دقة أختيار الجهات الممكن التحالف معها أو حتى في تحديد الإطار المسموح به للكنيسة أن تتدخل , والاشد ضرورة للإلتقاء عند مثل هذه المفاصل هو إحترامنا للثوابت وعدم الحيد عن حقيقة كوننا شعب واحد ( ما زلت أفضل تسميته حاليا بالكلدواشوري السرياني) كمبدأ تلتزم به كل جهة تدّعي تسيّدها على قراراتها , عندها يسهل الإنطلاق ألسليم والهادئ بإتجاه إيجاد آليات تجمعهم على طاولة حوار سياسية تساعدهم في تذليل الكثير من المتعلقات, منها ما يتعلق بعقد التحالفات أو تكوين العلاقات وتحديثها كما أسلفت ,ونود هنا التذكير بأنه من الآليات الحيوية التي غابت عن خطابات العديدين لكنها أثبتت حضورها لدن الحركة , هي آلية تفعيل المفردة الوطنية في الطرح القومي لأنها الجاذبه لثقة الأخر بنا و المعززه لدورنا في وطن لنا فيه حق طرح قضيتنا القومية الوطنية لا أن يتم إختزال وجودنا في حصره دينيا .

إن كان الشيئ بالشيئ يذكر كما يقال , فكلمة الحق واجب قولها سواء في نقد الظاهرة او تأييدها , لذا إستوجب هنا الإشارة إلى خطأ نراه يتكررفي أحاديث ممثلنا البرلماني السيد يونادم كنة ,وبعيدا عن إصدار حكمنا على تقصده فيه من عدمه , إنما أغلب الظن كونه مسعى توفيقي من جانبه لكن لن تحمد عقباه لاحقا , الخطأ هو عندما يكتفي الأستاذ يونادم كنا بذكرنا كمسيحيين مع إعتزازنا بها كديانة, شخصيا أعتبرها غلطة سياسية لايحسد عليها إطلاقا لأننا نعرف جيدا و هكذاسيادته بأننا في إختزالنا قوميا وحصر وصفنا وتعريفنا بمسمّى ديني كما يفعل عدد من الساسة والمسؤولين العراقيين وهكذا في إعلامهم الذين في سكوتنا عليهم و تقليدهم طواعية , نكون كمن يتبرع بتحملّ خسارة الكثير من حقوق شعبنا المشروعة قوميا ووطنيا ,ناهيك عن أننا سنخر جراءها حتى الذي صللّى اهلنا ونصللي نحن من أجله , وقد سبق لي و ذكّرت الأستاذ يونادم بهذه الملاحظة أثناء مداخلتي في إحدى ندواته الجماهيرية, أوضحت وقتها لسيادته وللحضور بأننا إنتخبنا قائمة الرافدين ليس لتمثيلنا دينيا أو روحيا باي شكل , فالدين هو حالة وجدانية متحركة تتغير بتغير قناعة الإنسان العقلية والروحية, أما في حال أ ُريد َ تسييس الدين وهذا ما لا نقبله لأنفسنا , فرجل الدين هو الذي يمثله ويمثل مؤمنيه وتابعي كنيسته , ومعلوم جدا ان الحالة الدينية عمرها لم تكن هوية ما دامت قابلة للتغيير ,عكس حال الإنتماء القومي والوطني اللذان يعتبران هويتان ثابتتان بخلاف الدين او المذهب كمعتقد , لذا توجبّ علينا التذكيرثانية ً بأننا لا نتمنى أن نكون من المغردين داخل سرب هاضمي حقنا ولاغي تاريخنا.
_____ الى الحلقــــــة الرابعة
Opinions