لماذا أمتنعت فضائية عشتار من تغطية وقائع المؤتمر الثاني للمجلس القومي الكلداني
مما لا شك فيه أن أنعقاد المؤتمر الثاني للمجلس القومي الكلداني كان تظاهرة ثقافية سياسية قومية كبيرة ، وكان عرس كلداني كبير سُمِع صوته وتردد صداه في كل أرجاء المعمورة .هذا الحدث الكبير الذي هز زوايا الدنيا ألربع مّرَّ مرور الكرام على فضائية عشتار - قناة عشتار الفضائية – تلك القناة التي تدعي بأنها ملتقى أبناء شعبنا جميعا .
اليوم سقطت جميع الأقنعة .
اليوم بانت الحقيقة واضحة كوضوح الشمس
اليوم لم يعد هناك مجال للمراوغة والمخادعة ، وها قد وضعت النقاط على الحروف .
لقد أنكشفت حقيقة هذه القناة التي تدعي عكس ما تفعل .
ألم يكن الواجب على هذه القناة أن تقوم بنقل وقائع المؤتمر بكل تفاصيله الدقيقة ؟
ولنفرض بأن المؤتمر لم يكن كلدانياً ، ألم تكن قناة عشتار قد نقلت تفاصيله المملة ؟ وكانت قد أعادت إذاعته لمرات ومرات في اليوم الواحد
وكان مندوبيها قد قاموا بعقد اللقاءات الفردية مع المواطنين ومع المؤتمرين
لماذا كل هذا التعتيم الأعلامي على هذه الأعراس الكلدانية ؟
ولكن شمس الكلدان أقوى وأسطع من كاميرات قناة عشتار الفضائية .
وعيون الكلدان أقوى من عدسات هذه القناة
بالأمس كانت هذه القناة وكان مراسلوها يتدافعون بالمناكب للقاء السيد ضياء بطرس أو أن يتكرم السيد ضياء بإعطائهم تصريحا أو ما شابه ذلك ، ما الذي جرى اليوم ؟
لماذا كل هذا التغافل عن العمل الكبير الذي قام به ضياء بطرس ؟
لماذا يتنكرون لكل هذا الجهد الجبار ؟ ولماذا هذا الإهمال ؟
ألم يكن السيد ضياء بطرس هو نفسه الأمس واليوم ؟ إذن ما الذي أختلف لكي يتجاهلوا هذا الدور الكبير الذي قام به ؟
ألم تكن هي القناة الوحيدة التي بثت تفاصيل دقيقة ولعدة مرات في اليوم عن توقيع معاهدة أو وثيقة التحالف وليس الأنضواء مع ما يسمى بالمجلس الشعبي الكلداني .... الخ ، وأعادت بثه عدة مرات
هذه القناة نفسها أحجمت عن نقل وتوثيق وتغطية العرس الكلداني الكبير ، لماذا ؟ العلم عند مسؤولي القناة
لقد كانت لنا تجارب مريرة مع هذه القناة ، فعندما كان عيدهم ارادوا من شعبنا الكلداني تقديم التهاني للقناة بمناسبة العيد ، فرفضنا ذلك بشدة ، لكون أن القناة متعمدة أقتطعت الكثير من الفلم الذي يصور قداسة بطريرك الكلدان في قداسه الكبير الذي اقامه في الدنمارك ، وكان أحد المراسلين يدافع بقوة عن هذه القناة ، أما كلدان الدنمارك فلهم راي آخر فيها .
لا أدري هل كفر السيد ضياء بطرس عندما جاهر بحبه لكلدانيته ، ام جحد ضياء عندما أعلن أنه مناضل في صفوف الكلدان ومن أجل الكلدان ؟
هل أرتكب جرما يستحق عليه الأعدام عندما دعا إلى عقد مؤتمر للمجلس القومي الكلداني ؟
هل أستحق العقوبة لأنه رفع العلم الكلداني وسمح بإنشاد النشيد القومي الكلداني
اليوم عرسكم الكبير أيها الكلدان ، ها هو نشيدكم القومي يصدح ويزلزل الأرض من تحت اقدام الطغاة الرافضين العنصريين ذوي الأفق الضيق .
اليوم عرسكم الكبير أيها الكلدان فلا يضر إن قامت قناة عشتار بتغطية العرس إعلاميا أم لا ، فالعرس أقيم ، والحناجر صدحت ، والهتافات علّتْ ، والناس رقصت وطربت ، والدنيا كلها رددت ، لصدى تلك الأصوات ، فلا يهم إن نقلت قناة عشتار الخبر أم لا
نحن من جانبنا كنا نعرف مقدما كيف ستتصرف قناة عشتار ونقلنا تصوراتنا للأخوة ، وها هو توقعنا أصبح حقيقة ، وإن دل على شئ فإنما يدل على بعد النظر وقوة المعرفة التي نتحلى بها .
إن هذا الحدث يعتبر أنعطافة تاريخية في المسيرة الكلدانية ، فلماذا لم تنقل قناة عشتار الخبر ، وما هو المبرر ؟
قناة عشتار تقوم بتغطية أحداث أقل أهمية مما حدث ، لماذا لم يتم أرسال على الأقل مصور واحد لتغطية الحدث التارخي ، مع العلم وجهت لهم الدعوة .
لقد أثبت السيد ضياء أنه بعمله هذا لم يكن تابعا لأحد ، وبهذا التصرف وبهذه الجرأة الشجاعة التي سطر بها أهداف المجلس أثبت أمانته للمبادئ الكلدانية ، ويرفض أن يقفز عليها أي أنسان مهما كان .
لقد تصوروه بأنه وكما يقول المثل العراقي " بالجيب " ولكن ما أن رأوه وقد حلّق عالياً بجناحي نسر ، وبقوته وقوة الكلدان ، لم يصدقوا ، لا بل أنذهلوا ، لذلك راحوا يراجعون حساباتهم ، وقد بدا عليهم التخبط ، فذاك يكتب رسالة يتهم الكلدان فيها بشق الصفوف ، والسيد كامل زومايا يضرب أخماس بأسداس فلا نفعت رسالة أم فلان ولا نشطاء قوميين ، لا بل أحدهم طلب سحب أسمه من رسالة كامل ورفض أن يكون معهم ، وهو بدأ يسفط الكلمات على غير هدى ولا يدري أن يوجه نفسه ، حتى أنه نسي بأنه ناشط في حقوق الأنسان ، فتنكر لأنسانيته وبدأ يتهم الكلدان بأمور أكبر مما هو فيها ، سامحه الله ، ولو أنه كلداني لكنه ليس خط وفسفوره ونخله ،
للأمانة التاريخية نقول تحية كبيرة للأستاذ نمرود بيتو فهو الوحيد الذي أرسل برقية تهنئة بهذا الخصوص ، وبالحقيقة نتوجه له بشكرنا وتقديرنا العالي لشخصه الكريم ولموقفه السياسي والقومي والديمقراطي .
لذلك نقول لقناة عشتار ولغيرها من المطبلين والمزمرين أن يعيدوا النظر بحساباتهم وفق ما هو موجود على أرض الواقع ، وليس بمقدورها التعامل وفق رؤية خاصة صنعتها لنفسها ، فنحن لسنا بمعزل عن العراق والعالم ، واقول لا أحد ممن كانوا يسمون أنفسهم أخوان ، أو اشقاء ، أو ابناء الشعب الواحد ، او ابناء القومية الواحدة ، أو من جماعة المجلس الشعبي وغيرهم ولم يكلفوا أنفسهم بإرسال حتى تهنئة بسيطة .
أيها الإخوة : العراق يتكون من فسيفساء متنوعة تختلف باللون والشكل والمساحة ولكنها كلها تكون لوحة جميلة متناسقة ، وإن طغت أحداها على الأخرى أختلف التناسق وضاع التناغم وفقدنا المظهر والمنظر ، كما لاننسى بأن الله عزوجل قد خلق الزهور بألوان واشكال وروائح متعددة لنفكر ضمن هذا المفهوم وبهذا المعنى .
لقد أصبح السيد ضياء اليوم بين مطرقة الأمانة وسندان الخيانة ، فنحن نعتبره أمينا وفيا للعهد الذي قطعه على نفسه ، وفي الطرف المقابل أعتبره البعض خائن وغير وفي لذلك قاطعوه وهددوا أبناء شعبنا بقطع الأرزاق إن هم شاركوا بالمؤتمر ، أنها حيرة حقيقية .
نعيد القول بأنه مهما يكن كان الواجب أن تقوم قناة عشتار بتغطية شاملة لوقائع المؤتمر لتثبت على نفسها أنها فعلا لجميع أبناء شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين .
نزار ملاخا
02/05/2009