لماذا "اكيتو" حزينا !!
mattikallo@hotmail.comقبل عشرة سنوات تاسس منتدى ثقافي ادبي في مدينة ملبورن الاسترالية تحت اسم منتدى اكد الثقافي، وكان يجمع مجموعة من ابناء شعبنا وبكافة تسمياتهم، وكان يجمعهم هدف واحد هو ابراز الوجه الثقافي في هذه المدينة الاغترابية ، وكان باكورة نشاطهم اقامة امسية ثقافية للغة السريانية وكان مشهدا ثقافيا رائعا حضره جمهور كثيف من متذوقي التاريخ والادب والثقافة بانواعها وفروعها ،جاؤوا جميعهم لحضور اول نشاط ثقافي لابناء شعبنا في هذه المدينة وكان هذا الحضور المميز الحافز والدافع لديمومة هذا المنتدى واستمراره في العطاء الثقافي والادبي حيث قدم اكثر من 17 محاضرة وامسية ادبية واستضاف فيها عدد من الشخصيات الثقافية والفنية من داخل و خارج استراليا لغاية توقفه في ايلول / سبتمبر 2005 لاسباب معينة... وخلال هذه السنوات كان السباق في اقامة اول احتفالية بمناسبة الاول من نيسان "اكينو" وكان عرسا حقيقيا جمع كل ابناء شعبنا بكافة اطيافه وتسمياته الجميلة وكانت اول احتفالية تجمع جميع هؤلاء على مستوى مدينة ملبورن واول احتفال يجمع ابناء شعبنا في هذه المدينة وبكافة تسمياتهم وطوائفهم ومذاهبهم وتنوعهم السياسي والاجتماعي وكان حضورا لم تشهده هذه المدينة سابقا واقيم الاحتفال في احد منتزهات المدينة وكان الحضور مبتهجا ومسرورا في هذا التجمع الفريد من نوعه وتكرر المهرجان لثلاث سنوات متتالية ثم انبثقت لجنة تنسيق جمعت ممثلي كافة النجمعات السياسية والاجتماعية واقيم اكثر من مهرجان وبحضور كان يتجاوز اكثر من 3 الاف شخص ، ولكن بدات بوادر الاختلاف والانشقاق يدب بين ممثلي هذه التجمعات في لقاءاتهم الدورية واصبحت المسافات تتباعد يوما بعد اخر بين هؤلاء الذين كانوا يشدون اياديهم بايادي بعضهم واياديهم متشابكة في حلقات من الدبكات الشعبية الفلكورية الى ان بدا تحول ذلك الوئام الى الخصام والتباعد ثم الغاء الاخر الى حد القطيعة وانفراد كل مجموعة لاقامة احتفالية في الاول من نيسان او السابع من اب واصبحت سنة الاحتفال مختلفة كما اختلفت الاعلام والشعارات واصبح احتفال اكيتو كاحتفال عيدي الميلاد والقيامة عند المذاهب المسيحية في العالم .
واليوم نشاهد ونسمع بتوحد الشعوب بالرغم من الاختلاف في اللغة والتاريخ والمذهب ولكن يجمعهم هدفا واحدا هو تطور وتقدم دولهم ونحن اكثر من هؤلاء بحاجة الى الاتحاد والغاء الفرقة ونبذ الخلافات التي يصنعها بعض "الافراد" من المتعصبين من اجل مصالحهم الضيقة ونحن اليوم احوج من اي وقت مضى للتماسك وترسيخ معاني الوحدة والروبط المتينة ويجب أن ينسى الجميع خلافاتهم في سبيل هدفهم الوحدوي كما فعل الاكراد الذين تقاتلت احزابهم ولكن اصبحوا كتلة واحدة في الحكومات المتعاقبة بعد 2003 وكذلك عندما انشق الكثير منهم واسسوا حركة «التغيير» الكردية والتي خاضت المعركة الانتخابية بشراسة امام الاحزاب الكردية التقليدية ولكن عندما تقرر نشكيل الحكومة العراقية كانوا يدا واحدة وصوتا واحدا في البرلمان واصبحوا كتلة قوية تحت قبة البرلمان بل اصبحت لكتلة الاكراد دور رئيسي في وضع سياسة الدولة العراقية الخارجية والداخلية واصبحت كتلتهم تمسك باكثر الاوراق السياسية لخدمة شعبهم الكردي ، وكذلك المصريين عندما توجهوا الى ميدان التحرير وهم يدا واحدة ومنهم العلماني والماركسي والناصري ومن اخوان المسلمين كما تشابكت ايادي احزابهم ذات الايدولجيات المختلفه من اجل اسقاط نظام محمد حسني مبارك الجاثم على صدورهم منذ اكثر من ثلاثة عقود وانتصروا في ثورتهم واجبروا حسني مبارك على التنحي .
ان تمزق ابناء شعبنا وتشتتهم هو الذي يجعلنا مهزومين ومنكسرين بسبب "نفر" يريد ان يتسلق الى الصفوف الاولى لمصالحه الخاصة والتامر على "اكيتو" وعلى وحدتنا ، ان الشجاعة ان نبني جسور بين الجميع ونرجع البسمة الى اكيتو !! والجبن ان ننسف كل محاولة من اجل الوحدة وكل واحد منا يستطيع ان يكون شجاعا والاحتفال الموحد للسنة العراقية او ان يكون جبانا في الاستمرار بزرع الضغينة والفتنة بين أبناء الشعب الواحد ويبقى اكيتو حزينا ..