ٱلمسلمون هم ٱلمسئولون عن ٱلأفكار ٱلمسيئة لنبيهم ولدينهم ولأوطانهم
أقام ٱلمسلمون ٱلدنيا بسبب صور نشرتها صحيفة دانماركية. وهم لا يذكرون أنّ كتاب ٱللَّه بيّن لهم أنّ للكافر حقّ فى كفره كحقِّ ٱلمؤمن فىۤ إيمانه: "وقُل ٱلحقُّ مِن رَّبِّكم فَمَن شآء فَليُؤمِن ومَن شآءَ فَليكفُر" 29 ٱلكهف.وقد جآء فى سورة ٱلكافرين تفصيل لهذا ٱلحقّ: "قُل يٰۤأيُّها ٱلكٰفرونَ/1/ لآ أعبُدُ ما تعبُدُونَ/2/ ولآ أنتم عٰبدون مآ أعبُدُ/3/ ولآ أناْ عابِد مَّا عَبَدتُم/4/ ولآ أنتُم عٰبِدونَ ماۤ أعبُدُ/5/ لكُم دِينُكُم وَلِىَ دِينِ/6/" وقد جآءت ردود أفعالهم فى تفجير بعض كنآئس ٱلمسيحيين ٱلعراقيين لتبيّن مسألتين. ٱلأولى أنهم لا يعترفون بوطنية غير ٱلمسلمين فى بلادهم ولا بحقهم فى ٱتباع شرعة كما يبيّن كتاب ٱللَّه:
"لِكُلٍّ جَعَلنَا مِنكُم شِرعَةً ومِنهاجًا ولو شَآء ٱللَّه لَجعَلَكُم أُمَّةً وٰحِدةً ولكن لِيبلُوَكُم فى مآ ءَاتٰٰكُم فاستَبِقُوا ٱلخيراتِ إلى ٱللَّه مرجِعُكُم جَمِيعاً فَيُنبِئُكُم بِمَا كُنتُم فِيهِ تَختَلِفُون" 48 ٱلمائدة.
فٱلَّذى يتبع شرعة ومنهاجًا مِّن عند ٱللَّه لا يسخر ولا يهزو من شرعة ومنهاج ٱلأخرين. سوآء ءَكانوا من أبنآء وطنه أم من أبنآء وطن أخر. ولا يعتدى عليهم وعلى دور نسكهم. بل يسابقهم فى فعل ٱلخيرات تاركا مسألة ٱلاختلاف للَّه كما يبيّن لنا بلاغه ٱلعربىّ 48 ٱلمآئدة. وٱلثانية أنهم لا يعترفون بحقِّ ٱلكافر فى تحمّل مسئوليته ٱلفردية عن عبادته وكفره ٱلتى تبيّنها سورة ٱلكافرين.
وما يفعله ٱلمسلمون من قوم ٱلرّسول من ٱحتجاج على تلك ٱلصور. يبيّن أنهم لا يذكرون أنهم هم ٱلذين صنعوا هذه ٱلصور فيما يزعمون من حديث للرّسول غير ٱلذى أُوحِىَ إليه من ربِّه فى أحسن ٱلحديث (ٱلقرءان). وهم كانوا قد ٱعتدوا على ٱلرّسول بما زعموه فىۤ أحاديثهم من سلوك له ولزوجاته. وكانوا قد قدّموا لصاحب ٱلكاريكاتير ٱلدانماركى تلك ٱلأفكار ٱلتى أخرجها فى هيئة صور ساخرة من رجل هكذا قدمه أتباعه للناس فيما زعموه عنه وعن زوجاته من أحاديث. وهى ذات ٱلأفكار ٱلتى جعلت مفكرا مثل سلمان رشدى يكتب كتابه "آيات شيطانية". وهى نفسها ٱلتى جعلت مفكرا مصريا كـ نجيب محفوظ يكتب قصته "أولاد حارتنا" ٱلساخرة من أفكار ٱلناس ٱلدينيّة. كماۤ أنّ أفعال ٱلمسلمين تبيبّن أنهم لا يقيمون وزنا لكتاب ٱللَّه. وقد بيّن كتاب ٱللَّه ذلك ووكّده على لسان رسوله يوم ٱلحساب:
"وقال ٱلرّسولُ يَـٰرَبِّ إنّ قومى ٱتَّخَذُوا هٰذا ٱلقرءانَ مَهجُورًا" 30 ٱلفرقان.
وبيّن فى بداية سورة يۤس جهل أكثرهم وكفره وٱمتناعه عن ٱلإيمان:
"يسۤ(1) وَﭐلقرءَانِ ﭐلحَكِيمِ(2) إِنَّكَ لَمِنَ ﭐلمُرسَلِينَ(3) علىٰ صِرَٰطٍٍ مُّستَقِيمٍ(4) تَنزِيلَ ﭐلعَزِيزِ ﭐلرَّحِيمِ(5) لِتُنذِرَ قَومًا مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُم فَهُم غَـٰفِلُونَ(6) لَقَد حََقَّ ﭐلقَولُ عَلَىٰۤ أَكثَرِهِم فَهُم لا يُؤمِنُونَ(7) إِنَّا جَعَلنَا فِىۤ أَعنَـٰقِهِم أَغلَـٰلا فَهِىَ إلى ﭐلأذقانِ فهم مُقمَحُونَ(8) وجعلنا مِن بَينِ أيدِيهِم سَدًّا ومِن خلفِهِم سَدًّا فأغشَينَـٰٰهم فَهُم لا يُبصِرُونَ(9) وَسَوَآء عَليهِم ءََأَنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم لا يُؤمِنُونَ(10)" يسۤ. "هم وءَابآؤهم غافلون عن ٱلإنذار..أكثرهم لا يؤمنون.. مقمحون..لا يبصرون..لا ينفعهم ٱلإنذار". ويبيِّن لنا ٱلبلاغ 30 ٱلفرقان أنّ حال أكثر قوم ٱلرّسول هٰذا يبقىۤ إلى يوم ٱلحساب.
وماۤ أريد قوله بعد هذا ٱلبيان. أنّ ٱلرَّدَّ على ٱلكفر وٱلسخرية يأتى بٱتباع كتاب ٱللَّه لا فى مخالفته بزعم إيمان ومحبة لرسوله. فٱلذى يعتدى على بيوت يُذكر فيها ٱسم ٱللَّه هو كافر معتدى أَذن ٱللَّه بٱلرَّدَ عليه بمثل ما ٱعتدى. وتفجير كنآئس فى ٱلعراق هو ٱعتدآء جاهلين بدين ٱللَّه وجاهلين بكتابه على تلك ٱلبيوت ٱلتى أَذِنَ ٱللَّهُ أن تُرفع:
"فِى بيوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أن تُرفَعَ ويُذكَرَ فِيها ٱسمُهُ" 36 ٱلنُّور.
ولن يكون ما فعلوه عند ٱللَّه إلا فعل معتدٍ كافر بكتابه ٱلمبين.
لقد بيّن لنا كتاب ٱللَّه أنَّ ٱللَّه نور ٱلسَّٰمٰوٰتِ وٱلأرض وقد جعل من ٱلإنسان خليفة فى نوره:
"ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّٰمٰوٰتِ وٱلأرضِ" 35 ٱلنُّور.
وبٱكتساب نور ٱللَّه يزول ٱلظلام عن ٱلحقَّ ٱلمعجم ويبرز ٱلجواب عربيًّا على ٱلسُّؤال. وبنور ٱللَّه يُعرف ٱلحقّ. أمَّا ما يفعله ٱلمسلمون من ردود أفعال فتظهر جهلا بٱللَّه ونوره وجهلا بدين ٱلحقِّ.