لننتخب قائمتنا "قائمة السمو"
نشرنا في منتصف نوفمبر 2008 ثمان مقالات ودراسات والتي كانت من ضمن سلسلة من التعريفات القانونية التي تخص علاقة الدولة بشعبها، وارتأينا نشر المقالة الخاصة بالإنتخابات لأهميتها في هذه الظروف الصعبة والمعروفة للقاصي والداني، عسى ان يستفاد منها الناخب العراقي بشكل عام، وناخبينا بشكل خاص، وهذه الخصوصية تأتي من الظروف الخاصة والموضوعية التي مر بها شعبنا العراقي وشعبنا المسيحي ـ بين قوسين ـ من الاضطهادات التي كان من المفروض ان توحدنا، ولكن نرى العكس كواقع حال وملموس، إذن هناك خلل جدي وخطير، ليست الخطورة من الخارج وحسب، وانما النسبة الأكبر من الخلل هو في داخلنا، والدليل هو ما نحن عليه اليوم من تشرذم ولا نقول أكثر، الى ان وصل الأمر بنا أن نتناحر ونتراكض ونلهث وراء الكراسي ونسينا ان نطفئ ظمأ شعبنا في الصيف الحار ومع هذه العواصف الترابية! وان نكسو اطفالنا وهم يرتجفون من البرد! وتناسينا ان فقرهم وارضيته تولد لنا الموت في اية لحظة كقنابل موقوتة! وهكذا سيستمر المسلسل ان لم نقرأ الواقع كما هو وليس ان نتمنى او نرغب ان يكون!! بل لنعمل يداً بيد ونسير معاً الى الانتخابات القادمة بروح وطنية حقة ولننتخب قائمتنا الموحدة (قائمة من يسمو على حزبه وطائفته ومذهبه) انها قائمة حقوق الشعب، حان وقت فحص الضمير ايها السادةالموضوع
الانتخابات والانظمة الانتخابية وعراق الغد / 9
بعد ان قدمنا عدة مقالات او دراسات قانونية مركزة حول انواع الحكومات والديمقراطية والدولة واركانها وسيادتها والتمييز بين سيادة الدولة وسيادة الشعب،،،،ها نحن نصل الى موضوعنا الاساسي الا وهو (الانتخابات)!! فعندما نذهب الى مراكز الاقتراع نسبة كبيرة منا لا يعرفون من ينتخبون ولماذا؟ وعلى اي نظام انتخابي نسير عليه؟ لذا يكون من واجبنا ان ننور عقول الناخبين الذين ليس لديهم خبرة قانونية في هذا الموضوع الاستراتيجي والمهم، وخاصة توجد نسبة كبيرة تنتخب ما تؤتمر به من قبل (السيد او الشيخ او رجل الدين او رئيس العشيرة، واحياناً مع استعمال سلاح الترهيب او سلاح الدولار،،،،،،)
والمشكلة الرئيسية هي عندما تتحد كتل كبيرة لبلع حقوق الاسماك الصغيرة وحمائم السلام! وهذا ما حدث مؤخراً عندما الغى البرلمان العراقي المادة 50 من قانون انتخاب المحافظات! والتي كانت تؤسس ضمان تمثيل الاقليات في مجالس المحافظات، بحجة قانونية باهتة كون الاقليات ومنهم المسيحيون ليس لديهم تعداد دقيق!! علماً بانه لا يوجد مكون من مكونات شعبنا العراقي له او لديه احصائية دقيقة، عليه نطلب قبل الانتخابات القادمة تعداد رسمي بالناخبين لكي نزيل مثل هذه الحجج الواهية التي حتماً انتهكت حقوق فئة او اقلية وطنية لها جذور تاريخية عميقة، ومع هذا تنتهك حقوقها بإسم الدستور! لذا لا بد من معرفة الناخب لواجباته وحقوقه وطرق انتخابه لكي يضمن وضع الانسان المناسب في المكان المناسب! وخاصة عندما نثبت حقوقنا المشروعة في الدستور بكل وضوح، لان قرارت البرلمان وقوانين الدولة معرضة لاية لحظة الى الالغاء والتغيير والتعديل! والذي لدغته الحية يخاف من الحبل
يقول برنامج الامم المتحدة الأنمائي UNDP في مشروع ادارة الانتخابات حسب ACE من POGAR ما يلي :
هناك فئات من الأنظمة الانتخابية في العالم وعدد أكبر من الصيغ المختلفة لكل نظام , ولكن هناك ثلاث فئات رئيسية للأنظمة الأنتخابية هي : الأنظمة ذات الأكثرية العادية , وأنظمة التمثيل شبه النسبي , وأنطمة التمثيل النسبي , وهذه المجموعات الثلاث تضم فيما بينها مجموعات فرعية عدة :-
1- الأنظمة ذات الأكثرية العادية : تكمن الميزة الاساسية في كونها تتألف غالبا من دوائر ذات مقعد واحد ففي نظام حيث الغلبة للأقوى , يسمى احيانا الاقتراع الاكثري لمقعد واحد " SMU " يكون المرشح الفائزهو المرشح الذي ينال اكبر عدد من الاصوات , انما ليس بالضرورة الأكثرية المطلقة " مثلا المملكة المتحدة والهند " , وحين يطبق هذا النظام في دوائر ذات عدة مقاعد , يحكى حينئذ عن انتخاب لائحة جامدة LB , فالناخبون يدلون بأصوات تعادل عدد المقاعد المخصصة للدائرة , والمرشحون الذين ينالون أكبر عدد من الاصوات يفوزون بالمقاعد ,بصرف النظرعن النسبة الحقيقية للأصوات التي حصلوا عليها " مثلا فلسطين , جزيرة موريس
إن الأنظمة الاكثرية كالاقتراع التخييري أو التفضيلي VP " مثلا استراليا , فيدجي " , والاقتراح على دورتين " SDT" مثلا فرنسا , روسيا البيضاء " تحاول التاكد من ان المرشح الفائز نال الاكثرية المطلقة " اكثر من 50 بالمئة من الاصوات " بالاجمال كل نظام يأخذ في الحسبان الأفضلية الثانية للناخب من اجل اعلان فائز اكثري حين لا يظهر فائزبعد الدورة الاولى
2- أنظمة التمثيل شبه النسبي : ان في بطريقتها في ترجمة الاصوات المحرزة الى مقاعد برلمانية , تقع بين النسبية التي تؤمنها أنظمة التمثيل النسبي RP , وبين مبدأ الأكثرية العددية العادية , وقد تم اللجوء الى ثلاثة انظمة من هذا النوع في الانتخابات التشريعية , هي :
آ- الاقتراع الفردي غير قابل للتجيير" SUNT " , فيه يدلي الناخب بصوت واحد , غيران هناك مقاعد عدة مخصصة للدائرة , والمرشحون الذين يجمعون أكبرعدد من الاصوات يفوزون في المقاعد , مثلا الاردن .
ب- الاقتراع الموازي SP " هذه الانزمة تجمع بين التمثيل النسبي والاقتراع الاكثري , وان الاقتراع الموازي لا يعوض من اختلال التناسبية داخل الدوائر " مثلا روسيا , اليابان
ج- الاقتراع المحصور SL : ياتي في منزلة بين الاقتراع الفردي غير قابل للتجيير وبين الاقتراع الأكثري لمقاعد عدة SMP ففي هذا النظام تكون الدوائر متعددة المقاعد , والمرشحون الفائزون هم ببساطة أولئك الذين يحصدون العدد الاكبر من الاصوات , بكل ناخب يدلي بأصوات عدة , إلا أن عددها لا يساوي عدد المقاعد المطلوب ملؤها " جبل طارق "
3- أنظمة التمثيل النسبي : تقوم جميع أنظمة التمثيل النسبي RP على المبدأ التالي : تقليص التفاوت بين حصة الحزب من مجموع الاصوات الوطنية وحصته من مقاعد البرلمان , وعليه فان الحزب الرئيسي الذي يحصد 40 في المئة من الاصوات يجب أن ينال نسبة مساوية تقريبا من المقاعد , والحزب الثانوي الذي يحصل على 10 في المئة من الاصوات , يجب ان ينال 10 في المئة من المقاعد في البرلمان , وغالبا ما يعد استخدام اللوائح الحزبية أفضل وسيلة لبلوغ النسبية , فكل حزب يقدم الى الناخبين لائحة من المرشحين على المستوى الوطني او الاقليمي " جنوب افريقيا , اسرائيل " , ولكن يمكن الحصول على النتيجة نفسها بتطبيق مبدأ النسبية الذي يتضمنه الاقتراع المختلط المقرون بتعويض " SMAC " للتعويض من عدم تناسبية النتائج المحرزة في دائرة ما " مثلا نيوزلندا , المانيا " , غير ان الانتخاب بالاقتراع التفضيلي يؤمن الأداء الجيد نفسه : فالاقتراع الفردي القابل للجيير " SUT " حيث يصنف الناخبون المرشحون بحسب الافضلية في دوائر متعددة المقاعد , هو نظام نسبي آخر معترف به " مثلا ايرلندا , مالطا
النتيجة
اليوم في العراق لا يوجد نظام انتخابي محدد! بل هناك انتخابات وصراع الاضداد، وهذا صحي نوعاً ما! ولكن في كل الاحوال تكون النتائج محسومة لصالح قوى ومصالح دينية – ثيوقراطية ويكون الشعب وفقراءه وقواه الاخرى اداة تسلق الى السلطة ليس الا
اليوم وجوب ان (ننزل) بقائمة موحدة تخص حقوق الشعب قبل السلطة، مهما كانت الظروف والتضحيات! لنضمن اكبر عدد مؤثر من الممثلين! عندها يحترمنا الجميع
لنجلس ونتحاور ونناضل بكل الطرق والوسائل السلمية المتاحة من اجل ضمان حقوق شعبنا بجميع مكوناته، وطريقة تمثيله واثبات وجوده ليحصل على حقوقه التي دائماً تكون في موضع مساومة ووعود انتخابية وهمية
النظام النسبي
برأينا المتواضع نتفق مع كافة كتابنا ومثقفينا والذين يحملون وطنهم في حدقات عيونهم، والذين يؤكدون على التمثيل النسبي وليكن العراق دائرة واحدة! مع ضمان تمثيل الاقليات ووضعهم الخاص، اذن نحن امام استحقاق حضاري، لا سبيل للوعود اليوم! لماذا؟ لان الساحة بدت معروفة واللعب مكشوف (على الآخر) لذا لا تكون في الانتخابات القادمة مزايدات وشراء الذمم والاصوات والاحتماء بالمقدس والاوامر الصادرة!!! لسببين:
1- ان حدث ذلك (وهذا متوقع بنسبة) يعني ان كل من ينتخب بهذه الصورة او هذه الطريقة ليس بإنسان! لانه لا يكون حر في تصرفه، ومن لم يكن حراً يعني يصبح تابع، ومن يرضى لنفسه ان يكون تابع (لشخص – لتحزب – لتمذهب – للتطرف الطائفي والعشائري والمذهبي) يكون قد فقد جزء من كرامته، وربما سائل يسأل: اذن ماذا يعمل الحزبي الملتزم؟ نقول له: ليلتزم بحزبه الديني والسياسي والاجتماعي، ولكن بشرط ان يكون المنتخب هو "وطني عراقي" نعم (العراق قبل الحزب والمنظمة وحتى قبل الدين والمذهب والطائفة)
2- اليوم اصبح كل شيئ مكشوف امام عين الشعب والدولة، لنغير خطة اللعب السابقة، لانها لم تأتي بنتائج تذكر الا في الشوط الثاني، عليه وجوب تبديل أغلب اللاعبين القدامى، لانهم لم يرسبوا في الامتحان وحسب بل لعبوا بخطة عشوائية وخارج الخطة الموضوعة، عند الكلام كانوا يُقرون بالخطة الرئيسية، ولكن عند التنفيذ كان لهم خطة خاصة، لا بل خطط متعددة وعند الحاجة، المهم هو "انتفاخ البطن" ومن يُفَكر بهذه الطريقة يَعي جيداً ان ايامه معدودة عليه ان يستفاد (يبلع) اكبر عدد ممكن من "قوت الشعب"
ما العمل؟
اذن امامنا انتخابات كبيرة بكل ما للكلمة من معنى، وبصراحة نقول: ان التيار الديني رسب في الامتحان، لذا كل من تصادفه وفي استفتاء بسيط من عدة شرائح في المجتمع، نجد ان 75% منهم يقولون ان النظام السابق كان افضل بالرغم من السلطة الحديدية، ان وسألناهم لماذا؟ يقولون: نحن لا يهمنا الاسماء! بل يهمنا الكرامة اولاً والكيان والوجود ثانياً وعندها يكون الامان والخبز والكهرباء والماء في متناول يدنا كما كنا في السابق، كيف نثبت لشعبنا في الداخل وفي الخارج وامام العالم اننا نتمَيًز عن النظام السابق وعن غيره من الانظمة العربية والافريقية الاخرى؟؟
عندما نرى ان شعبنا يضحك! مو الان يضحك ايضاً؟ نقول لا والف لا، ضحكته الان ليست طبيعية ولا هي من داخله ومن قلبه المريض، بل هي ضحكة من الخارج وسطحية ومرات كثيرة تطلع مجاملة للمرؤوس وغصباً! طيب ماذا نعمل من اجل ان يضحك من كل جوارحه؟
نقول: رَجٍعوا له كرامته المفقودة امام نفسه وامام وبين العالم
نَظفوا الطرق امامه مع الانارة والاشارات الضوئية بحيث يعرف طريقه نحو العراق وليس نحو السيد والعشيرة والمذهب والمدينة
قاسموه السلطة ووزعوا الخيرات بين الجميع وبالتساوي وبذلك تضيق الهوة بين الطبقات التي اصبحت المسافة بعيدة جداً بين اصحاب الكروش وبين الذين يبلعون العجاج فقط
أَمِنوا له الامان والكهرباء والماء دون التمييز بين منطقة واخرى ومذهب واخر ومدينة واخرى لكي يشعر بالاطمئنان
الامان يؤدي الى العيش المشترك والتنوع والتعدد وقبول الاخر، وهنا يشتغل ويعمل الكثيرين في الداخل والخارج من اجل الفوضى وزرع الخوف وعدم الاستقرار،،، لسبب بسيط الا وهو : انهم يفضحون وبتالي يموتون مثل السمكة التي تخرجها من الماء ان كان هناك استقرار
اذن الانتخابات القادمة وجوب ان تكون لصالح الجبهة او القوى الوطنية المناهضة للديكتاتورية والتعصب الديني والسياسي والمذهبي، عليه يكون انتصار لحقوق الانسان وكرامة الشخص البشري العراقي، وبذلك نعيد تموضعنا مع كافة دول العالم وخاصة جيراننا واصدقائنا بروح محبة وحسن جوار بممارسة ثقافة الحوار من خلال المائدة المستديرة (التي تعني لا غالب ولا مغلوب وتساوي الكرامات) انها قائمة "السمو" حقاً! عندها يضحك الشعب العراقي ضحكته المتميزة
shabasamir@yahoo.com