مابعد مؤتمر باغيس
حضر العالم كله في العاصمة الفرنسية باغيس كما تنطقها النساء الجميلات عادة، وفي الغالب لاتجيد بعض النسوة نطق الراء فينطقنه بحرف الغين، وبشكل كما يصفه السوريون في أحاديثهم ( يخزي العين) ، وكان الرئيس الأعزب فرانسوا اولاند زار بغداد الجمعة الماضية وإستمع الى خطاب وكلمات من الرئيس العراقي الكردي فؤاد معصوم عن ضرورة حماية كردستان والعراق والشرق الأوسط من عصابات المخابرات الأمريكية المسماة داعش.وقبلها إستمع الى النشيد الوطني الفلسطيني ( العراقي) موطني موطني..ثم زار إقليم كردستان وحلف بالمسيح إنه سيضرب داعش ويحرق بيت إلي خلفوهم في سوريا والعراق وكل الشرق الأوسط، أولاند غير المتزوج والنسونجي طلب من الرئيس معصوم زيارة باريس وحضور المؤتمر وبالفعل فقد لبى الرئيس الدعوة متسرعا وذهب الى هناك وألقى كلمة وحذر من إنتشار داعش في دول أخرى وربما كان يغمز بقناة السعودية ودول الخليج وحتى دولة إسرائيل.
أولاند برغم مشاكله الداخلية ومصائبه في أفريقيا لم ينس الشرق الأوسط ولم ينس إنسانيته، ورغم إنه يعاني من مشاكل عاطفية بعد ترك صديقته، وإضطراره لهجران عشيقته الشابة، فإنه جاء الى العراق ومعه أطنان من المساعدات الى إقليم كردستان، وقرر إرسال دفعات من الأسلحة الى أربيل وبغداد، ثم ألقى كلمته الرنانة في مؤتمر باغيس، وقال بالحرف، إن العالم كله مدعو لمحاربة داعش، وتعهد مع بقية المشاركين بدعم بغداد بكل الوسائل الضرورية بما فيها الدعم العسكري.وإن داعش يهدد العالم بأسره.
الطائرات الفرنسية بدأت بعمليات إستطلاع فوق العراق وإنطلاقا من مواقع عدة لمراقبة داعش في مناطق تواجده، إستعدادا لتوجيه ضربات جوية عنيفة خلال الأيام المقبلة بالتعاون مع الولايات المتحدة وبعض دول المنطقة وأعضاء في الناتو، وربما تطور التدخل ليشمل سوريا مع إن روسيا وإيران تفهمتها الموضوع برمته وعرفتا إن التحالف الدولي ضد داعش سيتحول الى تحالف ضد بشار الأسد وإيران ومصالح روسيا في الشرق الأوسط، عدا عن فهم مختلف للأتراك والقطريين الذين يعملون على تخفيف حدة الضربات تلك لأنهم يدركون إنها تمثل صعودا لتيار قوي في السعودية ومصر بالتعاون مع الغرب لإضعاف مصالحهم بعد إنهيار حكم الإخوان وتحالف الدوحة أنقرة، وهذا الحلف في الواقع يمثل مصالح حيوية للغرب ومحاولة من دول في المنطقة لإستخدام فزاعة داعش لتغيير موازين القوى بعد فشل المشروع الأول الرامي الى إسقاط حكم الأسد وتفكيك المنظومة الإيرانية في الشرق الأوسط وإعادة رسم الخارطة السياسية والعسكرية والإقتصادية بشكل جديد، ولهذا تم إستبعاد إيران من مؤتمر باريس ومن التحالف الدولي، لكن الحقيقة هي إن إيران وروسيا والصين وسوريا وتركيا وقطر والمجموعات المسلحة في العالم الإسلامي ستتحد ضد أمريكا والغرب والسعودية والإمارات.. حلف مقابل حلف. ولانعلم الى أين يمضي العالم في ظل الأطماع والطموحات المتقابلة