ماذا لو أصبحت ألقوش مركزاً لمحافظة ألقوش
منذ فترة تزيد على الشهرين تقريباً، تناقشنا وتجاذبنا أطرف الحديث أنا وزميلي الأخ عيسى قلو من أستراليا وتطرقنا إلى موضوع أستحداث محافظة يكون مركزها ناحية ألقوش ونسميها محافظة ألقوش، لكي نُرضي جميع الأطراف ، فالكلدان يعتبرون ألقوش كلدانية وهي كذلك ، والآثوريين يعتبرون ألقش آشورية أستناداً إلى وقوعها ضمن المنطقة الجغرافية المسماة آشور سابقاً ، وتكلمنا كثيراواستذكرنا مقترح السيد رئيس الجمهورية حفظه الله ورعاه المام جلال حول استحداث محافظة ولكن للمسيحيين.واليوم يكتب صديقي ورئيس أتحادنا الأستاذ حبيب تومي مقالاً يورد فيه مصطلح محافظة ألقوش وكأننا في حالة من توارد الخواطر .
تعالت صرخات الأصدقاء وقبلهم صراخات المسؤولين من أعلى المستويات مقترحة تأسيس محافظة للمسيحيين ، كما أستنكرها مسؤولين أيضاً أمثال الدكتور علي الدباغ رافضاً تصريحات رئيس جمهوريته ، المهم نقول تماشياً مع جميع صراخات الذين لا يفقهون بالسياسة ، والذين فرضتهم ظروف القهر والظلم علينا كقادة وكسياسيين وهم بعيدين كل البعد عنها، وإلا ما معنى أن لا يوجد في الدولة العراقية كلها بطولها وعرضها مسؤول واحد يعرف معنى التمييز الديني والعنصري ؟ كيف يطالب أعلى مسؤول في الدولة العراقية بفرض التمييز الديني من خلال مطالبته بمحافظة للمسيحيين ؟ هل يستطيع السادة المسؤولين التمييز بين أن ندعو لمحافظة للمسيحيين أو أن نقول محافظة كلدانية أستناداً إلى أن الكلدان هم القومية الثالثة بعد العرب والآكراد في عراقنا الحبيب ، ومستندين إلى العمق التاريخي والقانوني والثقافي للكلدان، بالإضافة لكونهم آخر حُكُم وطني حَكَم العراق قبل الميلاد، وإلى معطيات أخرى كثيرة ومتعددة لا مجال لذكرها هنا .
لماذا يبقى من يسمون أنفسهم بالسياسيين يدوروا في حلقة من عدم القدرة على التمييز بين القومية والدين ؟ لماذا ما زال البعض من هؤلاء المسؤولين يسمون الكلدان بالتسمية الدينية أي المسيحيين ؟ ماذا نطلق على الكلدان المسلمين ؟ وبأي وصفٍ نَصِفَهُم ؟
سادتي الكِرام
أنا أستغرب من مثل هذا الكلام غير المسؤول وغير الواعي والذي يصدر من ساسة وقادة يعتبرون أنفسهم كذلك ،ويخطر ببالي فكر غريب وتساؤلٌ أغرب وهو : هل فرغ العراق من مثقفيه وسياسييه ؟ وإن كان هؤلاء قادتنا هل نقرأ على مستقبلنا ومستقبل العراق السلام ؟
ألا يوجد قائد واحد في العراق يفهم هذا اللغو ويُفسر هذا اللغط ؟
ما معنى محافظة للمسيحيين ؟ وكيف يجرؤ أحد أن يطلق مصطلح " محافظة للمسيحيين " ؟ ولماذا هذا التمايز الديني ؟
يا سيادة رئيس الجمهورية المحترم
أستحلفك بالله ، هل هناك محافظة للمسلمين لكي تطالب بمحافظة للمسيحيين ؟هل أصاب المسيحيين الجَرَب لكي تعزلهم في محافظة خاصة بهم ؟لماذا كل هذا التجاوز على حقوق المسيحيين العراقيين ؟ لماذا كل هذا التصغير ؟
نحن نرفض محافظة للمسيحيين كما نرفض الحكم الذاتي للمسيحيين ونرفض المناطق الآمنة للمسيحيين ، نحن الكلدان جزءٌ لا يتجزأ من الشعب العراقي، نحن أبناء العراق كله من شماله إلى جنوبه، لسنا نحن أولاد محافظة واحدة، نحن أبناء البصرة كما نحن أبناء دهوك، وابناء العمارة والناصرية أور الكلدان كما نحن أبناء الموصل والسليمانية وكركوك وأربيل وجميع محافظات العراق،
يا سيادة رئيس الجمهورية المحترم
بدلاً من التصريح والكلام بِنَفَس تمييز ديني أتمنى عليك أن تتحدث بنَفَس وطني وتخاطب أبناء شعبك من الكلدان والسريان والآثوريين، نتمنى عليكم يا سادة أن تكونوا أكثراً وعياً للمسؤولية، وأن تكونوا أكثر ديمقراطية وحولّوا كلامكم المعسول الذي لم يخرج من دائرة الدوران في حلقة مفرغة إلى واقع العمل الملموس، أتمنى عليكم أن تكونوا أكثر واقعية مرة واحدة وتعلنوا بدل المحافظة المسيحية ، أن تعلنوا أو تصدروا مرسوماً جمهورياً بتعيين ياقو ججو عبد الأحد محافظاً للناصرية ،
وميخا شمعون بطرس محافظاً لأربيل ، وعبد الأحد بولس أسطيفان قائم مقام قضاء المدائن، وأسحق مرقس يوحنا مدير عام شركة الحفر العراقية ، والدكتور أوراها قرياقوس مرّوكي رئيساً لصحة محافظة بغداد وهكذا تثبتون لشعبكم حرصكم على هذه القوميات الأصيلة وهذا المكون التأريخي للعراق العظيم ، وبذلك ترسون قواعد وأسس دولة ديمقراطية حديثة في الشرق الأوسط تكون مثالاً وقدوة يُحتذى بها .
ألا يحق لهذه الشريحة التي تمثل الأصالة والقِدَم في الشعب العراقي ذلك ؟
هل غاب عن بال السيد رئيس الجمهورية ذلك ؟ لماذ لم تُطرح هذه النقاط للإستفتاء؟
نحن لا نريد محافظة مسيحية، لأن حقوقنا من حقوق العراقيين جميعاً ، تقع علينا الواجبات كما تقع على جميع العراقيين ولنا من الحقوق كما لجميع العراقيين بدون أستثناء ، هكذا نفهم المواطنة وحقوقها، فلا نريد أن تخصونا بخصوصية، ولا تفرضوا علينا واجبات وتسميات غير إنسانية .لأنه ليس لدينا وضعٌ خاص بنا، فنحن جزء من العراق أرضاً وشعباً وحضارةً وتاريخاً وتراثاً .
السيد رئيس الجمهورية المحترم
يقول الشاعر : ــ إن كان لا بد من الموت حتماً ,,,,, فمن العار أن تموت جبانا
ولذلك أقول إن كان لابد من محافظة لا أقول للمسيحيين بل للكلدان ، نحن نطالبكم بأستحداث محافظة ألقوش يكون مركزها ناحية ألقوش وتتبعها جميع القرى التابعة إدارياً لقصبة ألقوش وتلكيف وغيرها مثل على سبيل المثال وليس للحصر : ـــ
قرية عين بقرى/ الشرفية/كرماوا/داشقوتان/كرانجوك/تلكيف/بطانايا/برطلة/ تللسقف/ بيندوايا/بدرية/خربة صالح/بيروزاوه/تفتيا/خورزان/كرساوة/نصيرية/جراحية/كرافة/جمبور/فائدة/بوزان/بيبان/بابيره/سندانك/
سريجكه/رونك/ديرهال/دهقان الكبرى والصغرى/دبرستون/خوشابا/ختاره/حسينية/جرغان/عين حلوه/بيوس العليا والسفلى/بيبوز/كركه/كاني كونكوغيرها الكثير من القرى،
ملاحظة : ــ ليس بالضرورة أن يكون جميع سكان هذه القرى من الكلدان حصراً ، فحال محافظة ألقوش كحال بقية المحافظات فيها الكلداني والكردي والعربي والسرياني والتركماني والإيزيدي والصابئي وغيرهم .
فهل نسمع أصواتاً تتناغم مع نغمتنا هذه ؟
وهل نسمع مساندين لنا من موقع الحق والضمير والإنسانية
ومن موقع المواطنة الصالحة
عاش العراق
عاش الكلدان
المجد والخلود لشهداء الكلدان وشهداء العراق جميعاً.
الثلاثاء، 22 شباط، 2011
Nazar Malakha