ماذا لو صفقتُ للإرهاب؟
أشذ عنكم في فهمي للإرهاب ْخففت عليه الكيل بالشتم و السبابْ
لا تتعجبوا يوماً
إذا صفقت له و أبديت به الإعجابْ
رغم أنه قذر ينقل جراثيمه كالذبابْ
و له وجه شؤم كوجه الغرابْ
و مسعور يطاردنا كالكلابْ
يقطّع فلذات أكبادنا بأنيابه كالذئابْ
و رغم أنه يتحدث بلغة هشة
لا تلتزم بقواعد الصرف والإعرابْ
و رغم رائحته الكريهة
و التي لا تزيلها الأطيابْ
وكما ندرك تماماً أنه غبي
يهدد التربة ليقتل ضحكة البذورْ
و يكسر بفأسه الساق و الأغصانْ
و لكن رغم أنفه تبقى الجذورْ
و رغم أنه سلبي دائماً
و لكنه يأتينا سهواً بالإيجابْ
فهو الذي يوقظ فينا عزة النفس
و يشدنا أكثر إلى الترابْ
و هو الوحيد الذي استطاع
أن يوحد فينا الخطابْ
و هو الدافع الذي يدفعنا
أن نهطل كالسحابْ
فكم غنينا باسم الوحدة و لم نتوحد
و كم رقصنا على موسيقى الحرية و لم نتحرر
و صحونا فإذا بأجسادنا تسبح في السرابْ
نحن العراقيون الأصليونْ
فلماذا إذاً شمعوا باباً رقمه (خمسونْ)
و أنقلب علينا علي و الكاكا و الخطّابْ
و تباهى بشرفه الرفيع زير القحابْ
كفاكم أيها اللاشعراء من قول الشعر
على إيقاع القبقابْ
لا تغضبوا الجواهري و السيابْ
فما تركتم للعراق سوى الخرابْ
أين حضارته، أين رفعته، أين حسنه الخلابْ
فهذا هولاكو يحرق كتب الطلابْ
و يسحل في الشوارع بنات الأفكار
فلا أمان لنا في الذهاب و الإيابْ
و لا مكان لنا في الدار و القفار
تنبه يا مجلس النوابْ
إذا كان تهجيرنا بالقسر إرهابْ
و التلويح بالسيف والنحر إرهابْ
فإن تهميشنا إرهاب في إرهابْ