ماذا وراء زيارة تشيني للرياض حرب طائفية إقليمية وعالمية
30/11/2006خدمة إكزكتف إنتلجنس ريفيو الإخبارية/
قدم مصدر موثوق وجيد الإطلاع التلخيص التالي لما دار أثناء زيارة نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني إلى العاصمة السعودية الرياض في 25 نوفمبر 2006. ويتوافق هذا التقرير مع أدلة أخرى مفادها أن الولايات المتحدة على وشك شن حملة عسكرية انتحارية جديدة، مبنية على تشكيل تكتل طائفي في منطقة الخليج مع الولايات المتحدة وإسرائيل ضد إيران. وكما سيتضح من قراءتك لما يأتي أدناه، فإن على جميع القوى المؤثرة داخل الولايات المتحدة والعالم أن تتحرك بشكل فعال ضد تحركات تشيني الأخيرة بشكل وقائي.
وأورد المصدر مايلي:
1. إن الرسالة الأساسية التي أوصلها نائب الرئيس ديك تشيني إلى الملك عبدالله بن عبدالعزيز هي أنه ليس هناك أي أساس لإجراء حوار مع إيران. لقد ضعف الموقف الأمريكي في المنطقة وعلى هذا الأساس يجب تأسيس نظام أمني جديد في المنطقة، خاصة في الخليج، لاحتواء ومواجهة النفوذ المتنامي لإيران. إن حلف الناتو يجري حوارا منذ مدة مع كل من قطر والكويت من أجل توطيد علاقات التعاون بشكل أكبر. اقترح تشيني بناء توازن إقليمي جديد للقوى، من خلال تحالف عربي سني مع إسرائيل، لمجابهة التهديد الإيراني. وشدد تشيني على أن إجراء أية مفاوضات مع إيران في هذا الوقت سيكون بمثابة استسلام لها. سيتم بناء منظومة عسكرية جديدة تضم دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن. وسيحتفظ الناتو والولايات المتحدة بعلاقات وثيقة مع هذه المنظومة، بينما تكون إسرائيل من المشاركين فيها ضمنيا. إن الغرض الأساسي للتحركات التي يقوم بها تشيني هو اعتراض سبيل قيام الإدارة الأمريكية بتبني أية توصيات قد تقدمها مجموعة دراسات العراق التي يترأسها جيمس بيكر وهاملتون بخصوص فتح حوار دبلوماسي مع إيران.
2. تولى تشيني قيادة مبادرة اقتراح هذه المنظومة الأمنية الجديدة. هنالك في هذه اللحظة إجماع داخل إدارة بوش بتبني هذه السياسة. حينما يصل الرئيس بوش إلى عمان في آخر هذا الأسبوع للقاء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، فإنه من المتوقع أن يعقد بوش محادثات سرية مع مسؤولين سوريين كبار. سيعرض بوش في ذلك الاجتماع بشكل صريح على سوريا فرصة قطع علاقاتها مع إيران والانضمام إلى الكتلة السنية العربية الناشئة.
3. يترافق العرض لسوريا مع جهود كبيرة في لبنان لإجبار ميشيل عون على التخلي عن تحالفه مع حزب الله، عقب عملية اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيير الجميل. خلال عطلة نهاية الأسبوع جرى لقاء للقيادات المارونية برعاية البطريرك صفير، هدفه تشديد الضغط على عون للانفصال عن حزب الله والانضمام إلى التحالف العربي السني -المسيحي -الدرزي لمواجهة نفوذ حزب الله. إذا قبل السوريون عرض بوش هذا (وهو أمر غير مرجح)، فإنه يتوقع منهم أن يضغطوا على حزب الله للتخلي عن سلاحه كشرط لبدء مفاوضات استعادة هضبة الجولان المحتل من إسرائيل.
4. اجتماع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس المتوقع مع محمود عباس وإيهود أولمرت هدفه إطلاق المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية مجددا. لكن المفتاح الرئيسي للمفاوضات من الجانب الإسرائيلي هو إكمال بناء الجدار العازل في فلسطين وكذلك بناء جدار عازل مشابه له على الحدود مع لبنان. حجة إسرائيل هي أن حماس و حزب الله كلاهما يشكلان امتدادا لنفوذ إيران إلى المناطق المجاورة لإسرائيل، ولذلك يجب احتوائهما. إن عرض "السلام" هذا سيتركز على الجدران العازلة.
5. إن إيران على دراية منذ مدة بهذه المبادرات التي يقودها تشيني. بينما تتوقع الحكومات العربية أن ترد إيران على محاولة تأسيس هذه المنظومة الأمنية العربية السنية - الأمريكية - الإسرائيلية باللعب على الصراعات الطائفية في العراق ولبنان ومناطق أخرى، إلا أن المصادر تنبه إلى أن إيران تتبنى رؤية أكثر تعقيدا. إن التصريحات المتكررة للرئيس الإيراني أحمدي نجاد هي محاولات محسوبة لتحريض إسرائيل على القيام بهجوم عسكري على مواقع الأسلحة النووية الإيرانية المزعومة. إن إيران تتوقع هجوما من نوع ما على تلك المواقع ـ إما من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل. إلا أن إيران تفضل أن يكون الهجوم إسرائيليا لعدة أسباب. أولا، لأن الولايات المتحدة تمتلك قدرة عسكرية ضاربة أقوى من إسرائيل. ثانيا، إن أي هجوم إسرائيلي على أي بلد مسلم، سيخلق ثورانا في الشارع العربي والمسلم. لقد درست إيران بشكل دقيق رد فعل شعوب كافة دول منطقة الخليج والعالم العربي على الهجوم الإسرائيلي على لبنان هذا الصيف. فالإيرانيون يتوقعون دعما عربيا كبيرا يتجاوز الحواجز الطائفية لإيران في حال شنت إسرائيل ضربة عسكرية ضدها.