- الرئيسية
- تقارير وبحوث
- مازالوا يكافحون...
مازالوا يكافحون .. “ميليتانت” ترصد معاناة إيزيديين العراق بعد هزيمة “داعش” !
المصدر: منصة كتابات
تناولت صحيفة (ميليتانت) الأميركية؛ حياة الإيزيديين في “العراق”، بعد مرور نحو 09 سنوات على محاولات تنظيم (داعش) إبادتهم بالكامل، والمصاعب التي ما تزال تواجههم في محاولة من تبقى منهم استئناف حياته الطبيعية في مناطق وقرى تواجدهم.
وبداية؛ ذكر تقرير الصحيفة الأميركية الأسبوعية، بأن احتفال الإيزيديين في “معبد لإلش” ضمن مراسّمهم الدينية؛ في نهاية آذار/مارس الماضي، كان بمثابة تذكير بأنهم لم يختفوا، ونقل عن الناشطة الإيزيدية؛ “هةلويست كريم”، التي تعمل في مجال المساعدة في إعادة الإعمار، قولها مسّتعيدة هجوم (داعش) على مناطق الإيزيديين بالقول: “في كوجو وقرى أخرى، قتلوا جميع الرجال وخطفوا النساء والأطفال”.
جرائم “داعش” في حق الإيزيديين..
وبعدما لفت التقرير الأميركي؛ إلى أن (داعش) خلف: 80 مقبرة جماعية خلال حملته العسكرية العنيفة، أشار إلى أن أكثر من: 1300 ايزيدي قُتلوا، فيما اُعتقل أكثر: 06 آلاف آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، بينما لا يزال هناك أكثر من: 2700 في عِداد المفقودين.
واعتبر التقرير أن محاولة إبادتهم جماعيًا، كانت نتيجة لسنوات من الهجمات التي تُشّنها الجماعات الإرهابية التي اكتسّبت نفوذًا في “العراق” بعد الغزو الذي قادته “واشنطن”؛ في العام 2003، والاحتلال الذي تبع ذلك. وتحدثت “كريم” عن تقاعّس حصل لجهة تزويد الإيزيديين بالسلاح للدفاع عن أنفسهم، قائلة إن: “كان الناس يتوسلون للحصول على سلاح”.
إلا أن التقرير أشار إلى أنه بعد مرور أكثر من عام؛ استعاد تحالف يضم قوات (البيشمركة)؛ تحت قيادة حكومة “إقليم كُردستان”، و(وحدات حماية الشعب) وقوات حماية الإيزيديين، مدينة “سنجار”، وذلك بدعم جوي من قوات التحالف بقيادة “واشنطن”.
يكافحون من أجل إعادة الإعمار..
والآن؛ يقول التقرير الأميركي أن الإيزيديين يُكافحون من أجل إعادة الإعمار، ونقل عن “كريم” قولها إنه: “عندما ذهبت إلى سنجار في العام 2018، قال لي الرجال إنهم ينامون في النهار ويقومون بالحراسة خلال الليل لحماية النساء”، والآن يقومون بعمليات إعادة إعمار لمناطقهم.
ولفت التقرير إلى وجود نزاع بين حكومتي؛ “بغداد” و”أربيل”، حول “سنجار”، وأن هناك تنافس أيضًا بين حكومتي “إيران” و”تركيا” ومجموعة من الميليشيات.
لكن الإيزيديين، يقول التقرير؛ بذلوا جهودًا من أجل العودة إلى مدنهم وإعادة بنائها على الرغم من الدمار الواسع ونقص البنية التحتية والاشتباكات المستمرة بين القوى التي تتدخل هناك، مشيرًا إلى اشتباكات وقعت في “سنجار”؛ في العام الماضي، مما دفع السكان إلى المطالبة بانسحاب جميع الجماعات المسلحة.
وبحسّب “كريم”، فإن: “الإيزيديون؛ لا يشعرون بالأمان، ولا يوجد الكثير من الدعم الاجتماعي والنفسي. ما مروا به مؤلم جدًا”. وتابعت قائلة أن السلطات والمنظمات الدولية يُبررون عدم تقديم الدعم لأهل المنطقة بحجة غياب الأمن. لكن “كريم” قالت: “هذا ليس جوابًا حقيقيًا”.
معاناة من نوع آخر..
وذكر تقرير الصحيفة الأميركية أنه بعد عامين من موافقة الحكومة العراقية على قانون يُقّدم الدعم لضحايا جرائم (داعش)، فإن نحو: 400 امرأة فقط حصلت على التعويضات المالية. ونقل التقرير عن الإيزيدية الناجية؛ “ليلى شامو”، قولها: “لقد انتظرنا عامين من دون تلقي دينار واحد.. ونشعر أن الأمور تسّير ببطء شديد”.
وبحسّب “كريم”، فإنه في ظل الصعوبات في إعادة الإعمار وقلة الفرص المتاحة للاندماج في المجتمعات الأخرى، فإن العديد من الإيزيديين يرغبون في الهجرة.
ولفت التقرير إلى أن حوالى: 150 ألف شخص هاجروا إلى “ألمانيا”؛ منذ العام 2015، لكن الظاهرة تراجعت كثيرًا في السنوات الأخيرة.
وقالت “كريم”؛ إنه يجري إغلاق مخيمات النازحين في “إقليم كُردستان” ممن هربوا من مناطق أخرى من “العراق” فيما تقدم الحكومة العراقية المساعدة لهم للعودة إلى مناطقهم التي فروا منها بسبب (داعش)، إلا أن ذلك لا يشمل الإيزيديين. وأعربت عن أسفها لأن كثيرين في “العراق” يعتقدون: “أن هذه بلد للمسلمين فقط.. ولكن هذه أرض الإيزيديين، ويجب مساعدتهم على البناء والإعمار”.
أقليات العراق تعاني..
وذكر التقرير أن (داعش) استهدف أيضًا الأقليات المسيحية و”الشُبك” و”التُركمان”. ونقل عن “كريم” قولها أن: “المسيحيين لم يفكروا في مغادرة العراق قبلاً، لكن ذلك تغير بعد هجوم تنظيم (داعش)”.
وبالإضافة إلى ذلك، تحدثت “كريم” عن الجهود التي تُبّذل من أجل إدماج النساء اللواتي اختطفهن (داعش)، وخصوصًا اللواتي أنجبن أطفالاً خلال استعبادهن جنسيًا نتيجة العبودية الجنسية، مشيرًا إلى أن تقاليد الإيزيديين تقتضي عدم الاعتراف بالمرأة التي ترتبط بعلاقة جنسية مع من هو من خارج الطائفة؛ وحتى إذا تعرضت للاغتصاب، لكن قيادات دينية قالت إنهم يرحبون بالنساء المختطفات، لكن ذلك لا ينطبق على أطفالهن.
ونقل التقرير عن “كريم” قولها: “هذه القضية كبيرة”، مشيرة إلى وجود حملة تحت عنوان: “اسم أمي هو اسمي”، والتي تؤكد على حق المرأة في منح أولادها اسمها إذا أرادت الاحتفاظ بهم، داعية حكومة “إقليم كُردستان” إلى تغيير القانون المعمول به، بغض النظر عن موقف حكومة “بغداد” من القضية.