ماساة شعبنا ........ واذار الخير

رغم ما يمر به شعبنا من ماساة حقيقية في هذا الزمن الردى ، الا ان جانب الخير والعطاء لدى ابناء شعبنا سيبقى هو المصدر الانبعاث السلوكي في المعطيات الاساسية التي يقوم عليها ميراثنا الانساني والاجتماعي ، والا كيف نفسر هذه المصادفة الجميلة والمفارقة في الارث الاجتماعي والديني والسياسية لتجتمع جميعها في وقت واحد متقارب لتعبر عن الخصائص الاصيلة لشعبنا ، لتتوحد احتفالات شعبنا في مناسباته الدينية و القومية و السياسية و التراثية لتعبر بان وحدة العراق هي الاساس في السلوك والممارسة النضالية رغم كل الظلاميين الذين يريدون ان يقطعوا العرى الوثقة التي تربط ابناءه ... ففي ايام شهراذارالذي هو اخر الاشهر من السنة البابلية ، وهوالشهرالذي يرمز الى الالهة السبعة العظام ..
يحتفل شعبنا في هذه الايام بسبعة اعياد لابناءه متلازمه ومعبره عن مدى الارتباط الارث التاريخي والمصيري لابناء شعبنا ...
من هذه المناسبات ..
1- عيد المولد النبوي الشريف –
هو يوم ميلاد رسول الاسلام محمد وكما هو متفق عليه بانه ارسل رحمة للعالمين ........ فنامل ان تسود الرحمة والالفه والمحبة بين ابناء شعبنا اسوة برسوله الكريم .. وليس كما يدعون القتلة الارهابين المجرمين بتسميته القاتل الضحاك ... فشتان بين المعنيين والتعبيرين ، لتعبرهذه المناسبة عن الرحمة والالفة والمحبة للعالم اجمع ....فهنيئنا لكل المسلميين في يومهم هذا ...........

2- عيد البنجة ( الخليقه – البروانايا )
احتفل الاعزاء الصابئة المندائين – الذين يرد ذكرهم في الاية 62 من سورة البقرة ، والاية 69 من سورة المائدة والاية 17 من سورة الحج ، ولنبيهم ( يحيى ) ذكرا خاص في الاية 12 من سورة مريم ... ففي هذه الايام يحتفلون بهذا العيد الذي يستمر خمسة ايام وكل يوم من ايام الخمسة له قدسيته واسمه الخاص ف ( اليوم الاول يسمى – ايلايا ربا = الرب العظيم ) .( اليوم الثاني يسمى – مارا ادريوثا = رب العظمة ) ..(اليوم الثالث يسمى – مندا دهيي = عارف الحياة ) ..( اليوم الرابع يسمى – ادموث كشطا = رب الحق ) ...( اليوم الخامس يسمى – المياه الحية الجارية .. ) ..هذه الايام الخمسة تعتبر اسعد ايام السنة لديهم ، لانها بها خلق ( الحي العظيم ) عوالم النور والارواح الاثيرية الاولى بامر من الحي الازلي .. وهذه الايام لاتحسب من السنة لانها ايام نور لارتباطها مع بعضها بدون ان يكون بينها ليل .. فهي بمثابة يوم واحد نوراني مستمر لا يداخله ظلام الليل ... والعقيدة الصابئية تقوم اساسا على عالم الانوار والظلمات ، يتم في هذه الايام ( الارتماء )الصابئة في الماء الجاري ، ثلاثة مرات يوميا قبل تناول الطعام ، للتكفير عن الخطايا والذنوب لما ارتكبوه في السنة الماضية ... ..كما يجوز في هذه الايام ( البنجة ) التعميد ليلا ونهارا ، في حين ان التعميد لايجوز عندهم الا في ايام الاحاد وفي النهار .. يرتدون بهذه المناسبة ملابسهم البيضاء المعروفه .. وفي هذه الايام يتم تقديم الصدقات والوجبات الطقسية ( اللوفاني ) على روح الميت وتشمل تقديم اللحم والسمك ، وبطبيعة الحال كل حسب مقدرته وامكانيته المادية .. ومحظورفي هذه الايام المقدسة الزواج والجنس والخمر والقمار . ومن المعروف بان هذه الايام ( عيد البنجة ) تكون مع وقت ارتفاع المياه في الانهرفي بداية الربيع ... لان سنتهم كذلك تبدا في 21 اذارالذي به يتساوى الليل والنهار وهو يوم المنقلب الربيعي .. ..

3- عيد نوروز – او عيد الربيع – او عيد الشجرة ..
تسميات كثير لهذا العيد ، ولانه اقدم الاعياد في بلاد الرافدين وقد يمتد تاريخة الى اكثر من خمسة الاف سنة .. يحتفل به العراقيين جميعا من عربه واكراده وتركمان واشوريين وصابئة ويزدية وفيليين .. وكل منهم يحتفل به، بتسمية معينة تعبر عن معتقد ديني او تاريخي او اجتماعي او تراثي او... ، الا ان الجميع متفقون على انه عيد الخصوبة والخضرة والربيع.. وقد اخذوه الفرس عن بلاد الرافدين بعد سقوط بابل عام 539 قبل الميلاد ومنها انتقل الى الدول الاخرى، والاكراد يحتفلون بهذه المناسبة بشكل مميز ومهم .. وفي ميثولوجيا الكرد وال ( ميثولوجيا – حسب قاموس اكسفورد - تعني القصص والخرافات والاساطير – ) ومنها ما يعتمدونه وياخذونه الاكراد في احتفالية نوروز هو اسطورة كاوا الحداد .. مغزاها بان كان في بلاد الرافدين ملكا ظالما وعنيدا ومستبدا اسمه ( ازدهاك - ( الضحاك ) كان لديه افعى وكانت وجبة غذائها ادمغة الشباب لدرجة اوشك الشباب من الانقراض في مملكتة .. فعندما جاء الدورعلى اولاد كاوا الحداد - ليلقوا حتفهم على يد الملك الظالم فما كان من كاوا الشجاع الا ان يحمل فاسه ويتوجه الى قصر الملكي ويدخل الى مخدع الملك فقتله هو ومن كان معه من حاشيته .. وبعدها خرج من القصر توجه الى مكان مرتفع واضرم النار ليعلم اهل القرية والقرى المجاورة بالحادثة .. ومن هنا أتى التقليد الذي يتبعه الاكراد في عيد نوروز باضرام النارعشية الحادي والعشرين من شهر آذار، ليكون رمزاً لنهاية الظلم والعبودية ... وفي زمن الدولة العباسية اعتبرعيد الربيع عيدا رسميا باسم عيد ( نوروز ) وهي تسمية فارسية ، واصبح الاحتفال به امرا شائعا ورسميا في بغداد .. وفي مناطق اخرى من انحاء العراق يتم الاحتفال بهذا العيد وباسماء اخرى منها يوم ( المحيا ) او الخضر ، اي احياء الريبع .. وفي البصرة يسمونه يوم ( الكسلة ) او دورة السنة ..
فهنيئا للاخوة الاكراد بعيدهم هذا وهنئينا لكل المحتفلين به ...

4- عيد اكيتو . ( السنة البابلية الاشورية )
كان السومريون يحتفلون بعيد الربيع وكانوا يسمونه ( زكموك ) العام الجديد ، وكان يحتفل به في بابل ونينوى باسم ( اكيتو – اجيتو ) راس السنة الجديدة ... كانت الاحتفالات تبدأ منذ المنقلب الربيعي المصادف في 21 اذار ، وحسب السنة البابلية الذي كانت تبدأ في اول نيسان وهو نفس تاريخ 21 آذار حاليا. ، على اساس في هذا اليوم يتحرر(تموز - اله الخصب الذكوري) من قبره في ظلمات الارض، ليظهر الى السطح ويخصب(عشتار) الهة الارض والأنوثة، فتنبثق الحياة ويبدأ فصل الربيع وتستمر الاحتفالات لمدة احد عشر يوما .. والسنة البابلية الاشورية هي الان 6757 يقابلها ميلادية 2008 ...

5- عيــــــــــــد الام ..
عادة تكريم الامهات بدات منذ الالاف السنيين وباشكال مختلفه ، وكانوا الاغريق يحتفلون بعيد الام في بداية الربيع ، ، وكانت هذه الاحتفالات مهداة إلى الإله الأم "ريا" زوجة "كرونس" الإله الأب، وفي روما القديمة ..
الا انه كيوم خاص بالام يمكن القول بانه اخذ طابعه الرسمي بجهود آنا.م.جارفس: (1864-1948 ) التي استطاعت بجهودها ان تحقق امنيتها بيوم خاص للام ، عندما قام المسئول عن ولاية فيرجينيا بإصدار أوامره بإقامة احتفال لعيد الأم يوم 12 مايو عام 1907، وهذا هو أول احتفال لعيد الأم في الولايات المتحدة الأمريكية. حتى اخذ هذا العيد عيدآ قوميآ بكل ولايات أمريكا ويكون في الأحد الثانى من مايو. وبحلول عام 1909، أصبحت كل ولاية تقريبآ تحتفل بهذه المناسبة إلي أن جاء الرئيس ويلسون في 9 مايو عام 1914 بتوقيع إعلان للاحتفال "بعيد الأم" في الأحد الثانى من مايو في جميع الولايات. هذا العيد اصبح عيدآ عالميآ تحتفل به كل شعوب العالم وليس أمريكا فقط، منذ عام 1948 فأخذت تحتفل به أكثر من 40 دولة في العالم... واول من اخذ بفكرة العيد في الدول العربية كان الاخوين مصطفى وعلي امين في مصر مؤسسي دار الاخبار اليوم الصحفية .، وعندما شارك القراء بفكره عيد الام اختاروا يوم 21 اذار يوم الام وهو اول يوم من ايام الربيع ... فكانت مصر اول المحتفلين به يوم 21 اذار عام 1956 ..ومن مصر تحولت الفكرة الى الدول العربية الاخرى ..
وماذا عن الام العراقية في عيدها هذا ...؟؟
الحديث عن الام العراقية ذو شجون ، لنقول ما الذي لم تتحمله الام العراقية .. ماساة ، قهر ،ظلم ، تعسف ،انتهاكات للحقوق ، اعتداءات واغتصاب ، وقتل ووووو ...
ما الذي نستطيع ان نعوضها لما جرى لها طيلة السنوات الماضية وما قبلها ....
معاناتها خسارتها فقدانها لا بنائها لزوجها في حرب العراقية الايرانية وحرب الكويت وفي الانفال وحلبجة وفي المقابر الحماعية وغيرها من المواقع الاخرى والحصار واثاره .. ولا زالت تتحمل الكثير من على يد الارهاب والمليشيات الظلامية .. فهي بحق ام التضحيات والفداء...؟؟ لننشد لها الامن والحرية والكرامة ولنقدم لها باقات من الورد والياسمين ولنقول كل عام وانت بالف الف خير ...............

6- عيد القيامة المجيد ..
يحتفل المسيجيين في 23 اذار من هذا العام بيوم قيامة السيد المسيح من بين الاموات ويسمى كذلك بعيد الفصح وعيد الكبير، لما له من مكانه ومنزله كبيرة لدى كل المسيحيين في العالم ، لانهم مؤمنون وايمانهم حق بان المسيح صلب ومات ودفن وفي اليوم الثالث قام من بين الاموات .. يشهد على ذلك مئات الذين عاشوا تلك الاحداث وشاهدوها بام اعينهم ، ومنهم الحوارين والتلاميذ وكتبوا تلك الاحداث ووقائعها بشكل مفصل .. فالمسيح ضحى بنفسه وفداها من اجل خلاص البشر جميعا.. فقال .. من امن بي يرث ملكوت السماوات ...لاني انا طريق الحق والحياة .... فهنئيا لكل البشر يعيد القيامة المجيدة وللمسيحين بشكل خاص..........

7- ذكرى تاسيس الحزب الشيوعي العراقي ..
في 31 آذار 1934 قام الحزب الشيوعي العراقي تحت اسم " لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار"، ومن برنامج الحزب نقرأ : يجمع الحزب بين النضال الوطني من أجل تحقيق تطلعات وآمال شعبنا بمكوناته جميعاً ، والنضال في سبيل مصالح الطبقة العاملة والفلاحين وعامة الكادحين من شغيلة الفكرواليد.فهو حزب يضع مصلحة الشعب والوطن فوق كل اعتبار، يكافح لتحقيق استقلال البلاد وسيادتها الوطنية وبناء المجتمع الديمقراطي ومن اجل التقدم الاجتماعي والاشتراكية ، ويناهض استغلال الانسان لأخيه الانسان وكل أشكال الكبت والتعسف والقهر، ويكافح لتحرير الانسان ...، ولاطلاق طاقاته وقدراته الكامنة المبدعة. يسترشد الحزب كفاحه وفي مجمل سياسته وتنظيمه ونشاطه، بالفكر الماركسي والتراث الاشتراكي عامة، لواقع مجتمعنا المعاصر وما يشهده من تطورات في ميادينه كلها. كذلك يستوحي كل ما هو تقدمي في ارث الحضارات الرافدينية والحضارة العربية الإسلامية وسائرالحضارات الإنسانية، إلى جانب التراث الخاص بكل مكون من مكونات شعبنا: العرب والكرد والتركمان والكلدان الآشوريين السريان والارمن والأزيديين والصابئة المندائيين والشبك، ورصيدهم النضالي.
ويقف دائماً، ضد جميع أشكال الحكم الاستبدادي، والتسلط السياسي، والتمييز القومي والديني والطائفي، والتمييز ضد المرأة، ومصادرة الحقوق والحريات الاساسية.
بسبب هذا النهج وهذا الطريق الذي سلكه الحزب الشيوعي منذ نشاته والى يومنا هذا تحمل الكثير من التضحيات وقدم الالاف الشهداء عبر تاريخه النضالي الطويل فهو بحق حزب التضحيات والشهداء .. فلنمجد شهداء الحزب وتضحياته التي يقدمها من اجل العراق ومستقبل اجياله ..

كما قلنا رغم ماساة شعبنا الا ان مايجمعه اكثر بكثير من الذي يفرقهم وهذا شهر اذار خير دليل على ذلك اذا عبر بايامه بان العراقيين بمختلف اطيافهم واديانهم وقومياتهم يحتفلون بمناسباتهم السعيدة والتي بلا شك يشارك كل منهم الاخر بهذه المناسبة .. وتعزيزا لهذا النهج الوطني وتضامنا وتماسكا بوحدة هذه الارض ومستقبل هذا الشعب ، نجدهم قد امتنعوا عن القيام باي احتفالات خاصة ، واقتصرت احتفالاتهم عن الطقوس الدينية فقط ... تضامنا واستنكارا لما يجرى على ارض الواقع .
فتهانينا لشعبنا بامجاده واعياده المجيدة ...
على صخرة وحدة شعبنا تتكسر شوكت الارهاب والمجرمين القتلة ..
يعكوب ابونــــــــا .................................. 22 / اذار / 2008