Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

ما أشبه الليلة بالبارحة

من يعود بالذاكرة إلى الماضي القريب وتحديدا إلى عهد النظام السابق فان المشهد يتماثل في هزليته وسخريته مع مشهد اليوم من حيث الممارسات التي تنتهجها بعض أحزابنا العراقية التي تسعى إلى فرض أجندتها بأساليب مخادعة وضاغطة ومضللة فاقت في السوء والخبث أساليب العهد السابق ، علما والحق يقال أن نظام صدام ما كان يرفع كل هذه الشعارات الطنانة والكبيرة في الحرية والديمقراطية التي يرفعها اليوم قادة وعناوين بعض أحزابنا والتي أصمّت آذاننا واصدعت رؤوسنا وجعلتنا نتقيأ قيحاً ونتانة من فرط تداولها حتى كادت أن تكون جزءا من زادنا اليومي يقدمه لنا بعض رموز العراق الجديد مع وجبات الطعام اليومية .

نسوق هذه المقدمة على خلفية الممارسات التي تقوم بها عناصر الأحزاب الكردية وميلشياتها الغازية لمنطقة سهل نينوى ذات التكوين القومي والإثني والديني المتنوع ، وتحديدا عناصر وميلشيا الحزب الديمقراطي الكردستاني والمتمثلة في الضغط على المواطنين لانتزاع تأييدهم وإرغامهم على التوقيع في استمارات خاصة تطالب بضم سهل نينوى إلى إقليم كردستان في محاولة يائسة لإلحاق المنطقة بالإقليم المذكور من اجل الامتداد في الجسم العراقي إلى ابعد ما يمكنهم لتوسيع نفوذهم وتحقيق حلمهم في إقامة كردستان الكبرى على حساب الوطن العراقي أولا وعلى حساب المكونات التي يضمها سهل نينوى ثانيا وهي متعددة وتضم اغلب مكونات الطيف العراقي عدا الكرد إلا إذا صادروا إرادة هذه القوميات والاثنيات كما اعتادوا أن يفعلوا دائما واعتبروا زورا اليزيدية والشبك والكيكية والكلدواشور كرداً وهو ما ينكره الاصلاء من أبناء هذه القوميات .

ان الذي يزعج في الامر كله ليس هذه الممارسات والاساليب بحد ذاتها وانما تشدقهم الدائم وزعمهم بانهم مع الحل الدستوري والحضاري للمشاكل القائمة في البلد وبالتوافق والتشاور مع الاطراف المعنية كافة فيما تجري الممارسات وتنفذ المخططات على الارض من طرف واحد يعمل جاهدا على سلب الحقوق وسلخ المناطق وانتزاعها عنوة باساليب الترغيب والترهيب وشراء الذمم والوعود المعسولة بتحقيق العيش الرغيد متجاوزين الواقع والحقائق التاريخية والجغرافية والخصوصية القومية والدينية واللغوية والهوية الثقافية التي تؤكد جميعها ان المنطقة ليست ولم ولن تكون جزءا من إقليم كردستان مهما بلغت إمكانات المزورين والمضللين وسالبي حقوق الشعوب .

بالتاكيد فان الادوات التي بحوزة القوى الكردية في منطقة سهل نينوى للضغط باتجاه الهيمنة على المنطقة وضمها الى اقليم كردستان كثيرة ومتعددة واقواها تاثيرا هي الادوات المنبثقة من اوساط محلية في المنطقة والمتجسدة في بعض ذوي النفوس الضعيفة من الذين هان عليهم مصير المنطقة وارتضوا الهوان والذلة واستمرَؤا الخنوع والخضوع والارتماء في الحضن الكردي مقابل ما يغدق عليهم من مال او جاه او موقع لن يدوم لهم ولن يشفعهم يوم الحساب ، انها ادوات رخيصة وانتهازية تنكرت لنفسها واهلها وهي تساهم بشكل مباشر في تنفيذ المخطط الكردي وتوغل في العمالة والخيانة وتزوير الحقائق الى حد الادعاء الباطل بان سهل نينوى امتداد طبيعي لاقليم كردستان جغرافيا وتاريخيا وديموغرافياً ، وان ما يجمع مكوناته العرقية بالكرد اكثر مما يجمعها بالعرب وهو ما ينكره الواقع والتاريخ . لكن رغم المحاولات الجارية لابتلاع المنطقة فان الغيارى من ابنائها بكل تلاوينهم لن يخضعوا لاساليب الضغط والابتزاز والتهديد التي تمارسها السلطات الكردية وميليشياتها والرامية الى اخضاع المنطقة ودفعها لقبول المشروع الكردي ولن ينخدعوا بالوعود الزائفة في تحقيق الحلم الوردي للناس .

ان تضليل الجماهير لن يمتد لأجل غير مسمى وان الوعود الفارغة سرعان ما تدحضها الحقائق الدامغة ، لهذا لا يمكن ان تنطلي ابعاد هذا المشروع التوسعي على أبناء سهل نينوى ، وسوف لن تجد اطماعهم سبيلاً الى التحقيق ان شاء الله ، ولن تكو ن المنطقة إلا لأهلها كما كانت عبر الزمن ، وابنائها الشرفاء لن يساوموا على ارضهم وهويتهم مهما كانت المغريات ومهما اقتضى الامر من تضحيات حتى لو ارتضت حفنة من النكرات بيع نفسها للغزاة القادمين من اعالي الجبال ورهنت امرها وقرارها للطاغوت الزاحف جنوبا كالطاعون والجراد ، ولن تجدي القيادات الكردية نفعاً كل اساليب الابتزاز وشراء الذمم واستعراض القوة للتعبير عن كونهم اسياد الموقف واصحاب الصوت الاعلى لان صوت الحق هو الاقوى وارادة الناس هي الابقى وهي التي ستقبر امالهم وتطيح باحلامهم وسوف لن تفلح محاولاتهم في كم الافواه الشريفة والنيل من المواقف الصلبة ولن تثمر الاَّ عن المزيد من العزيمة والاصرار والرغبة في التصدي لمشروعهم والمقارنة بين اساليبهم المتبعة في اخضاع وتطويع الناس وبين الاساليب التي كان يمارسها نظام صدام وهو ما يردده اليوم ابناء سهل نينوى الى الحد الذي باتوا يترحمون فيه على تلك الايام التي كان للناس فيها هامش من الحرية لاسماع صوتهم والتعبير عن انفسهم ، اما اليوم فان قول كلمة الحق بوجه الظالم والتعبير عن الرأي الحر ليس ثمنه اقل من الاعتقال التعسفي للمواطن والزج به في سجون ومراكز القمع والطغيان الكردية وما اكثرها.... حقا ما أشبه الليلة بالبارحة .

لذا والحال على هذا المنوال والممارسات الكردية تتم في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع الجماهير العراقية والحكومة المركزية ومؤسساتها الدستورية وفي مقدمتها مجلس النواب ( البرلمان ) بيت الشعب الذي يفترض ان تصان فيه ومن خلاله حقوق الشعب ، فان ابناء سهل نينوى بجميع اطيافهم ينبهون الى خطورة الموقف ويناشدون الجهات المعنية للتحرك السريع وتحمل مسؤولياتها اتجاه شعبها في هذا الجزء العزيز من الوطن لانقاذه من براثن المحتل المحلي ويؤكدون ان الامور لن تستقيم على هذا النحو ومشاكل الوطن لا يمكن ان تحل بهذه الطرق وليس هذا هو المدخل الصحيح لبناء العراق واحترام حقوق كل مكوناته واشاعة وترسيخ قيم الديمقراطية والعدالة ، كما يؤكدون أيضاً ان أي استفتاء رسمي يمكن ان يتم مستقبلا في سهل نينوى يجب ان تتولاه وتراقبه وتشرف عليه جهات محايدة ونزيهة لضمان شفافيته بعيدا عن اساليب الضغط والإكراه وهذا لن يتحقق وارادة المواطن لن تتحرر قبل رفع اليد الكردية عن المنطقة بغية إشاعة الأجواء السليمة لعملية الاستفتاء المحتملة لتجنب ما شاب واعترض التجارب الانتخابية السابقة من الأساليب القهرية التي وصلت الى حد الاعتداء المباشر على المواطنين احياناً او التهديد بالاعتقال أحيانا أخرى والتي لازالت شواهدها وشخوصها ماثلة للعيان وفي الذاكرة حتى ألان .
Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
26 منظمة نسوية تطالب بتعديل الفقرة 41 من الدستور زمان/اعربت نحو 26 منظمة نسائية غير حكومية بمدينة الديوانية عن قلقها بشأن الفقرة 41 من الدستور العراقي توزيع رواتب شبكة الحماية الاجتماعية في نينوى شبكة اخبار نركال/NNN/الموصل/سالم بشير/ أعلنت مديرية شبكة الحماية الاجتماعية في نينوى عن صرف رواتب الشبكة للفئات المشمولة بها, وقال مدير دائرة الحماية الاجتماعية في نينوى منظمتا مراقبة الانتخابات سجلت خروقات خطيرة : أحزاب الائتلاف الشيعي ارهبت الناس وخدعتهم اكدت منظمتا مراقبة لعملية الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت الخميس الماضي تسجيلهما عبر حوالي 20 الف مراقب تابعين لهما خروقات وتجاوزات خطيرة خاصة من قبل الاحزاب المنضوية تحت لواء قائمة الائتلاف العراقي الشيعي الموحد في جنوب العراق انقطع التكييف عن البرلمان فظهرت المهفات بغداد- ( أصوات العراق )/أعضاء مجلس النواب العراقي الذين كانوا يتصببون عرقا فوجئوا بمن يوزع عليهم أخر ما كان يخطر على بالهم و ما كانوا بالفعل بحاجة إليه....
Side Adv2 Side Adv1