ما بين عاشورا البصرة و لافتات برطلة أين تقف الحكومة ؟
لابد من كلمة شكر لمسيحييّ البصرة عندما أعلنوا ( برضاهم )عدم الإحتفال بعيدالميلاد لمصادفته العاشر من محرم يوم إستشهاد الحسين ,وهي بادرة تكاد تجسد حقيقة وتاريخ العلاقة الحميمة التي سادت تاريخ المجتمع البصري بمختلف مكوناته, أما تصريح حسن نصرالله وقوله بأن عدم إستطاعةالأميركان حماية المسيحيين هو السبب وراء موقف مسيحيي البصرة الأخير فهو محق في إدعائه لكنه في نفس الوقت يرمي الكرة في ملعب شيعة البصرة ونتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت لأهالي البصرة .قبل أسبوعين, كنا قد نشرنا مقالا حول أوضاع ناحية برطلة ومطالب أهاليها بإحترام خصوصياتهم التاريخية والعقائدية , طالبنا في مقالنا الجهات المسؤولة في المحافظة والناحية بوجوب تحملّ مسؤولياتها وتدارك محاولات تسييس كل شيئ بهدف تأزيم وضع هذه البلدة الآمنة وتعكير صفو حياة أهلها الآمنين المسالمين, لكن يبدو أننا أحيانا نخادع أنفسنا حين نبني أمالنا من خلال مخاطبة لمسؤولين الحكوميين, فمسؤولينا على ما يبدو ليسوا معنيون بالإعلام وما يرد به من تحذيرات ووجوب بتحاشي المشكلة ومعالجتها قبل وقوعها ,كما أنهم لا يمتلكوا الفكر الإداري المقتدرلمنع وقوع المشاكل في مثل هذا الوضع المظطرب , وبسبب غياب الدور الحكومي الرسمي وضعف سلطتها القانونية والتنفيذية , وبعد أن يقع الفاس بالراس وتتدهور الأمور وتحصل الصدامات ويذهب الضحايا والحكومة نائمة نومة أهل الكهف !! مما يفسح المجال لممثل من الحزب الفلاني ليمارس أجندته ويبادر وجه من العشيرة الفلانية في غياب السلطة والقانون ويعقدوا ألإجتماعات الحزبية بينهم ليخرجوا علينا بحلول سحرية لا تصلح أن تكون حلول حقيقية لما هو قائم من مشاكل , وهذا ما حصل في برطلة بعد المشكلة التي إفتعلها السياسيون أنفسهم وليس مساكين أهالي برطلة وجيرانهم الشبك , والمضحك في الحل السحري الذي توصل إليه هوؤلاء الحزبييّون ووجهاء العشائر هو انهم توصلوا إلى (إتفاق) وما أدراك أي إتفاق , أنتبه يا سيدي القاريئ على ماذا إتفقوا, إتفقوا على إلزام مسيحيي برطلة برفع عشرة لافتات تشارك بشعائر عاشورا, يا حوم أتبع لو جريـــنا , وكأن مسيحييوا البصرة كانوا قد تلقوا طلبا من المرجعية الشيعية لم يتم الإعلان عنه أو تهديدا يلزمهم بعدم الإحتفال في عيد الميلاد لمصادفته يوم عاشورا.
أما السيد محافظ نينوى و بعد إجتماعه بممثلين من أهالي برطلة والشبك وبعد جولات تحقيقية حول مسببات المشكلة كما ورد في تصريح السيد المحافظ الذي قال فيه بأن هنالك جهة ثالثة ليست مسيحية ولا شبكية هي التي إفتعلت المشكلة وتسببت بتعكير الأجواء ,وهنا نسأل السيد المحافظ يا ترى من هي هذه الجهة؟ هل هي غير عراقيّه بحيث تكون مستثناة من سلطة وأحكام القانون التي تسري بحق كل يخل بأمن البلد وإستقرار أهله؟ .
لو جمعنا ما بين تصريح السيد المحافظ و بيان إعلان قرارات اللجنة المشكلـــّله من ممثلي أحزاب ووجهاء عشائر المخصصة لحل الأزمة و التي أعلنت أنها توصلت إلى حل النزاع ومن ضمن ما توصلت اليه هو وجوب رفع اهالي برطلة المسيحين عشر لافتات مساهمة في شعائر عاشورا, إلى ماذا سنتوصل من الجمع بين هاذين الجهدين؟ حتما سنقولها واضحة بأن حكومتنا المحلية عاجزة عن تأدية مهامها حالها حال حكومة بغداد الإتحادية كما يسميها ساستنا الإتحاديون , وأن أحزابنا وساستنا في طريقة تدخلهم ونبرة تصريحاتهم التشهيرية هم ايضا يستغلون جراحات ابناء شعبنا من أجل مصالحهم البغيضة , كان الله في عون برطلة إن كان أبو گنــــّو مترجم الوالي هو الذي يقرر ويفصلّ وبرطلة يجب ان تلبس !! وقصة أبو كنو معروفة سبق لي و حكيتها في إحدى مقالاتي قبل سنتين او أكثر لا مجال هنا لسردها ثانية.