Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

ما قل ودل : أسلحة للأستخدام الداخلي

 

                  

       

في الوقت الذي ينشغل فيه العراقيون بمعاناتهم اليومية وكابوس الموت المجاني ، وتنشغل القوى السياسية المعارضة بالأزمات التي أتقن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ، أفتعالها وعمل كل ما من شأنه تعميقها وتفاقمها و ألهاء الناس بها أطول فترة ممكنة ، يسعى هو ( المالكي )  وراء الكواليس وبعيداً عن أنظار الرأي العام  لأحكام قبضته على كل السلطات وتسخير الموارد المالية و البشرية للدولة من أجل تحقيق حلمه المستحيل في التربع على سدة الحكم في ما تبقى من العراق ، دكتاتوراٌ وزعيما أوحداً ، يتصرف بالبلاد و العباد على هواه وكما يحلو له .ولكن تحقيق هذا الحلم ليس هيناٌ من دون قمع أنتفاضة السنة وأخضاع الكرد لأرادته أو تحجيم أقليم كردستان الناهض في الأقل .

المالكي يعتقد أن حلمه لن يتحقق بالسياسة ، بل بأمتلاك قوات مسلحة مجهزة بأفتك أنواع الأسلحة من دبابات و صورايخ وطائرات مقاتلة وقاصفة و قادة أمنيين من صنعه ليكونوا رهن أشارته في خوض حروب قذرة ضد الشعب العراقي و ليس ضد عدو خارجي .

لست أنا الذي يقول هذا الكلام ، بل وسائل الأعلام الروسية التي نشرت طوال الأسبوع الماضي أخباراً وتقارير وتعليقات حول عقد صفقة أسلحة ضخمة جديدة بين العراق وروسيا ،  أبرمه وفد عراقي في الأسبوع الماضي في موسكو مع " "روسوبورون اكسبورت " لشراء طائرات مقاتلة و طائرات هيلوكوبتر هجومية  ودبابات و صوارخ و أنظمة دفاع جوى .

و حل العقد الجديد محل العقد السابق، المثير للجدل ، الذي وقعه المالكي خلال زيارته الأخيرة لموسكو في أكتوبر من العام الماضي. 

المبلغ الأجمالي للصفقة (4.2) مليار دولار لم يتغير و لكن محتوى العقد الجديد، طرأعليه بعض التغييروحسب رغبة المالكي وهي أضافة أربع طائرات هيليكوبتر هجومية الى الصفقة مقابل العمولات المدفوعة لبعض الوسطاء .

ولعل أغرب ما تضمنه العقد الجديد من شروط ما يلي :

1 –  تمتنع روسيا عن عقد صفقات تسليح مع أى طرف آخر في المنطقة .

2 – تستخدم الأسلحة التي سيتم تجهيزها بموجب العقد ، داخل العراق حصراًً.

3 – تتعهد روسيا بتجهيز الأسلحة المتفق عليها خلال عام 2013 الحالي .

هذه الشروط تفضح نيات المالكي المبيتة لشن عدوان على أقليم كردستان . 

الشرط الأول يقصد به منع بيع أى اسلحة و لو كانت خفيفة الى أقليم كردستان ، اما الشرط الثاني فهو دليل دامغ على ان شراء هذه الأسلحة ، لا يقصد به الدفاع عن العراق ضد أي عدوان خارجي محتمل ، بل لشن عدوان على الأقليم . 

وتقول التقارير الروسية أن الوفد العراقي ألح كثيراً على ضرورة تجهيز الأسلحة على وجه السرعة وفي موعد لا يتجاوز نهاية العام الحالي . وهذا يفسر النداء الذي وجهته كلية الدفاع الجوي الى طلابها السابقين للألتحاق بالكلية لمن يرغب في ذلك ، لوجود نقص في عدد الطيارين حاليأً .

و السبب الآخر لأستعجال المالكي هو خشيته من الأطاحة به ،بعد السقوط المتوقع للنظام السوري خلال الأشهر القليلة القادمة . 

ان كل من يتمعن في شروط العقد الجديد ، لابد أن يتساءل : هل مهمة الجيش – أي جيش في العالم - الدفاع عن حدود و سيادة البلاد أم شن الحروب العدوانية الداخلية ضد الشعب .

المالكي يسير على خطى صدام ،و يعتقد أن بوسعه أقامة دكتاتورية جديدة بأخضاع الشعب الكردي .  ويخيل اليه أنه سينجح في تحقيق ما أخفق فيه صدام ،  ويبدو أنه لم يتعظ يما جرى لصدام ، ولا يدرك ان الزمن تغير لصالح الشعوب  ومجازر الأنفال وحلبجة لن تتكرر ، لأن المباديء التي تحكم العلاقات الدولية اليوم ، لم تعد تسمح للطغاة بقهر شعوبهم بقوة السلاح بعيدا عن أنظار المجتمع الدولي،  أستنادا الى ذريعة عدم التدخل في الشؤون الداخلية. و أنصح المالكي أن يراجع نفسه و يستفسر من مستشاريه القانونيين ،  عن قرارات مجلس الأمن بهذا الشأن .

 ستثبت الأيام ان مصير المالكي السقوط الحتمي ، ان لم يتخل عن حلمه الجنوني المستحيل قبل فوات الأوان .

 جودت هوشيار

jawhoshyar@yahoo.com

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
الصحوة العربية من وجهة نظر روسية جودت هوشيار / ترى الأوساط الأستشراقية و الأعلامية الروسية أن الكتاب ، الذي صدر مؤخراً في موسكو تحت عنوان " الشرق الأوسط تعنيف النساء في العراق يشتدّ في رمضان… تعنيف النساء في العراق يشتدّ في رمضان… "علينا أن نتبخّر لأن الرجال صائمون" "رمضان... اتّقي الله"، و"يمعوّدة استري روحج صيامنا راح يروح من وراجِ"، و"ربج كلبها بينا من وراجن"؛ هذه العبارات كانت في انتظار الصحافية المغتربة رغد الحيالي، في أول أيام شهر رمضان الجاري، حين عودتها إلى العراق الذي غادرته في العام 2005 مرة أخرى... أنرحل .. أم نبقى .. أم ماذا؟ أقولها في حقيقة المسيرة إننا لا زلنا أمام واقع جديد ومؤلم وفي مسيرة متعِبة وفي قلق أخذ من سنّي أعمارنا والخوف من مستقبلنا ومن الآتي إلينا وما الذي سيلاقيه أجيالنا، بل أين سيكون إيمان مسيحيتهم وخاصة في ظروف عشناها بسبب داعش وإرهابه، فاليوم من المؤكد إننا أمام مفترق طرق بل أمام مجهول وضياع لم نشهد مثلهما، فالفرقة قد مَلَكَت على عقول أبناء وطننا، والكراهية أخذت مسارها في قلوبنا، والطائفية المقيتة أصبحت بركة مقدسة، والمصلحة والقومية دولة الانسان و دولة الحيوان علي فاهم/ سعى الاسلام و كل الأديان الالهية السالفة و رجالاتها من أنبياء و رسل و أئمة و دعاة و مؤمنين الى ترسيخ مباديء الانسانية و مشاعر
Side Adv2 Side Adv1