مبروك لزوعا..عاما جديدا من النضال..

تمر عقارب الساعات في المهجر مسرعة.. وبجنون.. فتمحو اياما من اعمارنا، وتسقط اوراقا من اشجارنا..ونتوقف امام هذه التحولات، بلا حول ولا قوة.. فنطوي صفحة اخرى، وتمر سنة اخرى، ونعلق امالنا على اشجار غرسها اخوة لنا في تربتنا..وعلى ارضنا.. وفي وطننا.. اشجار ترعرعت ونمت شامخة.. تحمي ابناءنا..واخوتنا.. من رياح غريبة..
مر العام 2009 بهدوء، على المستوى القومي على الاقل، فلم يشوب صفاءه سوى بعض الغيوم المتقطعة هنا وهناك.. لكنه كان عاما مميزا لاكبر مؤسسة سياسية في تاريخنا المعاصر، فهو العام الثلاثون لتأسيسها.. فمبروك لها نضالها المستمر، المطهر بدماء شهداءنا..العظام.. مبروك لكل فروعها ومحلياتها التي احيت هذه المناسبة الكبيرة.. فقد كانت بحق تظاهرة كبيرة شارك بها عشرات ان لم يكن مئات الالاف من مؤيدي الحركة في العالم اجمع.. فهذ احتفال في ارض الوطن..في نوهدرا واربيل وعنكاوا وبغداد..وذاك في سوريا واليونان وملبورن وسدني وكاليفورنيا والمانيا...والعشرات من دول العالم التي يقطنها مؤيدو زوعا..
ونقول ايضا مبروك لقادة الحركة الكبار الذين يسيرون بها بترو وخبرة ودراية في بحر السياسة العراقية متلاطم الامواج.. مبروك لاولئك الذين عملوا منذ بدايات الحركة على رفدها بالحب والدماء الزكية..
نقول مبروك لكل شهيد انار مسيرة الحركة بروحه الطاهرة، اولئك الذين رفعوا قضية الامة ، وطرقوا بها مسامع من هم في السماء.. مبروك لهم لأن المسيرة لم تتوقف رغم كل الصعاب.. ورغم كل التقلبات التي اصابت الامة من بعض الابناء الضالين..
نقول مبروك العام الجديد، على القروتاني..المقاتلين الجبابرة.. اولئك الذين يحمون وجودنا..ويحملون ارواحهم على اكفهم قبل اسلحتهم.. مبروك لهم لانهم عظام بعملهم.. ولانهم متشبثون بقضيتهم.. وبأمتهم.. مبروك لكل مدرس عظيم في مدارس التعليم السرياني، ولكل الطلاب الذين يتعلمون لغتهم، ويعلمون يقينا انه لولا الحركة الديمقراطية الاشورية، لما كان هناك تعليم سرياني في مدننا وقرانا..ولما كانت هناك حروف سريانية تسطع كشمس الحقيقة في سماء وطننا.. مبروك لكل من ساعد على تطوير تلك العملية الكبيرة، وعلى رأسهم اللجنة الخيرية الاشورية، التي دأبت منذ تأسيسها على جمع التبرعات من اجل ديمومتها.. مبروك لكل من جمع تبرعا ولكل من تبرع ولو بسنتا..او دينارا.. وطوبى لهم لانهم يساعدون ابناء شعبهم في محنهم..
نقول مبروك العام الجديد لفنانينا الكبار الذين ما برحوا يغنون لزوعا، ولمسيرته.. ولقضيته العادلة.. مبروك لشعراءنا الذين لم يتوقف قلمهم عن التغني ببطولات المناضلين من ابناء زوعا.. مبروك لاتحادات الطلبة الكلدواشورية..والنساء الاشوري.. وكل مؤسسة انبثقت عن العمل النضالي لزوعا.. فأمست صخرة يبنى عليها مستقبلا واعدا لشعب..واُمة..
مبروك لكل من كتب ودافع عن زوعا، لكل من استمر في نضاله، ولكل من ثبت على مبادئه، ولم يتقلب بتقلبات الزمان، مبروك عام مضى باشهره وايامه وساعاته، ولم تطأ تلك الرؤوس الشامخة.. ومبروك عام جديد يحمل لجميع المؤمنين بحق بقضية الامة امنيات جديدة وطموحات كبيرة، وثمارا ناضجة على ارض الواقع..
انها فرصة لنا لأن نتذكر نضالكم، ونتذكر عظيم اعمالكم، ونتذكر وقفتكم مع امتكم.. انها فرصة لان نساهم ولو قليلا بان نسطر مع امتكم اسماءكم بحروف من ذهب وحب...

سيزار هوزايا
ملبورن استراليا
نهايات كانون الاول 2009
sizarhozaya@hotmail.com