متحف لعرض شواهد الطاغية
إبراهيم الخياط 21/12/2005دعا مثقفون بارزون في بغداد الى إنشاء متحف يعرض مخلفات الحقبة المنصرمة بإعتبارها من صنف الوثائق التاريخية لذلك الماضي البغيض .
وتأتي هذه الدعوة على خلفية حملة بدأت بوادرها بإزالة النصب والتماثيل التي انتجت خلال الحقبة الدكتاتورية البائدة ، من الأماكن العامة ، حيث تم رفع نصبين أحدهما من أعمال النحات خالد الرحال ، مما يثير الخوف أن يفضي الرفع الى تحطيمها .
جاء ذلك في بيان حمل عنوان " إحفظوا شواهد الدكتاتورية … للعبرة ! " وأستهل بسؤال : (هل يعقل أن يختار الحاضر محو معالم الماضي سبيلاً لإثبات وجوده ؟ وهل ذلك ، وهو واقع ، الاّ دليل فوضى مستشرية ومبعث قلق وخشية ؟).
ووصف البيان الأعمال الفنية المنتشرة في ساحات بغداد وشوارعها بالوثائق وأنها " ليست ملك ضحاياها الأحياء وحدهم ، بل كذلك هي حق للأجيال الآتية التي يهمها معرفة الماضي بمعطياته الأصلية ". وأضاف البيان :" ومن الوفاء لأنفسنا ولأبنائنا وأحفادنا أن نجعل من تلك الكتل مرآة شاخصة لواحدة من أسوأ مراحل تاريخنا السياسي وأكثرها مأساوية ، مرآة تذكر بحالة رعب جماعي من السلطة ،وإستسلام لفروضها الغاشمة ، وقدر غير قليل من التنصل من المسؤولية الإنسانية "".
وفي الوقت الذي أكد البيان بأن ساحات بغداد والمدن الأخرى لا تصلح مكاناً لـ " أعمال فنية " من هذا النوع ، فإنه دعا الى تأسيس متحف لها " لغاية تربوية تحصن العراقيين إزاء إرهاب سلطة شمولية هيمنت ثلاثة عقود ونصف العقد من الزمن ، وتحذر من السماح بتكرار الخسارات الإنسانية الباهظة لشعبنا العراقي ".
هذا وحمل البيان إمضاءات مفيد الجزائري رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة في الجمعية الوطنية ، د. كمال مظهر أحمد ، الشيخ جلال الحنفي ، د. مالك المطلبي ، لطفية الدليمي ، محي الدين زنكنه ، ناجح المعموري ، فهد الاسدي ، عريان السيد خلف ، فاضل ثامر رئيس اتحاد أدباء العراق، ألفريد سمعان الأمين لإتحاد أدباء العراق ، شهاب التميمي نقيب الصحفيين ، حسين البصري نقيب الفنانين ، عبد الكريم الصراف رئيس تحرير جريدة 14 تموز ، سافرة جميل حافظ مدير قاعة حافظ الدروبي ومؤيد الحيدري عن الجمعية العراقية لدعم الثقافة .