متكئاً على شاهدة قبري
(1)أيها الرّبُ
لماذا لم تصنع نافذةً للسماء
حتى آتيكَ باكياً وقتما أشاء.
(2)
زمنُ ثرثرة الصّامتينَ
المعتكفين عن الشّمس قبل ولادة الريح.
اليومَ نتلوا عليكَ خبرَهم،
بالفسق المبين.
(3)
الثرثارون الثائرونَ منذ دهرٍ..
اليوم يَعتكفون.
(4)
نرسمُ كوناً ثلاثي الأبعاد.
وطناً كالورقِ يتجعّد في قبضة طفل,
ننتظر أن تنبت له ساقٌ في الظهر...
حينها يُهيّء الموتَ لموتِهِ بشكلٍ جيرافيكي.
(5)
للماءِ وجهٌ ولونٌ ورائحةً ورقبة.
للماء تكرارُ الساقية
للماءِ نـزقٌ وأرقٌ
وزاويـة.
للماء ناصيةٌ وحاشية...
للماء كل شيءٍ
إلا الارتواء.
(6)
في خبزي دمٌ وزيتونٌ.
على كفي رشوة نعشي
حافياً..
أستلقي,
متكئاً على شاهدة قبري.
(7)
أرسل أحلامك في شاحنةٍ صوبَ الوطن.
أَفرغ الحمولة،
واملأها جثثاً طريةً،
وأسماءً,
قد تذكر وجوهها.
(8)
وحيدٌ أنا في الفجر..
وفي الصُبح أسمع صوتَ
أحذيّةِ الجنودِ،
وزئير الزييل.
(9)
يا جمجمة العالم!
لم يعد يُفَكرُ العالمُ،
من خلالكِ.
(10)
ما رأيكَ أن تختارَ اليومَ لون السماء؟
وغداً ..
سنختارُ لونَ الحبل الذي
سيُوصلك لها..
(11)
تقتل أنثى العقرب، حليفها
بعد المضاجعة.
الزرافة أيضاً,
تفعل هذا في عُمق زجاجة.
(12)
تأتمِنُك الجاريات على شرفهن الثخين
نم قريرَ العين..
(13)
عيناك الزرقاوان
ستقبيان مزرقتان من لكمةِ مجهول.
(14)
ليتها لم تتحطم كل التماثيل..
ليتنا سمعنا صوتَ انسكاب النحاسِ،
ينصهرُ في فمك.
(15)
اشتر فيتو واحصل على الآخر
مجاناً..
بُنيَّ تذكر أثاثك الدائم
من الحجارة،
والطين.
القاهرة 25/10/2011
مصطفى سعيد
شاعر وروائي كردي سوري
Mustafa.saeed1976@gmail.com