Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مثقفون عراقيون يصالحون الشباب مع السينما

02/10/2006

الف ياء: تسعى منتديات سينمائية بدات انشطتها في عدد من المدن العراقية الى اعادة تواصل الجمهور مع الفن السابع الذي شهد تراجعا خلال الفترة الماضية بسبب الوضع الامني فضلا عن غياب دور العرض التي تحولت الى مستودعات او تعرضت للتدمير عمدا.

وبرزت منتديات "اصدقاء السينما" و"صحبة السينما" في الاونة الاخيرة بمبادرة عدد من المثقفين المهتمين بالشان السينمائي في محافظات ذي قار والديوانية (جنوب) حيث يسود الهدوء محافظات الجنوب بشكل عام.

وقال رئيس منتدى "اصدقاء السينما" في الناصرية (375 كلم جنوب بغداد) احمد ثامر جهاد ان "الفن السينمائي يمثل رافدا مهما للثقافة المعاصرة وله دور مؤثر في رسم معالم الحياة وهذا ما دفعنا الى تاسيس المنتدى بمبادرة شخصيات ثقافية".

واضاف "بعض منظمات المجتمع المدني ساهمت بتقديم الدعم المادي للمنتدى الذي يتخذ من قاعة للنشاط المدرسي مقرا في الوقت الحاضر ومكانا للعرض ايضا".

ويقوم المنتدى بعرض افلام سينمائية عالمية واخرى عراقية تنتمي لمراحل انتاج مختلفة، وذلك مرة كل اسبوعين بحضور عدد كبير من متابعي النشاط السينمائي والمهتمين به من مثقفين ونقاد.

وتابع جهاد ان "الحضور اللافت الذي شهدته العروض التي قدمها المنتدى دفعنا للتفكير بتخصيص ايام يكون فيها العرض فقط للعائلات التي تجد في هذا النشاط متنفسا لها".

وكان في محافظة ذي قار، وكبرى مدنها الناصرية، صالتان للعرض تعودان الى خمسينيات القرن الماضي هما الاندلس والبطحاء وقد تحولتا حاليا الى محلات تجارية بحيث لم يعد في الناصرية اي صالة خاصة بالسينما.

ومن الافلام التي عرضت ضمن فعاليات المنتدى فيلم "كراش" (تصادم) الحائز على ثلاثة جوائز اوسكار هذا العام.

ويحرص مسوؤلو المنتدى على اقامة امسيات تخصص للنقد السينمائي في ختام كل عرض.

وفي محافظة الديوانية (180 كلم جنوب بغداد) بادر عدد من المثقفين الى انشاء منتدى سينمائي اطلق عليه "صحبة السينما" ويهدف ايضا الى تفعيل المشهد الثقافي السينمائي من خلال عرض مجموعة من الافلام العراقية القديمة فضلا عن اعمال سينمائية تعود لتجارب شبابية من الداخل والخارج.

يشار الى ان التراجع السينمائي طال الصالات سواء في العاصمة او باقي المدن فقد بدات السينما تتراجع حين تحولت صالاتها الى اماكن للعرض المسرحي ابان التسعينيات عندما فرضت العقوبات الدولية على العراق نتيجة غزوه الكويت.

وتابع جهاد "منذ عدة اعوام فقدنا سحر الصالات السينمائية فالظروف والاحداث التي مرت بها البلاد منذ الثمانينات ادت الى اهتزاز الوعي السينمائي وغياب الذوق الحقيقي بعد ان بدا جيل من الشباب وخصوصا في تلك الفترة الانخراط في مشاهدة افلام سطحية وهزيلة".

واضاف "تسعى المنتديات الى اعادة صياغة علاقة جديدة بين النشاط السينمائي وجيل الشباب على اسس فنية راقية".



وبفضل تلك العروض المسرحية التي يصفها المثقفون العراقيون بانها "سطحية وهزيلة"، بدا رواد السينما يغادرون صالات العرض.

ويعتبر الواقع السينمائي الان جزءا من المشهد الثقافي العراقي الذي تعترضه المصاعب المالية وغياب المستلزمات الابداعية والفنية بسبب الاوضاع السائدة حيث تسعى المؤسسات الحكومية المعنية ومنها دائرة السينما والمسرح الى التغلب عليها.

يشار الى ان السينما العراقية يعود تاريخها الى ما قبل سقوط النظام الملكي حيث شهد عام 1957 ولادة اول فيلم مهم بعنوان "سعيد افندي" للمخرج كاميران حسني.

وبدأت دائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة اعادة الروح الى الانشطة السينمائية وبامكانات متواضعة على صعيد تنظيم عروض اسبوعية كل اثنين في بغداد يقوم بمتابعتها جمهور من محبي السينما وطلاب من اكاديمية الفنون الجميلة ومثقفون.

كما قامت الدائرة بتنظيم المهرجان الاول للفيلم التسجيلي مطلع العام الحالي حيث تم عرض تجارب اخرجها عدد من الشبان Opinions