مجلس أمن وطني ضرورة تاريخية
في مقال لزميلنا الدكتور تيسير الالوسي تحت عنوان – أسلحة لا تبنى بلاداً مخربة ولا توفر لمواطنيها الأمن والحقوق ولا هي تستعيد سيادة!؟ - للتفاصيل على الرابط أدناه!! يؤكد الدكتور الالوسي على فكرة أساسية ألا وهي : ان التسليح ضروري بعد ان تتهيأ لها أبعاد ضرورتها الأساسية ألا وهي: قيادة وطنية – اقتصاد متين – كرامة ونفسية المواطن مصانة،،،
هذه الفكرة باعتقادنا كانت محور دراسة العزيز تيسير الالوسي، وبما انه وجوب على كافة القوى الوطنية والشخصيات الأكاديمية والمستقلة وخاصة المنظمات التي تعمل في مجال حقوق الإنسان تقع على عاتقها مسؤولية تاريخية لإنقاذ العراق لما يخطط له علناً وفي الخفاء من جر العراق إلى محاور إقليمية/ طائفية من اجل السيطرة وتطبيق سياسة إسقاط الخاص على العام او تلبيس ثوب بلون معين وفرضه على الجميع، بدون النظر إلى شعور وإحساس المواطن وكرامته وأمنه وخبزه وماءه وكهرباءه ووطنيته! فعليه واجب علينا كحقوقيين ونشطا حقوق الإنسان، أفراداً ومنظمات ان نكمل احدنا الآخر ليس بالكلام والتنظير الذي قررنا جميعاً الانتقال إلى التطبيق العملي لهذه الأفكار التي تصب في خير وحق وأمان العراق والعراقيين
لا نكرر ما جاء في الدراسة المشار إليها بقدر ما نؤكد ونشدد على إنهاء حالة التخبط والفوضى والتشرذم وفقدان الأمن والأمان والخدمات ووجوب معالجة سريعة بإجراء عمليات قيصرية واستئصال لبؤر الفساد بأشكاله وأنواعه الذي ينخر في كل محطة من محطات البني الفوقية قبل التحتية، وإجراء عمليات جراحية للإرهاب الداخلي وإرهاب الميليشيات التي هي أساس البلاء في العراق وليسوا فقط الذين اعدموا مؤخراً، هنا الإعدام باتَ تلاعب بالسياسة من جهة وبمشاعر المواطن والاستخفاف به وبعقله وبكرامته!! وإلا ما معنى إعدام– مجهول – واحد لقتلة المطران الشهيد فرج رحو الذي اختطف من قبل ثلاث سيارات كان يقودها – أي العجلات الثلاثة رجل واحد مجهول اعدم لذر الرماد في العيون لأنه هذا المجهول كان فعلاً مجرماً ومحكوم عليه بالإعدام أصلا، مع العلم ان قتلة المطران رحو والآباء الشهداء الآخرين في الموصل تحديداً هم طلقاء وأحرار وحتى ان كان احدهم موقوف! لذا جاءت محكمة حقوق الإنسان في الشرق غير حكومية
هذه الحالة هي حالة العراق كله، هذه القضية تشبه القضايا الأخرى! بشكل او بآخر، انه طمس الحقيقة بكل السبل والوسائل! ورعنا في البرلمان وفي الحكومة يعرفون الحقيقة كلها وكما هي، ولكن يضعون رؤوسهم في الرمال ولا زالوا مدة 8 سنوات على هذه الحالة، فواجبنا الإنساني والوطني والحقوقي يتحتم علينا إخراج رءوسهم من هذا الرمل ليروا الحقيقة والواقع أمامهم!حتى صفقة الأسلحة الأخيرة وتنوع مصادرها هي من هذا النوع، صراخنا وصل إلى عنان السماء
دون تغيير او مجرد أمل في التغيير الحقيقي نحو خير العراق وشعبه الأصيل
لذا لابد من المطالبة بضرورة تأسيس مجلس أمن قومي كضرورة تاريخية، هذه الضرورة تحتم وجود مواصفات خاصة بأعضاء المجلس بعيداً عن الفكر المحاصصات/الطائفية، اولى هذه المواصفات هي : استقلالية الفكر الوطني! أي غير منتمي إلا للعراق وترابه وماءه حتى وان كان منتمي!! الثانية : هي النزاهة والشفافية والأيادي غير الملوثة لا بالدم ولا بالدولار! والثالثة / هي العمل والمثابرة ونكران الذات والرؤيا المستقبلية! أي قراءة الواقع
هنا يبرز سؤال بسيط: هل يوجد عراقيين بهذه المواصفات اليوم؟ في الداخل والخارج أيضا! أم نستورد من دول الجوار الستة التي تخنق عراقنا وإنساننا كل على طريقته الخاصة، ان كان قطع المياه او تصدير الإرهاب وفرق الموت
وأخيرا ليس آخراً / أيهما الأهم اليوم؟ التسليح والتهيئة لحرب داخلية لا سامح الله او خارجية وهذه ابعد من الأولى لأسباب ذاتية وموضوعية! فهل شراء الأسلحة بتدمير الاقتصاد وزيادة حرمان المواطن وإبعاد الانفراج الأمني وزيادة نسبة الفقراء والأرامل واليتامى، هو الأساس من هذا؟؟؟ أم الاهتمام بالمواطن والبنى التحتية والخدمات والأمن والماء والكهرباء واسترداد الكرامة هو الأنجع؟
الأسلحة هي للحرب والدفاع عن العراق وحقوق الشعب! طيب كيف يحارب هذا الشعب وهو جوعان وعطشان وغير آمن على أطفاله وزوجته، لا خبز ولا كرامة، فهل نكرر فرق الإعدامات في الحرب العراقية الإيرانية؟ أم نحارب الشعب كله؟ ومع من نحارب؟ هل البقاء على الكرسي يتطلب قتل العراقي لأخيه العراقي؟ أوقفوا جنون العظمة! أين هم الذين كانوا يسمونهم عظماء؟
أين أنت يا برلمان؟ لسان التاريخ طويل جداً ولا يخاف من الحقيقة؟ التاريخ والإنسان والوطن يضعكم أمام مسؤولياتكم التاريخية اليوم قبل الغد! وان لم تتمكنوا من إيقاف الطائفية/ المحاصصة فاتركوا كراسيكم لغيركم فهناك أكثر من شريف ونزيه ووطني
17 تشرين الأول 2012-10-17
http://www.sotakhr.com/2006/index.php?id=17234