مجلس الرئاسة العين " البصيرة " للحكومة العراقية
العرب تجامل حتى في التسميات وتسمي أحيانا الأشياء بغير مسمياتها الحقيقية ، فتقول للأعمى البصير ، وللأطرش الفاقد السمع السميع . كذلك جاء مجلس رئاستنا الموقر ( سميعا بصيرا ) فهو والحمد لله لم يسمع مطلقا ماذا جرى من فاجعة في يوم الأربعاء الدامي ، ولم ير أي صور مؤلمة حصلت على الأرض في بغداد التي يحكمها مجلسنا الموقر . وظهر كل ذلك في بيانه ( التاريخي ) الذي وقعه أعضاء مجلس الرئاسة وأعلنوا فيه بأن ( الصلح خير ) ، ولأن ما حصل في يوم الأربعاء الدامي لم يكن شجارا في محلة بين جار وجاره ، أو " هوشه " بين رجل وامرأته وسط حوش دارهم بل هي نكبة من نكبات العراقيين خطط لها في عقر بلاد الشام وعاصمة الأمويين فقد جاءت ضربة الجزاء التي سددها مجلس الرئاسة لمرمى هدف الحكومة العراقية ورئيسها المالكي عالية جدا وخيبت كل آمال المشجعين من العرب العاربة والعرب المستعربة والعرب المستعجمة . ولكون السياسة كما يقال ( فن الممكن ) ، فقد ضاعت ضربة الجزاء التي كان يأمل الفريق الرئاسي كسب المباراة التسقيطية بها ، وخسر المباراة صفر واحد وهاردلك للفريق الرئاسي الذي لم يحسن اختيار اللاعب الماهر لتوجيه ضربة الهدف في مرمى رئاسة الوزراء .والمشكلة ليست في الفريق الرئاسي نفسه بل في عجز كابتن الفريق الرئاسي ومدربه في اختيار اللاعبين ، حيث ضم إلى جانب كابتن الفريق وهو رئيس المجلس المتمرس في عالم السياسة شخوصا غير مؤهلة للعب أي مباراة وبأي مستوى كان . كون من اختير للعب داخل المجلس يحمل في جذوره إحنا وسجلا لا يشرف نهائيا ولا يخفى على المراقبين للعب التاريخ الأسود للاعب كان إخراجه هو ومن معه من عتاة المجرمين البعثيين كعلي صالح السعدي وصالح مهدي عماش من سجن رقم واحد كما يقول طالب شبيب في كتابه الموسوم ( عراق 8 شباط 1963 من حوار المفاهيم إلى حوار الدم، مراجعات في ذاكرة طالب شبيب ) ، هو ( انتصار لثورة 14 رمضان ) !! . وخرج ( البطل ) البعثي من السجن ليتبوأ بعد نجاح ( عروس ثوراتهم ) الدموية مسؤولية نائب رئيس الاتحاد الوطني لطلبة العراق هو ومدير مكتبه الحالي كما أشار من كتب بشجاعة كتاب ( طوارق الظلام ) ، وسجل بكل ( شرف وشجاعة ) دورا
( بطوليا ) في مسلخ الوحوش الفاشست في قصر النهاية وملعب الإدارة المحلية ملعب الأدارة المحلية فمنهم ( عدنان الناصري أو عدنان العزاوي، رجاء الخليلي، طاهر توفيق العاني، فايق توفيق ، نوري الراوي، حميد الحمداني، بهيج المدني وآخرون) ص117 .
وجاء اختيار النائب الثاني كضربة الجزاء الفاشلة التي سجلها مجلس الرئاسة ( الموقر ) حيث حفل سجله السابق يموبقات البعث وجرائمه وختمها بالتستر على ابن أخته ( أسعد الهاشمي ) المحكوم بقضية جنائية من محكمة الجنايات العليا وبقتل شابين هما ابني النائب مثال الآلوسي ، حيث آوى القاتل في بيته وتستر عليه حتى اخرج له جواز سفر حرف " ج " وأخرجه بعيدا عن أيدي العدالة العراقية ناهيك عما فعله وهو رئيس للحزب الإسلامي خاصة في محافظة الرمادي حيث فضحه أبناء الرمادي البررة .
كل هذا التاريخ المشين سجله عضوي الفريق الرئاسي لذلك كان الحنين قويا تجاه البعث وطرفه الآخر في عاصمة الأمويين التي نعتت العراقيين بعبارة ( اللا أخلاقي ) من طبيب العيون ألاختصاصي وريث عرش الدولة الأموية الثانية .
آخر المطاف : اتي رجل الى بشار بن برد ( وهو رجل كفيف أي بشار ) يسأله عن منزل احدهم كان قد ذكر له اسمه. وعبثا حاول ابن برد ان يرشده اليه؛ ولما يئس منه امسكه بيده توجها الى المنزل،وهو يردد:
اعمى يقود بصيرا لا أبا لكم .. قد ضل من كانت العميان تهديه
ولما وصلا قال له بشار: (هذا هو منزله يا اعمى!) .
* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
www.alsaymar.org
fakhirwidad@gmail.com