مجلس رؤساء الطوائف المسيحية في العراق الممثل الحقيقي لمسيحيي العراق و يسحب البساط من تحت إقدام أحزاب شعبنا ؟؟
cesarhermez@yahoo.comنبذة عن دور رجال الكنيسة وتمثيلها للمكون المسيحي في التعامل مع الحياة السياسية ومع الحكومة العراقية
لو نظرنا إلى واقع شعبنا المسيحي في العراق وعلى الأقل منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة نرى أن رجال الكنيسة كانوا ومازالوا الممثل الشرعي لشعبنا في الأمور السياسية والتعامل مع الحكومة فلو بدأنا بتأسيس مجلس الأعيان العراقي في الحكم الملكي وهو جهة تمثل الشعب بكافة انتماءاته كان ممثل المسيحيين فيه (1*)هو البطريرك مار يوسف عمانوئيل الثاني من أول مجلس أعيان سنة 1925 حتى استقالته سنة 1945 وكذلك شغل هذا المنصب البطريرك مار يوسف السابع غنيمة ( 1947 ـ 1958 ) وإذا مررنا بإحداث سميل سنة 1933 نرى أن محورها كان البطريرك مار شمعون في حواره وتفاوضه مع الحكومة العراقية ونبقى في هذه الأحداث في حماية الإخوة الاثوريين الملتجئين إلى القوش كان لسيادة البطريرك مار يوسف عمانوئيل توما الثاني دور كبير عندما استطاع في الوقت المناسب أن يجري اتصالات مباشرة مع الملك غازي ( ت . 1939 ) وجهات فرنسية رفيعة، فأسفرت هذه الاتصالات عن صدور أمر بإنهاء الفرمان السيئ الصيت..وهكذا مرورا إلى النظام الجمهوري فكان دور البطريرك مار بولص الثاني شيخو كبيرأ في عهده ( 1958ـ 1989 ) لجملة أمور معقدة أخرى ، ورغم ما كان من المعروف عن البطريرك شيخو أنه لا يحبذ الخوض في الشؤون الدنيوية ، لكن للضرورة أحكام كما يقال ، فحينما قررت الحكومة العراقية في حملتها الإيمانية تدريس القران الكريم للمسيحيين ، فقد شمر البطريرك عن ساعديه وعقد العزم على معالجة الموضوع بحزم ودراية ، وشرع في اتصالاته .لقد قابل طارق عزيز في مكتبه وطلب منه العمل لإلغاء هذا القرار ، لكنه ( طارق عزيز ) أخبره أن هذا قرار حكومي ومن القيادة ، وفيه فائدة للشعب وعلى الجميع تطبيقه . ورد عليه البطريرك بقولـه: إن المغفور له فيصـل الأول كان أفضل منكم، وخرج من المكتب غاضبـاً من كلام طارق عزيز. ..لكن بحكمته وحنكته تم ما كان يسعى له المرحوم البطريرك بولص شيخو ... وبعدها مع البطريرك مار روفائيل الأول بيداويد ( 1989 ـ 2003 ) فقد استطاع التعامل بحنكة ودراية في أعوام بعد انتهاء الحرب مع إيران ، وبعدها في الأوضاع الصعبة التي خيمت على العراق بعد احتلال الكويت وسنين الحصار الاقتصادي. وفي ظروف دولية و إقليمية معقدة، أفلح في أن يخلق علاقات متوازنة مع كل الأطراف بما فيها الحكومة العراقية ، وكنائس ومنظمات إنسانية دولية ، واستطاع أن يلعب دوراً ملحوظاً وان يحتل موقعاً متميزاً محلياً وإقليميا ودولياً . في مسألة الحصار على العراق، وكذلك في شأن المســاعدات الإنسانية التي كانت تتدفق على العراق...
بعد أحداث 2003 وتواجد الأحزاب المسيحية ما زالت الكنيسة برجالها الممثل الشرعي للشعب المسيحي في الحياة السياسية والتعامل مع الحكومات
سردت هذه الأمور باقتضاب لكي أعطي لمحة أن الحكومات العراقية المتعاقبة وأنظمتها تعاملت مع الشعب المسيحي من خلال رجالات الكنيسة .. على الرغم من أن الأنظمة والأعراف تقول لكي يحصل أي شعب أو مكون أو قومية على حقوقه ويدافع عن وجوده فعليه أن يمتلك تنظيماً سياسياً فالحقوق تؤخذ ولا تعطى ولكي تؤخذ يتطلب تواجد تنظيم سياسي أو حزب فربما قائل يقول ان الحكومات تعاملت مع رجال الكنيسة نتيجة لفقداننا لحزب او تنظيم مسيحي في كل تلك الفترة وهو امر له الكثير من المصداقية لكن لنتوقف قليلاً ونرى انجازات تواجد الأحزاب المسيحية النتيجة صفر و أتمنى أن يذكر لي احدهم ماذا قدمت الأحزاب لخير شعبنا المسيحي بعيداً عن المهاترات والمنابر الرنانة !!.. فلو لاحظنا أنفسنا بعد أحداث 2003 أن المسيحيين العراقيين لديهم من التنظيمات السياسية الكثير من الأحزاب لكنهم في نفس الوقت يفتقدون إلى مرجعية سياسية مسيحية موحدة تستطيع أن تخاطب الحكومة المركزية أو حكومة الإقليم وحتى المؤسسات الدولية !! لو قارنا أنفسنا مع الإخوة الكرد فأنهم متوحدين ومرجعيتهم وخطابهم موحد في حكومة المركز في بغداد لاستحصال وكسب كل ما يصب في خير الشعب الكردي ويرفع من مستوى وشان الإقليم لكنهم وبنفس الوقت أي الأحزاب الكردية متفرقين في الإقليم في الكثير من المفاصل ..لو رجعنا إلى وضعنا نرى انه قد صدع راس الحكومة من كثرة أحزابنا المسيحية وهي كلها تخاطب الحكومة باسم الشعب المسيحي في حين أن هذه الأحزاب مبنية على أسس قومية !! فكل حزب يطالب الحكومة والمسؤولين وفق وجهة نظر حزبه ومن المعروف أن وجهات النظر الحزبية والمطالب التي تقدم الى الحكومة العراقية الواحدة تنسخ ( تلغي )الأخرى أية محصلة كل المطالب التي تقدمها أحزابنا هي صفر !! وكلها متقاطعة مما ولد إحساس أو شعور لدى الجهات الحكومية العراقية أو في حكومة الإقليم أن هذه الأحزاب يمكن الاستفادة منها كواجهة لأنها تنسجم مع أجندات الكتل السياسة الكبيرة مما زاد حالة التشرذم لدى شعبنا وفي الكثير من الحالات تدير الحكومة العراقية ظهرها لكل المطالب التي تقدمها وتطالب بها أحزاب شعبنا وتلقي الكرة في ملعبها داعية إياها للتوحد وتوحيد الخطاب وهو حسب رأي أمر يستحيل حصوله وفق المعطيات المعروفة على الساحة وابسطها نوابنا المسيحيين الخمسة الذين لم يجلسوا مع بعض ككتلة مسيحية موحدة !!
فنتيجة لفقداننا إلى مرجعية سياسة مسيحية موحدة , أخذ رجال الكنيسة على عاتقهم القيام وتولي زمام الأمور وفق أسس وخطوات مدروسة لحماية الشعب المسيحي بعيداً عن التقاطعات السياسية وللتباحث أيضا لديمومة الحضور المسيحي في العراق ودوره الفاعل فجاء مقترح بتشكيل مجلس رؤساء الطوائف المسيحية في العراق و ترجع بدايات تشكيل هذا المجلس إلى اجتماع عقد في مقر بطريركية الكنيسة الشرقية القديمة ببغداد صباح السبت الرابع من آذار 2006 اجتماع موسع لرؤساء الكنائس في العراق، والذي جاء ضمن سلسلة من الاجتماعات التي عقدت وتضمنت مشاورات ومناقشات تهدف إلى تشكيل مجلس لرؤساء الطوائف المسيحية (رؤساء الكنائس) في العراق.
ولا اعرف بالضبط أسباب المدة الطويلة التي أدت إلى تشكيل المجلس بصيغته القانونية حتى يوم 10 – شباط 2010 بمبادرة من رؤساء الكنائس في العراق ، تم تأسيس مجلس جديد باسم "مجلس الطوائف المسيحية في العراق" ، بعد الاجتماع التأسيسي في دير القديس كرابيت التابع لمطرانيه الأرمن الاثوذكس في بغداد .
واهم ما جاء في بيانه التأسيسي
يهدف المجلس إلى توحيد الرأي والموقف والقرار في الشؤون بين كنائس العراق فيما بينها وتجاه الدولة من اجل ازدهار وتعزيز الحضور المسيحي و تفعيل التعاون والعمل المشترك دون التدخل في خصوصية الكنائس أو الكيانات الخاصة لأية منها كما جاء في المادة الثالثة من النظام الداخلي .
أن هذا المجلس سيضلع بتنشيط الحوار والمبادرات المسكونية بين الكنائس المختلفة , والانفتاح على الأخر والعلاقة مع الإخوة المسلمين ورعاية قضية التعليم المسيحي وتجديد مناهجه في المدارس الحكومية بالتنسيق مع الجهات الرسمية والعمل على تشريع قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين في العراق , وتعزيز التزام المسيحيين في الحياة العامة ضمن حقوق المواطنة والشراكة وبناء الوطن الواحد خيمة وبيتا للجميع ..
ما عسى المرء ألا أن يقف إجلالا واحتراما على تشكيل هذا المجلس لاسيما أن يقوم مقام جهة رسمية موحدة معبرة عن هموم ومعاناة الشعب المسيحي في العراق ولديها قنواتها الخاصة للتعامل مع الدولة والقانون العراقي كما يأتي تشكيله ليعطي دفعة قوية لمقررات السينودس الخاص بمسيحي الشرق الاوسط بالحفاظ على التواجد المسيحي وديمومته. فلوا لاحظنا تحركات هذا المجلس في عمره القصير تخطى مرحلة الاستنكارات والشجب لما يطال شعبنا وقد تابعته في المرحلة الأخيرة بعد أحداث كنيسة سيدة النجاة ...
1 – بعد الإحداث قام وفد من المجلس بزيارة لدولة رئيس الوزراء نوري المالكي لم افهم مغزى الزيارة على الرغم من أن رأي الشخصي يقول كان المفروض دولة رئيس الوزراء يقوم ويبادر بالزيارة أولا لكن اتضح أن الزيارة كانت للوقوف عن مطالب المسيحيين في توفير الحماية والأمان كما أن دولة رئيس الوزراء ابلغ الوفد أن الذين قاموا بالجريمة لم يكونوا عراقيين بل عرب وفي المؤتمر الصحفي الذي تلى الزيارة وعلى لسان البطريرك الكاردينال دلي قال التمسنا استجابة و إصغاء من قبل دولة رئيس الوزراء لكل مطالبنا .. ومن المفهوم أن للوفد كانت لديه مطالب وتوصيات ضرورية من اجل بقاء المكون المسيحي ولم يدخل البطريك دلي في التفاصيل ..ثم اعقب ذلك زيارة دولة رئيس الوزراء الى كنيسة سيدة النجاة بحضور البطريرك دلي والمطران متي متوكا وكان هناك حديث أخر .
لكن الصورة اتضحت عندي بعد اللقاء الذي آجراه راديو SBS الاسترالي مع جورج باكوس، المستشار السياسي لرئيس الوزراء نوري المالكي حول عملية اقتحام كنيسة سيدة النجاة الرابط أدناه
http://www.sbs.com.au/yourlanguage/assyrian/highlight/page/id/123996/t/Mr-Bakoos-Describes-Church-Rescue-Operation-as-a-Success/in/english
حيث يذكر السيد جورج باكوس انه المالكي اخبر الكاردينال دلي عن أن منفذي جريمة الكنيسة لم يكون عراقيين و أنهم كانوا عرب و كما أن المالكي طلب من الوفد أن يقدموا قائمة ب 1000 أو 2000 أو 3000 فردا من شعبنا المسيحي ليتم تدريبهم تدريباً قويا ليستطيعوا حماية الكنائس والمؤسسات المسيحية الأخرى !! وهي تختلف عن حمايات ال FBS التي كانت تحمي كنيسة سيدة النجاة فقوات ال اف بي اس ليست مؤهلة لذلك !! ومن خلال قراءتي الموضوعية لهذا اللقاء كانت هناك مطالب أخرى من قبل الوفد بتوفير فرص العمل والوظائف للمسيحيين وإناطة مهام رئيسية وإدارية لهم لخلق روح وشعور الاطمئنان لديهم !!
هل يوجد أكثر من هذه المطالب لوفد مجلس الطوائف المسيحية تعمل بشكل فعال لوقف نزيف الهجرة فيمكن مقارنتها مع ما يقوم به أحزاب شعبنا التي تطبل وتزمر لوقف نزيف الهجرة وعملها لا يذكر في هذا المجال.. في حين أحزاب شعبنا تقف وقفة المتفرج ولا تحرك ساكنة !!!
ولنتابع بعدها الإجراءات لهذه المطالب يبدو أنها كانت تحتاج إلى إطار قانوني ليتم الأخذ بها فلذلك تم تمرريها إلى مجلس النواب العراقي وتشكلت لجنة لرفع توصيات وتم التصويت عليها لهذه التوصيات ومن المعروف أن هذه التوصيات لم تحتوي على منطقة أمنة أو حماية للمسيحيين من خلال محافظة مسيحية أو حكم ذاتي علما بان السيد خالص ايشوع كان ضمن هذه اللجنة وهو من قائمة المجلس الشعبي التي تطالب بحكم ذاتي !! فخلاصة الكلام أن مطالب مجلس الطوائف المسيحية هو الذي اخذ أذان صاغية من قبل الحكومة والبرلمان وموقف المرجعية الكنسية معروف من ناحية الحكم الذاتي أو المحافظة المسيحية لذلك لم يدخل ضمن التوصيات !!
لنقرئ باقتضاب عن التوصيات
عقب مداولات ونقاشات برلمانية عراقية شارك فيها نواب ورؤساء الكتل السياسية و ممثلوهم استمرت ثلاثة أيام أصدرت لجنة خاصة شكلها مجلس النواب توصيات تدعو إلى تشكيل قوات شرطة محلية تختص بحماية المناطق المسيحية وخاصة في سهل نينوى الشمالي ومن أبنائها وتطوير شرطة حماية دور العبادة عددا وعدة وتجهيزاً وتسليحاً وتدريباً كوحدة جديدة مرتبطة بوزارة الداخلية .
مما يتضح أن التوصيات كانت معدة مسبقاً فكيف بثلاثة أيام تخرج ممكن في هذه الثلاثة أيام تم وضع الرتوش واللمسات الأخيرة عليها لا أكثر !! أي أني أؤكد على أن التوصيات هي مطالب رجال الكنيسة !!
ومن ثم أبدى رئيس مجلس النواب العراقي اهتماماً بالغاً بقضية المكون المسيحي فقد صرح أننا نعمل على تشريع قانون لحماية المسيحيين ومنع تغيير التركيبة السكانية للعراق تلتها زيارة في أول زيارة له بعد تسنمه المنصب, زار الأستاذ أسامة عبد العزيز النجيفي رئيس مجلس النواب العراقي ظهر يوم الأحد الموافق 14-11-2010 سماحة الكاردينال عمانوئيل دلي رئيس طائفة الكلدان في العراق والعالم.
حيث أكد السيد رئيس المجلس" ان امن المواطنين المسيحيين وتلبية مطالبهم هو واجب وطني علينا جميعا, مضيفا " أنكم ستجدونا في أي أزمة وآي موقف داعمين لكم ونقف معكم في نفس الخندق".
كما دعا الرئيس النجيفي المسيحيين في العراق إلى التمسك بوطنهم والثبات فيه
وان ذلك هو الرد الحقيقي على الإرهاب كما شملت الزيارة لسيادة المطران متي متوكا ولكنيسة سيدة النجاة رافق رئيس مجاس النواب العراقي كلا من السيد يونادم كنا والسيد عز الدين الدولة عضوي مجلس النواب .
وتصريح مجلس النواب العراقي السيد النجيفي بذلك لرجال الدين المسيحيين يدل على ثقل وأهمية رجال الكنيسة عند الحكومة والمرجعيات السياسية العراقية وانها الممثل الحقيقي لمسيحي العراق ...
بعدها شارك العديد من رجال الدين المسيحيين العراقيين واغلبهم أعضاء مجلس الطوائف المسيحية في مؤتمر التعايش والتسامح الاجتماعي الذي انطلقت إعماله في اربيل فقد انسحب كل ممثلي المسيحيين في هذا المؤتمر احتجاجا على مقتل الشاب فادي في الموصل ونتيجة لهذا الانسحاب توقفت أعمال المؤتمر وأجريت مفاوضات بين المنسحبين ووزيرة حقوق الإنسان وجدان ميخائيل ووزير الثقافة والشباب في حكومة إقليم كوردستان كاوا محمود للمحاولة بإعادة المنسحبين وإكمال أعمال المؤتمر
وان هذا الانسحاب جاء في وقته وبصورة نقف لها احترما لأنه جاءت لكي تلفت الأنظار إلى ما يتعرض له المسيحيين وإعطاء قوة للتعامل الجدي من الإطراف الحكومية مع قضية الشعب المسيحي ولفت الأنظار بحيث أن هذا الانسحاب يبدو قد اثر على التوصيات التي خرج بها المؤتمر التي تضمن
جملة من التوصيات والقرارات الجهات الأمنية باتخاذ الإجراءات العاجلة واللازمة على ارض الواقع من اجل توفير الحماية والأمان لأبناء مكونات المجتمع العراقي وبالأخص أبناء شعبنا من المسيحيين والصابئة المندائيين والايزيديين والشبك.
ودعا المؤتمر الوقفين السني والشيعي الى توجيه خطباء وائمة الجوامع والحسينيات في أبراز دور المكونات العراقية واحترام قيم حقوق الإنسان والمواطنة بالإضافة الى زيادة التمثيل النسبي للمكونات المختلفة للمجتمع العراقي على مستوى مجلس النواب ومجالس المحافظات والمطالبة باعادة النظر في مادة التربية الدينية والاستعاضة بدروس الثقافة الدينية وتشكيل لجنة مشتركة من وزارة التربية ووزارة حقوق الإنسان ودواوين الأوقاف لإعادة النظر بالمناهج التربية والتعليمية عبر إدخال مفاهيم التعددية باعتماد مبدأ المواطنة وحقوق الإنسان وضرورة إلغاء القرارات التي صدرت في عهد النظام الدكتاتوري البائد فيما يخص تغيير القومية وتقييد الحريات للعراقيين
بعدها
تابعت الخطوات الجريئة لمجلس رؤساء الطوائف المسيحية في العراق وخاصة البيان الذي أصدره المجلس تصريحه الإعلامي بالعدد (م ع/ 41 ـ 10) في 3 كانون الأول 2010 بشأن اجتماع مجلس رؤساء الطوائف المسيحية في العراق في المقر الصيفي لبطريركية بابل الكلدانية في عنكاوا في 2 كانون الأول 2010 لتدارس عدة مواضيع مهمة.
وقد خرج الاجتماع بجملة من التوصيات في مقدمتها: الدعوة إلى عقد اجتماع موسع يضم رؤساء الطوائف والكنائس المسيحية في العراق ومسؤولي الأحزاب والبرلمانيين المسيحيين في البرلمان العراقي وبرلمان إقليم كوردستان إضافة إلى ممثلي منظمات المجتمع المدني ونخبة من الخبراء.
وذلك بالإضافة إلى مجموعة أخرى من التوصيات ومنها تشكيل وفود من مجلس رؤساء الطوائف والكنائس في العراق للقاء أصحاب القداسة والغبطة بطاركة الشرق الأوسط، ومسؤولي الدولة ورؤساء الكتل السياسية في العراق، وجامعة الدول العربية، والمؤتمر الإسلامي، والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
وكذلك تشجيع شبابنا على الانخراط في سلك الشرطة والجيش، وحث المؤمنين على عدم بيع أراضيهم وممتلكاتهم.
وهو تأكيد أخر على ثقل رجال الكنيسة و أخذه زمام الأمور لتمثيل الشعب المسيحي في العراق وسحب البساط من تحت أقدام أحزاب شعبنا !!
كما انه مجلس الطوائف المسيحية يقوم بترجمة بيان تأسيسه ومقرراته على ارض الواقع فقد قرأت أن وفدا من الأساقفة العراقيين سيتوجه يومي 14 و15 كانون الأول/ديسمبر إلى ستراسبورغ للحديث إلى البرلمان الأوروبي وشرح موقف الأقلية المسيحية"
مما يجعلهم جهة رسمية موحدة عن شعبنا المسيحي العراقي لمخاطبة العالم الدولي للوقوف ومساندة العراق ولشرح موقف المسيحيين والخروج بالحلول الكفيلة وكل ما أتمناه وهو رجاء شخصي لاني اعرف سيقوم الأساقفة بمطالبة دول الاتحاد الأوربي بعدم تشجيع الهجرة ولكن أتمنى أن يطلبوا من الاتحاد الأوربي النظر بعين العطف على أبناء شعبنا المسيحي الواصل اليها ومنحهم حق الإقامة لأنهم قد خسروا كل ما يملكوا من أراضي وعقارات وان يساهم الاتحاد الأوربي بدعم المهاجرين المسيحيين في الأردن وسوريا ولبنان ومصر وتركيا ..الخ
وإنا أتكلم عن دور رجال الكنيسة ومجلس الطوائف المسيحية في العراق لا يمكنني أن ابخس دور مجلس طوائف المسيحية في الموصل وتعامله القوي مما يحصل لشعبنا هناك و أشيد بالدور الذي يقوم به ايضأ رجال الكنيسة في البصرة وكركوك...
وقفة قصيرة مع أحزاب شعبنا ذات النفوذ
أحزاب شعبنا ذات النفوذ استطاعت أن تصل لما هو عليها اليوم باسم مسيحيي العراق بدليل أن الهبات والعطايا المفتوحة التي تلاقها من جهات معلومة وأخرى غير معلومة تأتي باسم المسيحيين توظفها لخدمة أغراضها وايدولوجياتها الحزبية بما ينسجم مع الجهة المانحة أو الداعمة كما أن الإمبراطورية الإعلامية التي تملكها هذه الأحزاب تسخر لطيف واحد أو من يخدم أو يسار وجهة الحزب ولا يغضب الكتل السياسية التي تدعمها .. وهي أمور أصبحت معروفة لعديد من رجال الكنيسة مما يبدو دعاها إلى التحرك من اجل المصلحة العليا لشعبنا !!
سيكون اجتماع مجلس الطوائف المسيحية مع أحزاب شعبنا نقطة مفصلية للتفاهم وإيجاد طرق وافق تفاهمية للمضي قدماً من اجل خير شعبنا المسيحي في بلدنا الأم العراق ولابد من خلال هذا الاجتماع الخروج من عنق الزجاجة بين الكنيسة و الأحزاب من خلال التباحث بمسالة المحافظة المسيحية او الحكم الذاتي و الأمور المتعقلة الأخرى!!
خلاصة
كل ما أريد أن أقوله أن الثقل الكنسي في العراق من خلال تمثيله للشعب المسيحي مع الحكومة والأنظمة السياسة دائما ما قد لاقى أذان مصغية وقد عبرنا عن ذلك من خلال التأريخ و الإحداث وان الحكومة تأخذ برأي ومطالبة الكنسية من اجل الشعب المسيحي في العراق في حين تدير ظهرها لمطالب و أراء أحزاب شعبنا لفقدانها إلى مرجعية سياسة موحدة واني من مؤيدي احد رجال كنيستنا حين يقول
إني لست سياسياً لكن لدي كلمة في السياسة من اجل خير شعبنا !!
فهل سيحل مجلس الطوائف المسيحية أو رجال الكنيسة محل أحزاب شعبنا أو يكون مرجعا لهم !! فمهما طبلت الأحزاب والشخصيات بمحافظة مسيحية وحكم ذاتي لن يتم الإصغاء لهم ما لم يمر عبر المرجعية الكنسية إضافة إلى الأمور المتعلقة الكثيرة الأخرى ..
المصادر
(1*) المقدمة معظمها مأخوذة لمقال للكاتب حبيب تومي بعنوان بطريركيــة بابل على الكلــدان مسـيرة حكيمـة أيام السـلم والحرب وهي على قسمين