محال تجارية ام احزاب ورقية ؟
لا نستطيع ان ننكر او ننسى ان الشعب التركماني وانا واحدا منهم كنا اقتنعنا في الماضي القريب بانه كانت لبعض الاحزاب او الاشخاص التي كانت قد افرزتهم شعبنا بصورة او باخرى وحسب مقتضيات الوضع السياسي انذاك مواقف سياسية تفوح من مبادئه رائحة الاخلاص لشعبه حسب ما كنا نعتقده اوكانوا يعتقدونه هم ايضا تجاه الشعب التركمانيلكن التحول المفاجئ في المواقف لبعض الاشخاص او الاحزاب تجاه( القضية المركزية للتركمان والجبهة التركمانية العراقية) اثارت الكثير من الجدل والاختلاف حتى وصلت الاحوال ان اعتبرت ذلك التحول من قبل البعض (بالمؤامرة او الخيانة) وايا كانت هذه الاراء والقناعات قد يقبلها البعض ويرفضها البعض الآخرما زلنا ندور في دائرة مغلقة لتحليل وفهم هؤلاء لنصل الى حقائق ما يدور في اذهانهم
ولهذا لاحظنا بعد احتلال العراق والتغييرات التي حصلت على ارض الواقع (وسبحان مغير الاحوال)، تغير حال بعض من هؤلاء فجاة وتغيرت مع التغيير مبادئهم التي كانوا يدافعون عنها فرموها في سلة مهملاتهم ،حتى اصبحوا يلومون الماضي ونسوا انفسهم ومبادئهم تلك ،والانكى والمؤسف من ذلك نراهم اليوم يتبجحون امام الاعلام وبكل صلافة وباقوال غريبة وتصريحات تناقض مبادئهم وماضيهم تماما
والذي اثار وما زال يثير حفيظتي ان هؤلاء قد استفادوا من التغير الحاصل على الساحة العراقية اكثر من الذين ناضلوا وضحوا من اجل شعبهم وقضيتهم من قبل،والفضل تعود لسخرية القدر لان القدر يلعب احيانا بمصائر الناس ولكن ما يحتم علينا كشعب ،وجوب فرز كل تلك الحقائق كي يعلم المواطن التركماني ماذا يحصل وماذا يدور الان على ساحته ، وكيف اختلط الحابل بالنابل؟
اننا قراءنا وتعلمنا من كتب التاريخ ان امثال هؤلاء كانوا وما زالوا موجودون في كل مكان وزمان، يبدلون انتماتهم الحزبية مثلما يبدلون ملابسهم ، فمنهم من هم انتهازين ومنهم من لم يعتنقوا ولم يؤمنوا ويفهموا المبادئ مطلقا ،بل همهم الاول والاخير مصالحهم ومكاسبهم الشخصية الذي يرمون الى تحقيقها حتى وان كان ذلك على حساب فقدان لكرامتهم وهم اصلا بلا كرامة واتحدى اي واحدا منهم ان يتحدث عن الكرامة في ظل افعالهم وتاريخهم المشين
وكما قراءنا في كتب التاريخ القديم او المعاصر انه ومع كل مرحلة من مراحل التي تمر بها الشعوب تظهرعلى الساحة بعض الاشخاص او الاحزاب، منها من تدوم ومنها ما تزول وترتبط ديمومتهم او زوالهم ارتباطا وثيقا بالمواقف السياسية التي يتبنونها ،اوعلى مدى قدرتهم على حشد شعبهم لدعم مواقفهم ،او ما سيقدمونه من مشاريع تخدم القضية التي اسست الحزب من اجله
وفي العادة تظهر في بعض الاحزاب اشخاص انتهازيون يعجزون عن تحقيق مصالحهم الحزبية او الشخصية بالطرق المشروعة والمقبولة، فتراهم يحاولون بتحميل الغير سبب اخفاقهم وفشلهم في تحقيق هذه المصالح واقناع الاخرين بشتى السبل والوسائل والتعبير لجلب النظر اليهم ليحتفظوا ولو باقل المكتسبات
وكما في كافة الساحات العالمية ظهرت على الساحة التركمانية بعض من تلك الاحزاب كانت ترفع شعار الدفاع عن حقوق الشعب التركماني في الماضي وخاصة قبل الاحتلال الامريكي للعراق،ولكن وبقدرة قادر اصبحت وبشكل يثير الشك اسيرة المواقف السياسة المعادية للقضية التركمانية وحقوقها العادلة والمشروعة ،واستحق بعضهم لقب (الاحزاب الورقية) والبعض الاخر ( بالاحزاب الكردوركمانية) نتيجة الاخطاءالتي اقترفوها في مفاهيمهم ، ولتثبت وبشكل قاطع انها احزب متخبطة وبدون اجندات ، وان سلاحهم الوحيد (المبالغات والتصريحات المتناقضة الغير المنطقيه وبضع من الفقاعات الاعلامية مخالفة للشعارات التي كانوا يعلنوها في السابق )وان تصريحاتهم انية ولا تصلح الا في المناسبات فقط
ولوحظ ان بعض الاحزاب الورقية التركمانية بقت مواقفهم ضعيفا وهزيلا تجاه شعبهم التركماني ،لانهم يحملون افكار تتناقض كليا مع ما يصبو اليه الشعب التركماني في العراق وتطلعاتهم الى المستقبل ،وكما انهم لم يتعاملوا بالحرص والجدية المطلوبة منهم وخاصة تعاملهم المخيب لامال الشعب التركماني مع العدوان والاستفزازات التي تتعرض لهم شعبهم من قبل السياسة الكردية في مدن توركمن ايلي
هذه التناقضات من قبل تلك الاحزاب اوبعض الاشخاص انكشفت للراى العام التركماني وجعلت تبريراتهم لا تلقي اي اذان صاغية ،وتعتبر ذلك نتيجة حتمية للمنهجية الخاطئة التي تعاملوا بها وما زالوا يتعاملون بها مع قضايا الشعب التركماني وكما يجب ان لا ننسى (ان السبب الرئيسى انهم يعشيون بعيدا عن شعبهم بعدا حسيا ومعنويا وانهم ينظرون الى قضية شعبهم من نافذة صغيرة جدا)
اما عن السبب الحقيقي لبقائهم وديمومتهم ليومنا هذه ‘فهومرتبطة ارتباطا وثيقا برضوخهم الاستسلامي لمطالب اعداء القضية التركمانية فقط وليس لاسباب اخرى
وما حملاتهم الظالمة واستخدام حناجرهم ومنابرهم المصطنعة بين تارة واخرى عبر اعلامهم السفيهه والمعادي للقضية التركمانية لينتقدوا من خلالها (الجبهة التركمانية العراقية) وتحميلها مسؤوليات اي تخبط او اي اخفاق في تحقيق اي مطلب للشعب التركماني ،دليل على تخبط في العقلية السياسية الخاطئة التي يستخدمونها، متناسين الحقيقة بان الشعب التركماني نضج فكريا واصبح من المتابعين والمحلليين بدقة لمجريات لكل حملة اعلامية غير مدروسة حتى تحولوا في الاونة الاخيرة الى مدرسة متخصصة لاحباط اي نجاح او مشروع للجبهة التركمانية العراقية والتي تصب في المحصلة النهاية لمصلحة الشعب التركماني
ولكي لايتهمني احد بالانحيازاوالتخندق في صف الجبهة التركمانية العراقية او اي جهة كانت، فعلي ان اعترف واقر امام الملا بانني متخندق وسابقى متخندقا حتى الموت في صف الحق (صف شعبي الابي المسالم) والتي اختار بدوره وبدون اكراه او ضغط ( الجبهة التركمانية العراقية ) ليكون الممثل الوحيد والشرعي له، كما انني وللامانة والحق لا انكر ان الجبهة التركمانية وعلى راسها الاخ الدكتور(سعدالدين اركج وكوادرها المخلصين وممثليها في داخل القطر وخارجها ) وبعض الاحزاب التركمانية الاخرى ممن لا نستطيع انكار نضالها وجودها وان كانت لم تنظم الى الجبهة التركمانية كانوا يستقبلون انتقادتي اللاذعة احيانا لهم دائما برحابة صدر،ويستمعون لاراء ما تصلني من شكاوي من اخوانهم التركمان ويحاولون بقدر الامكان حللة المشاكل ما دامت الانتقادات والاراء تصب في مصلحة شعبنا التركماني وقضيته العادلة.
ان اي حزب في العالم عليه ان يعطي الحد الادنى من الاحترام للشعب الذي ينتمي الية ويعطي اهتماما بمستقبل ورفاهية لشعبه ، لكن ظهوربعض الاحزاب على الساحة التركمانية اثبتث انها احزاب ضعيفة البنية ومن هبة ريح خفيفة تتشتت كوادرها وثتبعثر، لانها احزاب بنيت بنيانها على اسس مادية وليست لها رصيد او تاريخ نضالي والبعض منها بنيت بعدة جلسات ولا تستحق حتى ان يحمل اسم الحزب,(فما بال اذا كانت تحمل اسم شعب باكمله؟)
والتسمية التي يمكن ان تطلق عليهم هو (محال التجارية وليس احزاب سياسة)، محال فتحت ابوابها في ظرف طارئ وستغلقها قريبا معلنا افلاسها لانه سوف لا تعثر على مشتري يطرق ابوابها لان كافة بضاعها مزيفة ولم يعد لها مجال للتسترخلف الشعارات الزائفة
اما عن وصول البعض الى بعض المناصب هنا او هناك فلم تكن الصعود نتيجة نضالهم او تضحياتهم من اجل مبادئ سامية تخدم شعبهم وقضيتهم اطلاقا بل نتيجة مرض جرثومي اصابهم ادى الى تكاثرهم وما تسنم البعض منهم مركز قيادي هنا وهناك كانت على حساب مبادئ لا تخدم شعبهم لا من بعيد ولا من قريب وسينقرض بمجرد حقنة مضادة للجراثيم من شعبهم
ولنميز الحسن عن الخبيث علينا ان نسلط الاضواء على احداث 1990 اولا وبعد احتلال االعراق سنة 2003 على بعض الاشخاص والاحزاب التي ظهرت وبمسميات تركمانية وبشعارات (الدفاع عن حقوق التركمان ) برعاية الحزبين الكرديين ليستخدمونهم في لحظات الحسم لصالح الاكراد
واخذ تلك الاحزاب الكردوركمانية يتراقصون فرحين على مسرح الاحداث، مع معرفة الشعب التركماني بحكم تجربتهم، ان الحزبين الكرديين تخفيهم لمراحل قادمة وان جواسيسهم مكشوفين وما هم الا رجال المرحلة الاولى وانهم سيرمون في سلة الزبالة كما من سبقهم ومع انتهاء ادوار الاحزاب الكردية الاستعمارية في المناطق التركمانية سرعان ما تنهار تلك الاحزاب الكارتونية وتنعدم من الوجود في لمح البصر ويعود سبب انهيارهم السريع الى عدم شرعيتهم ، لان شرعيتهم لم تكتسب مصداقية شعبهم التركماني ولم يتفاعلوا معها التفاعل الحقيقي
كما انهم احزاب اعتمدت على اجندة معادية لفكر شعبهم ولم يحقق اي مكسب صادق في الواقع السياسي، فولدت لتكون احزاب ورقية واجبها المناط على عاتقها هوتجميل بشرةالاحزاب الكردية ولتزرع وتشعل الفتن بين الشعب التركماني ، ولكنها ستدرك في الامد القريب انشاء الله انها سوف تموت وبدون طلقة رحمة ولكونها استمدت حياتها من اطراف اخرى
وان المحاولات المكشوفة للعيان لتلك الاحزاب او الاشخاص بالتحايل على الحقوق للشعب التركماني عبر صياغاتهم لبعض الافكار والمقترحات الخبيثة والتي وشكت ان تقترب من (صفة الخيانة بالشعب التركماني) عبر تنازلتهم عن حقوق شعبنا المشروعة في العيش بكرامة ضمن مدن توركمن ايلي الا دليل على انتهازايتهم وعمالتهم
وحتى تصريحاتهم التي يتبجحون بها احيانا بانهم الحريصون على مصلحة الشعب التركماني ما هي الا مجموعة من المكائد التي تهدف في الاساس الى تصفية القضية التركمانية لمصلحة مشروع اسيادهم الاكراد والتي تهدف ايضا الى تركيع الشعب التركماني وضرب كل عناصر القوة فيها وتحويلها الى بازار استهلاكي مرتبط وتابع للسياسة الكردية الغبية التي لم تتعلم من الدروس الكثيرة التي تلقتها عبر التاريخ
وليبرروا افعالهم وتصرفاتهم عليهم ان يجيبوا!!!!!!!!!!!!!!!!
هل منهم من حاسب وجدانه يوما ما ، لماذا يلتزم الصمت امام ما تجري في مدنهم التركمانية من ظلم واضطهاد؟
وماذا سيقول عنهم الشعب التاريخ ولماذا يفقدون شرعيتهم مع كل مرحلة ( ان كان لهم شرعية طبعا )؟
وهل سال انفسهم لماذا يخافون من المناضلين الحقيقين من التركمان؟
وهل هم قادرون على العطاء بالغالي والنفيس من اجل شعبهم؟
الجواب واضح مقدما!!!!!
لا والف لا
لماذا؟؟؟؟؟؟
لان ليس في قاموسهم عبارة العطاء لانهم تعلمواوتتدربواعلى الاخذ فقط ، وانهم مستعدون لعمل اي شي طالما هناك من يدفع اكثر
وهل يظنون ان بامكانهم دفن افعالهم والظهورعلى الساحة التركمانية بوجوه جديدة او باقنعة مزيفة ؟ الجواب واضح مقدما!!!!!
كلا والف كلا
لماذا؟؟؟؟؟؟
لان ذاكرة الشعب التركماني ليست قصيرة كما يظنوه هؤلاء بماضيهم وحاضرهم، وسوف لن ينسى الضباع النتنة ؛ولن ينسى ابدا شهداءهم الابطال الذين صعدوا المشانق وهم يهتفون (عاش التركمان)
وان ارادةالشعب التركماني بقيادة (الجبهة التركمانية العراقية) وحريتها وكرامتها بقت وستبقى الاقوى امام مكائدهم وشعارتهم المزيفة وتحايلاتهم،وانه لا يوجد اي مدخل للسلام والعيش بطمائنينة مع اعداء القضية التركمانية سوى مدخل واحد وهو مدخل العدل، وان العدل التي نصبو اليه لا يمكن تحقيقه الا ان تعاد كامل الحقوق للشعب التركماني ،وانذاك سيتحملون هم واسيادهم ساسة الاكراد المسئولية التاريخية والاخلاقية عن ما حدث وما سيحدث في المستقبل من انتهاكات وهدر في الارواح والاموال للشعب التركماني الذي رفض وسيرفض ان ينكسر ولن ينكسر بمشئية الله
اما غير ذلك علينا فنحن التركمان نقولها علانية اما الاعتراف بحقوقنا المستلبة واعادتها كاملة واما النضال حتى الموت
اما الاحزاب الورقية فسيتظران يعلق اجلا او عاجلا لافطة او اعلان على واجهة محلاتهم او ابنيتهم مكتوب عليها
( الحزب للبيع او الايجار)