Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

محمد باقر الحكيم والوحدة العراقية

لم تمض مدة طويلة على حياة السيد الحكيم عندما نستذكرها فهو منذ ظهوره القوي جعل من المهجر عنواناً له، فأصبحت مظلوميته التي خرج من أجلها ضد الطغيان البعثي ومظلومية أخرى هي المهجر.
كنت أتمنى أن أقف على سيرة السيد الحكيم وحياته التي دأب العيش فيها في المهجر وتجلياته وما رافقها من ارادة ضد الطاغية ، وقد وفقت لذلك من خلال دراسة مستفيضة لدوره الرائد في قيادة المجاميع المجاهدة ضد نظام البعث العفلقي قبل ان يتشيد المجلس الأعلى فقد كان الهدف الرئيسي له رحمه الله ان يوحــّـد جهود المعارضة العراقية ويجعلها كلمة واحدة تكون رصاصة في صدور الصداميين.
لقد اثمر هذا المنهج استقطابا للمعارضة العراقية في داخل العراق ممن كانوا متخفين وممن كانوا في ايران وممن كانوا المملكة العربية السعودية (رفحاء) والذين شاركوا في الانتفاضة الشعبية عام 1991، فكان التوجه المعنوي والواضح يديره السيد الحكيم (رض) حتى جمع أكبر قدر ممكن من الذين يعارضون النظام الصدامي الى جنبه. وللحقيقة أن غالبية الذين التحقوا في ركب السيد الحكيم لم يلتحقوا على غرار من باع ذمته بثمن بخس كما كان يحصل خصوصاً في مخيمات السعودية عندما كان قادة المعارضة العراقية يتوافدون على المخيمات لشراء أسماء اللاجئين.
صدقية منهج السيد الحكيم في توحيد ورص الصفوف العراقية حتى مع خصومه الذين كانوا يمقتون اعمالا لم يكن الحكيم طرفاً بها فأصبحت شعبيته حرة وهذا ما تجلى عندما سقط نظام البعث وانهارت دكتاتورية صدام ودخل السيد الحكيم (رض) الى العراق وكان واضحاً للعيان استقبال الجماهير الشعبية التي راحت تتراقص لمقدمه من جنوب العراق حتى وصل الى مدينة النجف الاشرف فكانت غالبية المحافظات تقيم عرسا جماهيريا حافلا لقدوم السيد الحكيم ، فأي وحدة هذه يمكن ان يجمع العراقيين عليها وأي تجليات تبرز أمام الناظر لمشهد الاستقبال الحافل بالهتافات. لاشك أنه سر الاجتذاب لعنوان كبير يمكن ان يجمع العراقيين قد يكون عنوان الابوة او عنوان القيادة او عنوان الوحدة وهذا هو السر القائم بذاته.
برمج الحكيم ذلك من خلال خطبه على منبر الجمعة في الصحن الحيدري فطرح برنامجا متكاملا لوحدة العراق ارضاً وشعباً. ونبذه لعنوان الفتنة والتفرقة الطائفية وذلك الوتر الذي كان يعزف عليه البعثيون، كما انه كان رافضاً لوجود الاحتلال الامريكي في العراق وقالها بالحرف الواحد "العراقيون قادرون على ادارة الملف الامني"، وكذلك كانت مطالبته باقامة انتخابات شرعية داخل العراق ، تلك كانت أهم النقاط الرئيسية التي تناولها خصوصاً في الجمعة الاخيرة من استشهاده (رض) والذي كنت حاضراً فيها.
ولن انسى ذلك المشهد المذهل والوحدة والالتفاف حوله في صلاة الجمعة التي انتهت بفاجعة تأريخية يستذكرها العراقيون بألم وحرقة، اما من كان حاضراً فمن الصعب أن يصف الجريمة الكبرى والمشهد المروع ، رحم الله الحكيم الذي حاول ان يجمع شتات العراقيين ويوحد كلمتهم في الخير والصلاح.




Opinions