Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

محمد عباس شهيد الغيرة

 

كان خروجه من عشيقه الاول العراق هروباً من العنف و الاضطهاد المستشري فيه أنذاك فلم يتحمل قلبه و هو يرى احد محبوبيه تأكله البغاة القساة فرحل عنه محتضناً المعشوق الاخر لأنه كان يعشق الاثنين محبوبه العراق و محبوبته الكرة فكان احدهما يذكره الاخر و لأن الكرة لم تسد مسد الوطن فأبى الا العودة اليه تاركاً الرفاهية و الترف و الراحة خلفه , حاملاُ في جعبته كرة و أحلاماً و لهفة .. عاد الى مدينته كربلاء و تعهد ان ينشيء مدرسة كروية لأطفالها و ان يأتي بمدربين من هولندا لفريقها لأنه يشعر انه مدين لهذه المدينة , ففي ازقتها ترعرع و في شوارعها تعلم كيف يدحرج اول كراته و في احضان ابنائها نمى حبه لها و لأهلها , لم يخطر في باله ان ارض الملعب الذي جاء ليسقي عشبه الاخضر سيشرب دمه ,و ان رائحة ترابه ستكون اخر العطور التي سيستنشقها و لم يخطر في باله ان القسوة و الوحشية ارتدت لباساً أخر و اسماً أخر و انها لم تغادر الملعب بل مازالت تلعب فيه , اراد ان يسجل كلمة , معتقداً ان (الكلمة ) هي العليا ( هنا ) و لم يدر ان البعض مازال يؤمن ان العصا هي فوق الجميع و ان هذا ( البعض) مازال يظن ان العراقي تابع للعصا و الدينار يسوقونه او يضربونه أو يهينونه كيفما و اينما و متى شاءوا , 

ان الشهيد محمد عباس كفاءة عراقية مغتربة اجبرته غيرته الا ان يحمل احلامه (التي تكسرت مع جمجمته عند اول عصا هوت عليه ) عائداً الى العراق فكيف احتضن العراق ابنائه المغتربين ليس غريبا ان نسمع ان طبيباً عراقياً او عالما او رياضياً جاء للعراق متلهفاً ثم غادره هارباً من هول ما رأى  من صور مشوهة لتصرفات تحسب على العراقيين اولاً , سواءاً في دوائر الدولة او في الشارع او في أي مكان فهذا المنتسب في اجهزة قوى الامن الداخلي لو كان واعياً لدوره و ومسؤوليته و واجبه بالتحديد لما قام بجريمته , هو لا يدري حدود واجباته و لا حدود صلاحياته او مسؤوليته فالكثير من منتسبي الاجهزة الامنية يعتقدون انهم فوق القانون لا حماة القانون و ان القانون اداة بيدهم لا انهم اداة القانون و وسيلة تنفيذه , و ان الشعب بخدمتهم لا انهم في خدمة الشعب كما هو معروف فهم يملكون القوة و السلطة و القانون و الحصانة , فلابد من توعية هولاء و تعريفهم لحدودهم و واجباتهم و اهمية حقوق الانسان التي هي اسمى الحقوق و ليست منة من أحد و انما حق له ان يحترم و يعامل بكل ما يجب ان يعامل به الانسان ناهيك عن التعامل مع النخبة من مثقفين و رياضيين و اعلاميين و كفاءات فضلا ان يكون هولاء من المضحين . فيجب ان ينال من اعتدى على هذا الانسان العراقي الذي أثبت عراقيته عندما عاد الى العراق ليخدم مدينته , يجب ان ينال اشد العقوبات و ان يأخذ القانون مجراه و الا تسوف القضية أو أن نضع للمعتدي المبررات فلا مبرر لمثل هولاء و هنا نشد على يد مجلس محافظة كربلاء المقدسة حيث تم الموافقة بالاجماع على تقديم مبلغ خمسة و عشرون مليون دينار و تخصيص قطعة ارض لعائلة الشهيد في كربلاء و تسمية ملعب كربلاء بأسم الشهيد محمد عباس ( رحمه الله ) و مطالبة الاجهزة القضائية بالقصاص من المذنبين و مخاطبة الاتحاد المركزي لكرة القدم لبحث كافة السبل لتكريمه بما يتناسب و تضحيته  و هذا أقل ما يمكن تقديمه , العزاء لكل من يعشق العراق  المتنا برحيلك يا أبا سمية , فانا لله و انا اليه راجعون . 

 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
الموت ينتزعنا بقسوة هادي جلو مرعي/ يأخذنا، يرينا كيف يستلب الحياة من عزيز لنا، من إنسان يهرب منه فيمسك بتلابيه ويضربه على قفاه بقوة، ثم يسأله إن كان يعي مايفعل؟ تعنيف النساء في العراق يشتدّ في رمضان… تعنيف النساء في العراق يشتدّ في رمضان… "علينا أن نتبخّر لأن الرجال صائمون" "رمضان... اتّقي الله"، و"يمعوّدة استري روحج صيامنا راح يروح من وراجِ"، و"ربج كلبها بينا من وراجن"؛ هذه العبارات كانت في انتظار الصحافية المغتربة رغد الحيالي، في أول أيام شهر رمضان الجاري، حين عودتها إلى العراق الذي غادرته في العام 2005 عذراً... يا كبارَ شعبِنا، لا تدفنوا رجاءَ شعبِكم!!! كانت المسيحية ولا زالت تنشد السلام والخير وتسعى إلى تفادي الحروب وتنشر علامة الحوار والعيش المشترك من أجل ثقافة لمحو لغة السيف والتي نهايتها سقوط الأبرياء، وازدياد مساحة الحقد والكراهية بين الشعوب، وولادة العنف والدمار لبشرية خُلقت لتكون ساعداً لبناء الخير والمحبة، وليس سبباً في تدمير ما عمّره الإنسان. ولكن مع الأسف إن أوضاعنا السياسية والإجتماعية متأزمّة إلى درجة تدمير الوطن وتقسيمه، وجعل الضعفاء الأبرياء يحملون حقائبهم ليرحلوا مهمات الحكومة الانية مواطنة عراقية تُنادي كاترين ميخائيل/ الانتخابات في اي بلد ديمقراطي حقيقي هي وسيلة لحل الخلافات والاراء المختلفة ، يُحل البرلمان ويَنتخب الشعب وتشكل حكومة جديدة
Side Adv1 Side Adv2