مَرّثية... الندى والحَجَل
(إلى طِفْلتينِ مَرقتا عنّا ... فنزّت حزوز الجبين خجلاً)لزهرتينِ ... تومضانِ برحيقٍ
يشعلُ السماءَ ويَنسجُ
غيمةً تمُطرُ الحقول،
توقظ نعاساً مبللاً بحلم قديم
لتورقَ خُضرةَ السنابلِ،
تشعلُ قناديلَها صيفاً...
لتؤلفَ حنطةً تُثير سنابِكَ الحقول
وجباهاً مُعلّلةً بعرقِ المساء.
لِوَجْنَتَيْن مَشّدودَتَيْن بالأَسيلِ
مَغْسولَتَينِ بإبريقَ يوحنا المعمدان
بِحلْمِ عَذراءَ لمَ يَمْسَسْ قَلبَها
شَغفُ الظهيرةِ ولا زَغبُ الأقحوان
للـ (جَنى ) ... جَنَّةٌ... ملائكةٌ
قطراتُ حليبٍ دانية
ورشفةٌ من سؤالٍ متعبٍ على
حرف اللسان:
" وإذا الموءودة سُئلِتْ"؟؟!!
والسؤال، نهَرُنا الدفوقُ
يخفقُ جداولَ
تتلو آياتِ الصفاءِ عَلى سُراةٍ
تركوا أجسادَهُم تَتَعشَّقُ بطللِ الزعترِ
ونشيدٌ أَرواحِهم فيروزُ الصَّباحِ/ .../
تركوا جِيادَهُم تُراكِضُ الحقولَ النافرةَ على
ربيعٍ لم تشأ للشقائقِ حُمرَتُها أن تكتمل
فاختلطَ الحليبُ الندى...
بندى الدَّمِ المسفوحِ على
وجنتيَّ (الماسةِ والجنى)....
ولــلْماسةِ ... ماسةٌ تُبرق في الذاكرةْ ...
تسّتقرُّ حيثُ تشاءُ.... نشاءْ...
ترتلُ للهِ تهليلةً
وابتهالهُا غَريدُ عصفورٍ
يغسِلُنا من الخطايا
وجَناحُ الصَوْتِ يَرِّفُّ بالرحيل...
يرشقُ نجمةً تُضيء صفحةَ الخطابِ المُعجم بالأغاني،
ما الرحيلُ إذا الجسدُ استقرَّ في لُجف المعاني؟
ما الرحيلُ يا (جنى) القلبِ و(ماسةَ) الروحِ
إذْ كَتبْنا على وجهِ السؤالِ أجوبةً بلا معنى؟.
لزهرتينِ ... لقبلتينِ ... لداليتينِ
مرثية الندى والحَجَل ...
والحلمِ المفتوحِ
والحلمِ المذبوحِ
على جسد (ماسةَ) و( جنى) "الجنتين دان".
وبأي العينين ندمعُ بجمرِنا
وبأي اليدين نداري سوأتنا
إذا ما الجسدُ استقرَّ والحجلُ اغتسلَ الندى
وعلا صوتُ اصطكاك الحليب
بحريرِ حلمِ ضفيرةٍ ودرسِ الكتاب.
*مرثية لطفلتين لم تعرفا غير لبن الطير ...من قرية تسمى (العين البيضاء قرب مدينة طوباس ) ذهبتا فكان الدم على فرش الندى فتلون الحجل... فمتى تصير العين حمراء؟