Skip to main content
مسابح‭ ‬لإنقاذ‭ ‬بسمة‭ ‬طفولة‭ ‬النازحين Facebook Twitter YouTube Telegram

مسابح‭ ‬لإنقاذ‭ ‬بسمة‭ ‬طفولة‭ ‬النازحين

المصدر: صحيفة الزمان

وسط‭ ‬مخيم‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬سوريا،‭ ‬تعلو‭ ‬قهقهات‭ ‬أطفال‭ ‬يقفزون‭ ‬داخل‭ ‬أحواض‭ ‬سباحة‭ ‬أحضرها‭ ‬متطوعون‭ ‬محليون،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬حدّة‭ ‬الحر‭ ‬ورسم‭ ‬الفرح‭ ‬على‭ ‬وجوه‭ ‬صغار‭ ‬نشأوا‭ ‬أو‭ ‬وُلدوا‭ ‬خلال‭ ‬سنوات‭ ‬الحرب‭.‬

ما‭ ‬أن‭ ‬يملأ‭ ‬متطوعو‭ ‬منظمة‭ “‬ضع‭ ‬بسمتك‭” ‬الانسانية‭ ‬المسابح‭ ‬البلاستيكية‭ ‬الثلاثة‭ ‬بالمياه،‭ ‬بعد‭ ‬تثبيتها‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬تتوسط‭ ‬خيم‭ ‬النازحين‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬كفر‭ ‬ناصح‭ ‬في‭ ‬ريف‭ ‬حلب‭ ‬الغربي،‭ ‬حتى‭ ‬يتهافت‭ ‬أطفال‭ ‬من‭ ‬أعمار‭ ‬مختلفة‭ ‬للهو‭ ‬فيها‭.‬

وعلى‭ ‬وقع‭ ‬أغان‭ ‬حماسية‭ ‬يبثّها‭ ‬مكبر‭ ‬للصوت،‭ ‬يرقص‭ ‬الأطفال‭ ‬حينا‭ ‬ويصفقون‭ ‬حينا‭ ‬آخر‭ ‬ويرشون‭ ‬بعضهم‭ ‬بالماء،‭ ‬مبتهجين‭ ‬بنشاط‭ ‬غير‭ ‬مألوف‭ ‬في‭ ‬مخيمهم‭ ‬المتواضع‭ ‬الذي‭ ‬تحيط‭ ‬به‭ ‬حقول‭ ‬زراعية‭ ‬وأراض‭ ‬جرداء‭. ‬ويقول‭ ‬النازح‭ ‬محمّد‭ ‬عز‭ ‬الدين‭ (‬38‭ ‬عاما‭)‬،‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬بينما‭ ‬يراقب‭ ‬أطفاله‭ ‬الخمسة‭ “‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يتكرر‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ ‬كل‭ ‬أسبوع‭.. ‬لأنّ‭ ‬الجو‭ ‬حار‭ ‬والأطفال‭ ‬بحاجة‭ ‬للترفيه‭ ‬عن‭ ‬أنفسهم‭ ‬واللهو‭” ‬بينما‭ “‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬ضغط‭ ‬داخل‭ ‬مخيم‭ ‬محصور‭”.‬

ويضيف‭ “‬هذه‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬يشاهد‭ ‬فيها‭ ‬أطفالنا‭ ‬هذه‭ ‬المسابح‭ ‬في‭ ‬مخيمنا‭”‬،‭ ‬موضحا‭ ‬أنه‭ “‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬ارتادوا‭ ‬المسابح،‭ ‬فأكثر‭ ‬ما‭ ‬يمكننا‭ ‬فعله‭ ‬هو‭ ‬وضعهم‭ ‬في‭ ‬وعاء‭ ‬بلاستيكي‭ ‬مملوء‭ ‬بالمياه‭” ‬متى‭ ‬توفرت،‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬التي‭ ‬تسجل‭ ‬ارتفاعا‭ ‬ملحوظا‭ ‬في‭ ‬الصيف‭.‬

‭ ‬وتعاني‭ ‬مئات‭ ‬مخيمات‭ ‬النازحين‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬سوريا‭ ‬وشمال‭ ‬غربها‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬حاد‭ ‬في‭ ‬المياه،‭ ‬يردّه‭ ‬نازحون‭ ‬ومنظمات‭ ‬محلية‭ ‬وعاملون‭ ‬إنسانيون‭ ‬الى‭ ‬توقف‭ ‬منظمات‭ ‬عدة‭ ‬عن‭ ‬تقديم‭ ‬خدماتها،‭ ‬جراء‭ ‬تراجع‭ ‬تمويل‭ ‬الجهات‭ ‬المانحة‭.‬

وبحسب‭ ‬مكتب‭ ‬تنسيق‭ ‬الشؤون‭ ‬الإنسانية‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬يحتاج‭ “‬4،1‭ ‬ملايين‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬غرب‭ ‬سوريا‭ ‬يمثلون‭ ‬ثمانين‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬السكان،‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬المياه‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي‭ ‬والنظافة‭” ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الحالي،‭ ‬لكن‭ “‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬هو‭ ‬الأقلّ‭ ‬تمويلا‭”.‬

‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬العام،‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬إمدادات‭ ‬المياه‭ ‬مجانا‭ ‬الى‭ ‬المخيم،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬يوضح‭ ‬قاطنوه‭.‬

وتقول‭ ‬حبيبة‭ ‬حمدوش‭ (‬65‭ ‬عاما‭) ‬النازحة‭ ‬الى‭ ‬المخيم‭ ‬منذ‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ “‬نحن‭ ‬كبار‭ ‬وصغار‭ ‬نريد‭ ‬المياه‭ ‬لأنها‭ ‬شريان‭ ‬الحياة‭.. ‬والمخيمات‭ ‬عطشى‭”.‬

وبينما‭ ‬يشارك‭ ‬15‭ ‬طفلا‭ ‬من‭ ‬أحفادها‭ ‬في‭ ‬النشاط‭ ‬الترفيهي،‭ ‬تبدي‭ ‬السيدة‭ ‬امتنانها‭ ‬لأن‭ “‬الأطفال‭ ‬يستمتعون‭ ‬بالمسابح‭ ‬التي‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تجلب‭ ‬السعادة‭ ‬لهم‭ ‬وتخفف‭ ‬عنهم‭ ‬الحرارة‭” ‬التي‭ ‬تلامس‭ ‬عتبة‭ ‬45‭ ‬درجة‭ ‬مئوية‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الذروة‭.‬

‭ ‬وتتحسر‭ ‬الجدة‭ ‬على‭ ‬أطفال‭ ‬المخيم‭ “‬المحرومين‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬فهم‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬المسابح‭ ‬وبعضهم‭ ‬لم‭ ‬ير‭ ‬مسبحا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ولا‭ ‬يعلمون‭ ‬كيف‭ ‬يسبحون‭ ‬حتى‭”.‬

وتوضح‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬أحفادها‭ ‬كانوا‭ ‬صغارا‭ ‬قبل‭ ‬نزوحهم‭ ‬من‭ ‬محافظة‭ ‬إدلب‭ ‬المجاورة،‭ ‬و‭”‬هنا‭ ‬في‭ ‬المخيم‭ ‬نشأوا‭ ‬على‭ ‬العطش‭ ‬والجوع‭ ‬والخيم‭ ‬والشمس‭”‬،‭ ‬مضيفة‭ “‬ليفرّح‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬أفرحهم‭”. ‬تؤوي‭ ‬المناطق‭ ‬الخارجة‭ ‬عن‭ ‬سيطرة‭ ‬الحكومة‭ ‬السورية‭ ‬في‭ ‬إدلب‭ ‬ومحيطها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬ملايين‭ ‬نسمة،‭ ‬الجزء‭ ‬الأكبر‭ ‬منهم‭ ‬نازحون،‭ ‬بحسب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

ومنذ‭ ‬سنوات،‭ ‬يعتمد‭ ‬قاطنو‭ ‬المخيمات‭ ‬المكتظة‭ ‬على‭ ‬مساعدات‭ ‬غذائية‭ ‬وطبية‭ ‬ولوجستية‭ ‬وإمدادات‭ ‬مياه‭ ‬توفّرها‭ ‬منظمات‭ ‬محلية‭ ‬ودولية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬فقر‭ ‬مدقع‭.‬

ما‭ ‬أن‭ ‬ينهي‭ ‬الأطفال‭ ‬السباحة‭ ‬حتى‭ ‬يجلسون‭ ‬حول‭ ‬طاولات‭ ‬بلاستيكية‭ ‬وضعها‭ ‬فريق‭ ‬المتطوعين‭ ‬لتناول‭ ‬العصائر‭ ‬والفواكه‭ ‬بينما‭ ‬تعلو‭ ‬الابتسامة‭ ‬وجوههم‭.‬

ويقول‭ ‬أيمن‭ ‬أبو‭ ‬تيم‭ (‬30‭ ‬عاما‭) ‬وهو‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬فريق‭ “‬ضع‭ ‬بسمتك‭” ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ “‬هنا‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬المنتجع‭ ‬أو‭ ‬الرحلة‭ ‬الى‭ ‬المسبح،‭ ‬لذا‭ ‬جلبنا‭ ‬المسبح‭ ‬إليهم‭”. ‬ويجول‭ ‬المتطوعون‭ ‬بين‭ ‬المخيمات‭ ‬مع‭ ‬المسابح‭ ‬المتنقلة‭.‬

ويقول‭ ‬أبو‭ ‬تيم‭ “‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬الطفل‭ ‬الى‭ ‬مساعدات‭ ‬فقط،‭ ‬هو‭ ‬أيضا‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬الترفيه‭ ‬واللعب‭ ‬والسباحة‭”‬،‭ ‬بعد‭ ‬13‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬نزاع‭ ‬مدمر‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬أودى‭ ‬بحياة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬مليون‭ ‬سوري‭.‬

Opinions
الأخبار اقرأ المزيد
منظمات في ميزان الدعم الاغاثي والحقوقي منظمات في ميزان الدعم الاغاثي والحقوقي • منظمة التضامن المسيحي الدولية ( CSI) وشراكتها الداعمة مع منظمة حمورابي لحقوق الانسان ( HHRO) • لماذا اختارت " CSI" " HHRO " شريكا ميدانيا اصيلا يحظى بالثقة والالتزام المبدئي في العراق • الدعم الاغاثي الذي قدمته CSI شمل الاغاثة الغذائية والصحية والتعليمية والخدمية البلدية وكل متطلبات الحياة اليومية الآخرى • الوصول مع فريق حمورابي الى أبعد المناطق النائية العراقية والمناطق الساخنة رغم المحاذير الامنية الشديدة " الموصل نموذجا " • التركيز على النازحين والمهجرين والمهمشين في الدعم ألتزاما بتقارير ميدانية دقيقة اعدتها منظمة حمورابي لحقوق الانسان عن اوضاع الايزيديين والمسيحيين والشبك والكاكائيين والتركمان وعرب واكراد وغيرهم النازحون يفضلون الخيمة على منازلهم المدمرة ومعنيون يحددون متطلبات العودة الطوعية النازحون يفضلون الخيمة على منازلهم المدمرة ومعنيون يحددون متطلبات العودة الطوعية أثار قرار الحكومة العراقية تحديد نهاية تموز المقبل موعداً نهائياً لإغلاق مخيمات النزوح، موجة من الانتقادات، فعلى الرغم من أهمية إنهاء مسلسل المعاناة المستمر منذ 10 سنوات وضرورته، إلا أن مختصين انتقدوا الإصرار على إغلاقها في ظل عدم توفير بدائل ناجعة بيان لمنظمة حمورابي لحقوق الإنسان بشأن قانون صوت عليه مجلس النواب مخالفا لحقوق الأقليات العراقية غير المسلمة •حمورابي تناشد السيد رئيس الجمهورية بالامتناع عن المصادقة على هذا القانون •منظمة حمورابي تدعو نواب الأقليات للطعن بالقانون لدى المحكمة الاتحادية •دعوة منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية الوقوف بوجه القانون المذكور بكل الوسائل السلمية الممكنة العراق يسلم معارضاً بحرينياً للكويت.. يواجه خطر العراق يسلم معارضاً بحرينياً للكويت.. يواجه خطر "المؤبد" في بلاده وسلطات بغداد بـ"مأزق" سلمت السلطات العراقية معارضاً بحرينياً محكوماً بالسجن المؤبد إلى السلطات الكويتية أثناء محاولته الدخول إلى الأراضي العراقية لتجديد إقامته، بحسب ما أفاد به مسؤولون عراقيون ومعارضون بحرينيون لمنصة "الجبال".
Side Adv2 Side Adv1