مسجد في المثنى يشرد 80 عاملاً في سوق سفوان
مصير مجهول بات ينتظر أكثر من 80 عاملا في سوق سفوان بمحافظة المثنى، بعد صدور حكم قضائي بإخلاء السوق لصالح ديوان الوقف الشيعي من أجل بناء مسجد، من دون توفير بديل للعاملين في السوق.
الحيرة والتساؤل بدت واضحة على وجوه جميع العاملين في سوق سفوان، أبو عقيل رجل في العقد الرابع من عمره، ناشد عبر "السومرية نيوز"، الجهات المعنية بإيقاف قرار الإخلاء وعدم "قطع أرزاق العشرات من العوائل التي تعتمد في قوتها اليومي على ما نكسبه من عملنا في السوق".
ويضيف "على الحكومة أن توفر لشعبها فرص العمل لا أن تعمد إلى قطع أرزاقهم"، محذرا من "مغبة تنفيذ القرار وما يخلفه من مشاكل اقتصادية وأمنية".
فيما يرى الشاب فاهم علي، صاحب متجر لبيع الملابس المستعملة (البالات)، أن تشييد مسجد في مكان السوق "مشروع غير مجد، فالمدينة لا تعوزها الجوامع ودور العبادة، وكان أولى بالحكومة المحلية الاهتمام بتطوير السوق وتنظيمه بشكل أفضل بدلا من مطالبتنا باخلاءه دون أن تكلف نفسها عناء توفير البديل وتقطع أرزاق عشرات العوائل".
وفي الوقت الذي رفض ديوان الوقف الشيعي في المثنى الإدلاء بتصريح لتوضيح الأمر، أعرب مسؤولون في الحكومة المحلية عن تعاطفهم مع العاملين في السوق، مؤكدين سعيهم لإيجاد مكان بديل يمارسون فيه نشاطهم التجاري.
ويشير نائب رئيس مجلس محافظة المثنى محمد حسوني، إلى أن "الأمر يقع خارج صلاحيات الحكومة المحلية بعد صدور أمر قضائي بإخلاء السوق في العشرين من الشهر الجاري"، لافتا إلى أن مجلس المحافظة "وجه خطابا إلى محافظ المثنى من أجل غيجاد مكان بديل للعاملين في السوق".
من جانبه، يقول مدير تنفيذ السماوة جعفر حسين شبر، إن دائرته "ملزمة بإخلاء السوق حتى لو تطلب الأمر تدخل القوات الأمنية لكون قرار المحكمة اكتسب الدرجة القطعية منذ أكثر من عام".
وينبه شبر إلى أن "أصحاب المحال والعاملين في السوق لا يملكون الحق باستغلال الأرض العائدة لديوان الوقف الشيعي"، مضيفاً "السوق لا يمتلك الصفة الشرعية، فهم لم يحصلوا على تراخيص من أية جهة حكومية لإنشاء السوق".
وكانت قوات أمنية من مكافحة الشغب قد طوقت سوق سفوان وسط مدينة السماوة مركز محافظة المثنى، يوم الأحد (22 أيلول 2013)، لإخلاء السوق بعد انتهاء المدة التي حددتها المحكمة، إلا أنها أمهلت العاملين فيه ثمانية أيام كمهلة أخيرة لرفع بضاعتهم قبل مصادرتها حين انتهاء المهلة القانونية.
يشار إلى أن القوات الهولندية التي كانت موجودة في المثنى بعد العام 2003، أنشئت سوق سفوان وجهزته بمسقفات لحماية العاملين والمتبضعين من الشمس والمطر، وشهد السوق العديد من الحرائق التي أدت إلى خسائر مادية كبيرة فضلا عن مضايقة العاملين فيه وإبلاغهم بضرورة إخلاء السوق من قبل الجهات المعنية.